فيصل الشهيل لـ «الشرق الأوسط»: النهضة لن يعود لدوري الأولى مطلقاً.. سنثبت فريقنا بين «الكبار»

الرئيس التاريخي للنادي الشرقاوي قال إن الميزانية ستصل إلى 20 مليونا.. والهلال سيمدهم باللاعبين

TT

تحدث فيصل الشهيل رئيس نادي النهضة الصاعد عن الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم وقال إن فريقه صعد إلى دوري الكبار؛ ليبقى صامدا وبقوة، مشيرا إلى أن فلسفة النهضة تقتضي عدم التفكير مجددا في العودة إلى دوري الدرجة الأولى، والتي غيبت الفريق لسنوات طويلة قد تزيد أكثر من 20 عاما بعيدا عن «الكبار».

وشدد الشهيل في حوار خاص أجرته معه «الشرق الأوسط» على أن الهدف القادم هو تثبيت الفريق في الدوري السعودي للمحترفين، واكتساب المزيد من الخبرات لفريق يبدو كامل جيله جديدا على الدرجة الممتازة، ومن ثم البدء في الارتقاء بالطموحات، من خلال المنافسة على اللقب، وهذا أمر لا يبدو مستحيلا في عالم كرة القدم. وأكد أن فريقه عاش ظروفا صعبة، وسنوات عجافا، وكان من المفترض أن يكسر هذه السنوات العجاف منذ الموسم قبل المنصرم، إلا أنه لم يوفق في جولات الحسم، وفقد نقاطا هامة جعلته يفقد الفرصة، ولكن تمت الاستفادة من الأخطاء في الموسم الماضي، ووصل الفريق للدورة الثلاثية، ومنها أثبت جدارته بالعودة إلى المكان الذي يستحقه.

وكشف الشهيل عن أن هناك نية لاستقطاب لاعبين محليين وأجانب على مستوى فني مميز وكذلك جهاز فني خبير قادر على تحقيق الطموحات مشيرا إلى أن الميزانية التي سيتم رصدها ستصل إلى 20 مليون ريال وسيتم السعي لتوفيرها من خلال الدعم الشرفي ودعم القطاع الخاص من خلال المصالح المشتركة التي تربطهم بالقائمين على النادي فضلا عن الموارد المالية التي سيجنيها النهضة من جراء المشاركة في دوري المحترفين حيث الإعلانات وغيرها كون الإعانة التي تصل من الاتحاد السعودي لكرة القدم ومستحقات النقل التلفزيوني وغيرها غير كافية ولذا يتوجب البحث عن مصادر أخرى للموارد المالية.

الشهيل أوضح كثيرا في حواره لـ«الشرق الأوسط» بما في ذلك علاقته بنادي الهلال كونه من أبرز الشرفيين في هذا النادي وكيف سيكون هناك تأثير في العلاقة بين النهضة الذي يرأس مجلس إدارته والهلال الذي يعد من أبرز شرفييه ورؤسائه السابقين.

* بداية..كيف ترى الصعود للدوري الممتاز بعد غياب طويل وهل اختصرتم الزمن في مجلس الإدارة كون فريق النهضة، حينما توليت قيادته قبل ثلاث سنوات كان يترنح ما بين دوري الأولى والثانية؟

- الصعود فعلا هو ثمرة عمل كبير قدمه مجلس الإدارة وبوقفة المخلصين من رجال النهضة الذين كان لهم دور فاعل في السراء والضراء وكانت وقفتهم مشرفة دائما، حيث إننا حينما تولينا النادي فتحنا صفحة مع الجميع وأقمنا حفلا تحت هذا العنوان وكان جميع النهضاويين على قدر الثقة التي عهدناهم بها وقدموا كل ما يستطيعون من التشجيع والدعم المعنوي والمادي وغيره وكان الجميع حقيقة، متلهفا لعودة هذا النادي العريق إلى مكانه الطبيعي بين الكبار وكانت أولى الثمار الثبات في دوري الأولى كونه الطريق الوحيد للعبور إلى الدوري الممتاز ثم تطورت الطموحات ودرسنا وضع الفريق مع أعضاء مجلس الإدارة ولم نستغن عن مشورة أصحاب الرأي والخبرة وكان الفريق في الموسم قبل المنصرم قريبا جدا من الصعود إلى الدوري الممتاز وفقد ذلك بفارق نقطة عن فريق الوحدة مع أن فريقنا كان الأقرب للصعود ولكن في جولات الحسم فقدنا نقاطا (سهلة) نظريا منها أمام فريق أحد الذي خسرنا أمامه في الدمام وكان أحد الهابطين لدوري الثانية ولكن ما حصل لم يحبطنا ويثبط عزيمتنا فواصلنا الجهد والعمل والصرف المالي ولم تقف الصعوبات الكثيرة التي صادفتنا عائقا أمام تحقيق الطموحات والحمد لله أن الإنصاف تحقق لنا في الدورة الثلاثية للصعود كون فريقنا بشهادة الجميع كان الأحق لمرافقة العروبة إلى دوري «عبد اللطيف جميل» فهو الأفضل من حيث عدد الأهداف بعد نهاية الدوري وكان من الظلم أن يفقد الصعود من خلال ملحق الدورة الثلاثية وعشنا حقيقة على أعصابنا حتى انتهت مباراة الخليج والرياض التي كانت ماراثونية حتى الدقائق الأخيرة منها حيث كان النظام يعطي الرياض حق التأهل لو أنه سجل هدفا إضافيا في المباراة التي انتهت بثلاثة أهداف لهدفين ولكن الحمد لله لم تتجاوز المباراة هذه النتيجة وتأهل الفريق الأحق مع كل الأماني للخليج والرياض في المواسم الماضية.

* ما أبرز الصعوبات التي صادفتكم في الموسم الماضي؟

- أبرز الصعوبات كانت تلاحق المدربين حيث قاد الفريق أكثر من ثلاثة مدربين في موسم واحد وهذا شيء بالتأكيد لا يساعد على الاستقرار الفني، ولكن مع ذلك لم نستسلم للظروف وحاولنا بشتى الطرق أن نهيئ الأجواء المناسبة كون لدينا هدف يتوجب تحقيقه ولو أننا لم نوفق لن نستسلم فلا حياة مع اليأس.

* هل كانت بيئة العمل في نادي النهضة طاردة حتى يرحل أكثر من مدرب في وسط الموسم من خلال الاستقالة؟

- أبدا بل بيئة خصبة مهيأة للعمل المنظم والاحترافي وهذا الكلام بشهادة كل من عمل في النادي ويمكن العودة إلى ما ذكره المدربون الذين استقالوا مثل محمد الدو الذي رحل مبكرا لظروف والده الصحية وضرورة بقائه بجانبه وكذلك جلال قادري الذي لم يفوت فرصة العرض المقدم له ليكون مساعدا لمدرب منتخب بلاده تونس، حيث رحل في وسط الموسم أو بالأحرى في جولات الحسم ولكن كانت لدينا العزيمة والإصرار والثقة في لاعبينا للقدرة على المواصلة مع المدرب المؤقت التونسي أيضا أيمن مخلوف والحمد لله تحققت الطموحات بعد عمل شاق عملناه وبتكاتف الجميع.

* هناك من يرى أن فريق النهضة بوضعه الحالي لا يستطيع الصمود في دوري الكبار كون كثير من لاعبيه من أصحاب الخبرة ولكنهم لا يمكنهم المواصلة بقوة لموسم طويل، ما الخطط التي وضعتموها من أجل تحقيق أهدافكم في الموسم المقبل والمواسم اللاحقة؟

- بالطبع الفريق يحتاج إلى التدعيم بلاعبين على مستوى فني جيد يلبي الطموحات ويساعد على تحقيق المطلوب وهو الثبات في دوري «عبد اللطيف جميل» وحقيقة تم تشكيل لجنة من أصحاب الخبرة من أجل القيام بهذا الدور ولدينا الثقة بقدرة هذه اللجنة التي تضم أسماء خبيرة ولها باع في هذا المجال من كونها مارست كرة القدم أو أنها تولت مسؤوليات في وقت سابق مثل المدرب فيصل البدين الذي درب المنتخبات السعودية للفئات السنية وغيره من النجوم السابقين الموجودين في اللجنة والتي قد لا يسع المجال لذكر أسمائهم.

* ما طموحاتكم في الموسم المقبل الذي سيكون الأول للفريق في دوري الكبار بعد غياب أكثر من عشرين عاما؟

- الطموح لا يتجاوز الثبات في هذا الدوري وعدم العودة السريعة إلى دوري «ركاء» لأندية الدرجة الأولى وبعد أن نحقق هذا الهدف الذي رسمناه في الموسم الأول سيكون الطموح مختلفا في الموسم الثاني، حيث سنبحث عن الوصول لمراكز الوسط وبعدها بالتأكيد سيتطور طموحنا للتقدم خطوات للأمام ولا أبالغ إن قلت السعي للمنافسة على المراكز المتقدمة قائم، مادام الطموح موجودا والكرة لا تعطي سوى من يعطيها.

* هل تحقيق فريق الفتح بطولة دوري «زين» للأندية الممتازة في الموسم المنصرم سيكون له أثر إيجابي عليكم من الناحية المعنوية على الأقل أم أنه سيمثل لكم ضغوطا من أجل إعادة فريقكم تحقيق هذا الإنجاز؟

- بالطبع الفتح يشكل مثالا مشرفا للطموح وتجاوز كل الصعوبات وإلغاء المستحيل من الطموحات فالفتح الذي لا يملك مئات الملايين وليس لديه رعاة كبار تفوق على الأندية الجماهيرية والكبيرة بإمكانيات متواضعة وما قدمه الفتح بالتأكيد يمثل لنا كنهضاويين بل ولجميع الأندية التي تصنف أنها صغيرة نموذجا للطموح الذي يمكن أن يكسر المستحيل في مقابل أندية كبيرة.

* هل نادي النهضة قادر على جلب لاعبين على مستوى فني عال في دوري «جميل»، وما حقيقة مفاوضاتكم للاعبين كانوا في أندية الممتاز حينما كان الفريق في الأولى؟

- لدينا ميزانية سنسعى لتوفيرها أولا ثم نفاوض اللاعبين قدر الإمكانيات المتاحة وأما موضوع اللاعبين المميزين فالنهضة سبق وأن فاوض لاعبين على مستوى فني عال في المواسم الأخيرة من بينهم مهند عسيري، حينما كان يلعب في الوحدة وغيره من اللاعبين المميزين ولكن لم نوفق في جلب البعض خصوصا أن الأسعار عالية جدا وكذلك دخول أندية كبيرة على الخط ولكن كما قلت لدينا الرغبة في جلب لاعبين على مستوى فني مميز قادرين على خدمة الفريق في الموسم المقبل.

* وماذا عن الجهاز الفني.. هناك أسماء طرحت مثل الروماني الشهير بلاتشي وغيره، هل تم التوصل إلى اسم المدرب وهل أبلغتم بلاتشي تحديدا بطموحاتكم، خصوصا أنه عرف أنه مدرب بطولات وهذا ما جعل الإعلام يطلق عليه لقب (صائد البطولات)؟

- بالتأكيد أي مدرب نفاوضه نبلغه بطموحاتنا مهما يكن اسمه وإذا كان لديه الاستعداد للعمل معنا من أجل تحقيق الطموحات سيكون العمل ناجحا بالتأكيد ولدينا كثير من الأسماء من المدربين وندرس عدة خيارات، وهناك كما قلت لجنة تقوم بدورها في هذا الشأن ولكن المؤكد أننا لن نجلب أي مدرب قبل أن نتيقن أنه قادر على التماشي مع خططنا وطموحاتنا.

* كونك عضو شرف هلالي بارز وأحد رؤساء هذا النادي العاصمي الكبير، هل ستسعى لاستغلال علاقتك بصناع القرار في البيت الهلالي لجلب لاعبين من نادي الهلال ممن يمكنهم خدمة النهضة ولا يضر رحيلهم فريق الهلال؟

- بالطبع علاقتي مع الهلال قوية كما هو الحال مع جميع إدارات الأندية بالمملكة وسأبذل كل الجهود من أجل أن أقدم للنهضة الشيء الذي يستحقه وحقيقة إدارة الهلال مستعدة لتسهيل انتقال لاعبين للنهضة، كما أن هناك أندية أخرى من بينها لتدعيم فريقنا بلاعبين نحتاجهم ولكن من المؤكد أن اللاعب الذي يحتاجه ناديه من الصعوبة أن يتنازل عنه لنا.

* هل سنرى «ديربي» زمان بين الاتفاق والنهضة يعود في الموسم المقبل، أم أن النهضة يحتاج لسنوات حتى يكون على قدر المنافسة في هذا الديربي؟

- واثق من أن النهضة سيكون على قدر التطلعات في الموسم المقبل ولن يكون فريقا ضعيفا وسهلا وسنقدم مع شقيقنا الاتفاق مباريات جميلة تعيد ذكريات زمان بين الناديين الشرقاويين الكبيرين.

* في حفل الصعود الذي أقيم بعد أقل من 48 ساعة من التأهل عبر ملحق الدورة الثلاثية حضر كثيرون للنادي بعد غياب دام أكثر من 20 عاما لبعض الجماهير، وهذا يعني أن هذه الجماهير اختفت مع تراجع الفريق، هل تتوقع أن يكون الوضع مختلفا في المواسم المقبلة وتكون مدرجات النهضة مشتعلة بالجماهير أم أن ما حصل لا يعدو كونه نشوة أفراح الصعود؟

- جمهور النهضة يفوق التصورات في وفائه ويكفي أنه صبر لسنوات طويلة حتى تحقق الحلم ولذا أثق تماما من أن هذا الجمهور لن يختف عن المدرجات وسيكون حضوره فعالا في الموسم المقبل.

* أخيرا البعض يرى أن نادي النهضة من أقل الأندية اهتماما بالفئات السنية مقارنة بالاتفاق والقادسية أو حتى الخليج وهجر والفتح وغيرها من أندية الشرقية. هل لديكم نية لتعزيز الاهتمام بهذه الفئة التي تشكل ركيزة أساسية لمستقبل النادي؟

- عززنا تركيزنا في السنوات الأخيرة للاهتمام بهذه الفئات والتي تمثل بالتأكيد مستقبلا مشرقا للنادي وتحديدا في لعبة كرة القدم ولذا أعتقد أن القيام بدعم هذه الفئات بات أكثر أهمية في الفترة القادمة وسنعمل على تعزيز العمل مع هذه الفئات.