الأندية الإنجليزية تنفق 1.6 مليار جنيه إسترليني على رواتب اللاعبين

الأجور تلتهم أكثر من ثلثي عائدات مسابقة الدوري الممتاز

TT

أشار التقرير السنوي لصحيفة الـ«غارديان» البريطانية عن الوضع المالي للأندية الإنجليزية إلى أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قد أنفقت 1.6 مليار جنيه إسترليني على الأجور، التي دفع أغلبها للاعبين، لتلتهم الرواتب بذلك أكثر من ثلثي العائد القياسي للدوري الإنجليزي الممتاز، التي بلغت 2.4 مليار جنيه إسترليني موسم 2011/ 2012.

وأضاف التقرير أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قد أنفقت 67 في المائة من إيراداتها على الرواتب، مقابل 68 في المائة موسم 2009/ 2010، و69 في المائة موسم 2010/ 2011، أي 1.6 مليار جنيه إسترليني موسم 2011/ 2012، و1.5 مليار جنيه إسترليني موسم 2010/ 2011، و1.4 مليار جنيه إسترليني موسم 2009/ 2010، وهو ما يعني أن الأندية الإنجليزية قد أنفقت 4.5 مليار جنيه إسترليني على الأجور وحدها خلال السنوات الثلاث الماضية. ولا تشمل هذه الأرقام المبالغ التي تم دفعها لوكلاء اللاعبين، والتي وصلت إلى 77 مليون جنيه إسترليني خلال الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) 2011 وسبتمبر (أيلول) 2012.

وتشير تلك البيانات إلى تحسن الأداء المالي لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز، ففي موسم 2009/ 2010، تكبد 16 ناديا من إجمالي أندية الدوري الممتاز البالغ عددها 20 ناديا، خسائر تصل إلى 484 مليون جنيه إسترليني، ثم انخفضت هذه الخسائر في موسم 2010/ 2011 لتصل إلى 361 مليون جنيه إسترليني. وفي موسم 2011/ 2012، انخفض عدد الأندية التي تكبدت خسائر إلى 12 ناديا فقط بإجمالي خسائر بلغ 205 ملايين جنيه إسترليني. ويعزى هذا الانخفاض الكبير في الخسائر إلى نادي مانشستر سيتي الذي نجح في تخفيض خسائره من 197 مليون جنيه إسترليني عام 2011 إلى 99 مليون جنيه إسترليني العام الماضي. أما فيما يتعلق بالديون، فتصل ديون نادي مانشستر يونايتد إلى 420 مليون جنيه إسترليني، كما دفع النادي 50 مليون جنيه إسترليني كفائدة على تلك الديون، في حين وصل إجمالي صافي الديون للأندية الـ20 إلى 2.4 مليار جنيه إسترليني.

ولا تفصل الحسابات السنوية للأندية بين أجور اللاعبين وكبار الموظفين والإداريين، ولكن الشيء المؤكد هو أن اللاعبين يحصلون على نصيب الأسد من الرواتب. ويأتي نادي مانشستر سيتي على رأس قائمة الأندية الأكثر إنفاقا على الرواتب بـ202 مليون جنيه إسترليني، بفارق 30 مليون جنيه إسترليني عن نادي تشيلسي الذي أنفق 173 مليون جنيه إسترليني. وأعلن نادي مانشستر سيتي أن هذه الرواتب تم دفعها لـ467 موظفا بالنادي، ولكن عندما نعرف أن النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز يحصل على راتب أسبوعي يصل إلى 198 ألف جنيه إسترليني، ندرك على الفور أن اللاعبين هم من يحصلون على السواد الأعظم من تلك الرواتب. ولا يجب نسيان أن نجم مانشستر يونايتد واين روني يحصل على راتب أسبوعي يصل إلى نحو 250 ألف جنيه.

أما فيما يتعلق برواتب العاملين بأندية الدوري الإنجليزي الممتاز، فيحصل الرؤساء التنفيذيون على رواتب جيدة للغاية بالمقارنة بنظرائهم في الشركات المماثلة، حيث يحصل المدير التنفيذي لنادي مانشستر يونايتد ديفيد جيل على أجر سنوي يصل إلى 2.6 مليون جنيه إسترليني، ليكون بذلك صاحب أعلى أجر بين المديرين التنفيذيين للأندية الإنجليزية. وبالنسبة للموظفين الآخرين في المطاعم وغيرها فيحصلون على الحد الأدنى من الأجور، حيث أشار استطلاع أجرته شبكة الأجور العادلة عام 2008 إلى أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تدفع لعمال النظافة وباعة البرامج وموظفي المخازن 5.52 جنيه إسترليني في الساعة، وحث رئيس بلدية لندن، بوريس جونسون، الأندية اللندنية على زيادة هذا المقابل إلى «أجر يمكنهم من توفير متطلبات المعيشة».

ولم تستجب الأندية لتلك المطالب، ومؤخرا تعرضت بعض الأندية، من بينها ريدينغ وسوانزي سيتي، لانتقادات شديدة بسبب إعلانها عن الحاجة إلى توظيف خريجين مؤهلين تأهيلا جيدا، ويشترط حصولهم على درجة الماجستير في مجال العلوم، للعمل (دون أجر) في تحليل أداء اللاعبين. وعلى الجانب الآخر، ارتفعت أجور اللاعبين بصورة مذهلة منذ عام 1992 بسبب زيادة عائدات البث التلفزيوني وارتفاع أسعار تذاكر المباريات، وهو ما دفع الأندية إلى اتخاذ قرار بالحد من زيادات أجور اللاعبين عندما تبدأ صفقة البث التلفزيوني الجديدة، التي تصل قيمتها إلى 5.5 مليار جنيه إسترليني - خلال الفترة بين موسمي 2013 و2016.

جدير بالذكر أن نادي مانشستر يونايتد حصد 60.8 مليون جنيه إسترليني من العائدات التلفزيونية موسم 2012 - 2013، متجاوزا بذلك فرق الدوري الأخرى. وكان يونايتد النادي الأكثر مشاهدة، حيث أذيعت 25 من بين 38 مباراة للفريق.

وحل مانشستر سيتي في المركز الثاني بانخفاض بلغ 4 في المائة، حيث حصل النادي على 58.1 مليون جنيه إسترليني، بينما حصل نادي كوينز بارك رينجرز على 39.7 مليون جنيه إسترليني.

وبموجب قواعد اللعب المالي النظيف التي سيطبقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، سيتعين على الأندية تخفيض خسائرها إلى 35 مليون جنيه إسترليني سنويا إذا كانت مدعومة من أموال ملاكها، و5 ملايين جنيه إسترليني فقط إذا لم تكن مدعومة من ملاكها. وعلينا أن ننتظر لنرى ما الذي ستقوم به الأندية بالمال الذي ستوفره من الحد من الزيادات في أجور اللاعبين. وقد منحت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز 12 مليون جنيه إسترليني فقط للأندية الشعبية، وهو المبلغ الذي لا يتجاوز 0.5 في المائة من دخل الأندية، على الرغم من تعهد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بإنفاق 5 في المائة من إيراداتها على تطوير كرة القدم في الأندية الشعبية.