تستعد إسبانيا، بطلة العالم وأوروبا، للمشاركة في بطولة كأس القارات لكرة القدم التي تنطلق منافساتها في وقت لاحق من الشهر الحالي بخوض مواجهتين وديتين في الولايات المتحدة أمام هايتي وآيرلندا. وأمام هايتي اليوم في ميامي، سيتطلع فيسينتي ديل بوسكي مدرب إسبانيا لتحديد المهاجم صاحب المستوى البدني والفني الأفضل لقيادة هجوم البلاد خلال بطولة كأس القارات. وبمجرد وصول منتخب إسبانيا إلى فلوريدا يوم الأربعاء الماضي، سئل ديل بوسكي ما إذا كان يعتزم اللعب بسيسك فابريغاس في نفس مركز رأس الحربة كما فعل في بطولة الأمم الأوروبية السابقة «يورو 2012». وبغموضه المعتاد، أجاب ديل بوسكي: «سنرى ما إذا كنا سنلعب برأس حربة شكلي أم حقيقي. إنه مركز مهم بالفريق. ولكننا لم نجد رأس الحربة الصريح الذي نبحث عنه، رغم أننا منحنا الفرصة من قبل لكل من ألفارو نيغريدو وفيرناندو توريس وروبرتو سولدادو وديفيد فيا». وأضاف: «أتمنى لو كان لدينا مهاجم بحالة جيدة.. نحتاج إلى لاعبين بإمكانهم اللعب لمباراة كاملة».
ومن المرجح أن يبدأ ديل بوسكي مباراة اليوم بفيا أو توريس في المقدمة، رغم أن كليهما لم يظهر بالمستوى المقنع في الموسم المنتهي. ولكن لو أخفق هذان اللاعبان في استغلال الفرصة اليوم، فمن المرجح أن يحول ديل بوسكي تركيزه إلى سولدادو الذي تألق مع بلنسيه في الآونة الأخيرة. وقال ديل بوسكي: «يجب ألا نخسر عاداتنا الجيدة التي اكتسبناها عبر السنين.. التمتع بأجواء جيدة داخل الفريق هو أمر بالغ الأهمية، حيث تجمع العلاقات الجيدة بين اللاعبين ووسائل الإعلام».
وأضاف: «علينا أن نحافظ جميعا على الروح التنافسية التي حولت هذه المجموعة من اللاعبين إلى فريق فائز.. أعتقد أن اللاعبين ما زالوا متعطشين لتحقيق المزيد من النجاح». وأكد ديل بوسكي أنه سيواصل اعتماده على قائد الفريق إيكر كاسياس في حراسة المرمى الإسباني رغم ندرة مشاركات اللاعب مع فريقه ريال مدريد منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي بسبب خلافه القوي مع مدرب ريال مدريد وقتها البرتغالي جوزيه مورينهو. وقال ديل بوسكي: «لقد تألمنا كثيرا لما حدث معه.. لأن رجلا مثله اضطر إلى أن يعاني بهذا الشكل بعد كل ما حققه من إنجازات.. ولكنه كان متعقلا للغاية في رد فعله، فقد آثر الصمت وواصل تدريباته وقام بكل شيء على النحو الصحيح».
ووصف ديل بوسكي كاسياس بأنه «أسطورة»، واعترف بأن قائد ريال مدريد مر «بوضع عصيب» بسبب جلوسه بديلا مع نادي ريال مدريد. وأكد مدرب إسبانيا «نعرف أنه أسطورة في كرة القدم الإسبانية، فلم يحقق أحد ما حققه، وفجأة أصبح في وضع عصيب». وفي تصريحات صحافية، أكد المدير الفني للمنتخب أنه يكن احتراما كبيرا «لقرارات الأندية ومدربيها». وشدد المدرب عندما سئل عن رأيه في قرار مورينهو بإجلاس واحد من أهم اللاعبين في تاريخ الكرة الإسبانية على مقعد البدلاء في ريال مدريد: «لست أنا من سيتفوه ولو بكلمة، ولا حتى بابتسامة، في هذا الموضوع». من ناحية أخرى، تتطلع هايتي المتواضعة، التي لم تحقق أي إنجاز في ملاعب كرة القدم منذ تقدمها على إيطاليا في مباراة ببطولة كأس العالم 1974، لمواجهة أبطال العالم اليوم. وقال المدافع المخضرم فرانتس بيرتين: «ستكون فرصة مثيرة بالنسبة لنا، لكي نظهر أن كرة القدم تحقق تقدما في بلادنا».