كأس القارات.. فكرة سعودية تحولت إلى ثاني أهم بطولة عالمية

أطلقها الأمير الراحل فيصل بن فهد بداية التسعينات بالرياض

TT

في بداية التسعينات الميلادية أطلق الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبد العزيز، الرئيس السابق للاتحاد العربي للألعاب الرياضية الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ فكرة إقامة بطولة تجمع بين أفضل منتخبات القارات الخمس بالتنسيق مع الاتحاد الآسيوي وبموافقة من الاتحاد الدولي (فيفا).

وسرعان ما أبصرت الفكرة النور وتحولت إلى بطولة حملت أكثر من تسمية؛ فكانت الأولى «بطولة القارات»، والثانية «بطولة الاتحادات القارية على كأس الملك فهد»، والثالثة «بطولة الفيفا للقارات على كأس الملك فهد»، إلى أن استقرت على التسمية الأخيرة وهي «كأس القارات للفيفا». وبعد النجاح الذي أصابته النسختان الأولى والثانية اللتان أقيمتا في السعودية صاحبة الفكرة، كان لا بد للاتحاد الدولي من أن يتبنى هذه المسابقة لتكتسب صفة العالمية وتصبح بالتالي ثاني أهم مسابقة بعد كأس العالم، وأشرف الفيفا على النسخة الثالثة وارتأى رئيسه السابق البرازيلي جواو هافيلانج لأن تقام في السعودية أيضا مكافأة لها على جهودها.

تجدر الإشارة إلى أن إقرار البطولة باسم الملك فهد لم يكن مجرد صدفة ولم يأت من فراغ، فالكأس هي هدية شخصية من العاهل السعودي، إذ صنعت على نفقته الخاصة مساهمة منه في دعم البطولة. وكان لا بد من أن تخرج المسابقة من السعودية لأول مرة بعد اعتمادها من قبل الفيفا، فاستضافت المكسيك نسختها الرابعة من 24 يوليو (تموز) إلى 4 أغسطس (آب) 1999. وبدأت المشاركة بأربعة منتخبات في الدورة الأولى، ثم اتسعت إلى ستة في الثانية، واستقر العدد على ثمانية في الثالثة والرابعة وفي الدورات التي ستليها.

* الدورة الأولى

* أقيمت في الرياض من 15 إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1992 بمشاركة أربعة منتخبات، هي: السعودية الدولة المضيفة وبطلة آسيا 88، والأرجنتين بطلة أميركا الجنوبية 91، والولايات المتحدة بطلة الكأس الذهبية لاتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، وساحل العاج بطلة أفريقيا، وغابت الدنمارك بطلة أوروبا لارتباط 14 من لاعبيها الأساسيين المحترفين مع أندية خارجية.

وفي الدور الأول، الذي أقيم بطريقة خروج المغلوب، فازت السعودية على الولايات المتحدة 3 - 0. والأرجنتين على ساحل العاج 4 - 0. وتأهل الفائزان إلى المباراة النهائية. وفي مباراة المركز الثالث فازت ساحل العاج على الولايات المتحدة 5 - 2. فيما أحرزت الأرجنتين اللقب على حساب السعودية 3 - 1 أمام أكثر من 75 ألف متفرج ملأوا مدرجات استاد الملك فهد. سجل للأرجنتين رودريغيز (18) وكانيجيا (24) وسيميوني (64)، وللسعودية سعيد العويران (65)، وقاد المباراة الحكم ليم كي توشنغ من موريشيوس، واختير الأرجنتيني فرناندو رودوندو أفضل لاعب، وتوج مواطنه غابرييل باتيستوتا هدافا للبطولة مشاركة مع الأميركي موراي (هدفان لكل منهما).

وأقيمت الدورة الثانية من 6 إلى 13 يناير (كانون الثاني) 1995 بمشاركة ستة منتخبات وزعت على مجموعتين ضمت الأولى المكسيك بطلة الكونكاكاف، والدنمارك بطلة أوروبا، والسعودية الدولة المضيفة، والثانية الأرجنتين بطلة أميركا الجنوبية وحاملة اللقب، ونيجيريا بطلة أفريقيا، واليابان بطلة آسيا.

في المجموعة الأولى فازت المكسيك على السعودية 2 - 0، والدنمارك على السعودية 2 - 0، وتعادلت الدنمارك مع المكسيك 1 - 1. فتساوتا نقاطا وأهدافا في الصدارة فتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح لحسم الموقف بينهما، ففازت الأولى 6 - 5 وبلغت المباراة النهائية. وضمن المجموعة الثانية فازت نيجيريا على اليابان 3 - 0، والأرجنتين على اليابان 5 - 1. وتعادلت الأرجنتين مع نيجيريا 0 - 0، فتأهلت الأولى إلى النهائي لمواجهة الدنمارك. وحلت المكسيك ثالثة بتعادلها مع نيجيريا 1 - 1 ثم فوزها عليها بركلات الترجيح 6 - 5.

وفي المباراة النهائية، على استاد الملك فهد أمام أكثر من 25 ألف متفرج، فازت الدنمارك على المكسيك 2 - 0 سجلهما ميكايل لاودروب (8) وبيتر راسموسن (75). قاد المباراة الحكم الإماراتي علي بو جسيم، واختير الدنماركي براين لاودروب أفضل لاعب، في حين توج المكسيكي لويس غارسيا هدافا للبطولة برصيد ثلاثة أهداف. وكانت الدورة الثالثة قد أقيمت من 12 إلى 21 ديسمبر (كانون الأول) 1997 بمشاركة ثمانية منتخبات لأول مرة وزعت على مجموعتين، ضمت الأولى البرازيل بطلة العالم، والسعودية بطلة آسيا والدولة المضيفة، والمكسيك بطلة الكونكاكاف، وأستراليا بطلة أوقيانيا، والثانية الأوروغواي بطلة أميركا الجنوبية، وتشيكيا وصيفة بطلة أوروبا بعد اعتذار ألمانيا، والإمارات العربية المتحدة وصيفة بطلة آسيا (السعودية صاحبة الضيافة)، وجنوب أفريقيا بطلة أفريقيا. وتأهلت البرازيل وأستراليا والأوروغواي وتشيكيا إلى نصف النهائي، وأقيمت المباراة النهائية على استاد الملك فهد أمام أكثر من 25 ألف متفرج، وفازت البرازيل على أستراليا 6 - 0 سجلها رونالدو (15 و28 و59) وروماريو (38 و53 و75 من ركلة جزاء). واختير البرازيلي دنيلسون أفضل لاعب، وتوج روماريو هدافا للبطولة برصيد سبعة أهداف.