وصل عرض نادي مانشستر سيتي بالفعل إلى مبلغ الـ40 مليون يورو من أجل الظفر بخدمات مهاجم الميلان ستيفان الشعراوي. ولكن هناك أيضا خدمات الأرجنتيني كارلوس تيفيز ضمن محتويات العرض المثير للاهتمام الذي ينوي النادي الإنجليزي تقديمه للميلان. وللدقة يذكر أن مسؤولي النادي الإنجليزي أعربوا عن استعدادهم لدفع 25 مليون يورو فضلا عن بطاقة المهاجم تيفيز والتي تقدر بـ15 مليون يورو نظير الحصول على بطاقة الفرعون الصغير. ورغم أنه من الناحية النقدية قد يقبل الميلان ببيع بطاقة ستيفان مقابل 40 مليون يورو إلا أنه ينبغي أيضا وضع في عين الاعتبار أن راتب المهاجم الأرجنتيني ينطوي على تكاليف بعيدة عن المعايير المالية الحالية للنادي الإيطالي. في الواقع يذكر أن تيفيز يتقاضى راتبا سنويا يقدر بـ8.5 ملايين يورو صافي بينما يصل سقف الرواتب في الميلان إلى أربعة ملايين يورو فضلا عن مليون يورو مرتبط بالمكافآت الخاصة ببطولة دوري أبطال أوروبا. يضاف إلى ذلك أن عقد مهاجم سيتي سينتهي مع ناديه الحالي في غضون سنة وأن قيمة بطاقة تيفيز في سوق الانتقالات بالنسبة إلى الميلان تعد مرتفعة جدا. وليس بالسر أن الميلان قد يفضل جني مزيد من الأموال مقابل التضحية ببطاقة الفرعون الصغير. وعلى هذه الأسس لا يمكن مواصلة الحديث عن وجود تفاهم بين الطرفين بهذا الصدد، ولكن المفاوضات الآن أكثر من واضحة وتنعم برغبة طيبة من كلا الطرفين في إتمامها. ولا يمكن إغفال أنه من عام ونصف العام دخل الميلان ومانشستر سيتي في مسار تصادمي من أجل كارلوس. ولكن في تلك الحالة كان هناك تدخل من جانب الإنتر (والمدرب مانشيني) لشد الفتيل. النادي الإنجليزي لم يرحب بالتفاهم بين المهاجم الأرجنتيني مع أدريانو غالياني، كما اتسمت وقتها مفاوضات وصول تيفيز إلى إيطاليا بالتعثر والمضايقات. ولكن في النهاية تم إيجاد التفاهم، فحسب رفض باتو الانتقال إلى باريس سان جيرمان عرقل كل شيء. ولكن منذ ذلك الحين والعلاقات بين الناديين ظلت رائعة، والدليل صفقة بالوتيللي. من أجل هذا أيضا يمكن اعتبار نادي برلسكوني ذي ميزة في عملية تيفيز، على حساب اليوفي أيضا. بالتأكيد، ينبغي احترام معايير اقتصادية بعينها ومن السابق لأوانه الحديث حاليا عن نهاية سعيدة للمفاوضات. ولكن على أي حال الانطباع السائد هو أن، بعد سقوط حق الفيتو الخاص بعدم بيع الشعراوي، هذه القصة قريبا ستكون لها عناوين مدوية.
يذكر أن أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان لديه التفويض الرئاسي بعدم تغير الحسابات. وعليه سوف تستمر سياسة التمويل الذاتي، كل عملية شراء في الميلان مرتبطة فحسب بعملية بيع محتملة. فريق الميلان المكون من 25 عنصرا بات واضح المعالم ولتحسين هذا الكيان ينبغي وضع التضحيات في عين الاعتبار. وفي انتظار حدوث تطورات جديدة بشأن المفاوضات مع نادي تشيلسي بشأن الغاني بواتينغ ومع نادي سانتوس بصدد روبينهو، الآن بات من الضروري الوصول إلى نتائج بشأن الشعراوي. وفي حال رحيل الفرعون الصغير عن الميلان لا ينبغي إغفال فرضية البحث عن بديل، هذا في حال الوصول مع مانشستر سيتي إلى اتفاق على أساس الأموال فحسب، وفي هذه الحالة سيكون الميلان في حاجة إلى رأس حربة للوجود إلى جانب بالوتيللي. وهنا يبزغ اسم إليساندرو ماتري المهاجم الشاب نضج في قطاع الناشئين بالميلان، وهذا الأمر بالطبع في صالحه. ولكن بالأحرى يحظى ماتري أيضا بتقدير المدرب أليغري الذي اعتمد على اللاعب أيام قيادته لفريق كالياري. يذكر أن نادي اليوفي يضع ماتري منذ فترة على قائمة سوق الانتقالات وأيضا تكلفة بطاقته تبدو معقولة (نحو 12 مليون يورو). وهذا الأمر لا يحتاج لإتمام صفقة الشعراوي، فالاتصالات بين تورينو وميلانو بهذه الصدد قد بدأت بالفعل. ولا جدوى من القول بأن ملعب سان سيرو يدور بالفعل حاليا في رأس ماتري. كل شيء سيحدث في وقته ولكن هذا هو سيناريو الأسابيع القادمة، الإغراء قوي للغاية. وفي إطار متصل، كتب مهاجم الميلان بالوتيللي بعض التغريدات على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بصدد ما حدث له خلال لقاء الجمعة الفائت في براغ. يذكر أن بالوتيللي تعرض للطرد خلال لقاء المنتخب الإيطالي أمام نظيره التشيكي في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 بعد حصوله على الإنذار الثاني في اللقاء. وأثناء دخول ماريو إلى غرفة خلع الملابس أخذ المهاجم الإيطالي ينفس عن غضبه بتوجيه الركلات واللكمات هنا وهناك.
وعلى متن طائرة العودة إلى إيطاليا بدأ ماريو الدخول على موقع «تويتر» من هاتفه الجوال. وقد شعر اللاعب بالاستفزاز تجاه أراء بعض «متابعيه» ورد عليها بغضب. وها هي بعض التغريدات الساخنة التي كتبها بالوتيللي في ليلة العودة من براغ ردا على بعض الأشخاص: «اكتبوا أيضا كل ما يحلوا لكم، ولكن في بطولة كأس القارات شجعوا منتخب آخر، أقول لكم ذلك من قلبي وأعيدوا رؤية المباراة كلها جيدا) ». وكتب أيضا: «أنا اعرف جيدا ما هو التواضع وأنا شخص علمني والداي التهذيب والاحترام، أما أنتم فلا تعرفونني على الإطلاق». وكذلك: «حسنا، إذن لا تشاهدون المنتخب ولا تشاهدوني ولا تشغل حيزا في صفحتي على (تويتر) شكرا». وأخيرا: «أنا إيطالي وأتمنى الخير لمنتخب بلادي، ولكني لست سوبرمان. إذن عليكم أن تتحلوا أنتم بالاحترام». وفي نحو الساعة الثانية والنصف من صباح يوم السبت وصلت طائرة الآزوري إلى مطار مالبينسا. وكان في انتظار ماريو خطيبته فاني. وفي يوم السبت، قام ماريو بتغيير خلفية صفحته على «تويتر» ووضع وجه خطيبته فاني، وأخذ في كتابة تغريدات الاعتذار: «صباح الخير، لقد كان تصرفي في لقاء براغ غير سليم. أطلب العذر. أعتذر لفريقي. لا يزال يتعين علي النضج».
وحول هذه التغريدات صرح تشيزاري برانديللي مدرب الآزورى قائلا: «تغريدات ماريو؟ أفضل الثانية، تلك المتعلقة بالاعتذار. هذه الأيام ستكون أمامنا فرصة للحديث عن استخدامه لهذه الرسائل. لدينا قواعد بهذا الصدد ولا نلزم أحدا، نركز على الحس الجيد». يذكر أنه ليس هناك ما يمنه من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في المنتخب بل يتم استخدام الـ«فيس بوك» أيضا ولكن فحسب في أمور شخصية وليس تعليقات علنية حول مباريات. والتغريدات الغاضبة لماريو لن تكلفه التعرض لعقوبة الميثاق الأخلاقي الخاص بالمنتخب. وأضاف بوفون بهذا الشأن قائلا: «الفرق المنافسة لنا تعلم أن ماريو يكتظ سريعا ويحاول دائما وضعه في صعوبة واستفزاز».