كشف الكاميروني موديست إمبامي، لاعب وسط فريق الاتحاد، عن أنه يتعرض لعملية تلاعب من قبل إدارة ناديه بهدف عدم تسليمه بقية مستحقاته المالية على النادي، منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وبين في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» من مقر سكنه حاليا في مدينة جدة، أن كل المبلغ هو 250 ألف دولار، وأنه لم يتسلم من قيمة عقده سوى 30%، وأن المماطلات ما زالت مستمرة من قبل الإدارة الاتحادية. وذكر اللاعب الكاميروني خلال حديثه أن لديه أمّا وأبا وأشقاء يتمنى رؤيتهم، وأنه قد خسر من إجازته 10 أيام في انتظار أن يستكمل بقية حقوقه، في حين أن بقية اللاعبين يتمتعون بإجازاتهم.. وتطرق إمبامي خلال حواره إلى التعامل الطيب الذي وجده من قبل زملائه اللاعبين، لا سيما الثلاثي عبد المطلب الطريدي وهتان باهبري وعلي المزيدي، مشيرا إلى حبه الكبير لجماهير الاتحاد.
* كيف هي علاقتك حاليا مع نادي الاتحاد؟
- بالنسبة لعقدي الاحترافي، فقد انتهى مع نهاية الموسم، لأنه لمدة سنة واحدة فقط، وأصبحت الآن لاعبا حرا، لكن لدي مشكلة معلقة مع النادي تختص بحقوقي المالية المتأخرة والبالغة 250 ألف دولار، ولم أتسلمها حتى الآن رغم أن رئيس النادي محمد الفايز اجتمع بنا نحن اللاعبين في أوقات متفاوتة، وكذلك قبل نهائي كأس الملك للأبطال، وأكد لنا أنه سينهي كل الأمور المالية المعلقة.
عموما، وبحسب الاتفاق الذي جرى بيني وبين إدارة النادي، كان من المفترض أن يجري تسليمي مبالغ مالية في يناير الماضي، لكن ذلك لم يحدث.
* هل تعني أنه كانت هناك حقوق مالية لمجموعة أخرى من اللاعبين؟
- نعم، والرئيس حدد أن أي لاعب لديه حقوق أو مشكلات مالية سيتم حلها وإنهاؤها.
* وماذا كان الاتفاق بينك وبين النادي؟
- في بداية قدومي تسلمت 30% من قيمة العقد، على أن يتم تسليمي الجزء الثاني في شهر يناير الماضي، وهذا ما لم يحدث.
* وماذا فعلت عقب ذلك؟
- انتظرت على أمل حل الموضوع، ولكم أن تتذكروا الظروف في تلك الفترة، وأعني شهر يناير.. كانت غير جيدة عندما غادر المدرب كانيدا النادي، وبصدق شعرت في تلك الفترة أنني في بلدي، فكان لزاما علي أن أقدر تلك المسائل، وألا أزيد الأوضاع سوءا أو أسبب مشكلات إضافية.
* هل حصل تطور لاحقا؟
- نعم، بعد فترة توجهت للإدارة مجددا، وأخبرتهم بأنني أريد بقية مستحقاتي المالية كاملة، لكن عقب لقاء الذهاب مع الهلال في مسابقة كأس الملك، اجتمع بي المدرب وقال لي إنني سأتمكن من تسلم بقية مستحقاتي بعد عودتنا إلى جدة عقب لقاء الإياب في الرياض.
* هل هناك أشخاص من إدارة النادي تحدثوا لك أيضا عن أنك ستتسلم بقية مستحقاتك عقب لقاء الإياب مع الهلال؟
- نعم، عادل جمجوم نائب رئيس النادي، وكذلك محمد الفايز رئيس النادي. ولأنني لا أريد تضييق الأمور، ولأنني لاعب محترف؛ قبلت بذلك، وتوجهت معهم للرياض وعدنا إلى جدة ولم يحدث أي جديد.
* وهل تركت الأمر على ما هو عليه؟
- لا، توجهت لمسؤول الاحتراف في النادي منصور اليامي، وأخبرته بما حدث معي، فرد علي بأنني سأتمكن من تسلم المبالغ المالية عقب مباراة الفتح.
* هل تود المواصلة مع الاتحاد؟
- ليست لدي مشكلة في ذلك، وليست لدي أيضا مشكلة مع أي شخص، لكن دعني أقل إنني وقعت عقدا مع النادي، وكان من المفترض على الإدارة احترام عقدي، فأنا لاعب محترف، وأؤدي عملي في كل وقت، لكن ما يحدث شيء غريب.. بعض اللاعبين غير السعوديين في النادي مثل جورجي ساندور وكذلك أنس شربيني كانت لديهم مشكلة مالية مع الإدارة، وفوزي عبد الغني كانت لديه إصابة، وهذا يعني أنني تعرضت لضغط كبير بصفتي لاعبا أجنبيا.
لا أعرف لماذا يُفعل بي ذلك، فأنا الآن لا أستطيع التمتع بإجازتي لأرى عائلتي، وحاولت الاتصال بأكثر من شخص من إدارة النادي، لكن لم يتجاوب معي أي منهم، وحتى عندما يردون على اتصالاتي فإنهم يكذبون.. يقولون لي تعال إلينا غدا في مقر النادي، وعندما أذهب للنادي لا أجدهم. مؤخرا المهندس عادل جمجوم قال لي توجه لمنزل المهندس محمد الفائز، رئيس النادي، لكي تحصل على حقوقك، وعندما هممت بأخذ سيارتي للتوجه لمنزل الرئيس تلقيت اتصالا منه طلب مني خلاله أن أهاتفه صباح اليوم التالي.
* وهل هاتفت رئيس النادي في الموعد نفسه؟
- في اليوم التالي وأنا نائم، لا أعلم تحديدا ربما عقب صلاة الفجر، لكن الوقت يشير للساعة الخامسة والنصف فجرا، تلقى هاتفي رسالة نصية من المهندس محمد الفايز يخبرني خلالها أنه سيسافر في رحلة عمل، وسيعود مساء ذلك اليوم، ويتصل بي في وقت لاحق.
* وكيف ترى الوضع عامة؟
- لا أعلم لماذا يتلاعب رئيس النادي بي؟ بل لماذا هم جميعهم يتلاعبون بي؟ ماذا فعلت لهم حتى يتعاملوا معي بهذا الشكل؟ أنا لاعب كرة قدم فحسب، جميع اللاعبين السعوديين والأجانب في بلادهم يستمتعون بالإجازة، ولم يبق سواي، لقد خسرت 10 أيام من إجازتي.. لماذا يحدث ذلك؟ لدي عائلة أيضا.
* من يتحمل المسؤولية من وجهة نظرك؟
- المهندس محمد الفائر ونائبه المهندس عادل جمجوم، كلاهما يتحملان المسؤولية، لأنني عندما أذهب لجمجوم يرسلني إلى الفايز، وعندما أذهب للأخير يرسلني للأول، والعكس، ماذا أستطيع أن أعمل؟ كل شخص لديه أم وأب وأشقاء، أشعر بأنني لا أعرف ماذا أستطيع أن أفعل.
* هل صحيح أنك قمت برد فعل داخل مقر النادي وأوقفت سيارتك أمام سيارة رئيس النادي لتمنعه من الخروج بسبب عدم تسلمك مستحقاتك؟
- محمد الفايز لم يكن في النادي، وكل ما حصل أنني توجهت للبوابة الرئيسة للنادي لانتظار إداري الفريق عاطف طاشكندي، واتصلت بعاطف لأسأله عن أي موقف أضع فيه سيارتي، لأنني في انتظاره.. هذا ما حدث فقط، ثم إنه كان هناك رجال أمن في مقر النادي في ذلك الوقت.
* إذا افترضنا أن هذه هي الظروف السيئة التي واجهتها في الاتحاد، فماذا عن الأوقات الجميلة التي قضيتها معه؟
- هي بالفعل فترة سيئة جدا، ورغم ذلك لم أكن أرغب في البداية أن أكشف هذه الحقائق للعلن، لأنني كنت أشعر أنني بين عائلتي وأهلي، وهو ما حصل، حيث إنني كنت أشعر براحة كبيرة جدا، وكأنني في بلدي، ولن أنسى اللحظات السعيدة التي عشتها، خاصة في أجواء بطولة كأس الملك، في لقاءات نصف النهائي، وعندما حققنا الكأس.. هي حقا لحظات لا تنسى.
* من هم أقرب اللاعبين إليك؟
- عبد المطلب الطريدي وعلي المزيدي وهتان باهبري، فهم أصدقاء رائعون، وساعدوني كثيرا.
* بمناسبة الأصدقاء، نحن نسمع أنك تدعى باسم «نواف» بين زملائك اللاعبين، فما قصة ذلك؟
- نعم هذا الاسم أطلق علي من قبل السائق الذي كان معي، واسمه محمود، وهو يمني الجنسية، وكان يمزح معي في بداية قدومي، وأخبرته أنني أحتاج لاسم سعودي بديلا عن «إمبابي» مؤقتا، فاختار لي اسم نواف، وقد سعدت كثيرا بذلك. وبعض الأصدقاء قدموا لي مجموعة كتب عن الإسلام وأنا أقرأها باستمرار.
* وماذا عن جمهور الاتحاد؟
- بصدق؛ جمهور الاتحاد مميز.. منذ قدومي وهم يتعاملون معي بمرح، ويحدثونني بالكلمات العربية وأهازيج الاتحاد، وأشعروني بأني أخ لهم وفي بلدي، ولن أنسى هذا الجمهور الوفي والمميز.