«الآزوري» يعول على مهاجمه بالوتيللي أمام المكسيك غدا في كأس القارات

المدير الفني برانديللي قال إنه من الصعب استعادة التألق في نهاية الموسم

TT

استيقظ ماريو بالوتيللي أول من أمس وغرّد عبر حسابه الشخصي: «الاحترافية والتواضع والالتزام». ثم صعد بعدها إلى جبل كوركوفادو وترك الجميع يصوره بكل ترحيب. على ضوء التواضع.. نمزح، لكن هذه هي وضعية التصوير المعتادة لأي سائح مع خلفية التمثال الضخم، والذي يرتفع 709 أمتار. بيد أن تغريدة الصباح هي أمر جاد، فالانتقال الكبير من التغريدات العدائية إلى هذا الهدف البنّاء، لا يمكن شرحه فقط بتحفيزات برانديللي نحو تواصل أكثر قوة في مضمونة. المقصود هنا هو إدراك اللحظة الحالية والمسؤولية، فبطولة كأس العالم للقارات تقترب، وماريو يشعر بها وبالتالي فتركيزه منصب عليها بالكامل. يعلم كم من الجماهير ينتظره ويريد أن يكون جديرا بهذا حيث يعول برانديللي المدير الفني لمنتخب الأزوري كثيرا على بالوتيللي في كأس القارات بدءا من مواجهة يوم غد الأحد أمام المكسيك.

إن الجميع يتسابق لإلقاء المسؤولية على عاتقي بالوتيللي، وصرح نيمار أول من أمس قائلا: «بالوتيللي يأسرني كثيرا، فهو موهبة». ويقول بيليه: «بالوتيللي لاعب عظيم، وطريقة أدائه تعجبني». فيما يصرح غالياني من أثينا: «مع بالوتيللي يمكننا الوصول إلى نهائي الشامبيونزليغ». وكان برانديللي يود خوض كأس القارات بثلاثة مهاجمين، لكن الحالة المتأخرة تضطره إلى استبعاد الثاني أيضا (الشعراوي، والذي لم يتدرب أول من أمس بسبب إرهاق عضلي لكن من المفترض أن ينضم إلى الفريق، حيث كان يوجد بونوتشي، لكن من بين الاحتياطيين ترتفع أسهم دي شيليو) بغرض تكثيف خط الوسط، وهكذا يتبقى ماريو فقط الذي يقع عبء الأهداف كاملا على عاتقيه العريضين.

الصحف البرازيلية أيضا لا تريد شيئا آخر، فمنذ أن وصل وقد أصبح خبرا، مثل تنبؤات الطقس. فلا صحيفة إلا وفيها مقال عنه، يراقبون تدريباته. ومنذ يوم اكتشف أحد المراقبين أن ماريو لم يساعد زملاءه في نقل المرمى المتحرك وأخطأ تسديدات عديدة ليلخصه في عنوان هو «كسول وقدم غير صائبة». وكذلك الاهتمام من جانب الجماهير، فيوم أول من أمس، في كوركوفادو، كان مستحيلا تقريبا أن يستجمع ذاته للحظة واحدة، فقد وضعوا الأطفال بين ذراعيه، ووقفوا إلى جواره، تم التقاط عدد كبير من الصور له. وكان ماريو من بين أول من عادوا إلى السفينة التي حملتهم إلى الأثر الشهير، في نوع من الهروب تقريبا. الجميع يبحث عنه، والجميع يطالبه بالفوز. يلهم بالوتيللي طويلا، ويصرخ، خاصة في ذاته «الاحترافية والتواضع والالتزام». كما يريد المهاجم الفذ أيضا إقناع المشككين مثل زيكو، والذي يقلل من شأنه قائلا: «بالوتيللي بارع لكنه ليس ظاهرة». زيكو هو ملك استاد ماراكان، فلم يسجل فيه أحد أكثر منه، برصيد 333 هدفا، وفي القلعة الأسطورية للكرة البرازيلية لم يسجل أي لاعب من المنتخب الإيطالي من قبل. وقد لعب فيه الآزوري مرة واحدة فقط في تاريخه (1 يوليو/ تموز 1956) وخسر0/2. وها هي جبهة أخرى ساحرة أمام بالوتيللي بأن يصير أول لاعب إيطالي يحرز هدفا في استاد ماراكانا. مثلما فعل لاعبا الميلان ألتافيني ومورا في نهائي إنتركونتيننتال غير المحظوظ عام 1963 مع سانتوس بيليه. بالطبع سوف يثمن غالياني هذا. من أجل كل هذا، يستجمع بالوتيللي ذاته ويغرد، وكان يشرح برانديللي أول من أمس «من أجل الوصول إلى كوركوفادو يجب اجتياز متنزه ومجموعة من الدرجات». نفس الشيء يسري على المجد، وخسارة لوجود الغيوم، فقد حاول ماريو رؤية ملعب ماركانا من أعلى لكنه لم يستطع بسبب السحب.

وكان ناقوس الخطر قد دق في إيطاليا بشكل عام بعد التعادل وديا قبل ثلاثة أيام أمام منتخب تاهيتي 2/2، حيث ظهر لاعبو الآزوري مضطربين وكسولين.

وعلق المدير الفني تشيزاري برانديللي على التعادل بقوله: «النتيجة صعبة، نشعر بالحزن، لكن توجد أعذار من الصواب ذكرها، حيث كان منتخب هايتي يود اللعب معنا بكل قوة، هي مجازفة قبلناها، وإن كنا قد وصلنا إلى هنا منذ يوم واحد فقط، مع واجب التخلص من توتر فارق التوقيت والإرهاق. إن الروح التي واجهنا بها المباراة لم تكن قوية، لقد جئنا إلى هنا لدعم قضية إنسانية قبل أي شيء». وإنما أيضا للقيام بالتجربة الأخيرة قبل مباراة البداية في كأس العالم للقارات، ولم تكن الإجابات مشجعة. وليس صدفة أن يقر برانديللي بأنه «يوجد بعض القلق، لكنني أعول كثيرا على دوافع فريق أعطى الكثير في هذه السنوات وكلي ثقة، سيتعين العمل بصفة خاصة على الكرامة».

سواء كان الأداء سيئا أم لا، لا بد من الاعتراف بأنه «يتعين علينا ضبط بعض الأمور، لكنني أتمنى أنه بحلول يوم الأحد نكون بحالة أفضل. لدينا دوافع كبيرة، وإلا سنواجه خطر الظهور بشكل سيئ، ولا أحد هنا يود القيام بهذا. يجب علينا إخراج شيء ما أكثر من داخلنا، وألا نفقد الثقة بالنفس والحماس، وأن نكون فريقا أكثر. وإن كنا نعلم أنه في هذه الفترة من الموسم من الممكن أن نجد نتائج غريبة، مثل خسارة الدنمارك أمام أرمينيا في مجموعتنا بالتصفيات المؤهلة إلى المونديال».

ويتابع المدرب: «حاولنا إيجاد الاتساع والتوازنات المناسبة، لكن من أجل كأس العالم للقارات يجب علينا إيجاد الطريقة المناسبة. مع طريقة اللعب هذه إذا لم تكن لديك القوة لمهاجمة الخصم فإن كل شيء يصبح معقدا. وخير مثال على ما أقول هو أداء تشيرشي، فإذا كان لاعب مثله غير قادر على تجاوز الخصم في مواجهات الرجل لرجل فهذا يعني أن شيئا ما يغيب. يعني أن استعادة التألق في نهاية الموسم ليست سهلة بالمرة، كنا نعلم أننا سندفع ثمن شيء ما الآن وقد رأينا هذا الليلة بصورة مدوية. لكن حينما يركض الخصم أكثر منك يكون من الصعب عمل تقييمات موضوعية. من الأفضل تجريب بدائل، مثل طريقة 4-2-3-1 التي لعبنا بها في الشوط الثاني والتي يمكن أن تكون حلا مثيرا للاهتمام، إنني مضطر للتجريب في المباريات الرسمية، لأن القدرة على العمل حول طريقتي لعب أو ثلاث يمكن أن يكون مهما، وبالطبع عند هذه النقطة من الموسم لا يمكن ابتكار شيء».