إسبانيا تستعرض فنونها في بلاد السامبا وتكتفي بهدفين في مرمى الأوروغواي

إيطاليا تجتاز عقبة المكسيك بفضل عضلات بالوتيللي وعقل بيرلو في حملتها الأولى بكأس القارات

TT

أثبت المنتخب الإسباني لكرة القدم بطل العالم وأوروبا، أنه ما زال يتمتع بجاذبيته من خلال انتصاره على الأوروغواي بطلة أميركا الجنوبية (2 – 1) في المباراة التي أقيمت بينهما في مدينة رسيفي البرازيلية ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لكأس القارات.

وقدم المنتخب الإسباني بقيادة صانع ألعابه البارع أندريس إنييستا لمحات فنية في التمرير والانطلاق والمراوغات، وكان بمقدوره أن يخرج بنتيجة كبيرة لكن لاعبيه تفننوا في إضاعة الفرص السهلة.

وسجل بدرو رودريغيز في الدقيقة 20، وروبرتو سولدادو في الدقيقة 32، هدفي إسبانيا، ولويس سواريز (88) هدف الأوروغواي.

وشارك حارس ريال مدريد إيكر كاسياس وقائد المنتخب أساسيا في اللقاء بعد أن غاب عن مباريات فريقه إثر استبعاد مدرب الفريق السابق البرتغالي جوزيه مورينهو له.

ورغم تفوقه التام على مدار معظم فترات المباراة، كان تراجع الضغط الهجومي للمنتخب الإسباني وبعض التراخي الذي ظهر في أداء الفريق في نهاية المباراة أثباتا أن الفريق لا يريد إخراج كامل طاقاته بل يقدم ما تتطلب منه الحاجة فقط، لكنه في نفس الوقت يبدو كالحبل المشدود الذي يسير عليه البهلوان بالسيرك.

وقدم الماتادور الإسباني أقصى ما لديه في الشوط الأول من المباراة وجعل من لاعبي منتخب أوروغواي مجرد 11 دمية متحركة على أرض الملعب.

ورغم هذا، رفع المنتخب الإسباني في الشوط الثاني يده من على عجلة القيادة وسار على الحبل المشدود لتبدأ مرحلة الخطر خاصة مع الانتفاضة التي أظهرها منتخب أوروغواي في الدقائق الأخيرة من المباراة.

وقال أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب الأوروغواي: «المباراة كان من الممكن أن تنتهي بنتيجة كارثية بالنسبة لنا.. إذا كان المنتخب الإسباني سحق نظيره الإيطالي وقهر المنتخب الألماني، فكيف لا يفوز على أوروغواي؟ إنه يفرض أسلوب لعبه ويريد بالفعل الفوز بالبطولة الحالية».

ويبدو تاباريز على صواب فعندما يقدم المنتخب الإسباني مستواه بشكل تام لا يستطيع أي أحد أو أي شيء إيقافه بالضبط مثل نسبة الرطوبة العالية بمدينة ريسيفي.

ويسعى المنتخب الإسباني جاهدا للفوز بلقب كأس القارات بعدما خرج من المربع الذهبي للبطولة الماضية عام 2009 بجنوب أفريقيا إثر هزيمته المفاجئة (صفر / 2) أمام المنتخب الأميركي.

ومن أجل الوصول لنهائي البطولة الحالية، يحتاج لاعبو المنتخب الإسباني إلى ادخار مجهودهم البدني وطاقتهم بعد الموسم الطويل والشاق الذي خاضوه مع أنديتهم.

وإذا كان بإمكان الفريق حسم المباراة في شوط واحد، فلماذا يزعج نفسه باللعب بكل سرعته وطاقته على مدار 90 دقيقة؟

وقال فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني «مع تقدمنا (2 / صفر)، بدأ اللاعبون في كبح قوتهم واندفاعهم.. ولكن إذا كنا بحاجة إلى إنهاء المباراة بكامل قوتنا كنا سنفعل».

وبينما اختير أندريس إنييستا نجم المنتخب الإسباني كأفضل لاعب في المباراة، اختص دل بوسكي لاعبيه سيسيك فابريغاس وروبرتو سولدادو بالمديح.

ومنح فابريغاس المنتخب الإسباني الاختراقات والتوغل في العمق بشكل لم يشهده الفريق من قبل بينما أجاد سولدادو في مركز رأس الحربة وساهم في الضغط المكثف على دفاع الأوروغواي.

كما نال سيرخيو بوسكيتش لاعب خط الوسط إشادة خاصة من دل بوسكي حيث أشار إلى أنه اللاعب الذي يمنح الفريق دائما تأثيرا خاصا.

من جهته أعرب إنييستا الذي اختير أفضل لاعب بالمباراة عن اعتقاده بأن منتخب بلاده الإسباني كان يستحق فوزا بعدد أكبر من الأهداف.

وأوضح إنييستا: «كان مهما بالنسبة لنا أن نفوز بأول مباراة في البطولة. وفعلنا هذا، عانينا من الإجهاد قليلا في نهاية المباراة بسبب كل ما قدمناه من جهد في الشوط الأول. ولكننا استحققنا الفوز، على ما أعتقد. نحن الآن على الطريق الصحيح».

ويخوض المنتخب الإسباني مباراته الثانية أمام منتخب تاهيتي المتواضع يوم الخميس المقبل على استاد ماراكانا الأسطوري في مدينة ريو دي جانيرو.

وتبدو المباراة كنزهة سياحية بالنسبة للمنتخب الإسباني حيث أعرب إيدي إيتايتا المدير الفني لمنتخب تاهيتي عن أمله في أن يتجنب الفريق الهزيمة (صفر / 20) أمام إسبانيا.

ويركز المنتخب الإسباني حاليا على إنهاء فعاليات الدور الأول في صدارة مجموعته من خلال الفوز على تاهيتي ثم على نيجيريا يوم الأحد المقبل بمدينة فورتاليزا ليعود بعدها إلى تقديم كرة القدم الجادة في منافسات المربع الذهبي.

وفي المجموعة الأولى اجتازت إيطاليا عقبة المكسيك بفضل عضلات ماريو بالوتيللي وعقل أندريا بيرلو صاحبي الفضل في الفوز (2 / 1).

لم يكن أمام تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي سوى تهنئة لاعبه صاحب الشباب المتجدد دائما أندريا بيرلو، في الوقت الذي أدرك فيه مدرب الآزوري أن مهاجم الفريق بالوتيللي ما زال بعيدا تماما عن مرحلة النضوج.

ولعب بيرلو، 34 عاما، مباراته الدولية رقم مائة مع منتخب إيطاليا وتوجها بتسجيل الهدف الأول في مرمى المكسيك، مما أسفر عن حصوله على لقب أفضل لاعب في المباراة.

في المقابل، سجل بالوتيللي هدف الفوز لإيطاليا قبل 12 دقيقة على نهاية المباراة ولكنه أثبت أنه في سن الـ22 عاما ما زال أمامه الكثير ليتعلمه على مستوى البطولات الدولية.

فقد تسبب بالوتيللي في حصوله على بطاقة إنذار صفراء بعدما خلع قميصه احتفالا بهدفه في المرمى المكسيكي، كما فعل سابقا عندما سجل هدفا في مباراة الدور قبل النهائي لبطولة الأمم الأوروبية «يورو 2012» أمام ألمانيا عندما وقف بعد تسجيل الهدف في وضع يبرز عضلاته.

واعتذر مهاجم آيه سي ميلان، الذي تم استبداله لاحقا في الدقيقة 86 من المباراة وسط تصفيق حاد من جماهير استاد ماراكانا التي بلغ عددها 73123 متفرجا، لاحقا مشيرا إلى أنه لم يكن يدرك أن حصوله على بطاقتين ذات لون أصفر في البطولة سيؤدي إلى إيقافه.

وكما يحدث عادة في مثل هذه المواقف، كان على برانديللي توجيه بعض كلمات النصح الهادئة إلى مهاجمه الجامح الذي تمكن من السيطرة على أعصابه خلال المباراة رغم تعرضه لأكثر من عرقلة من الخلف.

وعلق برانديللي على خلع بالوتيللي قميصه قائلا: «تحدثنا عن هذا الأمر مع ماريو.. لقد أكدنا له أن الجميع رأوا عضلاته بالفعل، لذا فلا حاجة به الآن لإظهارها من جديد بخلع قميصه مرة أخرى».

وكان بالوتيللي طرد لحصوله على بطاقتين متتاليتين خلال مباراة إيطاليا أمام جمهورية التشيك التي انتهت بالتعادل السلبي ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل قبل أسبوع تقريبا.

وحاول اللاعب الغاضب وقتها الإطاحة بكل ما تطاله يداه أثناء خروجه من الملعب في براغ، فيما حثه برانديللي على الجلوس هادئا.

ومع ذلك، فقد بدا برانديللي سعيدا بأداء مهاجمه الشاب الذي وضع عينه على تسجيل هدف منذ بداية المباراة وسدد أربع مرات على المرمى خلال أول 12 دقيقة من اللقاء قبل أن يتسبب في حصول بلاده على الضربة الحرة المباشرة التي سجل منها بيرلو هدفه الرائع من مسافة 25 مترا معلنا تقدم إيطاليا.

وعلق برانديللي على بالوتيللي قائلا: «لاحظت مدى تركيزه وإصراره.. لم يبد متوترا إلى حد ما سوى عندما رفض الحكم احتساب ضربة جزاء لنا» في إشارة إلى انفعال اللاعب البسيط عندما ألقى حذاءه على الأرض بعدما خلع نتيجة التحام اللاعب المكسيكي هيكتور مورينو معه في منطقة الجزاء.

وأضاف برانديللي: «لقد سجل هدفا بقوة وحساسية شديدة» واصفا هدف بالوتيللي عندما انطلق داخل منطقة الجزاء وتخلص بقوة من المدافع المكسيكي فرانشيسكو رودريغيز الذي حاول التصدي له.

وتابع المدرب الإيطالي: «تتفاعل الجماهير مع اللاعب وفقا لمستوى أدائه، لذا أعتقد أن ماريو قدم أداء جيدا حقا الليلة».

وربما كان بالوتيللي استحوذ على قدر كبير من الاهتمام، ولكن بيرلو لاعب خط وسط يوفنتوس قدم هو الآخر أداء مذهلا حيث كان يحرك الكرة في كل اتجاه بذكائه المعتاد الذي كان من أهم سمات المباراة. ولم يكن بإمكان بيرلو تقديم مباراة مئوية أفضل مع منتخب إيطاليا بعدما سجل هدفا رائعا في الدقيقة 27 من اللقاء باستاد ماراكانا. وقال برانديللي: «بيرلو هو كرة القدم بالنسبة لنا.. إنه شخص متواضع للغاية، ومعتدل للغاية، ولكنه دائما ما يكون لاعبا رائعا في الملعب. لذا فإنني أهنئه».