بيرلو يخطف قلوب جماهير «ماراكانا» بهدفه الرائع في شباك المكسيك

احتفل بمئويته مع الأزوري وأحرز أول هدف إيطالي في أشهر الملاعب البرازيلية

TT

الإشادة جاءت قبل لقاء المكسيك مع منتخب إيطاليا حيث صرح اللاعب المخضرم أندريا بيرلو قائلا: «داخل غرفة خلع الملابس طلب تشيزاري برانديللي من رفاقي التصفيق لي بمناسبة وصولي إلى المباراة رقم 100 بقميص الأزوري». واستمر التصفيق خلال وبعد المباراة، الصيحة كانت «بيرلو بيرلو» بسبب الهدف الذي سجله من ضربة ثابتة؛ فضلا عن الكثير من كلمة «واوووووو» الدالة على الإعجاب باللمسات المختلفة لأندريا؛ بالإضافة إلى تهنئة اللاعب السابق توستا، بطل العالم مع منتخب المكسيك عام 1970. ويعمل اليوم محللا: «بيرلو جدير بالحصول على الرقم 10. سواء من ناحية التقييم أو حتى رقم القميص (غير أن القميص رقم 10 في المنتخب يرتديه جيوفينكو)». كما أعرب روبرتو باجيو عبر صفحة التواصل الاجتماعي «تويتر» عن سعادته بما وصل إليه بيرلو: «لم يكن من الممكن تخيل احتفال بطريقة أفضل من ذلك، بيرلو لاعب كبير للغاية».

وفي الصباح بعد العرض الكبير الذي قدمه المنتخب الإيطالي أمام المكسيك على ملعب ماراكانا، لعب بيرلو الكرة على الشاطئ وتمتع باللحظة: «كانت سعادة بالغة عندما صفق لي رفاقي. لقد شعرت برعشة عندما سمعت الجماهير وهي تردد اسمي: لقد كان مشاهدي إستاد أسطوري. كان رائعا حقا رؤية صورتي مجددا على أغلفة الجرائد. أعتقد أن هدفي في شباك المكسيك سيظل في التاريخ، فهو أول هدف إيطالي في إستاد الماراكانا». يذكر أن ماريو بالوتيللي يمثل القوة في المنتخب الإيطالي بينما يمثل بيرلو المهارة، البرازيليون ينظرون إلى ماريو وكأنه شخص أجنبي فيما يشعرون بأن بيرلو واحد منهم. وعندما تم سؤال بيرلو ما إذا كان من الممكن أن ينتقل إلى البرازيل بعد مونديال 2014 رد لاعب الوسط المخضرم قائلا: «ليس هناك مستحيل في كرة القدم».

لقد حصد بيرلو الجنسية الفخرية من جماهير إستاد الماراكانا. إذ أن اسمه يبدأ بحرف الباء مثل بيليه. بيرلو ليس بيليه، ولكن خلال المباراة رقم 100 له بقميص الأزوري، على ملعب الماراكانا، سجل أندريا في نفس المرمى الذي أحرز فيه بيليه عام 1969 من ضربة جزاء الهدف رقم 1000 له في مسيرته الكروية. وبالإضافة إلى ذلك فإن بيرلو متخصص في الضربات الثابتة ويركلها على الطريقة البرازيلية. يذكر أن أندريا قال في كتابه: «أنا أفكر إذن أنا ألعب» أقر أنه «سرق» سر هذه الركلات من جونينهو برنامبوكانو، اللاعب البرازيلي السابق في فريق ليون واليوم يتواجد في نيويورك: «الكرة الثابتة يتم ركلها من الأسفل باستخدام أول ثلاثة أصابع في القدم. ويجب أن تبقى القدم ممتدة قدر الإمكان، ثم توجيه الكرة بضربة قوية. بهذه الطريقة تظل الكرة ثابتة بعض الوقت في الهواء وعند لحظة بعينها تنزل الكرة بسرعة نحو المرمى». وفي البرازيل ركل الضربة الثابتة بثلاث أصابع هو فن يتم تعليمه منذ الصغر للأطفال. بيرلو سجل هدفا من ضربة ثابتة في ملعب ماراكانا، ذلك الإستاد الذي يخص زيكو، مايسترو هذا النوع من الركلات. بيرلو متخصص أيضا في التمريرات، فهو يدرك كيف ومتى يخدم الكرة. بيرلو يتسم بالعقل، وعندما يود البرازيليون وصف لاعب بقدرته على الرؤية والإحساس بالكرة يستخدمون هذه الكلمة «العقل»، وبيرلو يتمتع بعقل كبير. بيرلو يتمتع بالقدرة على الرقص والكرة بين قدميه. المهارة وهذه لا تحتاج إلى شرح، والبرازيليون يعشقون اللاعبين أصحاب المهارة. أندريا لاعب فذ، فالنسبة إلى الجماهير البرازيلية بيرلو لاعب ظاهرة بينما لم يصل بالوتيللي بعد إلى هذه المرحلة. بيرلو شخص جدير بالاحترام، فهو لا يفقد هدوئه مطلقا. في إستاد ماراكانا ذكر تعليق غير معتاد (بيرلو هو اللاعب الإيطالي الواحد اليوم الذي كان بإمكانه المشاركة في منتخب البرازيل 1982). يذكر أن منتخب البرازيل تعرض للخسارة على يد إيطاليا في مونديال إسبانيا. ولكن ذلك السيليساو حتى الآن يحظى بحب شديد من جانب الجماهير البرازيلية، ويقال: إنه لم يأت بعده فريق لعب على نفس مستواه. فالكو وتشريزو وسقراط وزيكو، وربما في ذلك المنتخب كان سيجد «بيرلو» مكانا له أيضا.