نيمار: بالوتيللي ظاهرة.. وسنوثق صداقتنا في الملعب اليوم بتبادل القمصان

إصابة بيرلو وإيقاف دي روسي يدفعان برانديللي إلى تغيير طريقة اللعب

TT

بعد مباراة المكسيك الماضية، كان نيمار موجودا في المنطقة المخصصة للإعلاميين بالملعب، ممسكا بكيس الثلج على الركبة وهو يعرج، بعد أن خصص له الخصم رقابة مميزة. ولكن لم يزعجه ذلك حيث لعب مبتسما، وفي إحدى مراوغاته العبقرية استطاع أن يتحرر من تضييق الصحافيين عليه. وحاول أن يهرب، ولكن كان يكفي الإشارة إلى سوبر ماريو كي يوقفه الصحافيون، حيث صرح نيمار، قائلا: «تسألني عن بالوتيللي؟ أنت صحافي إيطالي. أيمكنك أن تكتب أن السبت (اليوم) سيشرفني مبادلة القميص معه؟ لقد فعلنا ذلك بالفعل في مباراة ودية لعبناها في شهر مارس (آذار) الماضي، والآن ستكون مواجهته في الملعب أفضل طريقة لتسجيل صداقتنا. وماريو ظاهرة ونجم أول. ولكن علاوة على مراوغته بالكرة وأهدافه وقوته في الملعب، تروقني شخصيته. وبعد مباراة البرازيلـ إيطاليا أود التحدث معه لمعرفته أكثر». وبعثت الرسالة، وسيكون ماريو سعيدا بإرضاء صديقه «الجديد». وقد يكون كل من بالوتيللي ونيمار نقطتين مرجعيتين في كرة القدم الأوروبية. وفي ضوء صداقة «جيل التسعينات»، من المقرر أن يبدأ عهد جديد من الانتصارات في منافسة برشلونة ضد الميلان. وسيتعين على برلسكوني وغالياني إنشاء مشروع خططي عالي المستوى حول بالوتيللي.

واكتشف المنتخب البرازيلي موهبة النجم الواعد والقائد الفني نيمار في الملعب. وأثنى المدرب سكولاري عليه، قائلا: «إنه اليوم أحد أفضل ثلاثة أو أربعة لاعبين في الملعب. وأحسن صنعا بقبول التحدي مع برشلونة، لأنه رقم واحد في البرازيل بالفعل، وعليه الآن أن يظهر براعته في أوروبا. وكرة القدم التي يقدمها تتميز بالكفاءة الخالصة، كأنها شعر»، وهز رأسه. ولم يعد اللاعب بشعر أصفر و«عرف الديك» في تلك الأجواء المتغطرسة التي أبعدت عنه كثيرا من التعاطف. ولكنه أصبح الآن «ابن الجميع»، وفي هذه الأجواء يبحر بسعادة. وأضاف نيمار، قائلا: «ليس المهم أن أكون بطل المباراة، المهم أن يكتسب المنتخب البرازيلي حب جماهيره. ونحن ننضج، ويرشدنا سكولاري للطريق الصحيح، ونحن نتبعه مغمضي الأعين. فهو أستاذ في مجاله. والهدف الذي سجلته في مرمى المكسيك كان جميلا، ولكن أتمنى تسجيل أفضل هدف في المونديال». ولا يعتبر مونديال البرازيل عام 2014 حدثا عاديا، ولكن هاجس. فهو موعد مع التاريخ لا يريد نيمار أن يفوته. ونشأ اختياره للعب في صفوف البارسا أيضا من تفكيره في المستقبل. واختتم صاحب الموهبة البرازيلية حديثه، قائلا: «سيكون هناك وقت للحديث عن برشلونة، ولكن الآن هناك كأس القارات والمنتخب البرازيلي الذي يحلق. وسترون أن الفوز بالنسبة لنا أمر جميل، ولكن الفوز باستمتاع أكثر جمالا. وهذه هي طريقتنا الخاصة في عيش كرة القدم. وأمام المكسيك أهدينا جماهيرنا يوما سعيدا. وظهرت السعادة في أعين 50 ألف مشجع. وأنا أهدي هدفي وتمريرتي الحاسمة إليهم، وإلى العائلة والأصدقاء الذين لا يديرون ظهورهم إليّ». والشاب المتمرد في طريقه لكي يصبح بطلا حكيما. ويتأمل سوبر ماريو الأمر، ربما يمكنه التغيير من دون أن يخون نفسه، فنيمار نجح في ذلك، لماذا لا يحاول هو؟ ونذكر أن نيمار يمكنه المشاركة في مباراة اليوم على الرغم من إصابته بكدمة، بينما يخاطر باولينهو بالغياب عن المباراة بسبب معاناته من آلام يفي الكاحل. وينتظر سكولاري التقرير الطبي الأخير ليتخذ قراره. والجديد قد تتمثل في الدفع بالنجم هيرنانيز الذي يضمن الكفاءة ذاتها خلف رأس الحربة فريد، وهو دعم ثمين لثنائي وسط الملعب. وبالنظر إلى قوة الخصم الإيطالي في وسط الملعب، قد يبدو قرار الدفع بلاعب إضافي في منطقة بيرلو سليما. وسيمنح سكولاري جوهرة تشيلسي أوسكار قسطا من الراحة، بعد أدائه المخيب للآمال على مستوى الإيقاع واللياقة البدنية. وقد يلعب دانتي بدلا من ديفيد لويز المصاب.

ومن جهة أخرى، يأتي يوم الثأر لموهبة شابة أخرى في المنتخب الإيطالي، بعد اتهامه بعدم تسجيل أي أهداف حاسمة، وهو جوفينكو الذي سجل هدفا في مرمى اليابان يستحق ثلاث نقاط الفوز. صحيح الهدف كان سهلا أمام مرمى مفتوح، ولكنه كان هدفا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ردا على كل من يرى أن جوفينكو يحوز تقدير أعلى مما يستحق، وأنه لا يستحق المشاركة في المنتخب الإيطالي. وبهذا الصدد، صرح اللاعب الإيطالي، قائلا: «أشعر بالضيق من بعض الانتقادات، ولكنها جزء من اللعب، وأنا أقبلها. أجل، كان ثأرا. ومنذ بداية مسيرتي الكروية أستمع إلى بعض الأحاديث التي لا يمكنني فعل شيء حيالها، إلا أن أعمل بأقصى جهد. ولا يكفيني الثأر، وأرغب في المزيد». كما أن جوفينكو يعاني من علاقة غير جيدة مع جماهير اليوفي، وبهذا الشأن أوضح: «لن أفسر حيرتهم تجاهي. ويؤسفني هذا، وسأحاول اكتساب ثقة المشجعين مرة أخرى في الملعب. وأبليت هذا العام جيدا، ليس جيدا جدا، فقد كان بوسعي أن أسجل أهدافا أكثر». وحول مباراة البرازيل، قال جوفينكو: «ستكون مباراة جميلة ومميزة». وعلاوة على كأس القارات، من المتوقع أن تكون هناك منافسة مقبلة. وبهذا الصدد، اختتم جوفينكو، قائلا: «برانديللي كان واضحا، وقال إنه سيضع في اعتباره خمسة أو ستة لاعبين من فريق الناشئين تحت 21 عاما».

وعلى صعيد المخضرم بيرلو، خضع اللاعب أول من أمس إلى أشعة فوق صوتية وأشعة رنين مغناطيس بسبب تعرضه لتمزق في عضلة ربلة الساق اليمنى. وقد أوضح البروفسور كاستيلاتشي، طبيب المنتخب، إصابة لاعب الوسط الدولي: «التواء من الدرجة الأولى دون تمزق، سنبذل قصارى جهدنا ليتعافى بيرلو قبل لقاء نصف النهائي». ولكن خطر غياب اللاعب عن باقي بطولة كأس القارات يبدو كبيرا. ومن الناحية المعنوية، في غضون ذلك أمام منتخب البرازيل سيتم تغيير شكل الآزوري، سواء من حيث اللاعبين أو طريقة اللاعب، أيضا لأن هناك موقفين آخرين في خطر.

صحيح أن الآزوري تمكن من الفوز على اليابان الأربعاء الماضي، ولكن فريق المدرب زاكيروني أظهر أنه يمتلك مزيدا من السرعة وقدرة أكثر على التكييف مقارنة بالمنتخب الإيطالي، والفضل في ذلك يرجع أيضا لحصول اليابان على فترة توقف أطول بين مباراته الأولى والثانية في البطولة الحالية. وقد صرح برانديللي عقب لقاء اليابان قائلا: «لقد بذلنا جهدنا جنونيا، لم يكن لدينا مزيد من الطاقة. لا أعلم أي مباراة سنستطيع تقديمها أمام منتخب البرازيل، علينا فحسب استعادة طاقاتنا». هذا فيما كان أندريا بارزالي أكثر حدة في تصريحاته: «منتخب اليابان دمرنا. إنهم يركضون أكثر منا ثلاث مرات». وأضاف دانييلي دي روسي: «المناخ كان صعبا ولا يمكن احتماله. بعد ساعة من اللقاء كان يبدو وكأننا لعبنا 200 دقيقة». هذا بينما يفضل المدافع كيلليني النظر إلى الأمام: «ظروف مباراتنا أمام اليابان كانت صعبة، ولكن لا ينبغي أن نختلق الأعذار، اليابان أيضا كان موجودا في الظروف نفسها، وكان يركض. الآن علينا استعادة طاقاتنا سريعا. بالتأكيد سيشهد فريقنا بعض التغيير، لأنه كان من الواضح افتقادنا للبريق والأكسجين». هذا بينما علق حارس مرمى اليوفي والمنتخب الإيطالي جيجي بوفون من خلال خبرته الطويلة قائلا: «كنت مستعدا للرهان على حصدنا أربع نقاط في أول مباراتين من هذه البطولة. نظرا لأنه لم يسبق لنا أن تأهلنا لنصف النهائي بمباراة مسبقة، ربما يساعدنا ذلك على تطبيق مبدأ تناوب الأدوار، على الرغم من أن برانديللي هو صاحب القرار».

وفي الواقع تم دراسة الموقف بشدة. ومع احتمال غياب بيرلو وإيقاف دانييلي دي روسي، يبدو المدرب تشيزاري برانديللي على استعداد لإعادة إطلاق طريقة لعب 4/ 3/ 1/ 2 حيث سيدفع باللاعب بونوتشي في خط الدفاع بدلا من بارزالي محركا مونتوليفو أمام القطاع الخلفي وكاندريفا وماركيزيو على الأجناب، بينما سيتم تحريك ألبرتو أكويلاني خلف رأسي الحربة اللذين سيكونان ماريو بالوتيللي وربما جيوفينكو، هذا فيما سيتم الدفع بستيفان الشعراوي فحسب أثناء المباراة. ومن جانب آخر قال مونتوليفو: «يلزمنا إعادة شحن الطاقات. هذا العام لدينا خبرية التغذية التي، بدلا من ترك نوعية الطعام، تساعدنا على توزيع التغذية بشكل أفضل». ولكن الكرة بالأحرى بين يدي طبيب المنتخب كاستيلاتشي: «نعاني من الإجهاد والجفاف. اللعب بهذه الإيقاعات ثقيل، ولكن اللاعبون اعتادوها. علينا ترطيب قدر الإمكان هؤلاء اللاعبين الذين مع هذه الرطوبة يفقدون السوائل دون حتى أن يدركوا ذلك». فالمنتخب الإيطالي يؤمن بالمعجزات.