«صناعة المواهب».. معضلة الكرة السعودية التي تبحث عن حل

«الشرق الأوسط» فتحت الملف «المعقد» مع نخبة من الخبراء لكشف العلة الحقيقية

TT

«يتعلم اللاعب أساسيات كرة القدم بين عمر 10 و20 عاما، ويبدأ الانطلاق نحو النجومية إذا كان يمتلك الموهبة والإرادة، وما يعقب ذلك مجرد خبرة وهذا ما يجعل إنييستا يتطور بشكل مذهل كل عام قبل الذي يسبقه، لذا من الصعب أن نعالج كل ما حدث في مباراة أستراليا بلاعبين أعمارهم تتجاوز 24 عاما، نعم.. هناك تطور بسيط يحدث في لعبهم ولكنه ليس جذريا».

كانت هذه كلمات النجم العالمي السابق والمدرب الحالي الهولندي فرانك ريكارد في حوار أجرته معه جريدة «الشرق الأوسط» في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي، هذه المعضلة التي ذكرها ريكارد وإن تجاوزنا قضية اتفاقنا عليه كمدرب قدم عملا جيدا أو عكس ذلك في الفترة التي أشرف فيها على المنتخب السعودي إلا أنه وضع يده على جرح ظل غائرا دون الاهتمام أي اهتمام.

وتعتبر الفئات السنية الركيزة الأولى لصناعة لاعب ووضعه على العتبة الأولى في عالم النجومية، ويشوب هذه الفئة في السعودية شيء من الغموض في كواليس العمل إلا أن المشكلات التي تواجه العاملين فيها كثيرة الأمر الذي يحد من عملهم وخصوصا عندما تجف خزائنهم من المادة التي هي عصب كل شيء.

في أوروبا تبرز قيمة الاهتمام باللاعب الناشئ عندما تشاهد فريقا كبرشلونة الإسباني يخوض المنافسات الكروية بقائمة منها 68 في المائة تخرجوا من مدرسته الشهيرة لامسيا والتي كان لها الفضل فيما وصل إليه برشلونة اليوم وما زال يطمح في الوصول إلى قائمة يخوض بها المنافسة تخرجت جميعها من لامسيا، إضافة لهذه المدرسة ذائعة الصيت تبرز أكاديمية دا توكامست العائدة للنادي الهولندي الشهير أياكس أمستردام والتي كان أحد أبرز من تخرج فيها يوهان كرويف.

وفي السعودية أندية قليلة تضع ثقلها واهتمامها على صناعة المواهب وصغار السن كالنادي الأهلي الذي أنشأ أكاديمية ذات مداخيل متخصصة وأجهزة إدارية منعزلة بصورة كاملة تهتم باللاعب في كافة جوانبه، كما في السابق كانت مدرسة الهلال تنتج للملاعب الكثير من النجوم الذين سطروا أسماءهم بماء من الذهب إلا أنها لم تعد تجد ذات الاهتمام الذي كانت عليه في السابق.

وعبر «الشرق الأوسط» نفتح باب الحوار مع أهل الاختصاص وأصحاب الشأن، من ناحية طموحاتهم وآليات صناعة لاعبين ننتظر أن يحملوا لواء الكرة السعودية في المحافل العالمية.

شبكة كشافين كانت البداية مع حسن الدريهم مدير فريق فئة الشباب بالنادي الأهلي الذي رفض ما يقال بأن اللاعب يبلغ الثامنة عشرة من عمره دون أن يتعلم أبجديات كرة القدم حيث قال: «لا أتفق مع من يقول هذا الكلام، فهناك نسبة كبيرة عكس ذلك وهذا يعود للاعب الذي تأخر في الالتحاق للأندية ولكن اللاعب الذي قضى تسع أو ثماني سنوات فشيء طبيعي أن يكون تعلم المهارات الأساسية لكرة القدم كالتسليم والاستلام وعمل كنترول وغيرها، فنحن في الفئات السنية نشاهد الفارق بين اللاعبين عندما يحضر لدينا لاعب لأول مرة في فئة الشباب بينما بقية زملائه يلعبون منذ أيام الأكاديمية، مشيرا إلى عدم وجود أي معوقات تواجه عملهم كون الاهتمام كبيرا في النادي الأهلي بالفئات السنية.

وعن التعاون مع الكشافين بكل المدن السعودية، قال: «لدينا شبكة كشافين في جميع مناطق المملكة، وعندما يعرض علينا أي لاعب نرسل إليه الكشاف التابع لنا في تلك المنطقة لمشاهدته وإعطائنا رأيه حوله، وبعد ذلك نتيح للاعب فرصة خوض تجربة ميدانية وإذا تجاوز التجربة يتم التوقيع معه بحسب احتياج الفريق وحاجته لهذا المركز، وعن إنشاء مراكز تدريب تحمل اسم النادي الأهلي في كافة مدن السعودية، قال: «ليس للنادي الأهلي بل للكرة السعودية يفترض أن تكون هناك أماكن مهيأة لاحتضان المواهب في كل المناطق، أيضا يجب تسليط الضوء الإعلامي على المراحل السنية لأجل معرفة تلك المواهب، فأنا كناد كل سنة أخرج مواهب على السطح وربما بعضها يتم تنسيقه ولذلك يجب أن يكون لدينا قاعدة للمواهب في الفئات السنية حتى تستفيد الكرة السعودية».

وعن جدولة الدوري وتنقلات اللاعبين بين مدن السعودية وهل هي مرهقة لهم أم أمر طبيعي؟ قال: «بالتأكيد أمر إيجابي فيجب أن تدخل اللاعب في أجواء كرة القدم، ونحن في الأهلي ربما بدأنا نشاهد ثمار هذه التجربة، فخروج نجوم للفريق الأول بعدما خاضوا أو دخلوا أكثر من خمسة عشر معسكرا في السنة إضافة للتنقل في أكثر من دولة ومشاركتهم في المنتخبات السنية، صحيح أن هذه لا تحتسب له في سيرته قبل الفريق الأول ولكن هذه تحتسب له كخبرة».

وفيما يخص الجوانب الأخرى غير الفنية هل تجد اهتماما لديهم في النادي الأهلي، قال: «نحن منظومة كاملة نهتم في سلوك اللاعب ونفسيته والأمور الفنية والدينية، فنغذي اللاعب كفرد مفيد في المجتمع حتى لو لم يستمر في النادي الأهلي، فنحن حريصون على ذلك والأمور النفسية بالذات فلدينا محاضرات ومختصون، بمعنى أننا نصقل اللاعب بدنيا وفكريا فاللاعب الموهوب بحاجة للفكر أيضا».

وعن علاقتهم كمسؤولي أندية بنظرائهم في المنتخبات السعودية قال: «علاقة متفاوتة ولكن الأغلبية متعاون، ويحضرون في بعض الأحيان لمشاهدة بعض المنافسات إضافة للتواصل عن طريق الهاتف والإيميل، وهناك أشخاص رائعون كعلي الشعيلان وعبد الله المصيليخ حتى يكون لدينا تنسيق لو حدث للاعب مشكلة لديهم أو لدينا لنعمل على حلها من خلال تواصلنا».

وأخيرا أشار الدريهم إلى أنهم قدموا في النادي الأهلي الكثير من النجوم للساحة الرياضية في السعودية كمصطفي بصاص الذي شق طريق النجومية وسيكون له شأن إذا حافظ على نفسه رغم أنه جيد بعقليته الرائعة ومستواه الفني وانضباطه داخل وخارج الملعب، إضافة لزميله في الفريق سلطان السوادي رغم أني لم أعمل معه بصورة كبيرة كبصاص، أما في المستقبل القريب فبإذن الله ستشاهدون ريان الموسى ورائد الغامدي والحارس أحمد الرحيمي الذين أتوقع أن تكون لهم كلمة في الكرة السعودية وليس الأهلي فقط.

أزمة ملاعب للفئات السنية أما عبد الله العمراني المشرف العام على فريق شباب النصر فقد اتفق مع بعض المدربين الذين يرون افتقاد اللاعب السعودي لأبجديات كرة القدم حيث قال العمراني: «فعلا لم نهتم بالفئات السنية إلا في السنوات الأخيرة، وهذا سيعود علينا بالنفع بعد سنوات، فاللاعب عندما ينضم صغيرا للنادي يحصل على تدريب وينمي مهاراته الجسمانية والبدنية والفنية».

وعن المعوقات التي تواجه عملهم في الفئات السنية قال العمراني: «المعوقات كثيرة، ولن أقول أولها المادة فنحن حضرنا كداعمين ويفترض علينا توفير المادة، ولكن بشكل عام المادة هي مشكلة أساسية في الفئات السنية، فتلك الفئة تعاني من شح في الموارد ويكون الاهتمام بالفريق الأول بشكل كبير عكس الفئات السنية، أيضا الهيكل الإداري في الفئات السنية يحتاج إلى إعادة هيكلة بحيث يتلاءم مع تطلعات النادي والهدف المرجو من الفئات السنية بحيث يكون لها جهاز منفصل وخاص، كذلك الملاعب فالفئات السنية تعاني من الملاعب خاصة وأنها تحوي ست فرق براعم وشباب وناشئين وأولمبي ودائما يواجهون صعوبة في إيجاد الملاعب للتدريب».

وعن التعاون مع الكشافين في المدن السعودية قال: «لدينا كشافين يعطوننا آراءهم حول المواهب ولكن يظل احتياجنا الفني، وثانيا التقرير الفني، وثالثا يخضع اللاعب لتجربة ميدانية وبعدها يحكم عليه لتسجيله من عدمه، وفيما يخص إنشاء مراكز تدريبية في مدن السعودية لاحتضان المواهب» قال: «إذا كانت هذه المراكز تحفظ حقوق النادي، فبالعكس أعتقد أنه حان وقتها، فأحيانا تعد لاعبا وفي النهاية ينتقل لناد آخر دون حفظ لحقوقك كناد صرف عليه».

وفيما يخص جدولة الدوري وكأس الاتحاد هل هي مناسبة أم تحتاج لإعادة هيكلة؟ قال العمراني: «يفترض أن تكون الأدوار الأولية من كأس الاتحاد موزعة على المناطق فالتنقلات صعبة بالنسبة لنا خاصة وأن هذه البطولة تكون في بداية الموسم وبعد ذلك يكون الدور الثاني مفتوحا بنظام خروج المغلوب أعتقد أنها أفضل».

وأشار العمراني إلى أن مسمى الفئات السنية تعني أنك تتعامل مع فئة عمرية تحتاج لاهتمام وعمل فني وسلوكي وتحتاج لأمور كثيرة في النظام والانضباط، وقال العمراني: «ما يحتاجه اللاعب في منزله أيضا يحتاجه في النادي بدرجة الفئات السنية فيجب أن يكون الاهتمام منصبا في كل الجوانب وليس الفني فقط»، وعن علاقة مسؤولي المنتخبات معهم أوضح العمراني: «لحداثة تجربتي في العمل ولكن أشاهد هناك زيارات ومشاورات فنية حول بعض اللاعبين».

وعن النجم الذي يراهن عليه في السنوات القادمة قال: «الرهان صعب فاللاعب خصم نفسه، والجيد منهم تتنبأ له بمستقبل ولكن هذا يعتمد على اللاعب وسلوكياته وإذا رغب بذلك أو لا، ولكن عموما لدينا لاعبين مؤهلين في النصر لخدمة المنتخبات السعودية وليس النصر فقط».

نوعية المدرب الجيد من جهته اتفق بندر عبد العال المشرف على فريق الناشئين بنادي الاتحاد، مع من يقول إن بعض اللاعبين غير جاهزين أو مؤهلين عند تخرجهم من الفئات السنية، حيث قال: «الخلل في أن بعض الأندية لا تهتم في اختيار نوعية المدرب الجيد، وأهم نقطة في المدرب المتخصص بالفئات السنية أنه يحمل شهادات مميزة ويستطيع التعامل مع هذه الفئة فقبل أن يكون مدربا يجب أن يكون أبا ومربيا لهم، فالجانب الإنساني مهم في الفئات السنية، إذا استطعت الوصول لعقل اللاعب تمكنت من إيصال كل الأمور الفنية التي تريدها، فإذا كان هناك مدرب لا يحترم اللاعب ويقسو عليهم فكيف سيتقبلون تعليماته، فالشهادات لا تكفى عندما لا يكون المدرب على خلق، فاللاعب الصغير يحتاج من يعطف عليه ويجب أن يشعره أنه بجانبه كأخ أو أب وبالتالي اللاعب يقدم كل ما يملك عندما يجد الاهتمام الكبير».

وعرج عبد العال إلى المعوقات التي تواجه عملهم في الفئات السنية حيث قال: «من خلال تجربة ونحن حديثو عهد بالإدارة ولكن من واقع الفترة التي قضيناها أهم المعوقات هي الأمور المادية، فالمادة توفر جميع سبل نجاحك، فأنت تتكلم عن الناشئين تحتاج إلى جهاز فني على مستوى عال ولديه الكيفية للتعامل مع الفئة العمرية، وتحتاج إلى إخصائي تغذية واجتماعي، وأيضا الملاعب لديك يجب أن تكون جاهزة، كذلك عملية المعسكرات وغيرها جاهزة على أتم وجه»، مضيفا عبد العال: «بالنسبة لعملنا في الاتحاد لدينا برنامج موضوع لتطوير الفئات السنية وننتظر فقط الراعي الجديد للتحرك بشكل فعال ونفعل الخطط الموجودة لدينا ومن ضمنها تهيئة البنية التحتية للفئات السنية وتغيير الملاعب وعمل منشأة أكاديمية ومكاتب إدارية ومقر للفئات السنية، بحيث يكون مقرا على أعلى مستوى وفقا لمواصفات الفيفا، ونطمح في الاتحاد بالحصول على رخصة معترف فيها على المستوى الدولي لهذه الأكاديمية وهذا ما نطمح له في مجلس الإدارة الحالي بالاتحاد وسنكون أول إدارة تضع بصمة قوية في إنشاء الأكاديمية».

وفيما يخص تعاملهم مع الكشافين قال: «بلا شك السعودية بلد مترامي الأطراف وجمهور الاتحاد يوجد في كل مدينة، ونحن مجرد ما تصلنا معلومة من أي شخص نقوم بالتنسيق مع اللاعب ونوفر له تذاكر لجدة لخوض تجربة ميدانية تحت أنظار المدرب وإذا تجاوز ذلك يتم قيده، فنحن في الأسبوع الماضي فتحنا الباب أمام المستجدين والحقيقة حضروا إلينا مواهب من الطائف والمدينة ولدينا أكثر من موهبة من الشرقية والآن نعمل على نقلهم لجدة والدراسة هناك، فأبواب الاتحاد مفتوحة لكل المواهب في أي منطقة».

الاتحاد وتوأمة مراكز الناشئين في المناطق وعن رأيه بمسألة إنشاء مراكز تدريب لكل ناد في مختلف مدن السعودية قال بندر عبد العال: «لا بد أن نتعلم من الذين تقدموا وسبقونا في ذلك، أقصد الدول الأوروبية المتخصصة بالمراكز التدريبية وبإذن الله هذه خطوة ستكون في حسبان الإدارة الحالية، ولدينا دراسة بسيطة وبإذن الله تدخل حيز التنفيذ بحيث يعمل الاتحاد توأمة مع المراكز المتخصصة والمنتشرة في مناطق المملكة وهذا خبر أعلنه بشكل حصري لـ(الشرق الأوسط) ففي الرياض مثلا هناك أكاديمية شاهدنا مستواها جيدا فنحن نمنحها اسم الاتحاد وفق عقود وقوانين واضحة للطرفين، وفي الوقت الحالي أعتقد أنها مناسبة في ظل عدم وجود مادة لإنشاء مراكز جديدة في كل مناطق الوطن».

وعن الدوري وطريقته هل هو مناسب للاعبين أم أن تنقلاته مرهقة قال: «سفر اللاعبين وتنقلاتهم بالنظام الحالي أمر جيد، منها تعارف وثقافة للاعب في كيفية التعايش مع المجموعة وتنظيم الأمور، فاللاعب عندما تحصره في مدينة واحدة أمر غير جيد، بل على العكس امنحه التجربة ومعايشة زملائه في الطائرة والفندق ومواجهة الجماهير شريطة وجود جهاز إداري وفني يتعامل معهم بحذر، مضيفا: «فقط أتمنى تغيير التوقيت ففي جدة الأجواء حارة عصرا، وأنا أقترح أن تلعب المباريات بتوقيت قبل المغرب شوطا وبعده الشوط الثاني حتى تتمكن الجماهير من مساندة اللاعبين وبعضهم زملاؤهم في المدرسة يرغبون في الحضور ولكن التوقيت سيئ، فعندما تخرج من العمل عند الساعة الثانية من الصعب الخروج عصرا قبل أن تأخذ وقت الراحة، ولكن التوقيت الذي ذكرته أمر جيد خصوصا أن الوقت واسع.

وعن اهتمامهم بالجوانب الأخرى غير الفنية قال: «بلا شك هذا جانب مهم ونحن نعمل وسنطور عملنا عليه، فمن ضمن خططنا الموسم المقبل الاستعانة ببعض الدعاة والإخصائيين الاجتماعين فهذه الأمور تفيد اللاعبين وأستطيع أن أوجه رسالة عن طريق هؤلاء الأشخاص، ففي الموسم الماضي عمل عضو الشرف صالح باهويني حفل عشاء لفريق الناشئين وأحضر داعية إسلامي الذي أضفي أجواء جميلة على الفريق واستفاد منه اللاعبون وأنا شخصيا استفدت أيضا، فاللاعب في سن الناشئين يعتبر مراهقا ويجب أن يوجه التوجيه الصحيح، وهذا ما نسعى إليه في الموسم القادم، خصوصا أنه سيكون قدوة في المستقبل لصغار السن».

وعن مسؤولي المنتخبات السنية هل يجد منهم تعاون أم لا قال: «أتمنى كل فترة يكون هناك اجتماع مع إداريي المنتخب، فمثلا المدرب مع المدربين والإداري مع الإداريين ويهمني أن أوصل له السلبيات التي عندي عله يساعدني ولكن للأسف هذا أمر مفقود فحاليا العلاقة مجرد أمور رسمية كخطابات ضم اللاعبين وتأكيد حجوزات السفر لهم»، مضيفا عبد العال: «أتمنى مشاركة للمنتخب أن يرافقهم اثنان من إداريي الأندية كما كان في السابق يحضر رئيس نادي مع المنتخب ففيها مساعدة وتشارك في العمل وتقريب للعاملين في هذا المجال من بعضهم فاليد الواحدة لا تصفق».

البحث عن المنجزات أخفت النجوم من جهته أوضح هشام الدوسري المشرف العام على فريق شباب الاتفاق أن أبرز المعوقات التي تواجه العاملين في قطاع الفئات السنية هي شح الموارد المالية حيث قال: «أغلب إدارات الأندية يكون اهتمامها موجه للفريق الأول، فنحن في زمن الاحتراف وهو الأمر الذي جعل الإدارات تبحث عن اللاعب الجاهز دون العمل والتعب على إعداد الفئات السنية وأعتقد أي عضو مجلس إدارة يتولى الإشراف على الفئات سيتعب في ظل نقص الدعم، فرئيس النادي لا يلام لأن الفريق الأول هي واجهة العمل وعامل جذب للدعم والجماهير»، مضيفا: «في الفئات السنية مواهب تحضر للنادي وعند تسجيله يطلب مبلغا أو قبل التسجيل يسأل كم ستدفعون لي فالفكر المادي أصبح في عقول اللاعبين لأنه يسمع بالملايين، أيضا الكوادر الفنية التي تتولى الإشراف على الفئات السنية تحتاج إلى تأهيل فيجب عليها التركيز على إخراج لاعبين وليس البحث عن نتائج وقتية وتحقيق بطولات، أتكلم عن المدربين القادمين من الخارج للعمل في النادي فهو يبحث مع الأسف عن تحقيق إنجاز يضيفه لسيرته، وعرج الدوسري في حديثه لأحد الأسباب التي يراها خلف اندثار المواهب حيث» قال: «نحن في عصر التقنية والأجهزة الذكية فأصبح الشاب لا يبحث عن كرة القدم عكس ما كان في السابق حيث كانت كرة القدم هي مصدر الرفاهية الوحيد ففي السابق أتذكر شغفنا لعطلة نهاية الأسبوع لنلعب كرة القدم في الحارة، أيضا الأسر لها دور في عدم إقبال اللاعبين للأندية فبعضهم يخشى أن تفسده وتبعده عن دراسته».

وعن الكشافين وتعاونهم مع مسؤولي الأندية قال: «في الوقت الحالي الكشاف بات همه الفريق الأول وليس الفئات السنية كما في السابق فهو يحسن علاقته مع رئيس النادي للحصول على عمولته فأصبح دورهم أقرب للسماسرة».

وفيما يخص انتقاد بعض المدربين عن افتقاد اللاعب السعودي لأساسيات كرة القدم رغم تقدم عمره قال: «أين سيتعلم كرة القدم؟ فمثلا درجة الناشئين إذا كان متميزا تجده لا يستمر أكثر من موسم ثم يصعد لفريق الشباب وبعدها للأولمبي وهكذا فمتى يتطور مستواه، أعتقد بحاجة لعمل جاد مثلا نشاهد النادي الأهلي أنشأ أكاديمية والهلال أيضا في طريقه للتطور بعدما وقع مع الاتحاد الإسباني فلا بد من الصرف المالي إذا ما أردنا العمل الجاد، أما الوضع الحالي فرئيس النادي يبحث عن إنجاز خلال أربع سنوات فترة رئاسته».

وأوضح الدوسري أن الاهتمام بالجوانب الأخرى عند اللاعبين كالثقافة والسلوك أمر يعود بدوره لإدارات الأندية إذا رغبت في ذلك مشددا على أهمية هذا الموضوع حيث قال: «لدينا لاعبين محترفين ولا يعرفون معنى الاحتراف».

وعن علاقتهم بمسؤولي المنتخبات قال: «مع الأسف وضعوا مسؤولي الأندية بمثابة العاملين لديهم فزيارة وحيدة زارنا فيها القروني والشعيلان فلا يوجد تواصل مع مسؤولي المنتخبات ومعرفة أوضاع اللاعبين في أنديتهم»، مضيفا: «أيضا هناك مشكلة تحدث عندما يضم المنتخب لاعبين للمشاركات ولا يتم تأجيل الدوري، فعندما تضم ثلاثة أو أربعة لاعبين فهذه مشكلة خاصة وأن دوري الناشئين والشباب فيه صعود وهبوط وهذا بلا شك يؤثر على مستوى الفريق والمشكلة أنهم يقومون بتأجيل الدوري الأولمبي رغم أنه لا يوجد فيه صعود أو هبوط ويتجاهلون دوري الشباب والناشئين».

وعن المواهب التي قدمها للساحة قال: «أحمد الشهري وعلي الزبيدي وعماد الدحيم ومحمد كنو وعصام البحري فهؤلاء يعول عليهم النادي مستقبلا كبيرا وبإذن الله نشاهدهم في المنتخبات والفريق الأول».

أكاديمية الأهلي ليست كرة فقط من جانبه يرى حسن الدريهم مدير فريق الناشئين بالنادي الأهلي أن عملهم في الفئات السنية لا يعتريه أي عوائق وصعوبات حيث قال: «النادي الأهلي وجه اهتمامه ودعمه الكبير نحو هذه الفئات بدعم سخي من رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبد الله ومتابعة رئيس النادي الأمير فهد بن خالد وعضو الشرف الأمير فيصل بن خالد حيث نعمل من خلال منظومة منظمة تسير على أسس وقواعد علمية في إعداد اللاعب المحترف وبوجود لوائح خاصة لتنظيم العمل ابتداء من الأكاديمية التي تدعم الناشئين والشباب بالنجوم».

وعن تعاملهم مع كشافي الأندية قال: «لدينا وحدة لاكتشاف المواهب مكونة من أجهزة فنية وإدارية تهتم باكتشاف المواهب في جميع مناطق السعودية من خلال التعاون مع كشافي المواهب في تلك المناطق، إضافة للجولات المستمرة من قبل أعضاء وحدة اكتشاف المواهب وكذلك عمل تجمعات رياضية والعمل على استقطاب أفضل العناصر»، مضيفا: «أرى أن هذه الوحدة تغني عن مسألة إنشاء أندية تدريبية في مدن السعودية».

وعن الأحاديث التي تشير إلى أن اللاعب السعودي يفتقد لأساسيات كرة القدم رغم تقدمه بالعمر قال: «أعتقد أن هذا الخلل لا ينطبق على كل الأندية وخصوصا النادي الأهلي لوجود أكاديمية تعنى بالنشء منذ صغر سنهم وتحرص على تعليمهم أبجديات كرة القدم تحت نخبة من المدربين المتميزين».

وفيما يخص الدوري وجدولته وهل هي مرهقة للاعبين أم مناسبة؟ قال: «الدوري مناسب جدا فهو يمنح اللاعب الناشئ فرصة خوض أكبر عدد من المباريات، ولكن المآخذ فقط على مواعيد المباريات في بطولة كأس الاتحاد حيث تبدأ في بداية الموسم وهي الوقت الذي تشتد فيه درجات الحرارة وتلعب عصرا وهو أمر مرهق للاعبين».

وعن اهتمامهم بالجوانب الأخرى غير الفنية قال: «لا يقتصر دور أكاديمية النادي الأهلي ومركز الأمير عبد الله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب والأولمبي على تعليم كرة القدم فحسب، بل تمتد لتهتم في إعداد اللاعب في جميع جوانب الحياة حيث نقيم محاضرات توعوية وتثقيفية وتربوية ومحاضرات في تحكيم كرة القدم وعن الاحتراف وكيفية تطوير الأداء، إضافة لذلك لدينا دورات في تعليم اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي».

وأشار الدريهم إلى أن علاقتهم مع مسؤولي المنتخبات السعودية أكثر من رائعة فالأندية والمنتخبات تكمل بعضها البعض.

مختتما كلامه بالحديث عن أبرز المواهب التي قدمها النادي الأهلي في السنوات الأخيرة حيث قال: «قدمنا مصطفي بصاص وسلطان السوادي وبإذن الله ستشاهدون ريان الموسى ورائد الغامدي ومحمد جعفر وعلي الأسمري وحارس المرمى أحمد الرحيلي».