الفيفا يؤكد مساندته البرازيل في استضافة مونديال 2014

نفي شائعات طلب بعض المنتخبات مغادرة كأس القارات

TT

صرح جيروم فالكه الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في ريو دي جانيرو بأن مونديال 2014 يجب أن يقام في البرازيل، رغم موجة الاحتجاجات الكبيرة التي تتحول أحيانا إلى عنيفة.

وقال فالكه: «كأس القارات تقام حاليا في البرازيل، والمونديال يجب أن يقام هنا في البرازيل». وأضاف: «سنعمل معا على أن تقام كأس العالم في أفضل الظروف، لا توجد خطة بديلة».

وأكد سانت كلير ميليسي المتحدث عن اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل أن المظاهرات التي اجتاحت البرازيل منذ أيام فاجأت الاتحاد الدولي (فيفا) خاصة وأنها تأتي احتجاجا على عدة أمور من بينها الإنفاق ببذخ والمغالى فيه على استعدادات البلاد لتنظيم مونديال 2014.

وقال ميليسي: «من وجهة النظر العملية، نثق في سيناريوهات كثيرة للإجراءات الأمنية ولكننا لا نتوقع حدوثها.. يجب الاستعداد لكل شيء».

واندلعت المظاهرات في البرازيل خلال الأيام الماضية للمطالبة بوقف الارتفاع في أسعار الانتقالات ولكنها امتدت بعد هذا سريعا في جميع أنحاء البلاد حيث اشتملت على مطالبات أخرى بتحسين مجالات أخرى مثل الصحة والإسكان والتعليم مع المطالبة أيضا بوضع حد للفساد.

ومع خروج أكثر من مليون متظاهر في نحو 100 مدينة، وامتدت المظاهرات إلى محاولات لاقتحام الفندق الذي يقيم فيه مسؤولو الفيفا. وكان متظاهرون رموا الحجارة على حافلة تقل موظفين في الاتحاد الدولي في سلفادور على هامش مباراة الأوروغواي ونيجيريا. كما رموا الحجارة على واجهة زجاجية لمدخل فندق يسكنه موظفو الفيفا.

وأشارت وسائل الإعلام البرازيلية إلى أن الكثير من المنتخبات المشاركة في بطولة كأس القارات المقامة حاليا بالبرازيل طالبت لاعبيها بعدم مغادرة فنادق الإقامة خشية التعرض لاعتداءات خارجها. وكان الدوليبيكا أودريوزولا المتحدث باسم الفيفا قد كشف في وقت سابق أن الاتحاد الدولي لا ينوي إلغاء كأس القارات، ولم تتم مناقشة ذلك. وقال: «نحن على تواصل مع المنتخبات، نراقب الوضع مع السلطات، ولم نتلق أي طلب انسحاب من أي منتخب مشارك».

ونفى تشيزاري برانديلي مدرب منتخب إيطاليا شائعة مفادها أن منتخبه طلب العودة إلى إيطاليا بسبب التظاهرات البرازيلية.

وقال برانديلي قبل المباراة ضد البرازيل: «لم يقترح علينا قادتنا أبدا العودة إلى الوطن، أمامنا مباراة ولا نرغب أن تكون هناك احتجاجات خارج الملعب. هذا يصبح تعارضا بين لعب كرة القدم ومنح السعادة للمتفرجين في الملعب والعنف في الخارج على بعد 50 مترا. إنه تعارض غير مقبول».

وأضاف: «ظاهريا، يبدو أن الوضع تغير في الأيام الأخيرة. في ريو دي جانيرو الأمور جيدة ويمكننا زيارة المدينة دون أي مشكلة. في ريسيفي وهنا (في سلفادور)، طلب إلينا عدم مغادرة الفندق، لكننا لم نفكر أبدا بالعودة إلى الوطن».

وقال: إننا «نرحب بكل تظاهرة إذا كانت سلمية وبإمكانها أن تساهم في تطور البلد. هناك أشخاص من الصعب السيطرة عليهم، هؤلاء هم الذين يقومون بأعمال العنف». وبقي لاعبو المنتخب الإيطالي في الفندق باستثناء المهاجم ماريو بالوتيللي الغاني الأصل الذي طلب من المدرب «باعتباره من اللون الأسمر، الخروج لرؤية الأطفال من أجل مشروع اجتماعي. إنه لأمر جيد، والمسألة لا علاقة لها بالتنزه».

وتسكن منطقة سلفادور في شمال شرق البرازيل أغلبية من أصول أفريقية.

وساند نجم كرة القدم البرازيلي السابق روماريو المظاهرات والاحتجاجات لأنها تتركز ضد الإنفاق ببذخ والمغالى فيه على استعدادات بلاده لاستضافة كأس العالم 2014 كما انتقد روماريو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأنه، من وجهة نظره، أجبر البرازيل على قبول أو تجنب بعض القواعد الموضوعة لتلبية متطلبات ومنافع الفيفا.

وقال روماريو، عضو البرلمان البرازيلي حاليا: «عند الموافقة في 2007 على منح استضافة كأس العالم 2014 إلى البرازيل كانت التكلفة الإضافية المتوقعة تبلغ 23 مليار ريال برازيلي (نحو عشرة مليارات و840 مليون دولار أميركي). ونحن الآن في 2013 وهذه المبالغ توازي الآن 28 مليار ريال برازيلي (نحو 13 مليارا و200 مليون دولار أميركي). ولذلك، عليك أن تتخيل كيف يمكن توفير هذا».

ويشتهر روماريو بأنه أحد أكبر المنتقدين لكم وكيف الإنفاق من المال العام على الاستعداد للبطولات والأحداث الكبيرة.

وأشار روماريو، على سبيل المثال، إلى أن إعادة بناء الإستاد الوطني (ماني جارينشا) في العاصمة برازيلية كان مقدرا له أن يتكلف 745.3 مليون ريال برازيلي (نحو 351.5 مليون دولار أميركي) بينما أكدت التقارير التي صدرت حديثا عن تكلفة إعادة بناء الإستاد بلغت مليارا و200 ألف ريال برازيلي (نحو 566 مليون دولار أميركي) وقد تزيد هذه التكلفة.

وأوضح روماريو بهذا المال الذي تكلفه بناء إستاد ماني جارينشا، كان من الممكن بناء 150 ألف منزل شعبي.

وأشار روماريو إلى أن بعض الأمور يجب أن يعاد النظر فيها بعد كأس القارات الحالية لأنها لا تدار ولا تعمل بشكل جيد.

وقارن روماريو بين ما أنفقته البرازيل لاستضافة مونديال 2014 وما أنفق لاستضافة مونديال 2010 بجنوب أفريقيا و2006 بألمانيا و2002 بكوريا الجنوبية واليابان مؤكدا أن البرازيل أنفقت ثلاثة أمثال ما أنفق في أي من هذه البطولات السابقة.

وأوضح روماريو «الفيفا سيحصل على أرباح تبلغ أربعة مليارات ريال برازيلي (مليار و886 مليون دولار). الفيفا يحصل على كل شيء ولا ينفق شيئا».