البرازيل تتصدر المجموعة الأولى.. والطليان يشيدون بفريقهم رغم الهزيمة

المكسيك تودع كأس القارات بانتصار معنوي.. واليابان تتذيل بلا نقاط

TT

توج المنتخب البرازيلي لكرة القدم بطلا للمجموعة الأولى في كأس القارات المقامة في البرازيل حتى 30 يونيو (حزيران)، إثر فوزه على نظيره الإيطالي 4 - 2 في الجولة الثالثة الأخيرة التي شهدت انتصارا معنويا للمكسيك على اليابان 2 - 1.

وارتفع رصيد البرازيل إلى 9 نقاط من 3 انتصارات متتالية وتجنبت على الأرجح مواجهة إسبانيا في نصف النهائي، مقابل 6 لإيطاليا و3 للمكسيك ولا شيء لليابان.

ويأمل مسؤولو الحكومة البرازيلية أن تنعكس انتصارات المنتخب على الحالة المتوترة التي تشهدها البلاد من مظاهرات واحتجاجات، وأن يكون فريق الكرة سببا في التفاف الشعب حوله لتهدأ الأوضاع التي تهدد من استمرار البطولة وأيضا مستقبل مونديال 2014.

وعلى ملعب أرينا فونتي نوفا في سلفادور دي باهيا، خاض الطرفان البرازيلي والإيطالي أول مواجهة بينهما في كأس القارات، ولم تستطع إيطاليا منذ ما يزيد على 50 عاما تحقيق فوز أول على البرازيل على أرضها، منذ 33 عاما حين هزمتها في ربع نهائي مونديال 1982 بثلاثية لباولو روسي 3 - 2.

وتقدم دانتي بهدف للمنتخب البرازيلي قبل نهاية الشوط الأول ثم تعادل إيمانويلي جياكيريني لإيطاليا في الدقيقة 50. وأضاف نيمار الهدف الثاني لمنتخب السامبا في الدقيقة 55 قبل أن يسجل فريد الهدف الثالث في الدقيقة 66 ثم سجل جورجيو كيلليني الهدف الثاني لإيطاليا في الدقيقة 71 قبل أن يختتم فريد أهداف البرازيل بتسجيله الهدف الثاني له والرابع لبلاده في الدقيقة 89.

وضمن المنتخبان الإيطالي والبرازيلي تأهلهما للمربع الذهبي حتى من قبل هذه المباراة. ويلتقي المنتخب البرازيلي مع صاحب المركز الثاني بالمجموعة الثانية، بينما يلتقي الإيطالي مع متصدر المجموعة نفسها، وهو على الأرجح المنتخب الإسباني.

وكانت مباراة البرازيل وإيطاليا هي مواجهة بين المنتخبين الأكثر نجاحا في تاريخ بطولات كأس العالم، حيث توج المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا) بلقب البطولة خمس مرات (رقم قياسي) مقابل أربعة ألقاب للآزوري.

ويخوض المنتخب البرازيلي كأس القارات الحالية للدفاع عن لقبه الذي توج به ثلاث مرات سابقة (رقم قياسي) منها لقب آخر نسختين، بينما ما زال المنتخب الإيطالي في مرحلة البحث عن لقبه الأول في كأس القارات.

وتحظى المواجهات بين المنتخبين الإيطالي والبرازيلي بمكانة كبيرة في التاريخ الكروي، حيث سبق للمنتخب البرازيلي أن تغلب على نظيره الإيطالي 4 - 1 في نهائي كأس العالم 1970 بالمكسيك وبضربات الترجيح في نهائي كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.

وفي المقابل فاز الآزوري على نظيره البرازيلي في الطريق إلى لقبه بمونديال 1982 بإسبانيا. وانتهت آخر مباراة رسمية بين الفريقين بفوز البرازيل 3 - صفر على إيطاليا في الدور الأول لبطولة كأس القارات الماضية في 2009 بجنوب أفريقيا. والتقى الفريقان 15 مرة من قبل كان الفوز من نصيب السامبا في سبع منها مقابل خمسة انتصارات للآزوري وثلاثة تعادلات بينهما.

وإذا كان البرازيليون يتمنون أن يلعب الانتصار دورا سياسيا لتهدئه الشارع، فإن الإيطاليين طالبوا بعدم النظر للهزيمة كنتيجة والتركيز على الجانب المشرق في أداء المنتخب أمام نظيره البرازيلي.

وسادت حالة من الاقتناع والرضا معسكر المنتخب الإيطالي، حيث صرح جانلويجي بوفون حارس مرمى وقائد المنتخب قائلا: «إنني أكثر اقتناعا بهذه المباراة أكثر منها أمام اليابان، خسرنا مباراة غريبة. في الشوط الأول بدأنا بشكل سيئ ثم سنحت لهم الفرصة بشكل مباشر للتسجيل».

وأضاف، تعليقا على هدف دانتي الذي افتتح التسجيل للبرازيل قبل نهاية الشوط الأول: «فعلوا هذا في نهاية الشوط الأول بكرة ثابتة ووضع التسلل، حسبما سمعت».

وأوضح أنه في الشوط الثاني «أظهر اللاعبون شخصيتهم وخسرنا ببعض الأخطاء، لكن رغم الهزيمة، الأداء يمنحنا بعض المعنويات العالية».

وأضاف: «جاء الأداء بعد مباراة صادمة أمام اليابان التي لم نفهم فيها ما إذا كنا في الضوء أو في الظل. الآن، رأينا المنتخب الإيطالي الحقيقي وتألقنا مجددا».

ورغم هذا، كان بوفون قلقا من الأهداف السبعة التي دخلت شباكه في آخر مباراتين له. وقال: «علينا أن نعمل على ألا تستقبل شباكنا هذا العدد من الأهداف، لأنه شيء لا يتناسب مع إمكانياتنا وقوتنا».

وكان تشيزاري برانديللي المدير الفني لمنتخب إيطاليا قد أعرب عن سعادته من أداء فريقه وليس النتيجة وقال: «أشعر بسعادة لأن الفريق رد بشكل جيد وكان بإمكانه تغيير النتيجة وجعل الأمور صعبة على المنتخب البرازيلي، لكن شباكنا استقبلت الهدف الرابع عندما كنا في طريقنا لتحقيق التعادل».

وأوضح: «إنها بطولة خاصة عندما تحاول إيجاد طريقة وتحاول تطوير المستوى.. إذا حللنا كل الأهداف لن نجد منها كثيرا من الأهداف من الهجمات المرتدة وإنما من الضربات الحرة ومن الأخطاء التي نرتكبها. ولذلك، فإنها تأتي من الإمكانيات الجيدة لمنافسينا».

وتأكد غياب المدافع إجنازيو أباتي عن صفوف الآزوري فيما تبقى من البطولة بسبب الإصابة في الكتف إثر التحام قوي مع نيمار. وركز المعلقون في إيطاليا على الأداء الجيد للمنتخب، حيث علق فابريزيو بوكا في عنوان تعليقاته بصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية «خسر (المنتخب الإيطالي) لكنه لم يتعرض للإهانة.. الفخر ليس كافيا لإيطاليا».

وينتظر أن يشهد مستوى الآزوري بعض التحسن في المربع الذهبي، حيث غاب عن صفوفه في مباراة البرازيل نجماه الكبيران أندريا بيرلو للإصابة ودانييلي دي روسي للإيقاف كما اضطر الفريق لاستبدال ريكاردو مونتوليفو في الشوط الأول للإصابة وإجنازيو أباتي لنفس السبب علما بأن كريستيان ماجيو بديل أباتي كاد يسجل هدف إيطاليا الثالث ولكن تسديدته ارتدت من العارضة.

ويتوقع أن يلتقي الآزوري في نصف النهائي مع المنتخب الإسباني، والأخير له حظوة في الفترة الأخيرة، حيث سبق وسحق نظيره الإيطالي برباعية نظيفة قبل عام واحد فقط في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012) وهي الهزيمة التي لا ينساها بالوتيللي، حيث قال: «انتظرت مواجهة إسبانيا لمدة عام.. الثأر طبق أفضل أن يقدم باردا».

وعلى ملعب غوفيرنادور ماغاليايش في مدينة بيلو هوريزنتي، حقق المنتخب المكسيكي فوزا شرفيا على نظيره الياباني بطل آسيا بهدفين سجلهما مهاجم مانشستر يونايتد بطل إنجلترا خافيير هيرنانديز في الشوط الثاني رافعا رصيده إلى 3 أهدف في البطولة مع إضاعة ركلة جزاء، مقابل هدف لليابان سجله شينجي أوكازاكي.

ورفعت المكسيك رصيدها إلى ثلاث نقاط في المركز الثالث للمجموعة وغادرت ببصمة جيدة، بينما ودعت اليابان مشاركتها في المسابقة بلا رصيد من النقاط. ونال المهاجم المكسيكي هيرنانديز الشهير بـ«تشيتشاريتو» ولاعبو المنتخب المكسيكي إشادة هائلة من وسائل الإعلام المكسيكية.

وذكر موقع «ميديوتيمبو. كوم» على الإنترنت: «المنتخب المكسيكي ودع كأس القارات بانتصار غير مفيد ولكنه مؤثر للغاية». وأشار إلى أنها النتيجة الإيجابية الوحيدة للفريق على أرض برازيلية.

وأضاف الموقع: «كان فوزا متأخرا في كأس القارات ولكن الوقت لا يزال كافيا لانتشال السفينة في تصفيات اتحاد كونكاكاف المؤهلة لنهائيات كأس العالم».وكذلك أكدت ثنائية «تشيتشاريتو» أن الفريق بدأ الخروج من كبوته التي عانى منها في الآونة الأخيرة. ورفع تشيتشاريتو رصيده من الأهداف الدولية مع منتخب بلاده إلى 35 هدفا متساويا مع كارلوس هيرموسيو في المركز الثالث بقائمة أفضل الهدافين في تاريخ المنتخب المكسيكي.

وذكرت صحيفة «إل يونيفيرسال» المكسيكية «وداع بفوز. وبهدفين سجلهما خافيير هيرنانديز». وأشارت صحيفة «إكسلسيور» المكسيكية إلى أن المنتخب المكسيكي أنهى مسيرته في كأس القارات «بفوز لاذع على اليابان»، وأنه «أظهر بعض التحسن في مستواه.. وهو ما يمنح جرعة من الأوكسجين للفريق قبل استئناف مسيرته في تصفيات المونديال سبتمبر (أيلول) المقبل».

وكان المنتخب المكسيكي نال انتقادات حادة بعد الهزيمتين أمام إيطاليا والبرازيل والمستوى الهزيل الذي قدمه في المباراتين، ولكن الفريق سطع مجددا أمام اليابان.

واستعد المنتخب المكسيكي بهذا الفوز في مباراة الأمس لرحلة الدفاع عن لقبه في بطولة الكأس الذهبية لأمم اتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) والتي تستضيفها الولايات المتحدة من السابع إلى 28 يوليو (تموز) المقبل.