بالوتيللي يتعرض للإصابة.. وشكوك حول مشاركته أمام إسبانيا

جياكيريني تألق مع منتخب إيطاليا بقدرته على التأقلم ومرونته الكبيرة

TT

ماريو بالوتيللي صديق اللاعبين البرازيليين طالما لا يواجههم في الملعب. وهذا ما يشير إليه ما حدث يوم السبت الماضي في ملعب آرينا فونتي نوفا دي سالفادور حينما أصابه ديفيد لويز ودانتي في كاحله، واستفزه لويز فيرناندو لنصف شجار. وفي نهاية المباراة، بينما كان يبتسم البرازيليون في المنطقة المخصصة للإعلام، اجتاز بالوتيللي الطريق عند الحواجز كما لو كان محاربا عائدا من الجبهة، منخفض الرأس، يعرج بساق مصابة. وأكد الطبيب كاستيلاتشي بعد فحص مهاجم المنتخب الإيطالي إصابته في عضلات فخذه اليسرى إثر تعرضه لضربة قوية.

ومن أجل فهم ما سيكلفه الغياب عن مباراة نصف النهائي يوم بعد غد الخميس أمام منتخب إسبانيا تكفي قراءة العبارة التي كتبها ماريو بالوتيللي مساء السبت الماضي، قائلا: «الثأر مثل وجبة باردة... وأنتظر هذه المباراة منذ عام!». وخطر غيابه عن المائدة لتذوق هذه الوجبة قائم وحقيقي بنسبة 50%. وهذا الخبر محبط لأن بالوتيللي على قناعة بأن لعب إيطاليا قد يضع إسبانيا في مأزق أكثر من البرازيل، لا سيما مع عدم رغبته في الرحيل عن البرازيل المحبوبة بهذه الطريقة، بينما يستمتع الآخرون باللعب على ملعب ماركانا. وهناك شعور قد يزعجه أكثر من الإصابة بأن يكون بحالة جيدة ويشعر بالقوة والقدرة على انتزاع كأس القارات، ولكن من دون توافر مساعدة الفريق. وإنه شعورنا أيضا حينما نمتلك سيارة فيراري من دون بنزين ليجعلها تنطلق. وأقر الحكم الأوزبكي إيرماتوف بخطئه أول من أمس، حينما كان عليه أن يمنح ضربة جزاء، وعلى العكس سجل كييلليني هدفا. ويعني هذا أن بالوتيللي كان سيسدد ضربة الجزاء العشرين على التوالي، وكان سيحتفل بالهدف الثالث مثل نيمار الذي سجل من كرة ثابتة في مرمى بوفون. ولم تكن لمسة كعب بالوتيللي في هدف جياكيريني أقل سحرية، ولنعد النظر في الهدف بعد إطلاق طويل للكرة من جانب بوفون وتسليم وتسلم ولمسة كعب بالوتيللي ثم سجل جياكيريني. ونتذكر الآن ثنائية ماريو في منتخب ألمانيا، منذ عام مضى. وجاء الأول من كرة عرضية من العمق سددها بالوتيللي برأسه. وتحقق الهدف الثاني من إطلاق عمودي للكرة استقبلها بالوتيللي ووضعها في المرمى. وكل ما يلزم المهاجم لكي يكون سعيدا مناورة متميزة وإطلاق رائع للكرة في وسط الملعب. وهذا ما تحقق، واليوم يبقى الفتات، حيث ينشأ الهدف من إطلاق حارس المرمى للكرة التي تتخطى وسط الملعب، الذي يمثل فخرنا وساحة لعبنا. وهذا ما يؤدي إلى شعور ماريو بالإحباط.

واضطرت حالة الإجهاد البدني للاعبين بعد نهاية الموسم المدير الفني برانديللي إلى أن يضحي برأس حربة لتعزيز خط الوسط. ولا بأس في هذا لو كان الفريق حافظ على عادة الضغط العالي ومصاحبة الهجمة معا. وعلى العكس، بعد البداية الجيدة في مباراة المكسيك، بسبب غياب اللياقة البدنية الجيدة والعقلية الجيدة أيضا في الملعب، تراجع منتخب إيطاليا كثيرا ووجد بالوتيللي نفسه يحارب بمفرده في الملعب ضد فرقة من المدافعين مثل باد وهيل. في ظل غياب أوسفالدو (لسوء سلوكه) ومعاناة الشعراوي من غياب التألق، كانت إصابة بيرلو أكبر ضربة في رأسه. وفي الشوط الأول، حقق المنتخب الإيطالي نسبة 76% من الاستحواذ على الكرة أمام البرازيل، ولم يسدد أبدا نحو المرمى. وحاول بالوتيللي القيام بذلك، ولكن أعاقته الإصابة.

ومن جهة أخرى، دعونا لا ننس الإشادة بأداء جياكيريني في الملعب، الذي يشبه ما كان يقدمه أنجيلو دي ليفيو أو جامبييرو ماريني قبله بالكثير من الأعوام؛ باللعب من أجل العودة بالنفع عليه وعلى زملائه الآخرين. وربما تغفل عنه الصحافة لقامته العادية - طوله متر و67 سم، ولعدم تناسبه الفني - البدني المزعوم، أو لعدم اتصافه بالشخصية القوية مثل بالوتيللي وبيرلو أو بوفون. ولكن يبدو أن بطولة كأس القارات أوضحت عدم قدرة إيطاليا عن الاستغناء عن جياكيريني. فقد أثبت كونه أحد أفضل اللاعبين على ملعب ماراكانا، وفي مباراة كأس القارات الأولى عام 2013. كان لجياكيرني دور حاسم في تسجيل بالوتيللي هدف الفوز (2-1). وفي المباراة الثانية، أمام اليابان، تسبب في تسجيل أوتشيدا هدفا ذاتيا بإصراره على الهجوم من اليسار وإصابته القائم. وأمام البرازيل، سجل بنفسه هدف التعادل (1-1) بطريقة رائعة أربكت حارس المرمى البرازيلي جوليو سيزار. ونضع في الحسبان أيضا هدفه في المباراة الودية أمام هايتي في ريو دي جانيرو. وقدم في البرازيل حتى الآن أربع مشاركات إيجابية كلها، واستحق لقب جياكيريني الكبير الذي منحه إياه المدرب أنطونيو كونتي.

ويتميز لاعب وسط المنتخب الإيطالي بالمرونة، حيث لعب مع الآزوري في أكثر من مركز. ونذكر أنه كان لاعب أجناب خالصا، وصانع ألعاب، كما لعب أيضا في قلب وسط الملعب وفي مركز رأس حربة ثان. ويعتبر اللاعب التقليدي الذي يروق للمدربين لقدرته على التأقلم، تحت شعار: «ألعب حيث يجعلونني ألعب». وقد أراده أنطونيو كونتي في صفوف اليوفي بشدة في صيف 2011. حينما أقنع بيبي ماروتا المدير العام لليوفي بدفع ثلاثة ملايين يورو لتشيزينا من أجل تقاسم ملكية بطاقته، وهو مبلغ ليس قليلا إذا وضعنا في الاعتبار تحرره في العام التالي وإمكانية ضمه بلا مقابل. وفي عام 2012، دفع اليوفي أكثر من أربعة ملايين يورو من أجل الاحتفاظ بكامل بطاقته. ويتميز جياكيرني أيضا بأدائه الهجومي وقدرته على موازنة الملعب والأقلمة، فهو متعدد الاستخدامات. فلنراهن على أن جياكيريني سيدخل ضمن الـ23 لاعبا في الآزوري بمونديال 2014.