السمة الدفاعية للآزوري تتلاشى باستقبال 8 أهداف في 3 مباريات

الحارس العملاق بوفون قال إن معظم هذه الأهداف جاءت من ضربات ثابتة

TT

من سيظل يتحدث عن إيطاليا كبلد اللعب الدفاعي فليعد نفسه لاستقبال دعوى قضائية. لقد غير منتخب الآزوري جلده، ربما كثيرا، حيث إن الأهداف الثمانية التي استقبلتها شباك الفريق في آخر ثلاث مباريات تمثل الرقم القياسي السلبي لمنتخب إيطاليا في محفل كبير، معادلا بذلك عدد الأهداف التي استقبلتها إيطاليا في مونديال المكسيك عام 1970، ولكن في ست مباريات وليس ثلاث. إذن، هذه النتيجة أسوأ مما حققه الآزوري في مونديال عام 1954. عندما وصل عدد الأهداف المستقبلة سبعة في ثلاثة لقاءات. ولكن، رغم كل ذلك، المدرب تشيزاري برانديللي ولاعبو الآزوري لا يشعرون بقلق. صحيح أن منتخبات إيطاليا التي فازت ببطولات كأس العالم أعوام 1982 و2006 كانت نقطة قوته في خط الدفاع (سبعة أهداف في ست مباريات: بمعدل 1.16 في مونديال إسبانيا؛ وهدفان في سبع مباريات في مونديال ألمانيا، بمتوسط 0.28). صحيح أيضا أن المنتخب الإيطالي خلال بطولة أمم أوروبا منذ عام مضى كان متوسط استقباله للأهداف 0.85 هدف في كل مبارا،ة غير أن البحث عن الإمتاع له ثمنه، ومنتخب إيطاليا تحت قيادة المدرب برانديللي يروق له التجريب.

ومن المنطقي أن مدرب الآزوري يدرس بعض التعديلات على طريقة لعب فريقه. وليس من قبيل الصدفة أنه بعد وجوده في الاستاد من أجل متابعة مباراة إسبانيا أول من أمس قام بإعادة مشاهدة لقاء إيطاليا في افتتاحية بطولة أمم أوروبا الفائتة أمام منتخب ديل بوسكي، الذي انتهى بالتعادل الإيجابي (1-1).

السبب وراء ذلك؟ في تلك المباراة، اعتمد المنتخب الإيطالي على الدفاع المكون من ثلاثة لاعبين، الذي أدى بشكل جيد للغاية. المشكلة هي أنه في ذلك القطاع الخلفي كان يدير التحركات دانييلي دي روسي، بينما هذه المرة ربما ينتقل لاعب روما إلى خط الوسط لو تعين على بيرلو الغياب عن لقاء إسبانيا.

وقد صرح قائد المنتخب الإيطالي وحارسه العملاق جيجي بوفون بشأن خسارة فريقه (2-4) أمام منتخب البرازيل في المباراة الفائتة قائلا: «هزيمتنا أمام البرازيل ستمنحنا دفعة معنوية، أنا لست قلقا. ثم إذا نظرنا جيدا، سنجد أننا استقبلنا خمسة أهداف من كرات ثابتة وبعضها كانت غير صحيحة. عليه، كان من الممكن عدم التعرض لنصف هذه الأهداف، دون النظر إلى ركلة نيمار الثابتة التي أخطأت أنا فيها، الكرة كانت في القائم الذي كنت أقف عنده، ولكني لم أشاهدها وهي قادمة نحوي بسبب وجود الكثير من اللاعبين أمامي. من الواضح أننا نسمح للخصم ببعض الأشياء، ولكن هذا لأننا نبحث عن تقديم كرة قدم. في الواقع، المباريات الأكثر إمتاعا قدمناها نحن. بالتأكيد، يلزمنا مزيد من الشخصية داخل الملعب، ولكننا منذ مونديال 1978، في الأرجنتين، لم نشاهد منتخب إيطاليا ممتعا هكذا». وإذا كان زوف لم يرغب في التعليق على تصريحات بوفون فإن أنطونيو كابريني توقف عند نقطة المقارنات: «أرى أن إيطاليا قدمت مباراة جيدة أمام البرازيل، من الصعب عقد المقارنات مع كرة قدم تعود إلى 35 عاما مضت. ثم ليس هناك من يقول بأن رؤية الكثير من الأهداف في مباراة واحدة تعني بالضرورة الإمتاع. على أي حال، كل مباراة لها تاريخها الخاص وأنتم ترون أن المباريات عندما تكون أكثر أهمية تصبح قصة أخرى». هذا بينما أكد أنطونيوني: «كرة القدم بنظام الثلاث نقاط عن كل مباراة تغيرت. بالتأكيد، نحن كنا نستقبل عددا أقل من الأهداف، غير أن برانديللي غير عقلية المنتخب مقارنة بتاريخنا نحن. وعلينا أن نتقبل ذلك».

إذا كان اللاعب البرازيلي الموهوب نيمار يقول: «منتخب البرازيل أصاب لاعبي إيطاليا بالجنون»، فإن بوفون لا يرى أي دراما في البطولة: «أنا على قناعة بأننا، رغم كونهم مرشحين لحصد اللقب، نلعب على قدم المساواة معهم. منتخب إسبانيا؟ مواجهته صعبة ولكننا سنبذل أقصى ما لدينا خلال اللقاء. إنه لا يزال المنتخب الأفضل، ولكننا نتمنى ألا يكون على نفس مستوى مباراة كييف. هناك كان يوجد اختلاف كبير بيننا، ولكن هذا لا يعني أن اللقاء سينتهي بنفس الطريقة، وإلا فسيكون لا جدوى من اللعب». وفيما يتعلق بالأهداف التي تستقبلها شباك منتخب إيطاليا، أقر كيلليني قائلا: «ثمانية أهداف في ثلاث مباريات رقم كبير للغاية، ولكنها مشكلة الفريق. إنها أهداف كثيرة ثم إنها جاءت من ضربات ثابتة، علينا إعادة النظر في بعض الأشياء. مثل هذه المشاهد تتحكم في نتائج المباريات».

هذا بينما يخشى ماجيو من المناخ في البرازيل («هنا الجو به رطوبة») ولكنه لا يرى الأمر مأساويا: «بعض الأهداف التي سكنت شباكنا كانت غير صحيحة، ولكن علينا التركيز أكثر في الكرات الثابتة». هذا بينما أكد كاندريفا: «ثمانية أهداف في ثلاث مباريات أمر كثير، ولكننا أيضا غير محظوظين بعض الشيء، فقدنا بعض المتابعات في هجماتهم المرتدة، وهذا وارد». وكما يقال، هذا هو ثمن محاولة تقديم اللعب الاستعراضي. وعليه، فاللاعب الدفاعي لم يعد مسكنه المنتخب الإيطالي.