إسبانيا تطيح إيطاليا بضربات الترجيح وتواجه البرازيل في نهائي كأس القارات

فرحة إسبانية بالفوز «الثمين والغالي».. ومشاعر «الفخر والندم» تسود وسائل الإعلام الإيطالية

TT

عاشت إسبانيا أمس أسعد أوقاتها بعد أن اقترب المنتخب الإسباني خطوة جديدة من تحقيق حلمه الجديد والفوز باللقب الوحيد الذي ينقصه في البطولات الكبيرة بتأهله إلى نهائي بطولة كأس القارات المقامة حاليا بالبرازيل بالفوز الثمين والغالي على نظيره الإيطالي (الآزوري) بضربات الترجيح في المربع الذهبي.

وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بعد تفوق إيطالي في الشوط الأول من المباراة واقتسام الفريقين للشوط الثاني وسيطرة تامة للماتادور الإسباني على مجريات اللعب في الوقت الإضافي. ويلتقي المنتخب الإسباني بطل العالم وأوروبا نظيره البرازيلي صاحب الأرض غدا في المباراة النهائية للبطولة. وأشارت وسائل الإعلام الإسبانية أمس إلى أن القوة الذهنية كانت المفتاح وراء هذا الفوز الثمين على «الآزوري» في درجة الحرارة العالية ونسبة الرطوبة التي أقيمت فيها المباراة بمدينة فورتاليزا البرازيلية.

وذكرت إذاعة «راديو ماركا» الإسبانية أمس «القوة الذهنية كانت مفتاح الفوز.. كان نوعا من المباريات اعتاد المنتخب الإسباني خسارته ولكنه لم يعد هكذا». وعلقت إذاعة «كادينا كوبي» قائلة «اللاعبون اعتادوا الفوز الآن حتى في أحلك الظروف. عانوا كثيرا بالفعل ولجأوا لأقصى طاقاتهم البدنية والذهنية». وحفلت وسائل الإعلام الإسبانية هكذا بعبارات الإشادة والثناء على المنتخب الإيطالي وقارنوه بشكل إيجابي بالفريق الذي اكتسحه المنتخب الإسباني 4-صفر في نهائي كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012) ليتوج الماتادور الإسباني بلقب البطولة للمرة الثانية على التوالي.

وذكرت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية «الإشادة لإيطاليا. لقد درسونا جيدا وتفوقوا علينا في الشوط الأول ولكنهم فقط لم ينجحوا في تسجيل ما كان يمكن أن يصبح هدفا حاسما». ووصفت «آس» الفوز في مباراة أول من أمس بأنه «أكثر فوز متوتر في دائرة انتصاراتنا (منذ الفوز بلقب يورو 2008)». وأشارت «آلهة كرة القدم تقف الآن في صفنا». واختصت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية كلا من اللاعبين خيسوس نافاس وجيرارد بيكيه وسيرخيو راموس وإيكر كاسياس بإشادة خاصة. وأنعش المتألق نافاس الهجوم الإسباني في الوقت الإضافي ثم سجل بهدوء ضربة الترجيح الحاسمة بعدما أهدر المدافع الإيطالي ليوناردو بونوتشي الضربة السابعة للمنتخب الإيطالي وأطاح بالكرة فوق العارضة.

وأضافت الصحيفة أن قلبي الدفاع بيكيه وراموس كانا «رائعين تماما» وأنهما نجحا مع باقي زملائهما بالفريق في إيقاف الآزوري تماما «بعد الشوط الأول المتوتر». وكان كاسياس حارس مرمى إسبانيا هو بطل الشوط الأول حيث تصدى لكرتين رائعتين وفي غاية الخطورة من اللاعب الإيطالي كريستيان ماجيو. وأشادت «ماركا» باستعادة كاسياس مستواه العالي المعهود وهدوئه الرائع خلال بطولة كأس القارات الحالية وبعد موسم مروع شارك فيه قليلا مع فريقه ريال مدريد الإسباني بسبب الإصابة والخلافات مع البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني للفريق آنذاك.

وقال كاسياس «كانت مباراة صعبة للغاية. المنتخب الإيطالي تعامل معها بشكل متميز. حالفنا الحظ في ضربات الترجيح.. إنه جيل لا ينسى». وأعرب كاسياس قائد الفريق عن قلقه من حالة الإجهاد التي يعاني منها الفريق بعد هذه المباراة وقبل لقاء البرازيل في نهائي البطولة غدا خاصة أن منافسه حصل على راحة ليوم إضافي بعدما خاض مباراته في المربع الذهبي أول من أمس الأربعاء. وأضاف «نشعر بإجهاد شديد ونحتاج للراحة. لن تكون المواجهة سهلة أمام المنتخب البرازيلي، ولكننا سنبذل قصارى جهدنا».

وأثار المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني الدهشة عندما أكد أن مساعده توني غراندي هو من اختار مجموعة اللاعبين الذين سددوا ضربات الترجيح. وقال دل بوسكي «كان توني هو من اختار مسددي ضربات الترجيح. كل الفضل يرجع إليه». وأشاد دل بوسكي كثيرا بالمنتخب الإيطالي قائلا «كان أفضل منا خاصة في الشوط الأول. وبعدها، عدلنا أوضاعنا وأصبحنا الأفضل في الوقت الإضافي للمباراة». وأعرب دل بوسكي عن أمله في أن لا يعاني لاعبوه من الإجهاد الشديد في المباراة العصيبة للغاية أمام المنتخب البرازيلي.

وقال «أتمنى أن يذهب اللاعبون إلى استاد (ماراكانا) الأسطوري في ريو دي جانيرو، الذي تقام عليه المباراة، بطموح الأطفال.. الحقيقة أن المنتخب البرازيلي حصل على راحة لمدة يوم أكثر ولكن هذا لا يمكن أن يصبح عذرا. هذا كان عن طريق القرعة ولن نقول شيئا عنه».

في المقابل امتزجت خيبة الأمل بالفخر والندم في وسائل الإعلام الإيطالية أمس بعد سقوط المنتخب الإيطالي أمام نظيره الإسباني. وكانت عبارة «يا لها من هزيمة مثيرة للشفقة» هي الغالبة على وسائل الإعلام وتعليقات النقاد في إيطاليا بعد الهزيمة 6-7 بضربات الترجيح بعد التعادل السلبي بين الفريقين في الوقتين الأصلي والإضافي. ويلتقي المنتخب الإيطالي منتخب أوروغواي غدا في مباراة تحديد المركز الثالث بمدينة سالفادور قبل المباراة النهائية.

ونال أداء المنتخب الإيطالي استحسانا كبيرا أيضا كما سيكون دعما قويا للفريق فيما تبقى له من مباريات بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وذكرت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية أمس في عنوانها «إيطاليا تقترب من مشروعها» بينما رأى معلقون ووسائل إعلام أخرى أن النتيجة النهائية للمباراة كان من الممكن أن تختلف لو شارك المهاجم الإيطالي الشاب ماريو بالوتيللي الذي غاب عن اللقاء للإصابة. ونال تشيزاري برانديللي المدير الفني للآزوري إشادة بالغة بالاختيارات الخططية ومنها الدفع بالمهاجم ألبرتو جيلاردينو بمفرده في الهجوم بينما كان الضغط المكثف عن طريق جانبي الملعب ومن خط الوسط. وذكرت صحيفة «إل كورييري ديللو سبورت» الإيطالية الرياضية أمس في عنوان صفحتها الأولى «إيطاليا، كنت عظيمة» وأضافت «الآزوري جعل المنتخب الإسباني يرتجف».