جاسم الحمدان: تمنيت اللعب بجانب الثنيان.. و«هلاليتي» لن تمنعني من الأهلي

هداف النهضة قال في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه يخشى على بلاتشي من الإخفاق

TT

قال جاسم الحمدان، النجم الأبرز وهداف فريق النهضة الأول لكرة القدم، ثاني الصاعدين إلى دوري عبد اللطيف جميل للأندية السعودية المحترفة، إن أكثر أمانيه الحالية أن يتحول إلى الاحتراف ولو لموسم واحد من أجل أن يكون متفرغا تماما لتسجيل حضور مميز مع فريقه في دوري الكبار الذي غاب عنه «مارد الدمام» لأكثر من عقدين من الزمن قبل أن يتأهل بعد ملحق شهده دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى في الموسم المنصرم قبل شهر ونصف الشهر.

وكشف الحمدان في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن إدارة ناديه ترفض بشكل غريب طلبه بالاحتراف رغم أنها تشدد على ضرورة استمراره مع الفريق بعد أن أسهم بشكل فاعل في تحقيق الحلم النهضوي الذي طال انتظاره.

الحمدان الذي سجل قرابة 50 هدفا مع فريقه الحالي منذ أن انتقل من فريق الروضة (أحد فرق دوري الدرجة الثالثة) في محافظة الأحساء شرق السعودية، وذلك في عام 2010؛ حقق في الموسم الأول لقب هداف دوري الثانية، ثم نافس بقوة على أن يحرز لقب هداف الدوري في الموسمين الماضيين، مما جعله أبرز الأسماء في الخريطة النهضوية رغم تعاقب المدربين على الفريق في الموسم الواحد. كما كشف الحمدان عن ميوله المحلية وأمانيه المستقبلية ورأيه في اللاعبين الأفضل السعوديين والكثير من الأمور في ثنايا هذا الحوار..

* كيف تصف شعورك بعد أن تحقق الحلم بأن تكون ضمن اللاعبين الذين يشاركون في الدوري السعودي للمحترفين في مسماه الجديد (دوري عبد اللطيف جميل).. وكيف تصف اللحظات التي عشتها بعد أن أطلق حكم مباراة الخليج والرياض صافرة النهاية التي أعلنت تأهل فريقكم عبر الملحق؟

- الشعور كان كبيرا، والأمر كان أشبه بالحلم من أن يكون واقعا، خصوصا أن مصيرنا خرج من يدينا بعد أن انتهت مباراتنا مع الخليج، ورغم فوزنا في تلك المباراة بهدفين فإن تعادلنا في المباراة الأولى في الملحق ضد فريق الرياض على ملعبه جعل الأمور خارج سيطرتنا، حيث كان الرياض يملك حظوظا جيدة وتعززت في الدقائق الأخيرة من مباراة الخليج في سيهات بعد أن قلب الفريق تأخره بهدفين إلى التقدم بالثلاثة في الدقائق الحاسمة، ولعب بكل ثقله من أجل أن يحرز الهدف الرابع الذي يؤهله للممتاز بفارق الأهداف. وبصراحة كان من الظلم أن يضيع حلمنا بالصعود من خلال فارق الأهداف بالملحق ونحن الذين سجلنا العدد الأكبر من الأهداف خلال الدوري، لكن الحمد لله جاءنا الإنصاف، ولم يتمكن فريق الرياض من تسجيل الهدف الفارق في الدقائق الأخيرة التي عشناها بدرجة كبيرة من شد الأعصاب، خصوصا أن فريق الخليج كان خارج المنافسة قبل المباراة وكان بلا طموح ولا يمكن لأحد أن يلومه لو أنه لعب بالفريق الرديف أو خسر بفارق كبير من الأهداف. حقيقة لم نعش فترة عصيبة خلال المباراة الأخيرة بين الخليج والرياض فحسب، بل عشنا هذه الفترة العصيبة لمدة أسبوع وارتاحت أعصابنا كثيرا بعد أن تقدم الخليج بهدفين، لكن الأهداف المتتالية للرياض جعلتنا نعيش توترا حقيقيا من ضياع هذا الحلم.

* في حال حدث أن ضاع الحلم للمرة الثانية على التوالي، ما تصورك لوضع فريقكم؟

- بالتأكيد لو ضاع حلم الصعود هذا الموسم لمر الفريق بمرحلة اختلال في التوازن وتعرض لنكسة لا يمكن أن يفوق منها سريعا، فالجميع يعلم أن الفريق كان قاب قوسين أو أدنى من الوجود منذ الموسم الماضي في الدوري الممتاز بمسماه السابق دوري زين، لكن فقدنا في المباريات الأخيرة نقاطا كثيرة في متناولنا، والحمد لله أن الصعود كان حليفنا وعاد المارد إلى المكان اللائق به في دوري الكبار، وكسر مسلسل السنوات العجاف التي مرت على هذا النادي العريق.

* هناك اتفاق على أنك اللاعب الأبرز في فريق النهضة على الأقل في خط الهجوم، كونك سجلت قرابة 50 هدفا في المباريات الرسمية للفريق في فترة ثلاث سنوات، وحصلت في الموسم الأول لك على لقب هداف دوري الثانية، لكن الغريب أنك لا تزال لاعبا هاويا.. ما السبب؟

- صدقني إنني حريص جدا على أن أنضم لقائمة اللاعبين المحترفين، وأصبحت جادا بشأن الإقدام على هذه الخطوة، خصوصا بعد الصعود إلى دوري الكبار، حيث يتطلب ذلك جهدا كبيرا وتركيزا وتفرغا تاما للفريق، لكن الإدارة ترفض انضمامي لقائمة اللاعبين المحترفين وما زلت أواصل المساعي لذلك وأتمنى أن توافق الإدارة على ذلك.

* قد يكون سبب رفض الإدارة ضمك لقائمة اللاعبين المحترفين هو خوفها على مستقبلك الوظيفي؟

- ما تقوله هو الذي ردت به إدارة النهضة على طلبي بالاحتراف، لكن أعلنها عبر صحيفة «الشرق الأوسط»، أنني ألقى كل التعاون من جهة عملي من أجل الحصول على إعارة، بل إن إدارة عملي ممثلة في الأخ محمد الأحمد تدعمني بشدة في هذا التوجه، لكن للأسف إدارة النهضة غير مقتنعة بذلك ودائما ما أسمع نفس الرد باللهجة السعودية الشرقاوية (وايش لك بالاحتراف؟).

* هل الاحتراف بات هو أكثر أمنية لك في الوقت الراهن؟

- لا أبالغ إن قلت نعم.. لكن الاحتراف لموسم أو موسمين على أن أعود بعدها لعملي كونه هو الباقي لي بعد اعتزال كرة القدم التي بصراحة ليس لها أمان.

* ما طموحاتكم في الموسم المقبل؟

- بكل تأكيد البقاء بين الكبار هو أقصى طموحاتنا في الموسم الأول، لكن في مواسم لاحقة يجب أن نفكر في تحقيق مراكز أفضل، ولا يمنع أن نحلم بتحقيق نفس الإنجاز الذي حققه الفتح الذي فاز في موسمه الرابع في الدوري الممتاز ببطولة الدوري بعد أن كانت مراكزه تتحسن سنويا وكان الهدف في الموسم الأول هو البقاء.

* لكن النهضة في أيامه الذهبية كما يعتبرها بعض النهضويين، لم يحقق لقب بطولة سعودية كبرى؟

- لا مستحيل في كرة القدم، وحتى فريق الفتح لم يحقق في وقت سابق أي بطولة كبرى قبل إحراز بطولة الدوري، بل وكان صعود الفتح للممتاز قبل أربع سنوات هو الأول، وأما صعود النهضة الأخير فكان بمثابة العودة إلى دوري الكبار. والشيء الذي قد لا يعلمه الكثيرون أننا صعدنا من دوري الثانية إلى الأولى ونافسنا مباشرة على الصعود للممتاز وفي الموسم الماضي وهو الثاني لنا على التوالي في دوري الأولى. عبرنا للممتاز وهذا يعني أننا نسير وفق مستويات ونتائج تصاعدية وثابتة.

* أنت كلاعب برزت مع فريق الروضة منذ سن مبكرة وتوقع الكثيرون أن تنتقل إلى فريق في الدوري السعودي للمحترفين حينما قررت إدارة ناديك السابق التنازل عنك، لكن فجأة انتقلت إلى النهضة وهو في دوري الثانية.. هل كان الحديث عن تلقيك عروضا وأنت مع فريقك الروضة مجرد كلام؟

- أبدا.. تلقيت العديد من العروض وكانت شفهية من أندية كبيرة وممتازة في تلك الفترة، لكن فضلت الانتقال للنهضة كون والديّ كانا حريصين على أن أكون قريبا من الأحساء، كما أن حصولي على وظيفة في مدينة الدمام أسهم في انتقالي للنهضة. وحقيقة أنا سعيد بتلك الانطلاقة كوني لعبت مع فريق عريق وطموح في دوري الثانية ووجدت فرصتي بالكامل وتوّجت هدافا لدوري الثانية في الموسم الأول والذي شهد كذلك الصعود للأولى، وواصلت البروز مع زملائي في دوري الأولى حتى تحقق حلم الصعود. وأرى أن انتقالي من فريق في الدرجة الثالثة إلى فريق ممتاز مباشرة فيه كثير من المخاطرة على مستقبلي الكروي ولذا كان التدرج أمرا رائعا بالنسبة لي.

* ما هي طموحاتك وأحلامك على المستوى الشخصي.. هل تسعى حقيقة لحجز مكان لك في المنتخب الوطني الأول؟

- بالتأكيد وسيكون وجودي في فريق في الدوري الممتاز عاملا مساعدا على ذلك، وأنا ما زلت أحلم بأن أكون موجودا في مناسبة رياضية كبيرة مع المنتخب الوطني الأول، وأعتقد أن الحلم مشروع لي كون عمري لا يتجاوز حاليا 26 عاما.

* من هو اللاعب الذي كنت وما زلت تحلم باللعب بجواره؟

- حقيقة هناك لاعبون كنت أحلم باللعب بجوارهم لكنهم اعتزلوا، وفي مقدمتهم يوسف الثنيان وماجد عبد الله، لكن هناك من اللاعبين الحاليين من أتمنى أن تسنح لي الفرصة وألعب بجوارهم، ومنهم عبده عطيف الذي أستغرب من الأنباء التي تتحدث عن تنسيقه من النصر، وكذلك نايف هزازي وياسر القحطاني.. ومن يدري قد ألعب بجوار أحدهم.

* ما حقيقة رغبتك في الانتقال للأهلي؟

- إذا كان الأمر يتعلق بالميول فأعترف بأن ميولي هلالية، والأهلي ناد كبير، وكل لاعب يتمنى أن يرتدي شعاره.

* لنعد مجددا للحديث عن النهضة.. ماذا يحتاج الفريق فنيا للبقاء في دوري الكبار الموسم القادم؟

- يحتاج بالتأكيد لعمل كبير وجهود مضاعفة وصرف مالي يوازي المرحلة.. الفريق يحتاج لرباعي أجنبي على مستوى فني عال، وأفضّل أن يكون اللاعبون المحترفون الثلاثة من قارة أفريقيا، ويكونوا صغارا في السن وليس لديهم تاريخ ومجد كبير؛ حتى يسعوا لبناء مجد لهم من خلال النهضة. ولو أن الأندية ليست مجبورة على لاعب آسيوي ليكون رابع المحترفين، لفضّلت أن يكون جميع المحترفين في فريقنا الموسم المقبل من أفريقيا.

* وماذا عن اللاعبين البرازيليين أو الأوروبيين، هل هم غير مفيدين للأندية السعودية؟

- لا أقصد ذلك.. هناك لاعبون برازيليون خصوصا كان له دور فعال مع فرقهم وآخرهم إيلتون الذي أسهم بشكل فعال وجلي مع زملائه في تحقيق الإنجاز الكبير الموسم الماضي.. لكن كم هي تكلفة اللاعب البرازيلي حاليا قياسا باللاعب الأفريقي؟ وكم كلف إيلتون إدارة الفتح حتى يبقى ويعالج فترة من الإصابة ثم يبدع؟.. في المقابل كان الكونغولي دوريس سالومو مبدعا في الهجوم، والسنغالي سيسكو في الدفاع، رغم أنهما أقل قيمة مادية من إيلتون وبمراحل حسبما نسمع ونقرأ على الأقل.

* وماذا عن خطوة الإدارة للتعاقد مع المدرب الروماني الشهير بلاتشي؟

- هي خطوة رائعة ومميزة وتؤكد أن الإدارة تسعى لأن يكون الفريق على قدر الاستعداد لمجابهة الكبار، لكن الخوف صراحة من أن يكون لابتعاد المدرب عن التدريب في الفرق السعودية لأكثر من 15 عاما أثر سلبي؛ كون هناك تغيرات كثيرة طرأت طوال تلك الفترة خصوصا أنه درب فريقي النصر والهلال بطموح حصد البطولات، وحاليا سيقود فريقا يطمح فقط للثبات. بالطبع سعيد بالتعاقد مع هذا المدرب الكبير وتخوفاتي التي ذكرتها لا تقلل من شأنه.

* هل ستتخذ موقفا مفاجئا وحاسما في حال استمرت الإدارة في رفض طلبك الانضمام لقائمة المحترفين؟

- لا أفكر في ذلك أبدا، ولنادي النهضة والإدارة الرائعة بقيادة فيصل الشهيل فضل كبير علي شخصيا ولا يمكن أن أنساه بهذه السهولة، وسأظل مخلصا للنهضة ما دمت لا أزال من منسوبيه، وهذا فخر كبير لي.. صحيح أنني أطمح للاحتراف، لكني أعتقد أن لدى الإدارة حسابات خاصة في هذا الشأن ولا يمكن أن أقاطع النادي مثلا لأنني سأكتب حينها نهاية غير سعيدة في حياتي الرياضية. أنا حضرت لهذا النادي عن قناعة، ونلت الكثير من خلال هذا الكيان، وحققت العديد من أحلامي، فكيف أنهي مشواري في «لحظة غضب»؟

* كيف تتوقع أن تكون منافسات الموسم المقبل؟

- بكل تأكيد ستكون حامية ومثيرة، خصوصا أن هناك فرقا كبيرة تسعى لاستعادة مجدها ودفعت مهر ذلك من خلال صرف عشرات الملايين في صفقات مع نجوم مميزين، وهناك أندية تبحث عن استعادة هيبتها التي فقدتها في مواسم قريبة، كما أن ما حققه الفتح الموسم الماضي يرفع درجة الطموحات لدى غالبية الفرق التي كانت تسعى في سنوات مضت لأن تكون ضمن فرق مناطق الدفء.

* وماذا عن مباراة النهضة ضد الاتفاق في الموسم المقبل، هل تتوقع أن تعيد ذكريات ديربي الشرقية زمان؟

- نعم أتوقع أن تكون مباراتنا ضد الاتفاق قوية ومثيرة، خصوصا أن الجميع متشوق لهذا الديربي، وأتمنى حقيقة أن تكون الإثارة حاضرة في الديربي، ولا أتوقع أن يكون فريق النهضة صيدا سهلا للاتفاق المتمرس في دوري الكبار.

* كلمة أخيرة تود قولها عبر الختام..

- فخور جدا بأن أكون ضيفا على «صحيفة العرب الدولية»، وأتمنى أن أجد الأجواء المناسبة لأواصل تألّقي وبروزي مع فريقي النهضة في المواسم المقبلة.