رئيس الاتحاد العراقي لـ «الشرق الأوسط»: استضافة كأس الخليج 2014 حق أصيل للبصرة ولن نتنازل عنه

المهندي نفى نقلها إلى جدة.. وجهات خليجية طلبت من السعودية الاستعداد للتنظيم

TT

* مقتل مدرب نادي كربلاء في مباراة محلية تهدد استضافة العراق للبطولة

*أعلن رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ناجح حمود تسلم الاتحاد العراقي لاستاد مدينة البصرة المقرر أن يستضيف النسخة المقبلة من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم للمنتخبات الأولى بنسختها الـ22، مؤكدا أن الملعب بات جاهزا تماما لاستضافة البطولة من اليوم وأن الشركة التي تولت بناءه انتهت من أعماله، مبينا أنه تم تجهيز ملعب رديف وملعب التدريبات «ويمكن القول إن المتبقي من الأعمال هو الإنارة الليلية للاستاد والتي لن يتجاوز إنجازها أسابيع حيث يرجح الانتهاء تماما منها قبل نهاية شهر يوليو (تموز) الحالي».

يأتي ذلك في ظل تجدد الأنباء حول تحويل مكان إقامة الدورة القادمة من البصرة إلى مدينة جدة السعودية.

وأوضح ناجح في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة التفتيش عن الملاعب برئاسة القطري سعود المهندي قامت بزيارة البصرة للاطمئنان على الاستعدادات، وأبدت انبهارها بما تم إنجازه من عمل وقال ناجح: «هناك تقارير دورية ترسل للجنة من أجل الاطمئنان على سير العمل والذي يؤكد على عزيمة العراق على احتضان أشقائه الخليجيين مجددا على أرض الرافدين».

وشدد على أنهم واثقون تماما من أن البصرة ستشهد العرس الخليجي العربي القادم، حيث يقف الجميع صفا واحدا لتقديم كل ما يستطيعون من أجل أن تعود العراق لاحتضان أهم المنافسات الكروية الخليجية بعد طول غياب وبعد أن أجبرتها كثيرا من الظروف عن الابتعاد عن المشهد الرياضي كحال كثير من المشاهد الأخرى مع أشقائها في دول الخليج العربي.

من جهته أكد رئيس لجنة التفتيش الخليجية سعود المهندي أن اللجنة تلقت تقارير إيجابية لما يتم على أرض الواقع بمدينة البصرة التي تستعد لاستضافة بطولة «خليجي 22» والمقترح لها بشكل مبدئي قبل نهاية العام 2014 حتى تكون خير إعداد للمنتخبات الخليجية قبل المشاركة في بطولة آسيا المقررة بأستراليا 2015 وبين أن استعدادات البصرة وصلت لنسبة قد تصل إلى 80% من حيث تجهيز الملاعب على الأقل.

وجدد المهندي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» نفيه وجود أي نية لسحب التنظيم من العراق ونقل البطولة القادمة إلى السعودية.

جاء ذلك في معرض رده على ما يتم تداوله عن نقل ملف تنظيم البطولة إلى السعودية بعد أن تم نقل البطولة السابقة من العراق إلى البحرين. وأوضح المهندي أن لجنة التفتيش التي يرأسها تعودت أن تصدر حولها شائعات بشأن نية اللجنة في سحب ملف الاستضافة «سبق أن ترددت هذه الشائعات قبل استضافة «خليجي 20» باليمن وحتى «خليجي 21» بالبحرين ولكن هذه الشائعات لا تعنينا ولا يمكن أن نقوم بنفيها بشكل متكرر».

وكشف المهندي أن اللجنة عقدت اجتماعا موسعا في دبي قبل أسابيع بحضور الوفد العراقي الذي قدم ما يثبت سلامة موقفه من الاستضافة، وهناك كما قلت عمل مشهود يقوم به العراقيون من أجل أن تكون بلادهم جاهزة لاحتضان النسخة الخليجية القادمة. وعما إذا كان كلامه يمكن أن يكون حاسما فيما يخص ضمان تنظيم العراق للنسخة القادمة قال المهندي: «من يتخذ القرار النهائي في هذا الموضوع هم رؤساء الاتحادات الخليجية وحدهم، ومؤخرا تم التأكيد على دعم الاتحادات الخليجية لإقامة البطولة في البصرة».

في المقابل، قالت مصادر خليجية موثوقة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك تقارير شهرية مدعمة بالصور طلبتها لجنة التفتيش من الاتحاد العراقي لكرة القدم على أن تكون كل التقارير جاهزة تماما قبل وقت كاف من إعداد لجنة التفتيش تقاريرها لرفعها إلى لجنة أمناء سر الاتحادات التي تعقد اجتماعا في الرياض قريبا، ومن ثم يتم رفع تقرير نهائي للمؤتمر العام الذي يجمع رؤساء الاتحادات الخليجية لبحث الملف العراقي ومن ثم إصدار قرار نهائي بشأنه قبل نهاية العام الحالي 2013 - أي خلال ستة أشهر من الآن. ويتوجب أن تتضمن التقارير الشهرية التأكيدات الحكومية اللازمة كل في مجاله سواء من حيث رصف الطرق أو الانتهاء من المباني الخاصة بالاستضافة أو بقية الجوانب اللوجيستية الأخرى التي يتوجب توفرها في مثل هذه المنافسات.

وشددت لجنة التفتيش على أنها تتابع التحضيرات كافة بالتنسيق مع اللجنة الهندسية التي تتابع العمل على أرض الواقع برئاسة المهندس غانم الكواري الذي يقوم بزيارات متكررة للمدينة الرياضية المرشحة لاستضافة الدورة حيث إن التقارير التي وصلت اللجنة إيجابية إلى الآن.

ولم تكتف لجنة تفتيش الملاعب بالاطمئنان على استاد البصرة بل إنها أطلعت خلال زيارتها الماضية على الإضافات والتجديدات على مطار البصرة ومقرات إقامة الوفود والفرق والإعلاميين والجماهير.

ولا تزال هناك مخاوف كثيرة لدى العراقيين من وجود أمور قد تكون هي الفيصل في مسألة تحقيق الحلم في استضافة الدورة الخليجية القادمة وأهمها وجود حظر على إقامة مباريات دولية على الأراضي العراقية وهو القرار المتخذ من قبل الاتحاد الدولي قبل موسمين، حيث يتوجب على الاتحاد العراقي أن يسعى لرفع حظر إقامة المباريات الدولية على أرض العراق على أن مباريات كأس الخليج تدخل ضمن المباريات الدولية الودية للفيفا ويتعاطى معها كذلك وهذا يعني أنها ضمن المباريات التي يحظر إقامتها بالعراق.

أما الهاجس الآخر فهو الناحية الأمنية وعلى إثرها قد تحسم الأمور بالموافقة على تنظيم الدورة من عدمها مع وجود تحركات عراقية جادة من إبعاد هذا الهاجس من خلال التطمينات الشفهية الدائمة وسط اقتراحات بأن أن تكون أماكن السكن وتدريبات الوفود داخل منطقة واحدة من أجل المحافظة قدر الإمكان على سلامة الوفود المشاركة.

وعاد ناجح حمود ليؤكد على أن استضافة «خليجي 22» حق أصيل للبصرة خاصة وأن الاتحاد العراقي لكرة القدم تسلم علم البطولة بعد نهاية النسخة الماضية التي أقيمت في العاصمة البحرينية المنامة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وفي ختام حديثة شدد ناجح حمود على أنه ليس لديهم كاتحاد عراقي أية مشكلات مع أي طرف في الاتحادات الخليجية «خاصة السعودية التي تعتبر من أكبر الداعمين لنا لكي تقام البطولة في البصرة وهذا ما أفصح عنه صراحة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد خلال الدورة الماضية في المنامة، حيث كان هناك إجماع خليجي على دعم حق العراق في استضافة النسخة القادمة».

الى ذلك أدان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حادث الاعتداء الذي أودى بحياة مدرب كربلاء العراقي، الذي تعرض له من قبل عناصر من قوات الشرطة عقب انتهاء واحدة من مباريات المسابقة المحلية الأسبوع الماضي، وكذلك سلسلة هجمات تعرضت لها ملاعب كرة قدم شعبية.

وكان مدرب كربلاء محمد عباس (50 عاما) توفي أول من أمس الأحد متأثرا بإصابات بليغة نتيجة ضربه من قبل قوات الشرطة الأسبوع الماضي عقب مباراة فريقه مع القوة الجوية إثر تدخله لفض اشتباك بين اللاعبين وتلك العناصر وأصيب حينها بكسور في الجمجمة ونزيف حاد. كما أدان الاتحاد القاري الذي طالب الحكومة العراقية بضمان سلامة الملاعب، عبر بيان على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، سلسلة هجمات تعرض لها أحد الملاعب الشعبية أمس أدى إلى مقتل تسعة فتيان تقل أعمارهم عن 16 سنة جراء انفجار عبوات ناسفة خلفت 25 جريحا أيضا.

ونقل البيان عن رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم «أود أن تضمن الحكومة العراقية سلامة وأمن الملاعب وما حولها واللاعبين».

وأضاف: «نيابة عن أسرة كرة القدم الآسيوية، أود أن أعرب عن عميق التعازي لأسرته وأصدقائه وكامل أسرة كرة القدم العراقية وأتمنى الشفاء العاجل للاعبي كربلاء، وأود أن أحث قوات الأمن على أن يكون تركيزها الأساسي لحماية اللاعبين والمتفرجين وهذا العمل يستحق بالتأكيد الإدانة».

وتابع الشيخ سلمان، حسب بيان الاتحاد الآسيوي: «ينبغي استخدام كرة القدم كأداة لتعزيز السلام والوئام».

واللافت أن هذه الأحداث المؤسفة التي تجتاح الملاعب العراقية تأتي غداة سعي العراق لرفع الحظر المفروض على ملاعبه ومطالبة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بالسماح لإقامة المباريات الرسمية للمنتخبات والفرق العراقية على ملاعبها.

إلى ذلك وافق الاتحاد الدولي على ارتداء لاعبي منتخب شباب العراق الشارة السوداء في مباراة الباراغواي غدا الأربعاء في الدور الثاني من مونديال الشباب المقام حاليا في تركيا.