يورنتي يختار القميص رقم 14 ويعيد لجماهير اليوفي ذكريات كرويف

المهاجم الإسباني وصل تورينو متأخرا وقال إنه سعيد باللعب بجوار تيفيز

TT

لقد مرت 10 سنوات على آخر نهائي لدوري أبطال أوروبا خاضه فريق اليوفي. حينها كان يلعب في خط هجوم الفريق اليساندرو ديل بييرو وديفيد تريزيغيه، أفضل ثنائي هجوم في تاريخ نادي السيدة العجوز. وليس من قبيل الصدفة أنه حتى الآن هناك الكثير من جماهير نادي يوفنتوس تندم على هذا الثنائي: يكفي القيام بجولة على صفحات الإنترنت لإدراك مدى الحب الذي ينعمان به ديل بييرو وتريزيغيه. ولكن من الطبيعي أن الجماهير في الوقت نفسه لديها رغبة في الاحتفال بأهداف لاعبين كبار آخرين قادرين على إعادة حمل الفريق إلى القمة الأوروبية. لن يستطيع أحد مطلقا محو (وهناك افتقاد إليه) ديل بييرو وتريزيغيه من ذاكرة جماهير السيدة العجوز، ولكن الاستقبال الحافل الذي حظي به كارلوس تيفيز والإسباني يورنتي يعكس نشوة وترقب جماهير اليوفي. صحيح أن الهدف الأول للنادي وجماهيره هو الدرع الإيطالية وأن الفوز بثلاث بطولات متتالية للدوري المحلي لم يتحقق سوى خلال حقبة الخمسينات ولكن بطولة دوري أبطال أوروبا لها ثقلها والحلم بحصدها الآن لا يكلف شيئا، لا سيما بعد وصول المهاجم الأرجنتيني تيفيز ونظيره الإسباني يورنتي. منذ عامين والحديث يدور حول حاجة خط هجوم اليوفي إلى التدعيم، ميركو فوتسينيتش وماتري وكوالياريلا بالفعل أثروا في القطاع، لأن بفضل عمل هؤلاء استطاع اليوفي الفوز ببطولتين متتاليتين للدوري الإيطالي. ولكن خلال الموسم الفائت العودة إلى بطولة دوري الأبطال، حيث اتسمت بنتيجة طيبة حيث الوصول إلى ربع النهائي قبل الإقصاء على يد بايرن ميونيخ الذي توج في النهاية بلقب البطولة، أوضحت حاجة يوفنتوس إلى زيادة المهارة في القطاع الأمامي للفريق. وبالفعل بيبي ماروتا، مدير عام اليوفي، وفابيو باراتيتشي أهدوا المدرب أنطونيو كونتي رأسي حربة لديهما خبرة دولية.

في الأسبوع الماضي كان الأرجنتيني تيفيز قد اختار القميص رقم 10 الذي كان يرتديه من قبل ديل بييرو ويوم أول من أمس (الاثنين) كان الكثير من جماهير اليوفي يتمنون أن يقرر يورنتي ارتداء القميص رقم 17 الذي كان يخص تريزيغيه. ولكن اللاعب الإسباني اختار القميص رقم 14. من يعشق التحليق بعيد في الهواء تذكر كرويف بينما ذهب المتشككون إلى أنه رقم جدير بجلساء مقاعد البدلاء، أما من يهضم تاريخ نادي اليوفي جيدا فيعلم أنه خلال الموسم الفائت كان هذا القميص بلا صاحب وأنه في موسم 2011 - 2012 كان يخص ميركو فوتسينيتش وأن هذا الرقم منذ بضع سنوات مضت لم يحمل الكثير من الحظ إلى جورج اندرادي (القليل من المشاركات وإصابتان خطيرتان) وأن هذا القميص كان قد اختاره من قبل بالأحرى ديشامب.

وقد بدأ متأخرا اليوم الأول للمهاجم الإسباني يورنتي في نادي اليوفي، ولكن ليس بسببه، فقد وصلت الطائرة التي حملته هو وخطيبته ماريا وأمه في تمام الساعة 12:45 بدلا من 13:55. وكان في انتظار المهاجم الإسباني في المطار بمدينة تورينو نحو 60 مشجعا. وقد توجه يورنتي على الفور إلى تغيير ملابسه حيث ارتدى الجاكيت الأخضر والقميص الأبيض والبنطال الجينز، وقد وصل اللاعب إلى مقر نادي اليوفي في تمام الساعة 16.12. وصعد فيرناندو إلى الدور الثاني وتقابل مع أندريا انيللي الذي منحه القميص رقم 14 (فالأرقام المفضلة كانت مشغولة: 9 - 32 - 19)، كما لم يرق إلى يورنتي أرقام 18 - 99 وبعدها نزل اللاعب إلى الشارع لتوقيع الأوتوغرافات والتقاط الصور مع الجماهير التي كانت في انتظاره. ولم يدل يورنتي إلى رجال الصحافة المتواجدين سوى بمزحة سريعة بلغة إيطالية رصينة: «أنا سعيد للغاية بتواجدي هنا واللعب مع تيفيز»، ومن المنتظر أن تشهد الساعات القليلة القادمة حفل التقديم الرسمي للمهاجم الإسباني. وفي وقت متأخر من عصر أول من أمس بدأ فيرناندو إجراء الفحوصات الطبية في المركز الطبي Medicina dello Sport حيث التقى هناك بارزالي وبيرلو وكيلليني، العائدين من المشاركة في بطولة كأس القارات.

وكان جون إلكان أيضا قد تحدث في صباح أول من أمس عن يورنتي معبرا عن تفاؤله بالموسم القادم: «إنه اليوم الكبير لفيرناندو يورنتي. أنا سعيد للغاية من أجله وأجل تيفيز الذي يعد صفقة كبيرة. اليوفي دائما ما حظي بمهاجمين كبار وكارلوس واحد منهم. فريقنا قوي وهو الذي ينبغي التغلب عليه في إيطاليا لأنه فاز لتوه بالدرع». كما وجه إلكان كلمة إلى بوفون جاء فيها: «لقد أثبت جيجي في المنتخب الإيطالي أنه لا يزال بطلا. نحن فخورون بتواجده معنا ولأنه قائد اليوفي. خلال بطولة كأس القارات رأيت منتخبا رائعا أيضا بفضل كتلة لاعبي السيدة العجوز». هذه الكتلة التي تحلم الآن بالفوز بدوري أبطال أوروبا: خط الدفاع قوي وخط وسط الفريق قوي للغاية وقطاع الهجوم ربما يستفيد من أهداف يورنتي وضراوة تيفيز في انتظار قدوم بطل آخر (يوفيتيتش). ولكن كل هذه العناصر ستكون في يد كونتي الذي يتعين عليه إنضاج طريقة لعب الفريق، لا سيما في بطولة دوري الأبطال. حتى تصبح منافسا في هذا المحفل الأوروبي الكبير ينبغي استخدام العقل والقلب والأقدام وبعض اللاعبين الأفذاذ والكثير من الشجاعة. هكذا فحسب يمكن الفوز بالبطولة الأوروبية.