الحلم البرازيلي في المونديال السادس يتجدد بحصد لقب كأس القارات الرابع

راقصو «السامبا» برهنوا على أنهم قوة لا يستهان بها قبل كأس العالم 2014

TT

يرى لويز فيليبي سكولاري، المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم، أن فريقه لم يصل إلى قمة مستواه بعد، ولكن من السهل على المرء أن يتوقع أن يرى البرازيليين وهم يحتفلون بتتويج بلادهم بلقب سادس في كأس العالم على استاد ماراكانا بعد عام واحد. وكان للقوة التي دمر بها البرازيليون ضيفهم الإسباني بطل العالم وأوروبا، في نهائي كأس القارات، صدى هائل في استاد ماراكانا، وهي تبرهن على أن السليساو (المنتخب البرازيلي) سيكون حاجزا منيعا لجميع منافسيه في كأس العالم العام المقبل.

حتى إن الفريق الإسباني صاحب الخبرة الواسعة، الذي خاض 29 مباراة متتالية دون هزيمة، ظهر مرعوبا من حماس الجماهير البرازيلية، وأيضا قوة لاعبي السامبا داخل أرض الملعب. وقال سكولاري: «لم يتوقع أحد مثل هذه النتيجة الرائعة، ليس أمام بطل العالم، ولكن علينا ألا نبالغ في حماسنا». وتلقت الشباك الإسبانية هدفا مبكرا بتوقع فريد، ثم آخر رائعا عن طريق الموهوب نيمار بتسديدة قوية من قدمه اليسرى قبل نهاية الشوط الأول. وجاء الهدف الثاني لفريد والثالث للبرازيل في بداية الشوط الثاني بمثابة الضربة القاضية للماتادور الإسباني، وبعد أن أهدر سيرجيو راموس ضربة جزاء وطرد جيرارد بيكيه في الدقيقة 68 لعرقلته نيمار، لم يكن هناك شك في سعادة المنتخب الإسباني بالهروب من ضجيج استاد الماراكانا بمدينة ريو دي جانيرو.

ولم يتمكن سكولاري الذي تولى منصب المدير الفني للمنتخب البرازيلي قبل عام واحد، من تحقيق نتائج إيجابية في بداية مسيرته، ولكنه حقق طفرة كبيرة في كأس القارات، حيث فاز منتخب السامبا بجميع المباريات الخمس التي خاضها في البطولة، في أول اختبار رسمي للفريق بعد عامين من المباريات الودية. وجاء الفوز الساحق على إسبانيا 3 - صفر بعد الفوز على اليابان والمكسيك وإيطاليا وأوروغواي، وواصل نيمار تألقه في البطولة وسجل أربعة أهداف ونال لقب أفضل لاعب في مباراة إسبانيا، ليثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه يستحق الـ57 مليون يورو (74 مليون دولار) التي دفعها برشلونة الإسباني للحصول على خدماته.

ويقول سكولاري إن المنتخب البرازيلي ما زال بعيدا عن المنتخبات الكبرى في العالم مثل إسبانيا وألمانيا، كما أشار إلى قوة المنتخب الأرجنتيني. وأوضح سكولاري: «هذا أكثر من مجرد لقب، لأننا أظهرنا أننا نسير على الطريق الصحيح حيث يمكننا أن نحصل على جرعة من الثقة مع استئناف المنافسات». وأجمع سكولاري وفيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني على أن نجاح ديفيد لويز في إنقاذ مرمى البرازيل من هدف محقق، كانت نقطة تحول في المباراة. ونجح لويز مدافع تشيلسي في الوجود في الموعد المناسب بعدما سدد بيدرو كرة قوية تجاوزت الحارس جوليو سيزار، وكانت في طريقها لاحتضان الشباك لا محالة، مما كان من شأنه أن يمنح إسبانيا التعادل 1 - 1 قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الأول. ولكن بعد دقيقتين من هذه الهجمة الضائعة، أحرز نيمار الهدف الثاني وتبعه فريد بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة الثالثة من بداية الشوط الثاني. وقال دل بوسكي: «إن منع ديفيد لويز هدفا محققا لإسبانيا في نهاية الشوط الأول كان هو الفارق بين التعادل والتأخر صفر - 2، ولكن بشكل عام كانت البرازيل الأفضل».

ويتطلع دل بوسكي الآن إلى تصفيات كأس العالم، حيث يتصدر المنتخب الإسباني ترتيب المجموعة التاسعة للتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال بفارق نقطة واحدة أمام فرنسا. كما يتطلع المنتخب البرازيلي بعد فوزه بلقب كأس القارات إلى بطولة كأس العالم 2014 بمنظور مختلف. ويعيد حصد اللقب الرابع في بطولة كأس القارات أمام إسبانيا المرعبة والمدججة بالنجوم السعادة إلى المنتخب البرازيلي كونه «بلد كرة القدم»، ويجدد ثقة جماهير «السامبا» في الحصول على لقب كأس العالم عام 2014 على أرضها.

وأوجز جوكا كفوري الصحافي بموقع «يو أو إل» الرياضي وصحيفة «فوليا دي ساو باولو»، المشاعر البرازيلية قائلا: «الحقيقة أن الحصول على لقب كأس القارات للمرة الرابعة حمل طعم اللقب العالمي السادس. من قد يشكك في ذلك». وتكشف عبارة كفوري «من قد يشكك في ذلك» على وجه التحديد، عن التغيير الذي طرأ في غضون أسبوعين استغرقتهما بطولة القارات: بدأتها البرازيل تحت غطاء من الشك، وودعتها بيقين القدرة على المنافسة بقوة على الفوز باللقب المونديالي على أرضها.

أما صحيفة «أو جلوبو» فأشارت تحديدا إلى ثقل أثر الانتصار الكبير الذي تحقق، قبل انطلاق مونديال 2014. وذكرت أن «الفريق قدم كرة متماسكة وحدد تشكيلا أساسيا له، وهما خطوتان كبيرتان في الطريق نحو اللقب السادس». وفضلا عن «إيقاظ» البطولة التي استضافها البلد اللاتيني احتجاجات شعبية كادت تعصف بها على مدار أسبوعين، حصل حلم اللقب السادس على دفعة كبيرة.