«العنف» يجبر «فيفا» على حظر إقامة المباريات الودية في العراق

استهداف فندق سيستضيف المنتخبات الخليجية في البصرة يهدد بنقل «كأس الخليج»

TT

تلقى الاتحاد العراقي لكرة القدم أمس الأربعاء إشعارا من نظيره الدولي (فيفا) يفيد بعدم السماح بعد الآن بإقامة المباريات الودية على الملاعب العراقية نظرا للظروف الاستثنائية وأحداث العنف التي تجتاح البلاد في الوقت الحاضر.

وبحسب مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» فإن امتعاضا واستياء شديدا عانى منها المسؤولون في الاتحاد العراقي لكرة القدم جراء هذا القرار الذي شكل بالنسبة لهم مثل الصدمة غير المتوقعة على اعتبار أنهم كانوا ينتظرون سماحا كاملا من قبل (فيفا) بشأن إقامة المباريات الرسمية والودية لكن القرار قد يقلص من فرص استضافة العراق لكأس الخليج الـ22 المقررة في البصرة أواخر عام 2014 المقبل.

وبدا العراقيون في خطر أكبر أمس الأربعاء بعد حادث الانفجار الذي وقع أمس في البصرة واستهدف فندقا في المدينة ذاتها التي تقع جنوبي العراق وهي المدينة التي ستستضيف «خليجي 22» والفندق أحد مقار البعثات التي من المقرر أن تستضيف المنتخبات الخليجية الـ8 في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2014 المقبل.

وذكر عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم نعيم صدام «تلقينا أمس إشعارا من الاتحاد الدولي (فيفا) يفيد بإيقاف إقامة المباريات الودية في الملاعب العراقية في الوقت الحاضر وإلى إشعار آخر بسبب موجة العنف»، مضيفا: «هذا شيء مؤسف».

وكان الاتحاد الدولي سمح في 21 مارس (آذار) الماضي بإقامة المباريات الودية فقط على الملاعب العراقية للمنتخبات العراقية وأبقى حظره على اللقاءات الرسمية.

واستضاف استاد الشعب الدولي خلال الفترة الماضية لقاءين وديين، الأول مع سوريا في إطار تحضيرات المنتحب العراقي لتصفيات مونديال 2014 وتوقفت المباراة لانقطاع التيار الكهربائي، والثاني مع ليبيريا.

وشهدت العاصمة بغداد وبعض المحافظات خلال الأيام الماضية موجات عنف دموية طالت عددا من ملاعب شعبية لكرة قدم آخرها حادث تفجيري قبل يومين أودى بحياة تسعة فتيان تقل أعمارهم عن 16 سنة جراء انفجار عبوات ناسفة خلفت 25 جريحا أيضا.

وكان مقتل مدرب فريق كربلاء لكرة القدم محمد عباس الجبوري الذي توفي قبل أيام متأثرا بكسور في الجمجمة ونزيف حاد بعد تعرضه إلى الضرب من قبل مجموعة من عناصر الشرطة عقب مباراة ضمن الدوري المحلي في 23 يونيو (حزيران) الماضي الحدث الأبرز في ملاعب كرة القدم في العراق.

ودان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حادث الاعتداء على المدرب، مطالبا الحكومة العراقية عبر بيان على موقعه الرسمي بضمان سلامة الملاعب.

ونقل البيان عن رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم «أود أن تضمن الحكومة العراقية سلامة وأمن الملاعب وما حولها واللاعبين».

وأضاف: «نيابة عن أسرة كرة القدم الآسيوية، أود أن أعرب عن عميق التعازي لأسرته وأصدقائه وكامل أسرة كرة القدم العراقية وأتمنى الشفاء العاجل للاعبي كربلاء، وأود أن أحث قوات الأمن أن يكون تركيزها الأساسي لحماية اللاعبين والمتفرجين وهذا العمل يستحق بالتأكيد الإدانة».

وفي هذا الشأن، نجا لاعبو أربيل حامل لقب الموسم الماضي من الدوري العراقي لكرة القدم من تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا فندقا في البصرة كانوا يقيمون فيه استعدادا لملاقاة نفط الجنوب هناك أمس الأربعاء ضمن المسابقة المحلية.

وذكر المنسق الإعلامي لنادي أربيل ريبين رمزي أن «اللاعبين كانوا في وحدة تدريبية أثناء وقوع الانفجار الذي تعرض له فندق (مناوي باشا) مساء أول من أمس الثلاثاء».

يذكر أن سيارتين مفخختين انفجرتا داخل مرآب الفندق الشهير في محافظة البصرة (460 كلم جنوب العاصمة) خلفتا عددا من الجرحى.

وأضاف رمزي: «اللاعبون يتمتعون بمعنويات مرتفعة ولم يتأثروا نفسيا نتيجة هذا الحادث».

واللافت أن فندق «مناوي باشا» يجري تهيئته الآن ضمن مجموعة فنادق أخرى في المدينة لاستضافة وفود مشاركة في «خليجي 22» المقرر أن تستضيفها البصرة عام 2014.

يذكر أن ناجح حمود أكد لـ«الشرق الأوسط» في عددها قبل أمس أن استضافة كأس الخليج الـ22 حق أصيل للبصرة ولن يتنازلوا عنه.