الفرنسية بارتولي تطيح بأحلام الألمانية ليسيكي وتتوج بلقب ويمبلدون للتنس

ديوكوفيتش يبحث عن اللقب الثاني اليوم.. وموراي عن حلم طال انتظاره 77 عاما

TT

أحرزت الفرنسية ماريون بارتولي المصنفة خامسة عشرة، لقب بطلة فردي السيدات في بطولة ويمبلدون الإنجليزية للتنس، ثالث البطولات الأربع الكبرى، إثر فوزها على الألمانية سابين ليسيكي الثالثة والعشرين 6-1 و6-4 في المباراة النهائية أمس. واحتاجت بارتاولي التي خاضت النهائي الثاني في ويمبلدون وفي بطولات الغراند سلام أيضا بعد 2007، إلى ساعة و21 دقيقة لإحراز لقبها الأول الكبير، وباتت ثالث فرنسية تتوج في البطولات الكبرى بعد ماري بيرس عام 2000 في بطولة رولان غاروس، وإميلي موريسمو عام 2006 في ويمبلدون.

وحققت بارتولي (28 عاما) حلمها باعتلاء منصة التتويج على أعشاب الملعب الرئيسي في ويمبلدون، بينما أخفقت ليسيكي التي خاضت اليوم أول نهائي كبير في تحقيق مثل هذا الحلم.

وكانت ليسيكي مرشحة أكثر من منافستها الفرنسية بعد خروج المصنفات الأوليات، مثل البيلاروسية فيكتوريا ازارنكا الثانية، والروسية ماريا شارابوفا الثالثة، من الأدوار الأولى، وخصوصا بعد أن أقصت بطلة العام الماضي الأميركية سيرينا ويليامز الأولى عالميا في الدور الرابع، ووصيفتها البولندية إنييسكا رادفانسكا في نصف النهائي.

في المقابل، كان مشوار بارتولي إلى المباراة النهائية أكثر سهولة؛ لأنها لم تواجه أي لاعبة أعلى منها تصنيفا، ولم تتعرض لأي اختبار حقيقي، مستفيدة بدورها من خروج العملاقتين أزارنكا وشارابوفا بطلة عام 2004.

ويعتبر تتويج بارتولي «مفاجأة كبيرة» على حد قول المراقبين؛ لأن نسبة ترشيحها لإحراز اللقب في مكاتب المراهنات كانت 1 إلى 125، وواجهت على طريق المجد من الدور الأول وحتى النهائي على التوالي المصنفات 82 و70 و93 و104 و17 و20 و24 (المعدل الوسطي 58). وأنهت بارتولي مبارياتها السبع في البطولة دون أن تخسر أي مجموعة، ولعبت أمس بهدوء أعصاب، واستثمرت بشكل كبير التوتر الذي سيطر على أداء منافستها الألمانية التي كانت ظلا لتلك التي هزمت سيرينا وبعدها رادفانسكا، خصوصا في إرسالاتها القوية التي لم تظهر في هذه المباراة.

وبدأت المباراة بفقدان بارتولي الإرسال، وخسرت ليسيكي بدورها إرسالها فتعادلتا 1-1، ثم تمكنت الفرنسية من الاستيلاء على إرسال منافستها مرتين في الشوطين الرابع والسادس وأنهت المجموعة 6-1 في 30 دقيقة. وبدأت ليسيكي المجموعة الثانية بإرسال ناجح، وعادلت بارتولي 1-1، ثم تحكمت الفرنسية بالمجريات، وبكت الألمانية في الشوط الخامس، حيث بدت عاجزة تماما عن كسب إرسالها قبل أن تخسره بالفعل.

وكانت الفرنسية على وشك الفوز بالمجموعة الثانية 6-1 أيضا بعد أن تقدمت في الشوط السابع 40-15، لكنها فشلت ثم خسرت إرسالها قبل أن تنهي المجموعة 6-4 في 51 دقيقة، وحرمت بالتالي أول ألمانية تخوض نهائي ويمبلدون بعد شتيفي غراف عام 1999 من اعتلاء منصة التتويج.

نهائي الرجال ولدى الرجال سيكون نهائي بطولة ويمبلدون بين الصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني آندي موراي اليوم كلاسيكيا في عالم الكرة الصفراء، لكنه ينتظر إبداعات اللاعبين؛ نظرا لمواهب تفجرت في المواجهات الـ18 بينهما. حتى في أصعب الظروف والمواقف، خلال التعب والإرهاق، لا يستسلم اللاعبان وهما يملكان أوجه شبه كثيرة في صلابتهما، ودفاعهما القوي والقدرة في الصعود إلى الشبكة.

تكثر المقارنات بين ديوكوفيتش (26 عاما و88.‏1 م) الذي يصغر موراي (90.‏1 م) بسبعة أيام فقط، لكن الاختلافات موجودة، خصوصا في شخصية البطلين.

يبدو ديوكوفيتش المصنف أول عالميا جاهزا دوما للمزاح، يملك الدم الحامي لسلافيي الجنوب والرغبة في تقديم العروض الجيدة، فيما يعتبر موراي من أكثر اللاعبين الجديين الذين لا تنجح حتى انتصاراته الكبرى أو إعلاناته المصورة في استخراج ابتسامة حقيقية من وجهه.

يمتاز ديوكوفيتش بالسجل أيضا؛ إذ أحرز 6 ألقاب كبرى، بينها لقب ويمبلدون عام 2011، ولقبان في الماسترز، كأس ديفيس والمركز الأول عالميا، فيما يبدو موراي بعيدا عن ذلك رغم أنه حرر البريطانيين بإحرازه لقبه الأول في الدورات الكبرى العام الماضي في بطولة الولايات المتحدة.

تتويجه في ويمبلدون، حيث يخوض النهائي للعام الثاني على التوالي، سيجعل منه بطلا في البلاد التي تنتظر اللقب الأخضر منذ 77 عاما.

رغم ذلك، فإنه لا تزال مواجهة اللاعبين بعيدة عن النزالات الخارقة بين السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافايل نادال أو الأميركيين بيت سامبراس وأندريه أغاسي أو السويدي بيورن بورغ والأميركي جون ماكنرو. قد تذكر ثنائية ديوكوفيتش - موراي بمواجهات السويدي ماتس فيلاندر والتشيكوسلوفاكي إيفان لندل المدرب الحالي لموراي، وذلك في ثمانينات القرن الماضي.

التقى اللاعبان في ثلاثة من النهائيات الأربع الأخيرة في بطولات الغراند سلام، وهما يسيطران على بطولات المحترفين في الأشهر الـ18 الأخيرة باستثناء الأراضي الترابية الخاصة بنادال. التقى اللاعبان على الملعب عينه في نصف نهائي دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في لندن، عندما ابتسمت لموراي الذي أحرز الذهبية لاحقا.

ستكون الأفضلية لديوكوفيتش، الذي سيحتفظ بمركزه الأول عالميا مهما كانت النتيجة؛ إذ يتقدم في المواجهات المباشرة على الأسكوتلندي 11-7، و2-1 في نهائي الغراند سلام.

وصحيح أن موراي استفاد من الخروج المبكر لفيدرر ونادال والفرنسي تسونغا، إلا أنه احتاج إلى 5 مجموعات للتخلص من الإسباني فرناندو فرداسكو في ربع النهائي و4 مجموعات من البولندي ييري يانوفيتش في نصف النهائي.

وقال موراي لهيئة الإذاعة البريطانية: «أنا سعيد بالفوز في مباراة كانت صعبة جدا ومختلفة تماما عن أي مباراة لعبتها هنا هذا العام». وأضاف: «يانوفيتش موهوب ولا يمكن توقع ما سيفعله. ضربات إرساله قوية وهو ما لا يمنحك الفرصة للحاق به». وأضاف موراي: «المجموعة الأولى كانت متقاربة المستوى ولم تسنح لي إلا القليل من الفرص، لكن يانوفيتش أطلق بعض التسديدات القوية.. إلا أنني تمكنت من تحقيق الفوز».

بدوره، عانى ديوكوفيتش كثيرا في مباراته المثيرة أمام الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو، حيث خسر أول مجموعة له في النسخة الحالية قبل أن يخرج فائزا بصعوبة بالغة في 5 مجموعات في أطول مباراة في تاريخ نصف نهائي الدورة. وقال ديوكوفيتش: «كانت واحدة من أفضل المباريات التي خضتها.. كانت من أكثر المباريات إثارة. كانت مواجهة متكافئة للغاية». وأضاف ديوكوفيتش: «لعبت جيدا باستثناء الفترة التي أعقبت فوزي بالمجموعة الثالثة في المباراة». وقال ديوكوفيتش إنه فشل في الاستفادة من الفرص التي سنحت له في تحقيق فوز سريع. وأضاف: «كان مستوى الأداء رائعا للغاية، ولكنني توقعت هذا. ظللت قويا وصلدا حتى نهاية المباراة».