أكثر من 17 مليون بريطاني تابعوا تتويج موراي ببطولة ويمبلدون

الملكة إليزابيث ورئيس الوزراء كاميرون تقدم ا المهنئين للبطل الذي أعاد البريق للتنس البريطاني

TT

تابع أكثر من ربع البريطانيين نجمهم إندي موراي كيف أصبح أول بريطاني منذ 77 عاما يتوج بطلا لويمبلدون للتنس، ثالث بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، في مباراته مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

وذكرت شبكة «بي بي سي» أن 3.‏17 مليون شخص تابعوا المباراة النهائية لويمبلدون.

وفي آخر إحصاء يعود إلى مارس (آذار) 2011 فإن عدد سكان المملكة المتحدة يبلغ نحو 63 مليون نسمة، أي أن أكثر من 27 في المائة تابعوا مباراة موراي وديوكوفيتش.

وفاز موراي بالمباراة 6 - 4 و7 - 5 و6 - 4 ليصبح أول بريطاني يتوج بالبطولة منذ فريد بيري عام 1936. وكان 9.‏16 مليون نسمة تابعوا المباراة النهائية للعام الماضي التي خسرها موراي بالذات أمام السويسري روجيه فيدرر.

وخلف فوز موراي ردود فعل واسعة حيث انضمت الملكة إليزابيث إلى سياسيين ونجوم رياضة ومشاهير لتهنئة النجم الذي دخل التاريخ كأول بريطاني يفوز بلقب فردي الرجال في بطولة ويمبلدون.

وكانت المقصورة الملكية للملعب الرئيسي في ويمبلدون قد شهدت كثيرا من رجال السياسة والمشاهير يتقدمهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي ظهر وهو يشجع اللاعب الأسكوتلندي بحرارة إلى جانب مهاجم منتخب إنجلترا لكرة القدم واين روني والممثل برادلي كوبر وفيكتوريا بيكام زوجة لاعب كرة القدم المعتزل ديفيد بيكام.

وقال كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية: «كان أداء موراي مذهلا أنه انتصار للتنس البريطاني ولبريطانيا. لم يستسلم قط وهذا أمر مهم، لقد جاء لقب ويمبلدون انتصارا للأمة بعد فوز فريق الرجبي الآيرلندي على أستراليا في نهائي كأس العالم».

من ناحيتها أغدقت الصحف البريطانية أمس، الإشادة على موراي الذي حقق إنجازا تاريخيا للبلاد.

ووصفت صحيفة «تايمز» اللاعب الأسكوتلندي بأنه «فتى التاريخ» كما عنونت صحيفة «ديلي تلغراف» أخيرا بجانب صورة لموراي مبتسما بجوار الكأس.

وكتبت صحيفة «ديلي ميل» في عنوانها الرئيسي: «الآن ينهض السير إندي» وهي تضع صورة للاعب البريطاني وهو يطبع قبلة على كأس البطولة عقب الفوز على ديوكوفيتش اللاعب الأول عالميا.

وقالت صحيفة «إندبندنت»: «كانت نهاية مذهلة ليوم مذهل. حقق إندي موراي أمنية حياته وفاز في يوم مثير بالمباراة النهائية التي لن تنسى في ويمبلدون بعد عرض رائع». كما قالت تايمز: «موراي حقق للجماهير أطول فترة اشتياق في الرياضة البريطانية».

من جهته أكد إندي موراي على أن تتويجه في ويمبلدون سيكون دافعا له لإحراز مزيد من الألقاب في الـ«غراند».

وقال موراي: «يجب أن أحاول وأن أتحسن وأن أعتبر اللقب في (ويمبلدون) نقطة انطلاق لتحقيق الأفضل».

وتابع: «ربما لا أستطيع الفوز مجددا بأي لقب في الـ(غراند سلام)، لست أدري لكنني سأحاول وسأواصل العمل بكد من أجل ذلك».

موراي الذي خسر في نهائي ويمبلدون العام الماضي أمام السويسري روجيه فيدرر، أحرز لقبه الثاني في البطولات الكبرى بعد أن كان توج في 2012 أيضا بطلا لـ«فلاشينغ ميدوز» الأميركية، على حساب ديوكوفيتش بالذات في مباراة من خمس مجموعات.

وردا على سؤال عن إمكانية أن يصبح المصنف أول في العالم، قال موراي: «إنه أمر صعب، فيجب أن يكون مستواي ثابتا طوال العام، أحرزت حتى الآن لقبين في (غراند سلام) وذهبية الألعاب الأولمبية، وأنا في المركز الثاني حاليا».

وجاءت الذهبية الأولمبية العام الماضي أيضا وعلى الملعب الرئيسي في ويمبلدون بالذات في مباراة ثأرية من فيدرر.

وأوضح: «هدفي بأن أحرز مزيدا من الألقاب في (غراند سلام) من دون أن اقلق بشأن التصنيف».

وبدد انتصار موراي حالة اليأس التي تسللت إلى نفوس الجماهير البريطانية بعد الفشل المتوالي لجميع اللاعبين على مدار 77 عاما. ويرجع الفضل في التطور المذهل لموراي الاستعانة بمدرب جديد كان نجما بارزا ظل في الملاعب لفترة 18 عاما كبطل وهو التشيكي (الأميركي الجنسية حاليا) إيفان ليندل.

وثبت أن استعانة موراي بليندل في آخر 18 شهرا ضربة موفقة للبريطاني الذي عرف الطريق إلى منصات التتويج الكبرى.

وجاء أول إنجاز لموراي على ملاعب نادي عموم إنجلترا عندما أحرز الميدالية الذهبية الأولمبية لفردي الرجال في أغسطس (آب) الماضي ثم فاز بلقب بطولة أميركا المفتوحة قبل أن يضع يديه على الجائزة الكبرى بلقب ويمبلدون.

وقال موراي الذي خسر في نهائي ويمبلدون العام الماضي أمام السويسري روجيه فيدرر: «أعطاني ليندل الثقة عندما لم يفعل كثير من الناس، التزم بالبقاء معي خلال بعض الهزائم القاسية خلال آخر عامين. تعامل معي بكثير من الصبر. أنا سعيد لنجاحي في تنفيذ الأمر من أجله. كان رائعا أن يكون هنا لمشاهدتي في النهائي، أعتقد أنه أفضل شيء بالنسبة له أيضا».

وعند هزيمته في نهائي ويمبلدون العام الماضي بدا موراي أنه سيكرر ما حدث مع ليندل الذي خسر أول أربع مباريات نهائية له في البطولات الكبرى.

وقاطع ليندل منافسات ويمبلدون في 1982 بعدما قال إن «العشب من أجل الأبقار» لكن تملكه هوس الفوز باللقب بعد عشر سنوات.

والدروس التي تعلمها ليندل من فشله أسهمت في زيادة رغبته لمساعدة موراي على النجاح وإنهاء انتظار بريطانيا الطويل من أجل الظفر بلقب فردي الرجال في ويمبلدون.

وقال موراي، 26 عاما، : «جعلني أتعلم كثيرا من الهزائم التي تعرضت لها أكثر مما فعلت سابقا، كان يوجهني لما يجب أن أفعله وما يفكر فيه، ليس من السهل دائما وجود علاقة مثل هذه بين مدرب ولاعب في عالم التنس».

وأضاف: «كان يتمتع بصراحة بالغة في تعامله معي. إذا بذلت مجهودا فإنه يشعر بسعادة، وإذا لم أفعل فإنه يشعر بالحزن وينتقدني بأسلوب يدفعني للتصحيح».

وأثرت نتائج «ويمبلدون» على التصنيف العالمي الذي جرى أمس، حيث تراجع السويسري روجيه فيدرر إلى المركز الخامس متراجعا مركزين لمصلحة الإسبانيين ديفيد فيرر ورافائيل نادال اللذين تقدما إلى المركزين الثالث والرابع على التوالي رغم خروج الأول من ربع النهائي والثاني من الدور الأول.

وهي المرة الأولى التي يتراجع فيها فيدرر إلى هذه المرتبة منذ 23 يونيو (حزيران) عام 2003.

وكان فيدرر خرج من الدور الثاني لبطولة «ويمبلدون». وعزز موراي موقعه في المركز الثاني خلف وصيفه الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي احتفظ بالصدارة. كما تقدم الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو مرتبة واحدة وصار سابعا وذلك على حساب الفرنسي جو ويلفريد تسونغا الذي تراجع إلى المرتبة الثامنة.