تشيلسي يغري روني بعرض يصل إلى 60 مليون إسترليني

مويز يبدأ مشواره مع يونايتد ويؤكد أنه سيحقق نجاحا لا يقل عن إنجازات فيرغسون

TT

يبدو المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد الاسكوتلندي ديفيد مويز مصمما على أن تكون مسيرته التدريبية مع فريقه الحالي مختلفة عن مشواره مع فريقه السابق إيفرتون، ولا تقل نجاحا عن مسيرة المدرب الذي خلفه ومواطنه السير أليكس فيرغسون. وتعهد مويز بأنه «سيسعى للفوز بكل شيء» خلال الموسم الأول له مع مانشستر يونايتد. وعلى الرغم من أن المدير الفني الاسكوتلندي، البالغ من العمر 50 عاما، لم يحصل إلا على بطولة وحيدة خلال مسيرته التدريبية عندما حصل على دوري الدرجة الثالثة مع نادي بريستون عام 2000 وفشل في الحصول على أي لقب على مدار تاريخه التدريبي المستمر لمدة 11 عاما مع إيفرتون، فإنه سيسعى للمنافسة على خمس بطولات مع مانشستر يونايتد خلال الموسم الأول له في «أولد ترافورد». ومن المتوقع أن يحصل مويز على أول بطولة له مع الشياطين الحمر عندما يلتقي نادي ويغان أتلتيك في كأس الدرع الخيرية في الحادي عشر من أغسطس (آب) المقبل.

ويدخل مانشستر يونايتد، بطل الدوري الإنجليزي، حقبته الجديدة بقيادة مويز، وهو تحت وطأة الحديث عن احتمال رحيله نجمه واين روني إلى الغريم اللندني تشيلسي. ويبدأ مويز مغامرته مع فريقه الجديد اعتبارا من السبت المقبل عندما يستهل بطل الدوري الممتاز جولته الآسيوية التحضيرية بمباراة ودية في بانكوك، لكن التركيز لن يكون منصبا على الأداء الفني في الملعب بل على ما يجري خلف الكواليس وسط الحديث الدائر عن أن روني في طريقه للانضمام إلى تشيلسي، الفريق الوحيد المستعد لكي يدفع له 240 ألف جنيه إسترليني سنويا بعقد يمتد لخمسة أعوام يتقاضى خلالها ما مجموعه 60 مليون جنيه إسترليني بحسب ما أشارت إليه صحيفة «دايلي مايل» البريطانية.

وقال مويز في تصريحات صحافية: «يتعين علينا المنافسة على كافة البطولات، وليس الدوري الإنجليزي فقط. عندما تكون في مانشستر يونايتد، يتعين عليك التفكير في الحصول على كل شيء والفوز بجميع البطولات. ربما لا يمكننا الفوز بشيء، ولكن يجب علينا أن نحاول الفوز بكل البطولات. لقد حاولت في جميع الأماكن التي عملت بها، وسأحاول هنا بالتأكيد لأنني أملك فريقا أكبر ولاعبين أكثر مهارة في ناد معتاد على الفوز بالبطولات والألقاب». ويعتقد مويز أن اختياره من قبل المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد أليكس فيرغسون لقيادة الفريق سيزيد من احترام اللاعبين له وسيجعلهم أكثر إيمانا بقدراته، مضيفا: «لقد تحدثت من اللاعبين وقلت لهم إنني أتمنى أن يحترموا قراره باختياري خليفة له».

وكان مويز لاعبا كبيرا بنادي بريستول عام 1995 عندما ظهر نجم مانشستر يونايتد السابق ديفيد بيكام في الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة، عندما كان يلعب في صفوف بريستول على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد. وقال بيكام في كتاب عن سيرته الذاتية بعنوان «من جانبي»: «كان ديفيد مويز يلعب في مركز قلب الدفاع، وهو من نوعية اللاعبين الذين ينقضون على الكرة بكل قوة، وكان لاعبا حماسيا يصرخ داخل الملعب ويحفز اللاعبين على اللعب بقوة، كما كان متحمسا للفوز دائما. وكان مويز قائدا للفريق وتحدث معي وساعدني على التأقلم مع باقي اللاعبين».

وأضاف بيكام: «كان يملك المؤهلات التي تجعلك تؤمن بأنه سيكون مديرا فنيا ناجحا. لقد كنت هادئا وأجلس مع نفسي كثيرا ولا أتحدث إلا عندما يكون هناك حاجة لذلك، ولكنه ساعدني على التأقلم مع باقي اللاعبين واعتنى بي، ولذا فأنا أقدره كثيرا في حقيقة الأمر».

وعلى الرغم من تأكيد مويز في أول مؤتمر صحافي له كمدرب ليونايتد أن روني ليس للبيع وأن لاعبه السابق في إيفرتون لا يزال يملك دورا مهما ليلعبه في «أولد ترافورد»، فإن غالبية وسائل الإعلام المحلية تتوقع أن يرحل «الفتى الذهبي»، فيما تشير بعضها إلى أن المفاوضات بشأنه قد تحصل في العاصمة التايلاندية التي يحل فيها تشيلسي أيضا بقيادة مدربه العائد البرتغالي جوزيه مورينهو. وما يعزز احتمال انتقال روني إلى تشيلسي هو أن الأخير سيعرض على غريمه مبلغ 25 مليون جنيه إسترليني ما سيغري يونايتد خصوصا أنه لم يبق على عقد اللاعب مع الفريق سوى عامين.

ولم يخف مورينهو يوما إعجابه بروني وهو تحدث مؤخرا عن اللاعب البالغ من العمر 27 عاما، قائلا: «أعتقد أنه في عمر مثالي بالنسبة للاعبي كرة القدم: هناك النضوج والخبرة الكبيرة وعنصر الشباب. الأمر يتعلق به وبما يريده وما يجعله سعيدا. إنه مثلي بعض الشيء: لا يبحث عن الحصول على جنيه إضافي في عقده. إضافة من هذا النوع لن تحدث الفارق. كن سعيدا. أين يشعر بالسعادة؟ أين سيجد المزيد من السعادة والطموح الذي يدفعه لتقديم المزيد؟ أنا معجب به كشاب. أتمنى له الأفضل وآمل أن يكون سعيدا».

الأمر المؤكد هو أن الصيف التحضيري لمويز لن يكون هادئا على الإطلاق بسبب الإشاعات المحيطة بروني، والمفارقة أنه كان خلف ظهور هذا المهاجم إلى الساحة عندما وثق بقدراته وأشركه مع الفريق الأول لإيفرتون حين كان اللاعب في السادسة عشرة من عمره، لكن علاقة الرجلين تدهورت حين انتقل «الفتى الذهبي» إلى يونايتد عام 2004. ويبدو أن المستقبل كان واضحا بالنسبة لروني لأنه ما أن أعلن فيرغسون بأنه سيعتزل التدريب في نهاية الموسم المنصرم بعد أن أكثر من 26 عاما على مقاعد تدريب يونايتد، حتى أزال روني من سيرته الشخصية على حسابه الخاص في مدونة تويتر عبارة «لاعب مانشستر يونايتد»، معززا الشائعات التي سرت بأنه أعلم فيرغسون رغبته في الانتقال إلى فريق جديد.

وتشير بعض المصادر إلى أن باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي من الأندية المهتمة في الحصول على خدماته. وسبق لفيرغسون أن أكد أن روني لن يترك يونايتد هذا الصيف بعد أن أبقاه على مقاعد الاحتياط في لقاء إياب الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني (1 - 2)، مفضلا عليه داني ويلبيك. وعلى الرغم من تأكيد فيرغسون، فإن مهاجم إيفرتون السابق ليس مرتاحا دون أدنى شك للدور الذي يلعبه في الفريق منذ قدوم الهولندي روبن فان بيرسي في بداية الموسم الماضي من آرسنال، لأن الأخير فرض نفسه رأس الحربة الأساسي الفريق تاركا لروني تشارك المركز الثاني في خط المقدمة مع ويلبيك أو حتى الياباني شينجي كاغاوا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن رحيل روني، إذ سبق لهذا اللاعب أن لمح في أكتوبر (تشرين الأول) 2010 إلى رغبته في ترك «الشياطين الحمر» لكن لأسباب مختلفة تماما عن الوضع الحالي، إذ اعتبر حينها أن فريق فيرغسون يفتقد إلى الطموح قبل أن يعود لاحقا عن رأيه ويوقع عقدا جديدا لمدة خمسة أعوام.

ويبدو أن يونايتد قام بتجييش بعض لاعبيه لإقناع روني بالبقاء وعلى رأسهم المدافع المخضرم ريو فرديناند الذي نصح زميله بأخذ العبر من المصير الذي مني به النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد رحيله عن يونايتد إذ لم يفز منذ حينها سوى بعدد قليل من الألقاب (الدوري المحلي مرة واحدة والكأس أيضا والكأس السوبر)، فيما توج خلال مشواره مع «الشياطين الحمر» بجميع الألقاب الممكنة (الدوري ثلاث مرات والكأس مرة واحدة وكأس رابطة الأندية مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة وكأس العالم مرة أيضا).

وتابع فرديناند «إنه (روني) ناضج بما فيه الكفاية لكي يتخذ قراره بنفسه. أنا متأكد من أنه سيفعل الصواب. لا أرى أين بالإمكان الذهاب إلى أفضل من هنا. فرونالدو على سبيل المثال كان لا يصدق فيما يخص مهارته الفردية لكن فاز بنفس عدد الألقاب التي فزنا بها منذ رحيله؟ أنا أنظر إلى هذه المسألة من هذا المنظار». وواصل «أنا لا أقول إنه لم يكن عليه (رونالدو) الذهاب إلى هناك (ريال مدريد)، لأنه كان يحلم بالانتقال إلى هناك، وبالتالي علينا احترام هذا الأمر. لكني أنظر إلى الأمور بشكل مبسط، باللونين الأبيض والأسود، أريد الفوز بالألقاب لماذا ارحل عن هنا؟».

ومن ناحية أخرى، رفض نجم مانشستر يونايتد بول سكولز، الذي أعلن اعتزاله اللعب بعد الحصول على لقب الدوري الإنجليزي للمرة الحادية عشرة الموسم الماضي، عرضا للعمل في الإدارة الفنية للفريق تحت قيادة مويز، ولكن هناك محاولات الآن لإثنائه عن قرار الاعتزال والعودة إلى المستطيل الأخضر مرة أخرى.

وأعلن مويز أن الباب مفتوح دائما لانضمام سكولز للإدارة الفنية للفريق، مضيفا: «يريد بول أن يقضى وقتا أكبر مع عائلته، ولكننا سنضمه للإدارة الفنية عندما يكون مستعدا لذلك».