مانشيني: لم أتوقع الإقالة مطلقا.. وكنت أستحق مزيدا من الاحترام

بيليغريني قائد سيتي الجديد يؤكد قدرته على انتزاع لقب الدوري من يونايتد

TT

خرج المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني عن صمته فيما يتعلق بإقالته من نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، موجها انتقادات لاذعة للرئيس التنفيذي للنادي فيران سوريانو. وقال مانشيني، الذي أقيل من منصبه عقب خسارة فريقه للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي أمام ويغان أتليتيك، إنه لم يحظ بالاحترام الذي كان يستحقه من إدارة النادي.

وأضاف المدير الفني الإيطالي: «بالنسبة لسوريانو، كنت شخصية كبيرة داخل النادي، كنت مديرا فنيا يسيطر على كل شيء ومحبوبا من الجمهور، حتى الآن. لقد حكم على شخص وعلى اهتماماته من دون أن يعرف أي شيء عن الأشخاص الذين يتعين عليه التعامل معهم. لم أر في أي وقت من الأوقات أنه كان شخصا مثيرا للاهتمام من منظور كرة القدم، ولم نكن نتحدث لغة واحدة! أنا لا أتحدث بالطبع عن اللغة الإيطالية أو الإسبانية أو الإنجليزية، ولكني أتحدث عن الرؤى والأفكار. أنا أعمل في مجال كرة القدم منذ أن كنت في الثالثة عشرة من عمري، ولم أكن أسمع أي شيء عن سوريانو».

وعلى الرغم من خروج مانشستر سيتي خالي الوفاض الموسم الماضي، فإن مانشيني يعتقد أنه كان يستحق البقاء في منصبه نظرا لحصوله على لقبين خلال العامين الماضيين، ولكن النادي قام بإقالته وتعيين المدير الفني التشيلي مانويل بيليغريني قبل فترة الإعداد للموسم الجديد. وعن ذلك يقول المدير الفني الإيطالي: «أنا خسرت كأس الاتحاد الإنجليزي، وهذا طبيعي في عالم كرة القدم، فقد كان هذا اليوم سيئا للفريق بالكامل، ولكني لم أكن أتوقع ما حدث، ولم أعتقد يوما ما أن الإشاعات المتعلقة بتعاقد النادي مع بيليغريني صحيحة. ما زلت لا أتفهم الأسباب، فقد كنت أستحق مزيدا من الاحترام. لقد طلبت مني إدارة النادي الحصول على لقب الدوري الإنجليزي في غضون ثلاثة مواسم، ولكني حصلت عليه بعد موسمين».

واستطرد المدير الفني الإيطالي في حديثه قائلا: «لست غاضبا من مالك النادي الشيخ منصور ولا من رئيس النادي خلدون المبارك، فهما مديران رائعان وسأكون ممتنا لهما دائما. قمت أنا وباقي الفريق الإداري بعمل استثنائي، وقمنا بإعادة بناء فريق لم يكن في المستوى المتقدم. لقد أرادوا أن أتأهل بالفريق لدوري أبطال أوروبا، ونجحت في ذلك، كما هزمنا مانشستر يونايتد بستة أهداف مقابل هدف وحيد في أولد ترافورد، وكان مانشستر سيتي صاحب أفضل أداء في الدوري الإنجليزي الممتاز على مدار ثلاث سنوات».

تصريحات مانشيني لم تأت على هوى مارتين بلاكبيرن الناقد الرياضي بصحيفة «الصن» البريطانية فقال: «لأول مرة يتحدث المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني عن إقالته من تدريب مانشستر سيتي الإنجليزي، مدعيا أنه ما زال عاجزا عن فهم أسباب الإقالة حتى الآن، ولكن لو كان مانشيني خبيرا بكرة القدم كما يدعي، فكان يتعين عليه أن يتوقع الأسوأ خلال الأسابيع التي سبقت هزيمة فريقه في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي». ويضيف بلاكبيرن «ويثبت التاريخ دائما أنه عندما يشهد أي نادي كرة قدم تغييرا فيما يتعلق بمالك النادي أو مجلس إدارته، فغالبا ما يبحث النادي عن مدير فني جديد ليواكب هذا التغيير، وهو ما حدث مع سام ألارديس في نيوكاسل يونايتد وفي بلاكبيرن، ولذا فإن تعاقد النادي مع فيران سوريانو كرئيس تنفيذي للنادي - ثم التعاقد مع صديقه القديم في برشلونة الإسباني تكسيكي بيغيريستاين كمدير رياضي - قد زاد من الضغوط على كاهل مانشيني».

ويستطرد الناقد الرياضي: «على الرغم من العمل الجيد الذي قام به مانشيني خلال أول عامين ونصف العام له في ملعب الاتحاد، فإنه كان في حاجة إلى تقديم موسم جيد آخر لإقناع المسؤولين الجدد بكفاءته، ولكن هذا لم يحدث وقدم الفريق أداء مخيبا للآمال في آخر 12 شهرا - وهو ما جعل مستقبله مع الفريق على المحك. ويعني هذا أنه عندما اجتمع مجلس إدارة النادي قبيل ساعات من المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب ويمبلي الشهير في الحادي عشر من مايو (أيار)، رأى مجلس الإدارة أن المستوى الذي قدمه الفريق لم يكن جيدا بما يكفي».

«ويمكن لمانشيني أن يدافع عن ذلك بقوله إن الفريق قد وصل للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي وحل وصيفا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو شيء بعيد كل البعد عن الكارثة التي يصورها البعض. ومع ذلك، لم يكن مجلس إدارة الفريق راضيا عن الفشل في الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز واحتلال المركز الثاني بفارق 11 نقطة كاملة عن المتصدر مانشستر يونايتد والاستسلام في صراع اللقب قبل انتهاء الموسم بأربعة أسابيع كاملة».

ويضيف بلاكبيرن: «كانت هناك فرصة أمام الفريق لتصحيح أوضاعه وإنهاء الموسم بالحصول على لقب، ولكن الأداء الذي قدمه الفريق في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي كان سيئا للغاية، كما أن الأداء الذي قدمه الفريق في دوري أبطال أوروبا قبل ذلك قد دق ناقوس الخطر داخل مجلس إدارة الفريق. وعلى الرغم من أن الفريق كان يلعب في مجموعة الموت التي ضمت إلى جانبه كلا من ريال مدريد الإسباني وبروسيا دورتموند الألماني، فإنه قدم أداء مخيبا للآمال أمام نادي أياكس أمستردام الهولندي الذي يملك فريقا ليس لديه الخبرات الكبيرة. وكان مانشيني قد أنفق 40 مليون جنيه إسترليني على صفقات الفريق الجديدة في شهر أغسطس (آب) الماضي، رافعا قيمة الصفقات التي عقدها الفريق في عهده إلى 285 مليون جنيه، ولذا لم يكن الأداء والنتائج على مستوى تلك الأموال الطائلة».

ويقول بلاكبيرن: «في تصريحاته الأخيرة، سلط مانشيني الضوء على الحب الذي كان يحظى به من جانب جمهور مانشستر سيتي وأن الكثيرين من هذا الجمهور قد شعروا بالغضب الشديد لرحيله، ولكن يتعين عليه أن يدرك جيدا أن جمهور النادي لطالما يتغنى بالمدير الفني الذي يقود الفريق ولكنه يتخلى عنه عندما يفشل في تحقيق النتائج المرجوة، وخير مثال على ذلك أن جمهور النادي كان يتغنى باسم المدير الفني السابق للفريق سفين غوران إريكسون، ولكنه تخلى عنه وطالب برحيله عندما خسر الفريق بثمانية أهداف مقابل هدف وحيد أمام ميدلسبره، والآن يلتف جمهور النادي حول المدير الفني الجديد بيليغريني من أجل إعادة بناء الفريق، وسيكون شيئا مثيرا للاهتمام أن ننتظر ونرى ما سيقوم به المدير الفني التشيلي خلال المرحلة المقبلة».

«ولو نجح بلغريني في التعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل حسب رؤيته الفنية وحصل على الدعم المناسب من مجلس إدارة النادي، فسوف يحقق شيئا عظيما للفريق. دعونا نربط أحزمة الأمان وننطلق لنرى الرحلة المقبلة لمانشستر سيتي تحت قيادة بيليغريني التي أعتقد أنها لن تكون رحلة مملة بأي حال من الأحوال».

وفي أول تصريحات رسمية لمدرب مانشستر سيتي الجديد، تعهد بيليغريني بأن تترافق الانتصارات التي سيحققها مع وصيف بطل الدوري الممتاز مع اللعب الجميل لأن هذا هو السبب الأساسي الذي يقف خلف التعاقد معه.

وقال بيليغريني: «إن الطريقة التي لعبت بها الفرق التي دربتها في السابق هي من أهم الأسباب التي تقف خلف وجودي هنا»، مضيفا «أعتقد أن جمهور مانشستر سيتي سيرى فريقه يلعب بطريقة مختلفة عن الأعوام السابقة. أنا متأكد من أننا سنلعب بأسلوب جميل».

وسيكون الهم الأساسي لبيليغريني تحقيق نتيجة أفضل من تلك التي حققها سلفه مانشيني في دوري أبطال أوروبا حيث فشل سيتي في تجاوز حاجز الدور الأول في محاولتيه مع المدرب الإيطالي، لكن المدرب التشيلي الذي قاد ملقة الموسم الماضي إلى الدور ربع النهائي من المسابقة الأوروبية الأم في أول مشاركة للفريق الإسباني فيها، أكد أن إدارة سيتي لم تضع له أي شروط معينة أو تطلب منه التركيز على بطولة معينة أكثر من غيرها.

وأضاف «بالنسبة لي، الأهمية متساوية (بالنسبة للدوري المحلي ودوري الأبطال). لا توجد هناك أي أفضلية لمسابقة على أخرى. ندرك أن علينا تحسين ما حققه مانشستر سيتي خلال الأعوام الأخيرة في دوري أبطال أوروبا. لكن الدوري الممتاز مهم جدا أيضا. سنحاول تقديم أفضل ما عندنا في البطولتين». وواصل المدرب التشيلي «أعتقد أن الدوري الممتاز بنفس أهمية دوري أبطال أوروبا. أعلم أن مانشستر سيتي لم يكن جيدا خلال العامين الماضيين في دوري الأبطال وسنحاول أن نحسن ذلك، لكن لن يكون هذا الأمر هدفنا الوحيد للموسم بل سنحاول الفوز بلقب آخر في الدوري الممتاز. عندما فاز سيتي بلقب الدوري الممتاز كانت إحدى أفضل اللحظات في تاريخ النادي وسنحاول تكرار الأمر». وأكد بيليغريني أن هدفه الرئيس «سيكون إسقاط العدو اللدود مانشستر يونايتد». وقال مدرب ملقة السابق «لدينا لاعبون جيدون جدا ويمكننا الوصول لقمة أهدافنا في نهاية الموسم، ونحن سنفعل أقصى ما في وسعنا لإعادة الألقاب للنادي». وأضاف أنه «من أكثر الأشياء المهمة لمشجعين السيتي هي هزيمة اليونايتد وسنحاول فعل ذلك وانتزاع لقب الدوري من يونايتد».