صاحب العبد الله: لست نادما على فسخ عقدي مع الأهلي

قال لـ «الشرق الأوسط» إن انتقاله إلى فريق النهضة سيضع حدا للغربة

TT

اعتبر اللاعب صاحب العبد الله انتقاله لفريق النهضة بمثابة الخطوة المهمة والجميلة في حياته الرياضية، كونه عاد مجددا للمنطقة الشرقية وبات قريبا إلى أسرته بعد أن قضى أكثر من 10 سنوات في الغربة حسب وصفه من خلال اللعب لنادي الأهلي بجدة ومن ثم الانتقال إلى نجران.

وأوضح صاحب أن اللعب في صفوف النهضة يعد مصدر فخر لكل لاعب، كون هذا النادي من الأندية العريقة التي سعد الجميع بنهوضها بعد سنوات طويلة تجاوزت العقدين من الزمن قضاها مارد الشرقية بعيدا عن دوري الكبار.

وأكد العبد الله في حواره ل-«الشرق الأوسط» أنه هو من اختار الرحيل عن الأهلي قبل نهاية عقده وليس العكس، حيث إنه خشي على مستقبله وضياع اسمه في الأهلي بعد أن ركنه المدرب السابق غاروليم على مقاعد البدلاء وأبعده من الحسابات الفنية، وهذا ما جعله يختار طريق الرحيل.

واعترف بأنه لا يزال يحن إلى الأيام الجميلة في الأهلي بعد أن قضى قرابة 10 سنوات، لكنه في المقابل غير نادم على قرار الرحيل بعد أن أبلغ الإدارة نيته في ذلك بشكل صريح، ولم ينتظر أن يكون ضمن اللاعبين الذين يتم الاستغناء عنهم لدواع فنية، مشيدا بتجربته التي خاضها الموسم الماضي مع فريق نجران الذي وصفه بنموذج الفريق المقاتل الذي يملك لاعبوه روح الولاء للفريق بشكل يفوق الوصف رغم المصاعب المالية الدائمة التي يمر بها هذا النادي.

صاحب الذي حمل قبل سنوات قليلة شارة القيادة في فريق الأهلي كشف عن الكثير من الأمور التي تخص فريقه السابق وطموحاته مع فريقه الحالي في ثنايا هذا الحوار.

* ما سبب توقيعك لنادي النهضة مع أنه كان متوقعا أن تعود للمنطقة الشرقية من خلال إحدى الفرق المنافسة على البطولات مثل الفتح أو الاتفاق وليس فريق صاعد حديثا أو عائد بعد غياب طويل عن دوري الكبار؟

- بصراحة بعد أن خضت الموسم الماضي تجربة احترافية أعتبرها مميزة مع فريق نجران، قررت تفضيل أي عرض يصلني من أندية الشرقية الثلاثة التي تلعب في الممتاز، لوضع حد للغربة والبعد عن الأهل التي استمرت أكثر من 10 سنوات، وحينما وصلني عرض النهضة بشكل رسمي وجاد قمت بسؤال عدد من المقربين مني في هذا النادي، وفي مقدمتهم قائد الفريق زكريا الهداف، وقد شجعني كثيرا على قبول العرض، وأكد أن الأجواء في هذا النادي صحية جدا، ولذا لم أنتظر أن يصلني عرض من أي ناد شرقاوي آخر سواء الاتفاق أو الفتح، وقررت التوقيع للنهضة.

* هل كان عرض النهضة هو الوحيد الذي وصلك بعد نهاية عقدك مع نجران؟

- لا.. هناك عرض وصلني من نادي نجران للتجديد والاستمرار مع الفريق لمواسم أخرى، وكذلك وصلني عرض من نادي الرائد، إضافة إلى عرض من النادي الذي انطلقت منه وهو الخليج، الذي كما هو معروف يلعب حاليا في دوري الدرجة الأولى، لكنني أيقنت أن النهضة هو الخيار الأنسب لي لطي سنوات الغربة التي طالت، ومع أن أسرتي تعيش في الأحساء، والنهضة يقع في مدينة الدمام، إلا أن ذلك لا يمثل عائقا كبيرا كون قصر المسافة يمكنني من الانتقال بشكل يومي بين المدينتين، وهذا بالنسبة لي كان أمرا مهما جدا.

* لنعد قليلا للوراء ونسألك عن الأسباب التي جعلتك تطلب فسخ عقدك الاحترافي مع الأهلي قبل نهايته، وهل هناك قرار إداري أو فني أجبرك على الرحيل قبل الموعد المحدد في العقد الاحترافي؟

- تركت الأهلي بقناعة شخصية مني ولم أدع لأحد المجال يقرر مصيري مع هذا النادي العريق، فأنا قررت الرحيل عن الأهلي بعد أن أبعدني المدرب السابق غاروليم من حساباته الفنية بشكل مفاجئ وركنني على مقاعد البدلاء دون أن يبدي لي أي أسباب مقنعة، وأدركت حينها أن المدرب أبعدني من حساباته الفنية، ومن الصعوبة أن أبقى في الأهلي في وجود هذا المدرب، فصارحت الإدارة برغبتي في الرحيل إلى ناد أجد فرصة اللعب فيه ضمن التشكيلة الأساسية، فطرحت على إدارة النادي خيار الإعارة لناد آخر في ظل وجود غاروليم، لكنني طلبت فسخ العقد لأكون حرا في الانتقال لأي ناد، وبالفعل لم تقصر الإدارة في هذا الجانب، وأنهيت علاقتي مع الأهلي، ولعبت في الموسم الماضي مع نجران وقدمت مع هذا الفريق الشيء الذي يرضيني ويرضي مسؤولي النادي، وهذا ما جعل إدارة نجران تعرض علي فكرة البقاء في صفوف الفريق، ولكنني قررت الرحيل ووضع حد للغربة.

* عشت سنوات طويلة في مدينة جدة. هل وجدت نفسك غريبا طوال تلك المدة؟

- أينما يعيش الإنسان بعيدا عن أهله وأقربائه، فبكل تأكيد هو يعيش في غربة، وأنا بهذه المناسبة أحب أن أشكر إدارة وجماهير الأهلي الذين غمروني بحبهم ودعموني طوال السنوات التي عشت فيها بمدينة جدة والتي خففت علي كثيرا من أعباء الغربة، ولا يمكنني أن أنسى السنوات الجميلة التي قضيتها في هذا النادي، الذي ما زال الحنين يراودني كلما ذكر لي اسم هذا النادي وأعتبر نفسي أحد أبنائه.

* هل أنت نادم على ترك الأهلي قبل نهاية عقدك؟

- لا، أبدا.. قرار الرحيل اتخذته عن قناعة شخصية. الحنين للشيء لا يعني الندم على تركه، هي ظروف أجبرتني على ذلك، وكما قلت أبرزها المدرب السابق، ولكن الحمد لله على كل حال، وأنا فخور بأنني مثلت هذا الفريق العريق وحملت شارة القيادة في الكثير من المباريات، وأتمنى دائما لفريق الأهلي كل التوفيق في المناسبات القادمة كفريق بطل وقادر دائما على المنافسة على البطولات.

* ما الذي تغير في تجربتك الاحترافية في الأهلي ونجران؟

- بالطبع، هناك تغيرات كبيرة، فأنا انتقلت من فريق دائم المنافسة على البطولات إلى فريق يهدف فقط إلى الابتعاد عن خطر الهبوط أو احتلال مركز يؤهله للعب في إحدى البطولات الخارجية مثل البطولة العربية أو الخليجية، وفي كل تجربة أتعلم المزيد من الدروس، ففي الأهلي عشت أياما جميلة جدا وعصيبة، خصوصا بعد فقدان الكثير من فرص حصد الألقاب كون الأهلي فريقا بطلا ومنافسا دائما، أما في نجران فأيقنت أن الروح والقتالية تصنع الكثير، حيث إن فريق نجران الذي يعاني ماديا بشكل دائم يملك لاعبين لديهم روح الفريق البطل والإصرار على التحدي وتجاوز كل الصعاب.

* الجميع يعلم أنك كنت معلما في وزارة التربية والتعليم، لكنك استقلت من هذه المهنة من أجل التفرغ لكرة القدم من خلال الاحتراف. بصراحة، هل هناك من عاتبك على اتخاذ هذا القرار المصيري؟

- حينما وصلني عرض من الأهلي للتفرغ للنادي من خلال عقد احترافي مجز يغنيني عن وظيفتي في قطاع التعليم، فكرت في الأمر ثم اتخذت القرار الذي يناسبني حينها، خصوصا أنني كنت أعاني كثيرا تضارب وجودي كمعلم معين في المنطقة الشرقية ولاعب في الأهلي الذي يقع في المنطقة الغربية كما هو معروف، وللأمانة الأهلي قدم لي الشيء الكثير وعوضني بالطريقة التي تناسبني عن ترك مهنة التعليم، وأكرر تأكيدي أنني لست نادما على أي قرار اتخذته. أما مسألة تعرضي للوم من قبل بعض المقربين مني، فهذا شيء مؤكد، ولكنني اتخذت القرار الذي يناسبني وكنت مقتنعا تماما به.

* عشت سنوات طويلة في الأهلي، وبكل تأكيد تملك أسرار كثيرا حول هذا الفريق الذي عجز لعقود عن حصد لقب الدوري الذي يعتبر المقياس الحقيقي للفريق البطل، ما الأسباب التي جعلت الأهلي يعجز لسنوات عن حصد لقب الدوري؟

- الحظ كان من أبرز العوامل التي حرمت الأهلي من تحقيق لقب الدوري، ففي الموسم قبل الماضي كنا قريبين جدا من تحقيق الدوري، ولكن فرطنا في نقاط كانت في متناولنا، حيث تعادلنا مع الفتح، وخسرنا من الاتحاد في جولات حاسمة، على الرغم من أن الأهلي بناء على المعطيات الفنية كان مرشحا لحصد نقاط هذه المباريات، وفي المباراة الأخيرة ضد الشباب احتجنا للفوز وكنا قريبين منه كثيرا، ولكن الحظ واصل وقوفه في وجهنا، وأعتقد أن الأهلي لا تنقصه أي مقومات للفريق البطل القادر على تحقيق أي بطولة، كونه صاحب نفس طويل أيضا. وأتذكر أنه في إحدى السنوات تصدر الأهلي الدوري حتى نهايته، ولكنه لم يفز بالدوري حينما كان نظام المربع الذهبي موجودا قبل أن يلغى، وليس مستبعدا أن يحقق الأهلي بطولة الدوري خلال السنوات القليلة المقبلة، فقد وصل في النسخة الماضية إلى نهائي دوري المحترفين الآسيوي، وهي المسابقة الأقوى على مستوى القارة، وهذا يعني أن الأهلي فريق بطل وقادر على المنافسة على أي بطولة سواء طويلة أو قصيرة.

* هل صحيح أن الأهلي يعاني كثيرا الضغوط في مبارياته التي تقام في مدينة جدة، ولذا يفقد الكثير من النقاط المهمة، وخصوصا في الدوري على العكس في المباريات التي تقام خارج جدة؟

- الأهلي فريق بطل، وبكل تأكيد الجماهير تطالبه بالفوز ولا شسء سواه في جميع المباريات، وخصوصا المباريات التي تقام بجدة، حيث كنا ندخل كلاعبين إلى أرض الملعب وسط ضغوط نفسية رهيبة لحرصنا على الفوز من أجل إسعاد الجماهير، وهذا ما جعل التفريط في الكثير من النقاط المهمة يتكرر في الكثير من المواسم.

* لنتحدث عن فريقك الحالي النهضة.. كيف ترى حظوظه لتحقيق الهدف المعلن من إدارة النادي وهو الثبات في دوري عبد اللطيف جميل لموسم جديد؟

- النهضة فريق طموح ويملك إدارة مجتهدة، والدليل أنه قفز بشكل سريع من دوري الثانية إلى الأولى ومن ثم العودة للممتاز بوجود هذه الإدارة التي يرأسها فيصل الشهيل، وهذا دليل على أن العمل الذي تقوم به الإدارة رائع وجاد، وأعتقد أن الإدارة إذا ما وفقت في التعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى فني عال وكذلك تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جيدين فلن يكون مستبعدا أن يبقى الفريق بين الكبار، ونيابة عن زملائي اللاعبين يمكنني أن أقول: إننا سنبذل كل الجهود اللازمة لتحقيق الهدف المنشود.

* كيف ترى تعاقد إدارة النهضة مع المدرب الروماني المعروف إيلي بلاتشي؟

- أعتقد أنها خطوة موفقة جدا لأن هذا المدرب اسم كبير وصاحب سجل رائع، ووجوده في النهضة سيعزز الثقة بقدرة الفريق على تحقيق الهدف المنشود، ومن المؤكد أن هذا المدرب سيبذل كل ما في وسعه من أجل أن يحقق إنجازا يضيفه إلى إنجازاته وحتى يحافظ على سمعته التدريبية، ومن هذا الجانب يمكنني تأكيد أن نجاح المدرب مع النهضة سيكون مضمونا، خصوصا أن الإدارة تبذل جهودا ملموسة من أجل توفير أفضل مناخ للعمل الناجح.

* بصفتك لاعبا خبيرا بمنافسات الدوري السعودي، كيف ترى حركة الانتقالات النشطة للنجوم بين الأندية، وأبرزها انتقال ناصر الشمراني للهلال، ونايف هزازي للشباب، ويحيى الشهري للنصر، وهل ذلك سيعزز حظوظ أندية العاصمة لحصد البطولات في الموسم المقبل، خصوصا في ظل وجود لاعبين هدافين وصناع لعب من طراز عال؟

- بالتأكيد، حركة الانتقالات النشطة تؤكد أن دوري الموسم المقبل سيكون ساخنا ومثيرا جدا، وقد يفوق في قوته دوري الموسم الماضي، وركزت على موضوع الدوري كونه المقياس دائما لقوة أي فريق، ولكن لا أتوقع أن يكون هناك تفوق كلي وواضح لأندية على أخرى، خصوصا أن الأهلي والاتحاد وكذلك الفتح والاتفاق وغيرها لن تقبل أن تكون بعيدة عن المنافسة، كما أن تحقيق الفتح بطولة دوري الموسم الماضي أعطت أملا لأندية الوسط بالقدرة على المنافسة متى ما كان هناك تنظيم وعمل جاد.