السركال لـ «الشرق الأوسط»: آسيا «خسرتني».. ورسالة «فيفا» التخويفية بعثرت الأوراق

قال إنه لم يشعر بالندم على علاقته القوية بابن همام حتى لو كانت السبب في استبعاده

TT

أرجع يوسف السركال، رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، خسارته لانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي، إلى تخوف الاتحادات الآسيوية من الخطاب الذي أصدره الاتحاد الدولي وحذر فيه أعضاء الاتحادات من التعامل مع المقربين من القطري محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، مشيرا إلى أن هذا الأمر دفع عددا كبيرا من الاتحادات للتخوف من التصويت لصالحه على اعتبار أن الخطاب كان رسالة صريحة بعدم التصويت له، مشيرا إلى أن هناك من أوهم رئيس الاتحاد الدولي بلاتر بأن فوز السركال بالمنصب سيكون بمثابة امتداد لمرحلة ابن همام الأخيرة، الأمر الذي انعكس على أسهمه في المنافسة على المنصب.

وبيّن السركال في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الاتحاد الآسيوي هو الخاسر الأكبر من عدم توليه منصب رئيس الاتحاد لقناعته بأن باستطاعته تقديم الأفضل، مؤكدا عدم تلقيه أي دعم من قبل رئيس الاتحاد السابق محمد بن همام منذ قرار إيقافه، مشيدا بالدور الفعال الذي قام به ابن همام إبان توليه سدة الرئاسة بالاتحاد والعمل الجبار الذي قام به لنهضة وتطوير الاتحاد الآسيوي.

* أبديت ثقتك بالفوز برئاسة الاتحاد الآسيوي قياسا بالدعم الذي تحظى به من عدد كبير من الاتحادات، لكن الأمور انقلبت فجأة لصالح البحريني سلمان بن إبراهيم، ما الذي تغير ليلة الانتخابات وأسفر عن اكتساح منافسك للتصويت وتوليه رئاسة الاتحاد الآسيوي؟

- قياسا بعدد أصوات الاتحادات الكثيرة التي كانت أصواتها مضمونة، قد تكون الرسالة التي أصدرها الاتحاد الدولي التحذيرية ليلة الانتخابات من التعامل مع من هم مقربون من محمد بن همام «رئيس الاتحاد الآسيوي السابق»، أخافت عددا كبيرا من الاتحادات من التصويت لي على اعتبار أن المعني بالرسالة هو شخصي كوني أقرب الأسماء التصاقا بابن همام، حيث اعتبروها رسالة موجهة لهم من الاتحاد الدولي رغم أن الصداقة التي تربطني بمحمد بن همام لا تختلف عن العلاقة التي تربطني بالقيادات العربية لكرة القدم.

* هل تجد أن الصداقة التي جمعتك بمحمد بن همام هي ما أسهم في إبعادك عن منصب رئيس الاتحاد الآسيوي؟

- مطلقا لا، وابن همام هو أخ وصديق وتربطني به علاقة مميزة ولم أشعر في السابق أو حاليا بالندم على العلاقة التي تربطني بابن همام ولن أشعر مستقبلا كذلك.

* ماذا قدم ابن همام لحملتك الانتخابية؟ وهل كان داعما لفكرة ترشحك؟

- ابن همام منذ قرار الإيقاف فضل الابتعاد عن الوسط الرياضي مطلقا والتفرغ لأعماله الخاصة ولم يقدم لي أي نوع من المساعدة خلال فترة الترشيحات.

* ما الذي دفع ابن همام لتقديم تعازيه للكرة الآسيوية عبر حسابه الشخصي بـ«تويتر» عقب تولي الشيخ سلمان بن خليفة رئيسا؟

- قد يكون تعاطفا منه، والمعني بالإجابة عن الأمر محمد بن همام.

* هل تعتقد أن حضور رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر للانتخابات الآسيوية كان بمثابة ورقة دعم وضغط لتحويل مسار التصويت؟

- بلاتر في شخصه من الطبيعي أن يكون موجودا في انتخاب اتحاد قاري بهذا المستوى، إلا أنني أجد أن هناك من أوهم بلاتر بشكل أو بآخر أن نجاح يوسف السركال سيأتي امتدادا لمرحلة محمد بن همام الأخيرة وأرجع وأقول أنا أحترم بلاتر ورئاسة الاتحاد الدولي ولو ترشح بلاتر في 2015 وأنا رئيس اتحاد سأدعم بلاتر ضد أي مرشح آخر. إلا أن الرسالة التي صدرت من الاتحاد الدولي أعتقد أنها كانت خلف تولي الشيخ سلمان منصب الرئيس واكتساحه لي بالأصوات.

* من خلف هذه الرسالة؟

- لا أعلم.. ولا أود الخوض في تكهنات قد أكون مخطئا بها.

* هل تجد أن هناك مؤامرة حيكت في الخفاء لإبعادك عن منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي؟

- لا أعتقد ذلك مطلقا والأمر لا يعدو كونه نتيجة انتخابات وتنافس شريف ونظل دوما إخوة وأصدقاء وتربطنا علاقات متينة وقوية فيما بيننا، وقد تكون كما أسلفت سابقا صدور الرسالة التحذيرية من الاتحاد الدولي لأعضاء الاتحادات هي من رجحت كفة الشيخ سلمان وفوزه بالمنصب.

* كخبير رياضي.. كيف تقيم بداية الشيخ سلمان بن خليفة في الاتحاد الآسيوي؟

- الشيخ سلمان كصديق وكأخ يستحق أن يكون رئيسا للاتحاد الآسيوي وحتى هذه اللحظة لا نستطيع أن نقيم عمله كون الحكم ما زال مبكرا على ما قدمه إلا أنني أتمنى له كل التوفيق وشخصيا تنافست مع الشيخ سلمان منافسة شريفة وباركت له عقب فوزه بالرئاسة وكرئيس لأحد الاتحادات الأعضاء وكنائب رئيس للاتحاد الآسيوي في الفترة الحالية سأدعم الشيخ سلمان في تنفيذ كافة البرامج الذي سيسعى للمضي بها للفائدة المرجوة منها التي تنصب في مصلحة الكرة الآسيوية والعربية.

* هل ستدخل معترك الانتخابات خلال المرحلة المقبلة؟

- هذا الحديث سابق لأوانه أن نتحدث عن 2015 الآن موجود رئيس سنسعى لدعمه وعندها نهاية فترة المحدد للشيخ سلمان سيكون لكل حادث حديث..

* هل تجد أنك خذلت خلال فترة الانتخابات الماضية لرئاسة الاتحاد الآسيوي؟

- من خُذل هو الاتحاد الآسيوي وليس السركال لقناعتي بشخصي وإيماني بها على اعتبار أني ذو خبرة في المجال وفوزي سيشكل إضافة للاتحاد الآسيوي وخسارتي هي خسارة للاتحاد الآسيوي وشخصيا ما زلت أترأس أحد أهم الاتحادات الآسيوية وما زلت أعطي بكرة القدم وبالتالي لا أعتبر نفسي خرجت من اللعبة التي أستمتع أن أكون مسؤولا فيها ولكن بالنسبة للاتحاد الآسيوي لو كنت أنا رئيسه مع احترامي للشيخ سلمان لشخصه ولإمكاناته كنت سأقدم الأفضل.

* هل تجد أن مواقفك السابقة مع الكرة السعودية إبان توليك رئاسة لجنة الحكام الآسيوية دفعت الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب السابق في ذلك الوقت للقول إن الكرة السعودية مستهدفة من لجنة الحكام الآسيوية؟

- المواقف التي تذكرها ليس المعني بها السركال بشخصه بل في المنصب الذي كنت أتقلده حينها كرئيس لجنة الحكام كوني المعني بكافة الأمور المتعلقة بالتحكيم، ولا يعني ذلك أنه لم يكن هناك أخطاء تحكيمية كون خطأ الحكم أمرا واردا وفي أي لعبة.

إلا أن العلاقة المودة والمحبة التي تجمعني بالمسؤولين عن الكرة السعودية لا يمكن أن يعكر صفوها شائب وقرار تحكيمي ومتأكد أنه لو كان هناك استفتاء بالشارع الرياضي السعودي حيال أيهم سيمنحونه صوتهم لرئاسة الاتحاد سيكون لمصلحتي كوني أشعر بهذا الإحساس والمودة التي تربطنا ببعضنا. وأحترم حق المملكة في إعطاء صوتها في أي اتجاه.

* أبدى الشيخ سلمان بن خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي رغبته الترشح لولاية ثانية خلال اجتماعه بالأمير نواف بن فيصل في أول زيارة رسمية له الأمر الذي رحب به الرئيس العام لرعاية الشباب مبديا دعمه وتأييده الكامل لملف ترشحه، فهل سنشاهدكم تدعمون ملف الترشح أيضا؟

- ليس بالضرورة إن أيدت اليوم ترشح شخص سيكون ذلك قراري بعد سنة أو سنتين فهناك أحداث قد تسهم في تغيير المواقف والتوجهات فمن كنت في السابق ترغب بمنحه صوتك يمر الوقت وقد تغير موقفك وتمنح منافسه صوتك وهو أمر وارد لذلك أجد أن الخوض في مسألة الترشيحات من الآن هو سابق لأوانه.

* شاهدنا أحاديث ودية تجمعك بالشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي على هامش الاجتماع رؤساء الاتحادات العربية رغم التصعيد الإعلامي من الجانبين إبان حملتك الانتخابية للترشح للاتحاد الآسيوي؟

- هذا الأمر طبيعي والوصول للناخب من خلال الإعلام حق مشروع ونظل إخوة وأصدقاء ولا تفسد علاقتنا ببعضنا من فاز أو خسر كما أنني والشيخ سلمان وجهان لعملة واحدة، ونحن خليجيون وعرب ومصلحتنا واحدة وهدفنا واحد.

* ترشحك لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي هل يعني هذا أنك تشبعت من رئاسة الاتحاد الإماراتي؟

- العطاء في كرة القدم هو واحد ولكن الترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي كان له هدفان شخصي والآخر لخدمة الكرة، والهدف الأول كان أن أنتقل من عملي في هذا المجال من مركز إلى آخر، أما الهدف الثاني فهو الخدمة التي أبحث عنها وهي الاستفادة من الخبرة التي شكلت خلال عملي الطويل داخل أروقة الاتحاد الآسيوي حيث أجد أنني سأكون أسرع تأقلما مع الرئاسة لتطوير الكرة الآسيوية من أي شخص آخر، وهذا لا يعني أن مع وجود الشيخ سلمان لن يكون هناك أي تطوير بل سيكون هناك تطوير كما أن تغيير الوجوه يؤدي دوما إلى نتائج إيجابية غالبا.

* لماذا رشحت نفسك؟

- لتقديم خدمة للاتحاد الآسيوي ولرغبتي في نهاية مشواري الرياضي بالتدرج من إداري إلى أمين عام رئيس اتحاد إلى رئيس اتحاد قاري.

* هناك أنباء أرجعت عدم فوز السركال لتوجيه من المسؤولين بالإمارات لإقصائك؟

- أنا ابن السلطة في الإمارات وأنا من الناس القريبين منها ولو كان هذا التوجه موجودا كانوا سيقولون تنح وأنا أول من يوافق ولا يعارض.

* من السبب في إفشال المرشح التوافقي؟ وهل كانت خطوة إيجابية؟

- نعم كانت خطوة إيجابية وقد وافقت على أن أتنازل للدكتور حافظ المدلج هذا من جانبي وهو الشق المعني به شخصي. ولست مخولا للحديث عن أحد للرد.

* لماذا لم تتنازل للشيخ سلمان؟

- كانت فكرة قائمة على التوافق وأنا وافقت أن أتنازل لأننا نحن كنا متنافسين والتوافق لفترة العامين، وكان بالإمكان أن أتنازل لسلمان لو كان وافق على الحل التوافقي.

* كيف تقيم رئاسة محمد بن همام للاتحاد الآسيوي لولايتين؟

- شهادتي في محمد بن همام مجروحة، وما قام به عمل وتطوير للاتحاد الآسيوي المفترض أن يؤلف عنه كتاب يدرس وهي كلمة حق وأمانة أقولها فقد أحدث نقلة نوعية في جميع مناشط الاتحاد الآسيوي بالإضافة إلى التطوير الكبير الذي شهده الاتحاد إبان توليه رئاسة الاتحاد الآسيوي ولا أحد ينكر ذلك ومع ذلك ليس هو كذلك معصوما من الخطأ نعم أخطأ وأي شخص يعمل لا بد أن تكون له أخطاء وهو أمر وارد.

* هل تتوقع أن يحقق الشيخ سلمان النجاح الذي حققه بن همام إبان توليه رئاسة الاتحاد الآسيوي؟

- الفرق كبير، محمد بن همام كانت لديه مساحة كبيرة أن يعمل ويطور قياسا بالمدة الزمنية التي قضاها بالاتحاد الآسيوي قياسا بالشيخ سلمان الذي وصل وأمامه مساحة ضيقة من الوقت تمتد لسنتين، ناهيك عن أن بن همام تسلم الاتحاد الآسيوي أرضا بكرا ونثر إبداعاته وزرع في الأرض وسقاها عكس من سيأتي خلفه.

* هل تجد أن من سيتولى الاتحاد الآسيوي خلف بن همام سيعاني صعوبة لمواصلة النجاح؟

- نعم سيكون صعبا عليه أنه يقدم ما قدمه محمد بن همام لهذا الاتحاد وبنفس المستوى.

* هل تؤيد أن تقام بطولة الخليج في العراق؟

- أنا مع الخليجيين وما يتفقون عليه سأكون معهم فيه ودورة الخليج مهمة لنا ونسعى جميعا لإنجاحها.

* دوما ما تتعرض للانتقادات حتى رغم تحقيقك النجاحات المتتالية للكرة الإماراتية؟

- لا ترمى إلا الشجرة المثمرة، وما بين عام 2004 و2007 فاز المنتخب الإماراتي بكأس الخليج لأول مرة في تاريخه وتعرضت لهجوم وانتقادات كثيرة وهذا الموسم يعد الأفضل للكرة الإماراتية ومع ذلك أجد أن هناك من يهاجم وينتقد.

* ما سبب الظهور البارز للدوري وللكرة الإماراتية؟

- الاستقرار على البرامج الفنية ووضع برامج والمحافظة عليها فترة طويلة وتنفيذها على الرغم من التغييرات التي صارت في أعضاء مجلس الإدارة، والاستقرار عادة ما يكون إيجابيا ونتيجة هذا الاستقرار نعيش حاليا فترة تطور في كرة القدم الإماراتية ونحن كمسؤولين في الاتحاد الإماراتي علينا أن نحافظ على نفس نهج العمل واستمرار البناء على مستوى المراحل السنية.

* ما سبب غياب المنتخبات الخليجية عن المنافسات العالمية؟

- أكثر الدول التي حافظت على الوجود الدولي هي المملكة العربية السعودية حيث مثلت القارة في أربعة مونديالات وهبوط مستوى الكرة السعودية أعطى مؤشرا سلبيا عن الكرة الخليجية ومتى ما رجعت الكرة السعودية إلى مستواها الطبيعي ستعود المنتخبات للظهور والبروز كونها هي عنوان الكرة الخليجية.

* متى تتوقع أن تشكل مشاركة المنتخبات الخليجية في البطولات القارية فارقا فنيا ملحوظا؟

- أجد أن الكرة الخليجية ستكون لها بصمة في 2015. والآن ليس بالضرورة أن يكون البطل الأفضل فنيا كونه بحاجة إلى الحظ ولكن الوجود والبصمة سيكونان موجودين.