الأمير طلال بن بدر: الخصخصة الرياضية تعارض أهداف الدولة.. ولن أشتري النصر

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الانتخابات الكاملة ستدمر الاتحادات الرياضية السعودية.. والمشكلة ليست مالية فقط بل «منشآتية»

TT

أكد الأمير طلال بن بدر بن سعود رئيس اتحاد السلة السعودي، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الوطنية، رئيس الاتحاد العربي للعبة، أن الخصخصة الرياضية القادمة لا تتفق أبدا مع هدف الدولة الأساسي والسامي الساعي لخدمة الشباب الرياضي السعودي، مشددا على أن الهدف النبيل الذي تطمح إليه الحكومة هو خدمة الشباب عبر الرياضة وليس صناعتها كما يردد المستثمرون، ومبينا أن خصخصة كرة القدم السعودية ليست مهيأة بالشكل الصحيح لا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا مهنيا. وأشار الأمير طلال بن بدر بن سعود في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لن يشتري نادي النصر في حال أقرت الخصخصة على اعتبار أن الأندية السعودية جميعها غارقة في الديون مدللا في ذلك بقوله، «لو كنت سباحا ماهرا وشاهدت سفينة شحن تغرق أمامك هل ستبادر إلى إنقاذها؟ أبدا لن يحدث ذلك كون ما ستقوم به مخالف لقواعد العقل وربما انتحارا».

وشدد على أن الأندية السعودية جميعها حاليا لا تشجع على الشراء في حال أقرت الخصخصة كون المصروفات عالية جدا ولا تقارن بالإيرادات التي تبدو ضعيفة جدا فضلا عن غرق الأندية حاليا بالديون الضخمة.

وبين أن الاستثمار في الرياضة يعتمد على السوق الإعلانية والدعائية والإعفاء الضريبي والرهانات (اليانصيب») وكل هذه الأمور ليست موجودة بالشكل الحقيقي في السعودية وهو ما يعزز رأيه بأن الخصخصة مجرد كلام في كلام ولن تتحقق على أرض الواقع حتى لو أقرت رسميا.

وأضاف: هل يعقل أن تخصص منشآت غير رابحة.. هذا مستحيل!! ووصف الانتخابات الكاملة بأنها «ستدمر» الاتحادات الرياضية السعودية في حال أقرت في السنوات المقبلة وأننا لسنا جاهزون لها على اعتبار أن أهداف الغالبية هي خدمة النادي وليس المنتخب في كل لعبة.

«الشرق الأوسط» حاورت الأمير طلال بن بدر الذي تحدث عن كل شيء فكان الحوار التالي:

* كيف تجد أداء الاتحاد السعودي لكرة السلة خلال فترتي رئاستك منذ عام 2001 وحتى الآن؟

- أنا دائما أسأل هذا السؤال، وأحرج؛ لأن الشخص لا يمكن أن يقيم عمله، والمفروض الذي يقيم العمل هم النقاد الرياضيون المالكون للخبرة، وهذا ليس فقط في المجال الرياضي، بل هو يشمل كل الأمور الإدارية.. لكن أستطيع الإجابة عن سؤالك بأننا أقمنا برامج كثيرة، وهناك الكثير من البرامج والأفكار التي نطمح إلى تنفيذها، وتقريبا نفذنا منها نحو 25 في المائة فقط؛ أما البرامج الأخرى فتحتاج إلى قدرات مالية أكبر من الموجودة عندنا في الميزانيات، ومن هذه البرامج: انتداب لاعبين إلى الخارج، زيادة مدة معسكرات بعض المنتخبات، وجود مدربين على مدار السنة لجميع المنتخبات.. أما بالنسبة لتطوير حكام اللعبة والبالغ عددهم 120 حكما، فمن المفروض أن يتم انتداب بعضهم لحضور دورات في الخارج، لكن وجدنا أن نأتي بالمحاضر الأجنبي إلى المملكة حتى نقلل المصاريف، والاستفادة ستعم الحكام جميعهم عوضا عن انتداب 8 حكام - مثلا – فقط.. وهناك أمور كثيرة أخرى للأسف لا نستطيع أن ننفذها، كنشر اللعبة على مستوى المملكة، وهو الهدف الأساسي لأي اتحاد.

أيضا موضوع الإنجازات على مستوى المنتخبات مع أنها من أهداف الاتحادات، لكنها من الأمور التي يجب أن يسعى كل اتحاد لها من أجل أن يكون مرآة للحراك الداخلي، أنا أتصور أنه يجب أن نقسم الموضوع إلى قسمين: أحدهما إداري كإدارة اتحاد، والآخر فني خاص باللعبة. الفني الخاص باللعبة يتمثل في نشر اللعبة والاهتمام بالنشء ومحاولة البدء فنيا من سن صغيرة، وبالفعل بدأنا تنفيذ برامج عدة مع وزارة التربية والتعليم منذ نحو 5 سنوات، لكن الأمور المالية في بعض الأحيان تشكل لنا حجر عثرة فنضطر إلى تقليص هذه البرامج وأحيانا نمددها. الآن ألاحظ وجود حراك كبير من وزارة التربية والتعليم بالنسبة للنشاط الرياضي الطلابي، وهذا مجهود يشكرون عليه، لكني كاتحاد إمكانياتي المالية محدودة للمساهمة فيه.

أما بالنسبة للقسم الإداري فهو يقتصر على الترتيب فقط، وأنا لدي أسلوب معين، وهو أسلوب اللامركزية لكل شخص متخصص في أمر ما، حيث إنك تختار الأفضل وبما يتماشى مع السياسات العامة التي توضع من قبل الإدارة كسياسة عامة، لكن أترك التفاصيل والأمور الفنية للمختصين من دون التدخل فيها، إلا في حال رأيت أن الأمور بدأت تحيد عن الأهداف العامة.

* من الملاحظ أن الفترة الأولى للولاية، والممتدة من 2001 إلى 2008، كانت متميزة بالحراك والعمل داخل أروقة اتحاد اللعبة، أما في الفترة الثانية والممتدة من 2008 حتى الآن فقد ساد فيها الهدوء إلى درجة التوقف، وهذا حقيقة ليس فقط في اتحاد السلة، بل شمل غالبية الاتحادات.. ما السبب في رأيك؟ وهل لانعدام وجود جهات تقدم لكم الدعم سبب في ذلك؟

- هذا هو الواقع، فالميزانيات الموجودة لا تساعدك على تنفيذ البرامج التي تطمح لها. وكلامك عن مجريات فترتي الرئاسة صحيح، فالفترة الأولى كان فيها نشاط كبير لتوافر شركات راعية، أما الفترة الثانية فقد شهدت عزوفا كثيرا من الشركات عن الرعاية لأسباب اقتصادية وغيرها.. وبناء على هذا وجدنا أنه ليس من السهل إيجاد شركات راعية بالسهولة التي كنا نجدها في عامي 2002 و2003.

* أليس من المفترض أن يكون ثمة رغبة متزايدة لدى الشركات المستثمرة لرعاية اللعبة أكثر من فترة 2002 و2003؟

- المشكلة التي نواجهها حاليا هي تهميش الرياضات الأخرى مقارنة بكرة القدم، فبعدما تم افتتاح القنوات الرياضية السعودية الست، وكان للمرحوم الأمير تركي بن سلطان دور كبير في ذلك، على أساس أنها ستعطي الفرصة للاتحادات والرياضات الأخرى وستفتح مجال الرعاية أمامها، لكن الحاصل أن التركيز يكون دائما على قناتين فقط، أما الأربع الباقية فتعد هامشية تقريبا.. وبالتواصل مع كثير من المسؤولين في التلفزيون يكون التبرير بأن الأجهزة المتوافرة لا يمكنها أن تقوم بخدمة القنوات الست في الوقت نفسه، إلا في أوقات قليلة جدا وبضغط كبير ومع الأسف السوق السعودية الرياضية عندنا سوق كرة قدم فقط!

* البعض يصف عددا من القرارات التي اتخذها اتحاد كرة السلة بأنها أضرت باللعبة، فمثلا قرار اللاعب الأجنبي كان يوجد لاعبان، وأعتقد في فترة ما كان يوجد ثلاثة لاعبين، ألا يقتل ذلك طموح اللاعب السعودي؟

- كلامك صحيح، وباختصار لا يوجد قرار كله إيجابي، ولا يوجد قرار كله سلبي، أنت عليك أن تراعي أولوياتك في الفترة التي تمر بها، وفي تلك الفترة كان التركيز على المسابقات المحلية، وكان هدفنا عودة الأضواء للعبة محليا.

* هذ يعني أنه كان لديكم هدف نشر اللعبة؟

- طبعا، اللعبة ماتت محليا، فكان من اللازم إحياؤها برفع المستوى الفني، وهذا لا يكون إلا بلاعبين أجانب مستوياتهم أعلى من مستوى اللاعب المحلي، فمن أجل ذلك فتحنا ملف اللاعب الأجنبي وكنا على علم باحتوائه على سلبيات، وظهرت لنا سلبيات أخرى لما وجدنا أن المسابقات المحلية افتقدت الرعاية، فلم نجد اهتماما إعلاميا وإعلانيا بالمسابقات المحلية، فما الداعي لأن نضع جهدنا السابق عليها مرة أخرى، وذلك في الفترة الثانية التي تحدثت عنها، وبعد ذلك كان يجب دعم المنتخب في المسابقات الخارجية فقلصنا عدد الأجانب، طبعا هذا أثر على المستوى الفني في المسابقات المحلية، لكن مستوى اللاعب السعودي في المقابل ارتفع وبدأ الاعتماد عليه بشكل أكبر.

* لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل ستتخذ القرار نفسه؟

- لن يتغير شيء، لأنه في ذلك الوقت كان لديك شركة راعية تريد نقلا تلفزيونيا وجماهير ومسابقات محلية قوية وتدفع لك أكثر من ثلاثة ملايين ريال، فيجب أن تعطيها الذي تطلبه، خصوصا أنها تخدمك في أكبر هدف للاتحاد وهو أن تنشر اللعبة.

* الملاحظ على بطولات الاتحاد، وأهمها الدوري، أنه قلص في فترة من الفترات فأقيم على فترة شهرين أو ثلاثة أشهر، فكان بعض الأندية مثل الهلال والنصر يلعبان في جدة يومين متتاليين، وأعتقد أن الأمر كان محاولة منكم للتغلب على ضعف النواحي المالية، لكن هذا الشيء قتل المنافسات في الدوري؟

- دعني هنا أصحح لك بعض المعلومات، نحن ليس فقط الأمور المادية التي تعيقنا، أيضا المنشآت تعيقنا، فنحن عندنا صالة واحدة فقط في كل مدينة تقام عليها بطولات أكثر من ثلاث لعبات، وهي اللعبات الجماعية (سلة وطائرة ويد)، ويتم توزيع برامج بيننا وبين الاتحادات الأخرى ونتفق عليها قبل بداية كل موسم، فهذا يحد من مشكلة الوقت المناسب، فمثلا لو أن أوقاتي كلها في العصر بينما أن الوقت المحدد للدعاية والإعلان في وقت المساء فهذا معناه أني خسرت الدعاية والإعلانات التي من الممكن أن تأتي.. هذا أمر.

أما الأمر الآخر الذي أشرت إليه وهو الأمور المالية، فأنت لديك مخصصات وعندك عدد مباريات معينة، مثلا مسموح لك بنحو 190 مباراة سنويا من الرئاسة، فأنت تنظم كل جداولك على 190 مباراة فقط، لكن إذا كنت تريد زيادة هذه المباريات فعليك تقليص مصاريفك، فأحيانا يصل عدد المباريات التي تقيمها إلى 260 مباراة، هذه الأمور طبعا أمور داخلية في الاتحادات كثير من الرأي العام لا يعرفها، فأنت لما تقلص المصاريف الخاصة بالدوري تستطيع أن توجد فرصة للأولمبي الذي تحت 23 سنة، فنحن قد أوجدنا فئة عمرية جديدة، ونحن الاتحاد الوحيد الذي كان عندنا وما زال 4 فئات عمرية، وكنا في فترة من الفترات 5 فئات عمرية، والتي هي: براعم تحت 14، ناشئين، وشبابا، أولمبيا، وكبارا، لكن اضطررنا هذه السنة لأن نلغي الأولمبي لأن الميزانية لم تعد تحتمل كل هذه النشاطات.

* ماذا عن مراكز الناشئين؟ عندنا مشكلة كبيرة على مستوى الناشئين، فأنت حينما تتكلم عن الناشئين تتكلم عن جزء من ثقافة نشر اللعبة، وأتذكر أنه كان بينكم وبين وزارة التربية والتعليم خطة أو مشروع، والسؤال: هل كان ناجحا؟

- نعم كان بيننا وبين وزارة التربية مشروعا، لكن نتائجه لن تكون الآن، فنحن بدأنا منذ 5 سنوات مع طلبة المدارس، يعني أكبرهم الآن في الجامعة، علما بأن كثيرا منهم انخرط في بعض الأندية لكن ليس بالتوسع الذي كنا نتكلم عنه، كنا نريد أن تضع الأندية يدها في يدنا أكثر، لكننا مقدرون أوضاعها المادية، وهي تبلغ 153 ناديا في المملكة مدرجة.

* في كرة السلة كم الأندية التابعة لك التي تمارس اللعبة؟

- أول ما بدأنا كنا نحو 93 أو 94 ناديا والآن خفضتها إلى 62 أو 64 ناديا!

* أنت من طلب التخفيض؟

- نعم

* لماذا؟

- لأنه كان هناك أندية لا تخدمني كلعبة كانت تريد فقط الإعانات وتسجيل لاعبين على الورق كي تحصل في نهاية الموسم على إعانة رعاية الشباب لذا قمنا بتقليص عدد كبير منها وبدأنا بالتركيز على أندية أرى أنها من الممكن أن تخدم اللعبة.

* منتخب السلة في التسعينات كان يحقق النتائج على الصعيد الآسيوي.. كان يصل إلى نصف النهائي في كأس أمم آسيا.. والآن لا يشارك؟

- يا عبد العزيز أنت تتحدث عن ألعاب آسيا وهي دورة مجمعة وليست بطولة وصحيح في هذه الدورة وصلنا وهذه تحكمها القرعة ومن ستواجه وأنا معك أنه كان يوجد مستوى مميز للسعودية على مستوى آسيا في التسعينات والثمانينات. كان الأمير طلال بن سعود قائم بدور كبير وجبار في ذلك الوقت.

* هل كان في تلك الفترة ضخ مالي كبير تسبب في تلك النتائج المميزة؟

- كان التضخم المالي أكبر من الآن على اعتبار أنك حينما توزع 56 مليون ريال على ميزانية الاتحادات البالغة 11 أو 12 اتحادا يختلف عن توزيع نفس المبلغ على 28 اتحادا فضلا عن أن المنتخبات الآسيوية القوية الآن لم تكن تهتم باللعبة في تلك الفترة وهذا في ظني ساهم في تغييبنا عن البطولات أو تحقيق النتائج الإيجابية!

* المنتخب السعودي لكرة السلة في الغالب ليس عنده مدرب ثابت وفي وقت البطولات يتم التعاقد معه.. ألا تعتقد أن هذا سبب رئيس في تدني مستويات المنتخبات السعودية لكرة السلة؟

- صحيح ما تقوله.. ولكن لا يوجد حل لهذا الموضوع كون هذا المدرب يكلفني أكثر من ثلث ميزانية الاتحاد لمنتخب واحد على مشاركة مدتها تقريبا أسبوعين وسأخسر ثلث ميزانيتي من هذه المشاركة وبالتالي لم يكن أمامنا سوى أن نتعاقد مع مدرب بحسب مواعيد البطولات المخصصة للمنتخبات وأدرك أن هذا فيه ضرر على اللعبة وعلى اللاعبين وعلى المنتخب ولكن لا يوجد لدى أي حل طالما أن تكاليف نفقات التعاقد مع المدربين تحتاج إلى أموال طائلة واتحادنا لا يتحمل ذلك أبدا.

* هل ستستمر في رئاسة اتحاد كرة السلة السعودي أم لا؟

- كي تكون الأمور واضحة ظهرت في البداية فكرة موضوع الانتخابات الكاملة من نحو عام ونصف العام تقريبا وكان لي عدم رغبة في أني أرشح نفسي لأني عندي قناعة كبيرة بأن الانتخابات «تخرب» الاتحادات خاصة حينما تكون 100 في المائة لأن المرشح ولاؤه للنادي الذي دفع به إلى عضوية مجلس الإدارة في الاتحاد عبر الانتخابات ولن يكون ولاؤه للمصلحة العامة حتى يعمل للاتحاد فكنت أدرك وقتها أن هذا النظام لن ينجح على اعتبار أننا ما زلنا في بدايات هذه المرحلة من الانتخابات ولم نعيها بالشكل الصحيح خصوصا أن المرشح يحضر إلى عضوية مجلس الإدارة وسط ضغوط كبرى تمارس عليه من قبل ناديه والجماهير والإعلام وحينما لا يقوم بتأدية ما يريدونه سيعملون على إزاحته واستبداله.

* هل ترى أن الانتخابات غير صحية وستخدم الأندية أكثر من خدمة الاتحادات؟

- أنت تتكلم عن جمعية عمومية.. وهذه الجمعية تتألف من أعضاء جاءوا من الأندية التي تمارس ذات اللعبة وبالتالي مسألة الإخلاص إلى الاتحاد أكثر من الإخلاص للنادي أمر صعب وربما مستحيل ولذا أنا أرى أن الانتخابات مدمرة وستجد الكثير من الخلافات في حال تمت.. صدقني ستكون كما أقول يا عبد العزيز.

* هذا يعني أنك ستترشح مجددا بعد أن أدركت أن الانتخابات ستكون بنسبة 50 في المائة؟

- نعم الآن سأترشح لكن لو كانت الانتخابات كاملة فلن أدفع بنفسي لأنني مؤمن بأن الاتحاد سيكون مليئا بالتناحر والتشاحن بين الأعضاء وهذا لن يكون في صالح اللعبة.

* قرار استمرارك من يملكه؟

- من نحو شهرين بدأت تتضح الأمور بأنه لن يكون هناك انتخابات كاملة وبدأ الزملاء يشكلون ضغطا تجاهي بأن أبقى لكنني بصراحة سألتقي بالأمير نواف بن فيصل رئيس اللجنة الأولمبية السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة بهدف التفاهم في هذا الشأن وأيضا النادي الذي دفع بي إلى هذا المقعد يريدني أن أستمر وهذا أمر يحتاج إلى تفكير أكبر.

* نسبة بقائك تصل إلى كم في المائة؟

- الآن 50 في المائة

* هذا يعني أنه في حال استمرارك ستكون الضغوط أكبر على اعتبار أن النتائج العملية التي تحققت خلال 11 عاما في فترة رئاستك لم تتجاوز الـ25 في المائة بحسب كلامك.

- لا لا.. لو قمت بقراءة أي لائحة لأي اتحاد وبحثت عن أهداف الاتحاد لن تجد موضوع النتائج فيها.. أنا هدفي كاتحاد نشر اللعبة في الدولة التي أنا فيها.. نشر اللعبة سواء عن طريق برامج مع وزارة التربية والتعليم أو عن طريق الإشراف على تنظيم المسابقات المحلية.. هذا هو هدفي الأساسي.

* ما النسبة التي وصلت إليها خلال 11 عاما من نشر اللعبة؟

- أتوقع 40 في المائة من أهدافنا ولكن هناك أمورا كثيرة تبدو عائقا أمام عملنا مثل التكوين الجسماني للاعبين وهذا أمر أساسي في لعبة كرة السلة ولا يمكن أن نتحكم فيه كون البنية الجسمانية للاعب السعودي لا تقارن بغيرها مثل الأوروبي واللاتيني والأميركي وأيضا الأفريقي وكذلك للآسيوي المنتمي لبعض الدول العربية والشرق آسيوية.

* هل الأندية من ضمن العوائق التي واجهتك وأدت إلى ضعف التحصيل النهائي للعبة؟

- لا أستطيع تحميل الأندية مسؤولية تراجع التحصيل النهائي للعبة لأني أعرف أن هناك أندية صرفت الكثير على كرة السلة وفي المقابل هناك أندية أخرى لم تصرف أبدا لأنها لم تملك المال وأعتقد أن الأندية بحاجة إلى متابعة في مسألة كم تصرف على الألعاب المختلفة وخصوصا الأندية التي تملك رعاة.. هل يتم هذا الشيء؟.. في ظني لا.

* هل تعتقد أن الهواية هي السبب الرئيس في توقف كرة السلة السعودية؟

- الهواية طبعا أعطت سقفا أعلى للتطور قد لا تتجاوزه وهي لا تستطيع أن تتعداه فنيا وبالنسبة للاعب السعودي كان يتدرب مرة أو مرتين لمدة ساعة أو ساعتين في الأسبوع بينما اللاعب في أماكن أخرى يتدرب 4 أو ست ساعات يوميا وكل شيء مجهز له كما أن اتحادات مجاورة قامت بتجنيس اللاعبين مثل قطر والأردن ولبنان وهذا في كل الأحوال شكل خطرا وتهديدا على كرة السلة السعودية وصعب من مسؤولياتها تجاه المنافسة أو المحاولة على تحقيق النتائج الإيجابية.

* منذ عام 2005 لم يشارك المنتخب السعودي لكرة السلة في كأس أمم آسيا.. هل تخشون الخسائر الثقيلة كما حدث أمام الصين في ذلك العام؟

- لا نحن لا نخاف.. لكننا نشعر بالظلم في بعض القرارات التحكيمية في بعض المشاركات وكذلك الحال للفرص الممنوحة وبصراحة نشعر وبشكل حقيقي أن الاتحاد الآسيوي يقف لنا بالمرصاد في كل مشاركة وبالتالي قررنا الابتعاد مؤقتا حتى نرى الأمور بشكل أكبر.

* كم ميزانية اتحاد كرة السلة السعودي حاليا؟

- 1.6 مليون ريال فقط

* في ظنك كم الميزانية التي لو تحققت لك بإمكانك أن تنافس في كل الاتجاهات وعلى كل الأصعدة؟

- يا عبد العزيز القصة ليست قصة ميزانية بقدر ما هي أكبر من ذلك.. المعادلة ليست أموالا وإنما بنى تحتية.. نحن لا نملك المنشآت الكافية كي تتدرب عليها فرق السلة وهناك تعارضات كبرى نعيشها مع العاب منافسة مثل اليد والطائرة وغالبية منشآت الأندية الخاصة بكرة السلة لا تفي بالغرض ولا تحقق المأمول منها وأيضا الأمر لا يتوقف عند هذين الأمرين بل يمتد إلى قصة احتراف اللاعب السعودي للعبة.

* ماذا عن معسكرات المنتخبات.. لماذا هي قليلة؟ ولماذا هي مقتصرة فقط عند إقامة البطولات الخاصة بها؟

- قبل قليل سألتني عن أسباب عدم وجود مدرب ثابت وقلت لك إن المشكلة في الميزانيات المالية إذ إنه لا يمكن لنا أن نجلب مدربا طوال العام لأن ذلك سيكلفنا الكثير من المال والواقع يقول إن مدربا واحدا سيجني على ميزانية كرة السلة في حال استمر عاما واحدا وبالتالي طالما الأمر كذلك فلا يمكن لنا أن نقيم معسكرات للمنتخبات لأن المال غير موجود وغير مرصود في الميزانية إلا للبطولات الرسمية الكبرى.

* خصخصة كرة القدم السعودية قادمة لا محالة.. كيف سيكون وضع الألعاب الأخرى في رأيك.. هل ستضر لعبتكم في رأيك؟

- طبعا ستقتل الألعاب الأخرى كلها.. وهذا يقودني إلى طرح عدة أسئلة منها لماذا نمارس الرياضة في السعودية؟ أستطيع أن أقول إن الهدف الأساسي من الرياضة في السعودية هو خدمة الشباب السعودي وإشغاله بما هو مفيد من ممارسة للرياضة والابتعاد عما يضره من أفكار مضللة وممارسات سلبية والملاحظ في السنوات الـ15 الماضية الأخيرة بدأ الجميع يشعر أن الرياضة السعودية وتحديدا كرة القدم بدأت تتجه إلى الاحتراف والخصخصة وخلافه فيما الواقع يقول إن الرياضة السعودية ليست مهيأة اجتماعيا واقتصاديا ولا رياضيا ولا حتى منشآتيا لهذا التحول.

* هل تعني أن خصخصة كرة القدم السعودية لن تنجح في حال تطبيقها؟

- كيف تخصخص منشأة غير رابحة! من سيصرف عليها وسط هذه الديون المتراكمة على الأندية وبعشرات وربما مئات الملايين.. من القادر على انتشالها من هذا الواقع! صح أم لا.. حتى تصرف عليها يتعين عليك أن توجد المردود.. أين المردود الآن؟! ما أعرفه أن الهدف المهم في الرياضة أنني أساوي في الفرص لجميع المشاركين.. كيف أخصص 4 أو 5 أو 6 من بين 153 ناديا.. لماذا تفاضل أندية على حساب أخرى.. من المستفيد وراء هذه الخصخصة؟!

* هل من تفصيل أكثر لاعتراضك على هذه الموضوع؟

- ستخصص الأندية بناء على ماذا.. المنشآت لا تملكها الأندية بل الدولة.. وإذا كانت الدولة هي التي تملكها وستبيعها للملاك.. كيف سيكون وضع الألعاب الأخرى.. وإذا تنازلت الدولة عن المنشأة لصالح المالك المشتري من سيتحكم بالمالك حتى لو كانت هناك ضوابط.. لو كنت مالكا لهذا النادي ودفعت كل أموالي من أجل شرائه هل يمكن للدولة أن تتدخل من محاولة أي تصرف قادم تجاه هذا النادي كتصفيته مثلا...؟!

* الأكيد.. أنه سيكون هناك ضوابط تمنع الملاك من التصرف وفق قانون سيتم اعتماده في هذا الشأن؟

- لا أعتقد أن أي قانون يمنعني من التصرف بما أملكه.. كل نظام الشركات الحالية بإمكانها أن تبيع جزءا من ممتلكاتها دون أي حق للتدخل من الجهات الرسمية باعتبار أن هناك ملاكا وحاملي أسهم قادرون على اتخاذ ما يرونه مناسبا لمصلحتهم المالية؟

* هل تعتقد أن الخصخصة تنافي مبادئ الدولة في مسألة نشر الرياضة وخدمة الشباب السعودي واستثمار فراغهم؟

- هذا ما أقصده.. وضعت الرياضة في هذا البلد من أجل خدمة المجتمع بشكل عام.. ما نقوم به يجب أن يكون لأجل خدمة الرياضة وليس صناعة الرياضة.

* هل تعتقد أن فريق عمل التخصيص الرياضي السعودي لم ينتبهوا لهذا الجانب؟

- لست مطلعا على عملهم لكن الذي أفهمه في العمل وفي الشركات والذي أعرفه عن هدف الحكومة في الرياضة لا يتفق مع توجهات رعاية الشباب.. ورغم ذلك أنا واثق تماما بأن الأمير نواف بن فيصل لن يقف مكتوف اليدين في حال رأى أن مثل هذا المشروع سيضر الشباب الرياضي السعودي.

* لو خصص نادي النصر هل لديك استعداد لشرائه؟

- تريد الصراحة لا.. يا عبد العزيز حينما ترى سفينة شحن ضخمة تغرق وأنت تسبح بمهارة بجانبها هل يمكن لك أن تنقذها.. بالتأكيد لا.. هذا هو واقع أنديتنا.. لا يمكن لك أن تنقذها وهي غارقة في الديون ودون أي أساسيات لانتشالها من ذلك.

* هذا يعني أن كل الأندية السعودية سيما الكبيرة منها لا تشجع على الخصخصة والشراء؟

- نعم هي كذلك.. لا يوجد أي ناد يشجع على شرائه!.. جميعها غارقة في الديون ومواردها المالية ضعيفة جدا والمصروفات تتجاوز الإيرادات بكثير جدا؟!

* كيف ترى الاستثمار في الرياضة حاليا؟

- الاستثمار الرياضي في الخارج يعتمد على ثلاث أمور رئيسة: السوق الدعائية والإعلانية وهذا موجود عندنا في السعودية لكن إمكانياته لا تقارن بالخارج بشكل كبير يعني والعقليات في الشركات في الخارج أفضل من العقليات عندنا في الاستثمار الرياضي بشكل كبير أما الأمر الثاني الذي يعتمد عليه الاستثمار الرياضي في الخارج الإعفاء الضريبي.. حينما تريد أنت كشركة أن تستثمر في الرياضة وتساعد المجتمع ومنشأة اجتماعية رياضية أو منشأة رياضية تأخذ خصومات في الضرائب التي عليك فمن مصلحتك تضرب عصفورين بحجر تحقق هدف الأول الإعلاني والإعلامي وتخفض الضرائب التي تدفعها وتستغل في جزء منها في الدعاية والإعلان في الرياضة، أما الأمر الثالث فهو الرهانات على الرياضة (سوق اليناصيب) وخلافه.. هذه التي تعيش عليها الرياضة في الخارج ومبني عليها شركات وتأتي عقود ومبالغ ضخمة عليها ونقل تلفزيوني...وفي المقابل ماذا لديك من هذه الأمور الثلاث حتى المنشآت ليست موجودة وغير متكاملة وسأورد لك مثالا بسيطا: أنت مثل الذي عنده (عشة ويعتقد أنه لو وضع لها باب حديد صارت قصر حكم..) يا عبد العزيز.. إمكاناتنا المحلية لا تؤهلنا لأي خصخصة لا الرياضة ولا الأندية.