مقاعد ملعب جدة «المقلوبة» تثير موجة من الانتقادات الساخرة.. ومدير المشروع: كذب.. وخبراؤنا كوريون

البعض قال متهكما إنها «وسيلة عقاب للجماهير المشاغبة»

TT

أثارت صورة تداولها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، وظهر من خلالها جزء من مدرجات ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة وقد تم تركيب مقاعده بشكل «مقلوب»، موجة من الانتقادات الساخرة في أوساط المجتمع الرياضي، في الوقت الذي جزم فيه البعض أن الشركة المسؤولة عن تطوير وتسليم الملعب ستتأخر عن إنجازه في الموعد المطلوب بسبب هذا المأزق.

وفي الوقت الذي أبدت فيه الجماهير الرياضية في مدينة جدة غضبها الشديد من هذا الخطأ الذي وصفته بـ«الفادح» كونه سيتسبب في حرمانها من حضور مباريات الاتحاد والأهلي في جدة مما يضطرها إلى السفر بشكل شبه أسبوعي إلى مكة المكرمة لمتابعة المباريات على ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بالشرائع؛ أكد المهندس أسامة الرهبيني، مدير عام الصيانة والتشغيل في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمشرف على مشروع توسعة استاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الصور التي تم تداولها والتي تظهر عددا من مقاعد الملعب وهي مركبة بشكل مقلوب، كانت قد التقطت في مرحلة الإعداد والتركيب، ولم يتم تركيبها بشكل نهائي، وقال: «يبدو أن أحدهم صور هذه المقاعد وهي في إحدى مراحل العمل قبل التركيب النهائي، أي أنها تحتاج لمزيد من الوقت حتى يتم ترتيبها ووضعها بالشكل النهائي الذي يمكن من خلاله استخدام الكراسي بشكل طبيعي».

ويجزم مشرف المشروع: «ليس من المعقول أن يتم جلب مقاعد في يوم واليوم التالي يتم تركيبها وتثبيتها بشكل نهائي، فهذه تحتاج لعدة خطوات، ففي البداية ترص الكراسي متجانبة، بعد ذلك تؤخذ الأبعاد والمقاسات ويتم تقييمها بصريا من حيث مواقعها وأماكنها، بعد ذلك يتم التأكد من أن ألوان المقاعد المختلفة تأتي في مكانها الصحيح، كل حسب الموقع المحدد له، وبعد ذلك كله يتم التثبيت النهائي للكراسي بعد أن يتم قلبها إلى جهتها الطبيعية، وهذه العملية بكاملها تتم بإشراف المهندسين المشرفين بداية، الذين يتأكدون من المواصفات والقياسات ويكملون تجهيزها، بعد ذلك يجري العاملون ترتيب وتركيب المقاعد بحسب توصيات المهندسين».

ويوضح مدير عام الصيانة والتشغيل بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أن نفس الشركة المصنعة للكراسي وهي من كوريا، تتولى عملية التجهيز والتركيب من خلال كوادرها من مهندسين وفنيين وعاملين، وهم بالمناسبة متخصصون في مثل هذه الأمور الفنية المتعلقة بملاعب كرة القدم، وقد أنشأوا كثيرا من المدن الرياضية والملاعب حول العالم.

وبدا الرهبيني مستغربا من ردود الفعل حول الصور المنشورة بقوله: «هل يعقل أن الشركة المصنعة للمقاعد وهي في نفس الوقت المركبة لها، تقوم بخطأ مثل هذا وتركب المقاعد بالمقلوب؟! هذا شيء لا يعقل أن يحدث». وحول رأيه في التعليقات التي وردت حول الحادثة، بين الرهبيني أن الصور انتشرت بصورة واسعة ولحقتها تعليقات كثيرة أيضا، (لكن يبدو أن بعض المتابعين ليس لديهم خبرة أو خلفية عن مثل هذه التخصصات، وهذا شيء طبيعي من وجهة نظري، فكل شخص له ثقافة أو تخصص في جانب معين، لكني أشدد على أن المقاعد تم تركيبها بالفعل بنفس الطريقة التي نشرت، وذلك بسابق معرفة من المختصين، وفي رأيي أن الموضوع ليس معقدا لدرجة أن يكون هناك لبس عدم فهم للموضوع، فلا أتوقع أن يعجز شخص عن تركيب كرسي بسيط بطريقة صحيحة، وهي أمور بديهية، فما هو الحال بأربعة آلاف كرسي يأتي من يخطئ تركيبها بشكل صحيح، وفي ظني أن المتابعين لديهم الإدراك بأن المسألة برمتها متعلقة بتركيب مقاعد من أناس متخصصين، وليس شيئا تقنيا يحتاج لجهود أكبر).

يذكر أن عددا ممن شاهدوا صور مقاعد ملعب الأمير عبد الله الفيصل عبر مواقع التواصل بالإنترنت وهي مركبة بطريقة تعطي ظهر المشجع للملعب، علقوا بسخرية على أن المقاعد «ستكون عقابا للمشجعين الخارجين عن النص أثناء اللقاءات».

يذكر أنه تأكد بشكل قاطع مواصلة فريقي الأهلي والاتحاد، قطبي مدينة جدة، في استضافة مبارياتهما الرسمية لكرة القدم في البطولات المحلية والخارجية خارج مدينة جدة للموسم الثاني على التوالي، بعد التمديد الجديد في موعد تسليم ملعب الأمير عبد الله الفيصل بمحافظة جدة والمغلق بسبب أعمال التوسعة في مدرجاته وباقي منشآته. وتأجل موعد تسليم الملعب إلى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بدلا من أغسطس (آب) المقرر فيه تسلم الملعب وخوض الجولات الأولى للدوري السعودي فيه.

وبهذا، يستمر فريقا الأهلي والاتحاد في استضافة مبارياتهما على ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بالشرائع في مكة المكرمة، والذي يبعد عن مدينة جدة نحو 100 كيلومتر حتى تكتمل توسعة ملعب جدة. وتعود أسباب تأجيل تسليم الملعب من الشركة المنفذة إلى تأخر وصول دفعات أعمال البناء والتشييد من خارج السعودية، مما منع الشركة المنفذة من مواصلة عملها المكثف لإنهاء المشروع.

وأكد مدير مكتب رعاية الشباب في جدة أحمد روزي أن العمل يسير وسط متابعة يومية حتى يظهر ملعب الأمير عبد الله الفيصل بالشكل الذي يرضي كل الجماهير.

وقال: «التشغيل الرسمي للملعب واستقبال المباريات سيكون بعد شهرين والموقع الداخلي للملعب اختلف عن السابق بشكل كامل وأضيفت إليه عشر بوابات جديدة ليكون إجمالي البوابات 14 بوابة تعمل جميعها إلكترونيا، إضافة إلى وضع مظلات في جميع المدرجات، وستصل سعة مدرجات الملعب إلى 34 ألف مشجع، بعد أن كانت أقل من 18 ألف مشجع، بجانب إنشاء مركز إعلامي على مستوى مرتفع وتحسين الصالات الداخلية للملعب والكافيتريات ودورات المياه وغرف اللاعبين والحكام وتعديل المنصة الرئيسة وبوابات الملعب».

وتقدر القيمة الإجمالية للمشروع، بحسب المستندات الرسمية، بنحو 92 مليون ريال سعودي، متضمنة قيمة عقد استشارة المشروع البالغة ثلاثة ملايين ريال. وبعد أن كان الوقت المتوقع لتسليم المشروع سنتين، تم اختصاره إلى تسعة أشهر، وهي بلا شك فترة قياسية بحسب ما يراه المراقبون والخبراء في عالم بناء وتوسعة الملاعب.