قدامى مانشستر يونايتد يؤكدون أن روني ليس للبيع.. ومويز يلتزم الصمت

فينغر يتحدى تشيلسي و«يدخل على الخط» ويؤكد أن آرسنال قادر على دفع راتب اللاعب

TT

أكد الفرنسي أرسين فينغر مدرب آرسنال الإنجليزي أن فريقه «لن يواجه أي مشكلة» في دفع راتب واين روني مهاجم مانشستر يونايتد حامل لقب الدوري المحلي لكرة القدم. روني «الغاضب والمرتبك» لتصريح مدربه الجديد الأسكوتلندي ديفيد مويز بأنه ليس للبيع وبأن لاعبه السابق في إيفرتون لا يزال يملك دورا مهما ليلعبه في «أولد ترافورد» بديلا للمهاجم الهولندي روبن فان برسي، ليس بعيدا عن خطط آرسنال. فعلى رغم بيع فان برسي العام الماضي ليونايتد، قال فينغر: «لقد حصل هذا الأمر معنا العام الماضي وقد يتكرر معهم العام الحالي. روني مرتبط بعقد لذا القرار لدى يونايتد، لكن لن تكون لدينا أي مشكلة بدفع راتب روني».

وتأتي تصريحات فينغر في الوقت الذي اجتمع فيه عدد من لاعبي مانشستر يونايتد السابقين في سيدني أمس للتأكيد مرة أخرى وبقوة على أن بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لن يستغني عن المهاجم روني. وكانت بعثة مانشستر يونايتد وصلت إلى مدينة سيدني الأسترالية، في مواصلة لرحلة بطل الدوري الإنجليزي في شرق الكرة الأرضية. وحظي نجوم الفريق لحظة وصوله إلى أستراليا. وكان روني عاد قبل الأوان من رحلة للفريق في آسيا والبحر الهادي بسبب إصابة في عضلات الفخذ الخلفية.

وللمرة الأولى تجنب ديفيد مويز مدرب يونايتد الإجابة على أسئلة تتعلق بمصير روني مع يونايتد، رغم أنه كان في كل مرة يؤكد أن روني ليس للبيع، وترك التعليق لبرايان روبسون ودينيس أروين ودوايت يورك الذين سبق لهم اللعب مع الفريق. وقال روبسون القائد السابق ليونايتد ومنتخب إنجلترا للصحافيين: «قال ديفيد مويز إن وين روني ليس للبيع وحسب رأينا هذه نهاية القصة»، وأضاف: «لا أظن أن الأمر شكل أي تشتيت للانتباه في الفريق واللاعبون يواصلون التدريب. للأسف أصيب وين بشد في عضلات الفخذ الخلفية.. لكن هذا لم يؤثر على باقي اللاعبين».

وذكرت تقارير إعلامية في إنجلترا إن روني يشعر «بالغضب والارتباك» بعدما ألمح مويز الذي خلف أليكس فيرغسون في قيادة الفريق مع نهاية الموسم الماضي أن مهاجم إنجلترا سيكون الاختيار الثاني بعد الهداف الهولندي روبن فان بيرسي في الموسم المقبل. وانضم روني إلى يونايتد مقابل 27 مليون جنيه إسترليني (40.83 مليون دولار) في أغسطس (آب) 2004 وشارك من وقتها في 402 مباراة مع النادي وسجل خلالها 197 هدفا وتوج بخمسة ألقاب في الدوري وبلقب في دوري أبطال أوروبا. ويتبقى عامان في عقد روني (27 عاما) الذي يحصل بموجبه على 250 ألف جنيه إسترليني كل أسبوع (378100 دولار).

وكرر أروين الظهير السابق الذي لعب ليونايتد لأكثر من عشر سنوات تحت قيادة فيرغسون ما قاله روبسون تقريبا بالكلمة قبل أن يضيف أنه شخصيا يتمنى بقاء روني في النادي. وقال الآيرلندي أروين «إنه لاعب رائع وسجل حفنة من الأهداف لنا». وأكد يورك إنه يسعده الحديث عن أي شيء آخر باستثناء روني، لكنه أضاف أن مويز سيضع بصمته الخاصة على التشكيلة حتى وإن كان هذا يعني التخلي عن لاعبين يحبهم الجمهور. وقال يورك المهاجم السابق: «حين يأتي مدرب إلى مكان صعب كمانشستر يونايتد يكون عليه اتخاذ قرارات صعبة. سيكون على ديفيد مويز القيام بالأشياء على طريقته ونحن كلاعبين سابقين وكمشجعين يجب أن نثق به».

يذكر أن تشيلسي أكد الأربعاء أنه قدم عرضا إلى غريمه يونايتد بشأن روني، لكنه نفى بأنه عرض على يونايتد 10 ملايين جنيه إسترليني إضافة إلى لاعب الوسط الإسباني خوان ماتا أو المدافع البرازيلي ديفيد لويز. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن مانشستر يونايتد رفض عرضا قدمه تشيلسي بهدف الحصول على خدمات روني. وأكد تشيلسي في بيان قال فيه: «بإمكان نادي تشيلسي التأكيد أنه تقدم بعرض خطي إلى مانشستر يونايتد بشأن انتقال واين روني»، دون أن يعطي أي تفاصيل حول قيمة العرض لكنه شدد على أنه لم يعرض أيا من لاعبيه ضمن الصفقة. وواصل: «رغم أن شروط العرض سرية، لكن لتجنب أي شكوك وخلافا لما قيل لوسائل الإعلام في سيدني (حيث مانشستر يونايتد)، فإن العرض لا يتضمن انتقال أو إعارة أي من لاعبي تشيلسي لمانشستر يونايتد».

من جهته قال جوزيه مورينهو مدرب تشيلسي إن ناديه تقدم بعرض لمانشستر يونايتد لضم المهاجم روني. وأضاف مورينهو أنه لا يوجد لاعبون آخرون ضمن العرض، نافيا التكهنات باحتمال أن ينتقل الإسباني خوان ماتا أو البرازيلي ديفيد لويز إلى يونايتد إلى جانب العرض المالي لإغراء روني مهاجم منتخب إنجلترا باللعب للفريق اللندني. وقال مورينهو لموقع تشيلسي على الإنترنت: «تشيلسي مهتم بضم هذا اللاعب وقد تقدم بعرض. ما قمنا به كان بشكل رسمي»، وتابع: «ليس لدينا شيء نقوله الآن فنحن نريد ضم اللاعب وقد تقدمنا بالعرض والقرار في يد مانشستر يونايتد»، ومضى قائلا: «لم نكن نرغب في الإفصاح عن العرض علنا إلا أنه مبلغ مالي محدد ولا يشمل أي لاعبين كما لا يوجد لاعبون آخرون يمكن التفاوض بشأنهم. لا وجود لاحتمال الاستغناء عن خوان ماتا أو ديفيد لويز».

وذكرت تقارير إخبارية بريطانية أن مانشستر يونايتد رفض عرضا تقدم به فريق تشيلسي لشراء روني. وجاءت تصريحات إدوارد وودوارد الرئيس التنفيذي لمانشستر لتزيد الأمر تعقيدا بقوله إنه لا توجد أي نية حاليا لمناقشة تمديد عقد روني، الذي سينتهي بعد عامين. ووفقا لتقارير إعلامية بريطانية يشعر روني بالغضب بسبب وضعه الحالي مع يونايتد. ويأتي هذا في أعقاب تعليقات مويز مدرب الفريق التي رجحت أن اللاعب سيصبح احتياطيا لروبن فان بيرسي كبير هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. وقال مورينهو إنه لا يعرف طبيعة رد يونايتد على عرض تشيلسي. وأضاف: «أحاول الآن تحسين لاعبي فريقي وسنرى ما سيحدث. بالنسبة لي لن أصدر أي تعليق احتراما ليونايتد ولزميلي ديفيد مويز وللاعبي فريقي».

ولم يخف مورينهو يوما إعجابه بروني وهو تحدث مؤخرا عن اللاعب، قائلا: «أعتقد أنه في عمر مثالي بالنسبة للاعبي كرة القدم: هناك النضوج، والخبرة الكبيرة، وعنصر الشباب. الأمر يتعلق به وبما يريده، مما يجعله سعيدا. إنه مثلي بعض الشيء: لا يبحث عن الحصول على جنيه إضافي في عقده. إضافة من هذا النوع لن تحدث الفارق. كن سعيدا. أين يشعر بالسعادة؟ أين سيجد المزيد من السعادة والطموح الذي يدفعه لتقديم المزيد؟ أنا معجب به كشاب. أتمنى له الأفضل وآمل أن يكون سعيدا».

ويدخل مانشستر يونايتد حقبته الجديدة بقيادة المدرب مويز الذي خلف مواطنه أليكس فيرغوسن في نهاية الموسم الماضي، وهو تحت وطأة الحديث عن احتمال رحيل روني إلى الغريم اللندني. ويبدأ مويز مغامرته مع يونايتد والتركيز لن يكون منصبا على الأداء الفني في الملعب، بل على ما يجري خلف الكواليس وسط الحديث الدائر عن أن روني في طريقه للانضمام إلى تشيلسي. وقبل تصريحات فينغر مدرب آرسنال بأن فريقه «لن يواجه أي مشكلة في دفع راتب روني كان تشيلسي الفريق الوحيد المستعد لكي يدفع له 240 ألف جنيه إسترليني سنويا بعقد يمتد لخمسة أعوام يتقاضى خلالها ما مجموعه 60 مليون جنيه إسترليني بحسب ما أشارت مؤخرا صحيفة «دايلي مايل» البريطانية.

ورغم تأكيد مويز في أول مؤتمر صحافي له كمدرب ليونايتد بأن روني ليس للبيع وبأن لاعبه السابق في إيفرتون لا يزال يملك دورا مهما ليلعبه في «أولد ترافورد»، فإن غالبية وسائل الإعلام المحلية تتوقع أن يرحل «الفتى الذهبي».

الأمر المؤكد هو أن الصيف التحضيري لمويز لن يكون هادئا على الإطلاق بسبب روني، والمفارقة أنه كان خلف ظهور هذا المهاجم إلى الساحة عندما وثق بقدراته وأشركه مع الفريق الأول لإيفرتون حين كان اللاعب في السادسة عشرة من عمره، لكن علاقة الرجلين تدهورت حين انتقل «الفتى الذهبي» إلى يونايتد عام 2004.

ويبدو أن المستقبل كان واضحا بالنسبة لروني لأنه ما إن أعلن فيرغوسن بأنه سيعتزل التدريب في نهاية الموسم المنصرم بعد أكثر من 26 عاما على مقاعد تدريب يونايتد، حتى أزال روني من سيرته الشخصية على حسابه الخاص في مدونة «تويتر» عبارة: «لاعب مانشستر يونايتد»، معززا الشائعات التي سرت بأنه أعلم فيرغوسون برغبته في الانتقال إلى فريق جديد.