مركز عبد الله الفيصل في النادي الأهلي يؤهل 120 لاعبا سنويا

يضم كافة الفئات العمرية ضمن تجهيز فني وثقافي

TT

يضطلع مركز الأمير عبد الله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب والأولمبي بالنادي الأهلي، بدور كبير وفعال في صناعة مستقبل الكرة في النادي، من خلال تأهيل وتخريج لاعبي كرة قدم المكتملين فنيا وذهنيا وثقافيا.

وتهدف منظومة العمل الذي يقوم به مركز النادي الأهلي والمتمثل في رعاية المواهب الكروية، إلى إخراج لاعب يستوعب منهج أساليب الكرة الحديثة، من خلال تهيئة كل الإمكانات البشرية والمادية والمنشآت بدعم مادي ومعنوي متواصل من صاحب فكرة المشروع الأمير خالد بن عبد الله، رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي.

«الشرق الأوسط» قامت بجولة ميدانية في مركز الأمير عبد الله الفيصل الرياضي بهدف الاطلاع على آلية العمل التي يقوم بها المركز بدءا من استقبال اللاعبين، سواء الصاعدين من الأكاديمية أو من خارج أسوار النادي، مرورا بصقل اللاعب في درجات عالية من التعليم الفني والذهني من خلال برامج تطوير الذات الرياضية والذهنية في درجات الناشئين والشباب والأولمبي، وانتهاء بتصعيده للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، لتكون الجاهزية كاملة للتعامل مع عالم احتراف كرة القدم.

ويجتهد العاملون في مركز الأمير عبد الله الفيصل لكرة القدم على توفير نفس البيئة التي نشأ عليها خريج الأكاديمية ليجد الأجواء ذاتها بهدف تجنيب اللاعبين، لا سيما أنهم في سن صغيرة، الشعور بتغير آلية العمل التي اعتادوها.

‏ويشدد الدكتور أحمد الشافعي، مدير عام المركز، على أنهم يطمحون بهذه الآلية «إلى تخريج جيل جديد من لاعبي كرة القدم وفق أحدث نظم التدريب خصوصا أن كرة القدم اختلفت عن السابق وباتت صناعة حقيقية للاعبين».

ويستشهد بأحد البرامج التي يستخدمها المدربون بقوله: «على سبيل المثال نحن نستخدم في المركز برنامجا لتحليل المباريات، حيث يوجد موظفون متخصصون لهذا البرنامج، وهو يهدف إلى جمع كل المعلومات الخاصة في الفريق الخصم لتحليلها وتوضيح نقاط القوة والضعف بها، وعادة ما يتم تفعيل هذا البرنامج قبيل اللقاءات التي تقبل عليها فرق القطاع، سواء الناشئين أو الشباب الأولمبي، لتستفيد منها الأجهزة الفنية في تقديم الخطة الفنية للاعبين.

وهي من الجوانب الداعمة بشكل كبير للأجهزة الفنية واللاعبين وتقدم لهم التوجيهات الفنية بصورة علمية».

مبنى المركز تم تقسيمه إلى 4 أقسام ضم الجزء الأول مكاتب الاستقبال والإدارة إضافة إلى قاعة كبيرة للاجتماعات، أما الجزء الثاني فضم صالة للتدريبات اللياقية الداخلية تحتوي على أجهزة متنوعة، في حين تم تجهيز جزء كامل للمسبح بكافة ملحقاته من غرف البخار وغيرها.

العيادة الطبية بالمركز تأخذ مساحة مناسبة فيه، وتم تجهيزها بالمعدات الطبية الأساسية. كما تمت تهيئة مساحة أخرى لصالة الطعام وغرف تبديل الملابس.

في الطابق الأول من المركز تم تجهيز صالة كبيرة لكبار الزوار تطل على ملاعب المركز.

وأشارت إدارة المركز إلى أن قاعة المحاضرات التي يضمها المركز تتسع لـ50 شخصا مجهزة بأجهزة الحاسب الآلي.

وعلى الرغم من وجود مقر متكامل لسكن اللاعبين والمتمثل في مبنى «الأهلي هاوس»، إلا أن المركز هيأ 16 غرفة لمبيت اللاعبين، بخلاف غرف أخرى للأجهزة الإدارية والفنية.

ويشدد مدير مركز الأمير عبد الله الفيصل على أن تدريب لاعبين صغار في السن كرويا لا يعفي من مسؤوليات أخرى تتعلق بالجانب التربوي، وهو ما يهتم به رئيس هيئة أعضاء الشرف، الأمير خالد بن عبد الله، «خاصة أن لدينا لاعبين من خارج مدينة جدة وقادمين من مناطق مختلفة من السعودية، ولذلك نجتهد في ضبط جميع المتغيرات التي قد تؤثر على مستوى الأداء في التدريبات والمباريات وتوفير الرعاية الصحية والغذائية والدراسية والاهتمام بهم والمتابعة باستمرار لسلوكياتهم وتعويدهم أسلوب حياة اللاعب المحترف، ومن ذلك تهيئة مقر ومبنى خاص بهم بوجود مشرفين تربويين وإداريين أيضا، وتمثل ذلك في مبنى (الأهلي هاوس) الذي يقع خلف المركز».

وتبلغ مساحة مبنى الأهلي هاوس (1225) مترا مربعا، ويتكون من ستة أدوار قسمت إلى جزءين، كل جزء يتكون من ثلاثة أدوار، خصصت الأدوار الأولى للبراعم واللاعبين بمدخل خاص وبإجمالي غرف بلغ عددها (63) غرفة.

وكل دور في المبنى يتكون من ثماني شقق، وكل شقة تحتوي على ثلاث غرف ومطبخ ودورتي مياه.

وتم تجهيز المبنى بأجهزة الأمن والسلامة ومكتب استقبال ومسجد وصالة ألعاب رياضية إلى جانب المطعم.

ويسعى القائمون على الفئات السنية في النادي الأهلي لتوحيد برنامج كامل للاعبين، لا سيما الصاعدين من أكاديمية النادي، بهدف عدم تغيير البرامج التي يخضع لها اللاعب في الأكاديمية عن قطاع الفئات السنية الأعلى من الناشئين مرورا بالشباب والأولمبي ووصولا للفريق الأول.

ويبلغ عدد اللاعبين في مركز الأمير عبد الله الفيصل 120 لاعبا موزعين على الثلاث فئات، حيث يوجد 24 لاعبا في الفريق الأولمبي، وهناك 40 لاعبا في فريق الشباب، و60 لاعبا في فريق الناشئين.

ويهتم مركز قطاع الأمير عبد الله الفيصل لقطاع الشباب والناشئين بالنادي الأهلي بعدد من البرامج لتدريب اللاعبين، ومن هذه البرامج كما يشير مدير المركز: البرنامج البدني، والبرنامج المهاري، والبرنامج الخططي، والبرنامج النفسي، والبرنامج السلوكي، والبرنامج الذهني، وبرنامج الحاسب الآلي، وبرنامج اللغة الإنجليزية، والبرنامج الغذائي.

ويفصل مدير مركز الأمير عبد الله الفيصل: «لا تتوقف البرامج المنفذة بالمركز والتي تنطلق بداية من أكاديمية الأهلي عند حد البرامج التدريبية المعتادة لكرة القدم، بل يضاف لها برامج تدريبية فنية حديثة، لتقف إلى جانب البرامج الثقافية المساندة، لا سيما أن التجارب والخبرات العالمية التي سبقتنا في مجال كرة القدم، شددت على أهمية مثل هذا النوع من البرامج، على خلاف الطرق القديمة والاجتهادية التي كان يعمل بها في السابق، وإذا ما أردنا تأهيل لاعب بدنيا وذهنيا إلى المرحلة التي تتناسب مع الاحتراف الحقيقي، فليس أمامنا سوى هذا النوع من العمل، والذي يحتاج لكثير من الدعم من كل الجوانب، فالعملية ليست باليسيرة على كل حال».

ويضيف: «تتنوع هذه البرامج وتشمل إلى جانب البرامج الفنية برامج التثقيف الصحي والغذائي والتربوي وكذلك محاضرات ودورات في الإرشاد النفسي والاجتماعي من قبل أساتذة متخصصين في هذا المجال».

ويهتم البرنامج البدني في مركز الأمير عبد الله الفيصل بالجوانب المتعلقة باللياقة البدنية العامة والخاصة بلاعب كرة القدم، ويحظى بوجود مدربين لياقة متخصصين مع اللاعبين صغار السن الذين يحتاجون إلى نوعيات مناسبة من التدريبات والتهيئة، ويتولى طاقم من بلجيكا إعداد اللاعبين لياقيا وبدنيا بعد أن تم التعاقد معهم، وذلك من أجل تجهيز اللاعبين لياقيا بشكل جيد من خلال وضع البرامج اللياقية الجيدة التي تساعد على تهيئة اللاعبين بدنيا بشكل جيد.

ويوضع في الاعتبار، كما يشير الشافعي، بعض الاعتبارات كالمرحلة السنية التي ينتمي لها اللاعب ونوع الفترة التدريبية ما بين فترة إعداد أو فترة منافسات.

وتعتبر المهارات الأساسية لكرة القدم كل المفردات الحركية والتي تقوم بواجبات مختلفة وتؤدى في إطار قانون اللعبة، سواء كانت بالكرة أو دونها، حيث يعد مدى إجادة أفراد أي فريق لكل أشكال المهارات الأساسية من أهم العوامل التي تؤدي إلى النجاح والتفوق، ولا يوجد بين هذه المهارات، كما يشير مدير أكاديمية الأهلي السابق، ما هو مهم وما هو أقل أهمية؛ لأن اللاعب في حاجة لها جميعها طوال المباريات على الرغم من أنه قد لا يستخدم بعض المهارات التي لا تتيح له ظروف مباراة ما استخدامها.

وانطلاقا من هذا المفهوم يسعى المركز إلى توفير أفضل مستوى من الإعداد المهاري للاعب كرة القدم، ويشرف على تدريبات الفئات السنية في المركز مدربون من البرتغال تم التعاقد معهم أخيرا تماشيا مع السياسة التي رسمتها إدارة النادي، وهي توحيد المدرسة التدريبية في كل الفئات، بعد أن تعاقدت مع فيتور بيريرا مدرب الفريق الأول وذلك من أجل وضع استراتيجية واحدة تسهل من عملية رسم الخطط والأساليب التكتيكية.

وخطط اللعب وطرقها التي نسمع عنها في كثير من النشرات التحليلية للقاءات كرة القدم من قبل المحللين والمدربين، لها نصيب كبير في مركز صناعة الكرة بالنادي الأهلي، وبين مدير المركز أن الجانب الخططي يعتبر أحد أهم جوانب تشكيل الرياضية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، ولذلك يسعى المركز إلى جعل لاعبي الفئات السنية بالنادي ملمين بها.

ويضرب أمثلة بالخطط التي يتعلمها اللاعبون في المركز كمبادئ الخطط الدفاعية والهجومية والتدريب على طرق اللعب المختلفة والتحرك بكرة ومن دون الكرة في الدفاع والهجوم، إضافة إلى كيفية إيجاد المساحات الخالية على أرض الملعب واستغلالها بالطرق الفردية والجماعية.

ويعتبر الجانب النفسي في إعداد اللاعبين من الأركان المهمة التي تجد تركيزا كبيرا داخل المركز الكروي، كما يشير الشافعي، ويبين المشرف الإداري للمركز أنه يقدم إرشادا نفسيا للاعبين بطرق مختلفة، سواء الجلسات الفردية أو بصورة جماعية من خلال البرامج الهادفة؛ «لأن مثل هذا النوع من البرامج، وبحسب نقاشاتنا المتوالية مع أكاديميات ومراكز كرة القدم العالمية من خلال عدد من المؤتمرات التي تعد بهذا الخصوص، يشكل جزءا كبيرا من شخصية اللاعب خارج وداخل الملعب لينعكس ذلك على أدائه بشكل يضمن له الاستمرارية وتقديم أفضل ما لديه».

ويستشهد المشرف الإداري للمركز بتجهيز اللاعبين للأحاديث الإعلامية والمؤتمرات الصحافية وطريقة الاستعداد لها.

وينقسم البرنامج الطبي في قطاع الأكاديمية والفئات السنية كما يوضح المشرف العام، إلى العيادة الطبية التي تركز على إجراء كشوف دورية شاملة للاعبين في بداية كل موسم رياضي.

والجانب الثاني في البرنامج الطبي هو العلاج الطبيعي الذي يهتم بتأهيل اللاعب في حالة تعرضه للإصابة.

ومن خلال الجولة الميدانية التي قامت بها «الشرق الأوسط» لوحظ حرص جهاز التغذية بالمركز على ضرورة تناول اللاعبين عددا من الوجبات الغذائية تحت إشراف المركز، ويبين الشافعي أنه نظرا للارتباط الوثيق بين التغذية السليمة والصحة العامة وبالتالي إنتاج رياضي كبير، فإنه تقدم وجبات غذائية في مقر المركز للاعبين في الوقت الذي يتم فيه إعطاء إرشادات غذائية خاصة لهم وحساب احتياجاتهم الغذائية.

ومن البرامج الإضافية والتي تقدم في أكاديمية النادي الأهلي ومركز الأمير عبد الله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب والأولمبي، برامج المكتبة والتي تحفز اللاعبين على القراءة في كل الجوانب عامة والرياضة والكرة بوجه خاص من خلال الجهاز الثقافي بالأكاديمية.

ويعطى اللاعبون أيضا برامج في الحاسب الآلي وكذلك اللغة الإنجليزية بهدف معرفة اللاعب لأبجديات ومصطلحات رياضة كرة القدم وكذلك المصطلحات الخاصة بالملعب ومحتوياته، ومساعدته على التخاطب مع المدربين غير العرب.

وأخيرا فهناك نظام المتابعة التعليمية للاعبين، الذي يهدف إلى الحفاظ على مستوى اللاعب التعليمي لتلافي أي تأخر دراسي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الجوانب النفسية وبالتالي الفنية للاعب.