نايف القاضي لـ«الشرق الأوسط»: رحيل الشمراني لن يهز من قوة ومكانة الشباب

قال إنهم اكتسبوا فوائد عدة من معسكر بلجيكا.. وتوقع موسما كرويا «ساخنا»

TT

أكد نايف قاضي قائد فريق الشباب أن استعدادات فريقه للموسم الرياضي الجديد تسير بشكل جيد كونهم يندمجون تدريجيا في الخطة المعدة من قبل الجهاز الفني، وأشار القاضي في حديثه لـ«لشرق الأوسط»، إلى أن استعداد الفرق السعودية لهذا الموسم يوحي بأن دوري جميل سيكون أكثر سخونة مما مضى.

وتطرق القاضي لانتقال مهاجم الفريق ناصر الشمراني لنادي الهلال ومدى تأثير ذلك على الفريق بقوله: «إدارة الشباب بقيادة خالد البلطان، وكما تظهر النتائج والسنوات التي قضيتها في النادي، تعرف جيدا كيف تبني الفريق وتؤمن له ما يفيده، سواء من لاعبين أو أجهزة فنية، ولذلك نجحت الإدارة على المستوى المحلي في التوقيع مع نايف هزازي الذي يعد في مقدمة المهاجمين المتميزين في السعودية، وهذا رأيي في نايف سواء كان يلعب للشباب أو غيره فهو مهاجم متمكن، وأتمنى له التوفيق مع الفريق، وفي نفس الوقت غادرنا المهاجم ناصر الشمراني، وهو لاعب كبير، ولكن يبقى الشباب كما هو معروف ناد لا يعتمد على أي لاعب سواء أنا أو غيري من اللاعبين، وهذا هو الجانب المنطقي، لأندية كبيرة بحجم الشباب، لأن العمل لا يتوقف، وأنا أشير لذلك من واقع ما أشاهد عن قرب وكذلك النتائج الإيجابية التي باتت سمة طبيعية في نادي الشباب. وفي العموم إدارة النادي بذلت جهدا كبيرا في التعاقد مع أسماء متميزة من اللاعبين سواء لاعبين سعوديين أو أجانب، ولذلك آمل أن تثمن هذه الخطوة، ويوفق زملائي اللاعبون المقبلون من الإضافة للفريق، وتكوين مجموعات منسجمة مع زملائي الحاليين في الفريق».

وأكد المدافع الشبابي أن المعسكر الذي أقيم في مدينة جينك البلجيكية سار بشكل جيد، مشيرا إلى أنهم وصلوا لمرحلة ارتفع فيها المعدل اللياقي، بفضل الحصص الصباحية، وقال إن «البرنامج الذي سرنا عليه يأتي بصورة مركزة ومدروسة من قبل الجهاز الفني بقيادة ميشال برودوم».

وأضاف القاضي: «كمجموعة في نادي الشباب دائما ما نطمح مع بداية كل موسم للسيطرة على كل البطولات التي نشارك بها، وهذا الشعور لا يأتي من فراغ بقدر ما يأتي من ثقة في أنفسنا، لأننا في كل فترة إعدادية نشعر بالجهد والعمل والتخطيط الذي نقوم به، وعطفا على ذلك نشعر أننا بتوفيق الله لدينا من القوة والثقة أن نحقق أغلب البطولات التي نخوضها إن لم يكن جميع البطولات، وهذا ليس بمستحيل ولكن به بعض الصعوبة، وهنا أكرر أن هذه المشاعر تأتي غالبا بفضل استعداداتنا الجيدة لكل موسم، بفضل التهيئة الجيدة التي توفرها إدارة النادي بقيادة رئيس النادي خالد البلطان. ولدي ثقة بنفسي وزملائي بأننا سنقدم شيئا جيدا هذا الموسم بدءا من مسابقة دوري أبطال آسيا».

وحول تقييمه لفريقه في الموسم الماضي يقول نايف: «أستطيع القول إن مستوى الشباب كان متوسطا ومرضيا نوعا ما في نتائجه، فهو لم يكن سيئا وفي نفس الوقت لم يقدم كل ما لديه، وأقول ذلك عطفا على أسماء ومستويات اللاعبين في نادي الشباب، وكذلك الدعم الإداري، ولذلك كنا نأمل لأكثر مما قدمنا، فنحن تأهلنا لدور الـ8 في دوري أبطال آسيا، وحققنا المركز الثالث في الدوري رغم أن طموحنا كان أكبر كما أسلفت، ولا أنسى وصولنا لنهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، رغم الضغط الكبير الذي تعرض له زملائي، حيث إننا نلعب لقاء كل ثلاثة أيام تقريبا».

ويرى المدافع الدولي السابق أن «دوري جميل السعودي هذا الموسم سيكون أكثر تنافسا من العام الماضي، وذلك لعدة أسباب في بدايتها أن فرق المقدمة لدينا أغلبها غير راضية عن أداء الموسم الماضي، ونستطيع أن نستثني فريق الفتح الذي حقق الدوري، ولذلك فرق المقدمة سيكون استعدادها أقوى لتعويض الموسم الماضي، وسينعكس ذلك على الموسم الحالي، إضافة إلى ذلك جملة الانتقالات الداخلية للاعبين السعوديين بين الأندية، وكذلك اللاعبون الأجانب المقبلون من الخارج، كل ذلك سيؤثر بصورة إيجابية على المستوى العام».

وتطرق مدافع الفريق الشبابي لحياة لاعب الكرة وكيفية التعامل معها بقوله: «هناك عدد من الأمور التي يجب على اللاعب القيام بها حتى يواصل مشواره الرياضي في الملاعب، وأول شيء يجب على اللاعب الحرص عليه هو الانضباطية، واقصد بذلك عامة سواء الانضباطية السلوكية أو العملية، من خلال الاهتمام بصحته العامة وكذلك عاداته الاجتماعية خارج الملعب، وربما تجد القليل من اللاعبين السعوديين الذين يستطيعون مواصلة الركض في الملاعب لأكثر من سن 34 سنة، وعلى الصعيد المحلي ربما أن العدد لا يتجاوز خمسة أو ستة لاعبين في السعودية من الذين قاربوا الـ35 عام، ولكن في الغالب اللاعب الذي يصل لهذه السن وهو ما زال يمارس اللعبة، يكون أكثر انضباطية من أقرانه، ونادرا ما نجد لاعبا غير منضبط يعمر كثيرا في الملاعب، والأمثلة حول ذلك كثيرة، على الرغم من أن وجود اللاعبين المعمرين في أوروبا طبيعي، لأن النظام الصارم هو السائد في تلك البلدان، وانضباط اللاعب لا يقتصر على التدريبات داخل النادي أو أداء المباريات، ولكنه يتعدى ذلك إلى خارج الملعب وهذا بنظري جانب مهم جدا».

ويبين القاضي الجوانب التي دعمته للاستمرار طويلا في الملاعب «قضيت نصف تجربتي الرياضية في نادي الشباب، حيث إنني أكمل العام السابع لي في تجربتي الكروية، وأتوقع أن ما أضاف لي ودعمني في تجربتي هذه، هو نموذجية ومثالية نادي الشباب، ويعد قولا وفعلا في مقدمة الأندية السعودية، وحقيقة أعجز عن تقديم الشكر لهذا الكيان العظيم، ولكن أقل ما أقدمه له أن أبذل قصارى جهدي في خدمة الفريق، خاصة بعد العقد الجديد الذي وقعته مع النادي لتمثيل الفريق هذا الموسم».

ويشير اللاعب الشبابي إلى أن لاعب كرة القدم يحتاج لعدد من السمات حتى يحقق نجاحاته على المستطيل الأخضر «صفة التواضع من الجوانب المهمة للإنسان عموما ولاعب كرة القدم بشكل خاص، وعندما ينظر اللاعب بتواضع إلى حياته عامة، وأنه ليس الأفضل فإنه يطلب من نفسه المزيد دوما من خلال العمل والجهد المتواصل، ولذلك هذا ما يطيل عمر اللاعب في الملاعب، كما أن هناك أمورا أخرى يجب أن يضعها الجيل الجديد من زملائي اللاعبين، نصب أعينهم إذا ما أرادوا التميز، فالمحافظة على التدريبات جانب طبيعي ومطلوب، ولكن يقابل ذلك الشيء جهد أكبر خارج الملعب، فاللاعب ما دام في عالم الأضواء وما زال يمارس الكرة، ستنهال عليه المغريات بكافة أنواعها لا سيما السلبية منها، والأمثلة أمامنا كثيرة فهناك لاعبون استطاعوا حماية أنفسهم بتوفيق الله، ولكن في المقابل هناك لاعبون استسلموا لهذه المغريات فانتهوا سريعا رغم موهبتهم الكبيرة والعالية».

ويوضح أنه على الرغم من الجوانب الإيجابية التي يحظى بها لاعب الكرة فإن هناك جوانب سلبية «أرى أن أول سلبية لحياة لاعب الكرة هي فقدان اللاعب لحياته الاجتماعية بسبب انشغاله الدائم بالمعسكرات واللقاءات، وعلى سبيل المثال هذه أول مرة أقضي فيها الصوم خارج السعودية، وذلك لوجودي مع بقية زملائي في المعسكر الحالي للفريق في بلجيكا، والنهار طويل كما هو معروف لا سيما في أوروبا، حيث إننا نصوم لأكثر من 19 ساعة، وبلا شك أن المهمة لن تكون سهلة في المعسكر كوننا في رمضان، ولكن الحمد لله نحن تمكنا من التأقلم مع هذه الأجواء، وكوننا جميعا نعد الوالدين والأسرة والأقارب هم ضمن أولويات الواجبات الاجتماعية، فاللاعب يكون مقصرا غالبا في هذا الجانب المهم جدا؛ بسبب ارتباطاته الرياضية، وهذه من وجهة نظري هي من التضحيات التي يقوم بها اللاعب، هذا بخلاف الإصابات الجسدية التي يتعرض لها اللاعب من ممارسة الكرة، والإصابات المعنوية والنفسية أيضا جراء الضغوطات الجماهيرية والإعلامية كذلك».