300 مليون يورو تعيد صياغة الإنتر مع الإندونيسي ثوهير.. وموراتي رئيسا

رجل الأعمال سيقوم بشراء 75% من أسهم النادي.. وميلي تعارض «بيعه»

TT

أصبح نادي الإنتر قاب قوسين أو أدنى من الدخول في مرحلة جديدة ومهمة في تاريخه بعد الأنباء التي أكدت قرب التوصل لاتفاق بين ماسيمو موراتي رئيس النادي الحالي ورجل الأعمال الإندونيسي إريك ثوهير على شراء الجانب الإندونيسي لجزء كبير من أسهم النادي وبدء عملية شراكة مهمة لتطوير النادي والنهوض به.

وقد وصلت هذه الصفقة إذن إلى مراحلها النهائية بعد شهور من الاتصالات والمفاوضات. ومن المقرر أن تلتقي عائلة موراتي خلال نهاية الأسبوع القادم في اجتماع عائلي من أجل منح الموافقة النهائية على عرض ثوهير الذي عرض منذ فترة نحو 300 مليون يورو لشراء 75 في المائة من أسهم النادي على الفور على ما يبدو أو بنهاية العام الجاري على أقصى تقدير. ولهذا تبدو النهاية السعيدة قريبة رغم أن حساسية الموضوع تجعل من التأكد من إتمام الصفقة أمرا غير ممكن إلا بالإعلان الرسمي عنها. لكن العديد من المساعدين المقربين من موراتي نصحوه ببيع جزء كبير من أسهم النادي وإتمام الصفقة والغريب أن أكبر المعارضين لفكرة البيع حاليا هو ميلي زوجة موراتي رغم أنها كانت تشعر بتشكك كبير حول جدوى شراء زوجها للنادي والدخول في عالم كرة القدم عام 1995. ويبدو أن موراتي نفسه قد اقتنع بهذه الخطوة الجريئة التي ستؤثر على مصير الإنتر لسببين رئيسين خاصة أن هذه الصفقة تأتي لمصلحة الإنتر وستساهم في القضاء على الأزمة المالية التي يعاني منها.. والسبب الأول الذي دعا موراتي للموافقة على الصفقة هو إمكانية بقائه كشريك لثوهير في النادي رغم أن حصته من الأسهم ستكون هي الحصة الأقل. وكان ثوهير في بداية المفاوضات يلمح إلى رغبته في الاستئثار بالنادي والدخول بقوة في عالم كرة القدم الإيطالية من دون معاونة من أحد، لكنه كشف في الأسابيع الأخيرة عن تغير نظرته للأمور ورغبته في استغلال اتصالات موراتي ومعارفه ورجاله المخلصين وكذلك رغبته في ترك رئاسة النادي لموراتي وستكون رئاسة حقيقية تنفيذية وليس مجرد رئاسة صورية كما تخيل البعض.

وأدرك موراتي في الوقت نفسه أن دخول رجل الأعمال الإندونيسي كمساهم أكبر في النادي لن يساعد فقط في سداد ديون الإنتر وزيادة قدرته المادية بل سيساهم أيضا في دعم النادي على صعيد التسويق والاتصالات. فالإنتر ناد يحظى بشعبية كبيرة في الخارج (ولا سيما في آسيا) لكنه لا يستغل قدراته بشكل كاف للحصول على إيرادات من وراء شهرته واسمه الكبير. ولا شك أن ثوهير الذي يدير إمبراطورية في عالم الاتصالات والذي شارك في بعض الأندية الرياضية في الولايات المتحدة سيمنح الإنتر قيمة كبيرة على الصعيد الدولي ويخرج به عن نطاق التبعية الرومانسية لعائلة واحدة هي عائلة موراتي.

وكان موراتي نفسه قد صرح قائلا قبل أسبوع واحد: «ينحدر ثوهير من عائلة صناعية مهمة وعريقة وبالتالي يمكنه أن يمنحنا سمعة عالمية كبيرة ويساهم في تطوير النادي بشكل جديد. ونحن على الجانب الآخر نعرف بلدنا ونعرف كرة القدم الإيطالية جيدا». ولا يمكن التغاضي عن الدور الذي لعبه ماركو ترونكيتي بروفيرا صديق موراتي الشخصي وأحد رعاة نادي الإنتر في إتمام هذه الصفقة، حيث نصح موراتي بعدم ترك القطار الإندونيسي يرحل ويفوته. ويرتبط ثوهير بعلاقة وثيقة مع شركة «بيريللي» التي يترأسها ترونكيتي.

وسوف يبقى نادي الإنتر على أي حال ملكا لموراتي الذي ظهر بوضوح مدى شعبيته لدى جماهير النادي من خلال الحشد الكبير الذي كان ينتظره يوم الأحد الماضي في معسكر بينزولو، ومن المقرر أن يشهد الأسبوع القادم الخطوة الحاسمة في الصفقة. فمن المقرر أن يلتقي الطرفان خلال الأسبوع القادم في لندن أو أي مكان آخر يتم الاتفاق عليه من أجل تحديد ما إذا كان ثوهير سيقوم بشراء النسبة الأكبر في أسهم النادي على الفور أو خلال فترة قصيرة على أي حال يقدرها البعض بالشهور وليس بالسنوات مثلما كان يتردد. ويأتي هذا الاجتماع الحاسم عوضا عن الاجتماع الذي كان من المقرر أن يجمع بين موراتي وثوهير قبل 10 أيام ولم يتم. وسوف يشهد هذا الاجتماع وجود المحامين والمستشارين القانونيين لكلا الطرفين ولن يلتقي موراتي وثوهير إلا عند الوصول لاتفاق نهائي وفي لحظة التوقيع. ويأمل الجانبان أن يتم التوقيع على الاتفاق بنهاية شهر يوليو (تموز) الجاري رغم الصعوبات الإدارية والتفاصيل الكثيرة التي لا بد من الاتفاق حولها. وتتطلع الجماهير إذن لرؤية الإنتر بوجهه الجديد الذي سيحمل اسمي موراتي وثوهير معا ليبدأ الإنتر حقبة جديدة في تاريخه.