توفيق بوحيمد: رفضت النصر.. وطموحي لن يتوقف عند الانتقال للاتفاق

لاعب هجر المنتقل حديثا لفارس الدهناء قال إن المقارنة بين قطبي الأحساء ظالمة

TT

أكد لاعب فريق هجر السابق توفيق بوحيمد أنه فضل عرض الاتفاق على النصر لعدة أسباب أهمها العرض المالي، وكذلك فرصته في المشاركة والتألق مع الفريق الاتفاقي إضافة إلى رغبته في الاستمرار في المنطقة الشرقية قريبا من أهله وأصدقائه.

وأوضح بوحيمد الذي برز بشكل كبير مع فريق هجر خلال موسمين متتاليين في دوري زين السعودي للمحترفين قبل أن يعود إلى دوري الدرجة الأولى بالهبوط مع نهاية الموسم المنصرم أن هناك أسبابا كثيرة وراء سقوط فريق هجر مجددا إلى دوري (ركاء) يأتي في مقدمتها، ضعف الإمكانيات المالية، وعدم وجود استقرار في الأجهزة الفنية، وتواضع مستوى اللاعبين الأجانب الذين جلبتهم الإدارة، مؤكدا قدرة هجر على النهوض مجددا والعودة خلال السنوات القليلة المقبلة إلى دوري الكبار خصوصا أنه يملك مجموعة مميزة من اللاعبين الصاعدين القادرين على إعادة التوازن للفريق.

وكشف بوحيمد في حواره لـ«الشرق الأوسط» أنه تلقى الكثير من العروض، ولكنه وفق في نهاية المطاف بالانتقال للاتفاق الذي لا يمكن اعتباره أقل طموحا من الفرق الكبيرة وهو منهم مع وجود فوارق تتعلق بالإمكانيات المادية، متوقعا أن يكون الموسم المقبل موسما رائعا للاتفاق تحت قيادة المدرب الألماني بوكير رغم كثرة التغييرات في صفوف الفريق وجلب عدد كبير من اللاعبين الجدد مقابل التنازل عن لاعبين على مستوى فني عال مثل يحيى الشهري ويوسف السالم وفايز السبيعي مشددا على أن الاتفاق كفريق كبير لا يمكن أن يتأثر برحيل أي لاعب، فإلى ثنايا هذا الحوار:

* كيف كان انتقالك للاتفاق خصوصا أن هناك أكثر من عرض من أندية كالنصر والأهلي كما تم تداوله في وسائل الإعلام حتى قبل نهاية دوري الموسم المنصرم؟

- بالفعل وصلتني عروض من عدة أندية عبر وكيل أعمالي بعد أن دخلت فترة الستة أشهر من عقدي مع نادي هجر وتدارست مع وكيلي العروض المقدمة وخصوصا من الاتفاق والنصر كونها كانت الأكثر جدية وبعد أن قدم الاتفاق العرض المادي الذي يناسبني ويلبي الكثير من طموحاتي خصوصا أن الانتقال للاتفاق سيساعد على استقراري في المنطقة الشرقية فقررت أن أوقع، وأنا فخور بالانضمام لفارس الدهناء صاحب التاريخ العريق والمجد الكبير والذي يمثل أحد أبرز الواجهات الرياضية في المنطقة الشرقية وأكثرها حصدا للألقاب.

* هل كان عرض الاتفاق أفضل من عرض النصر؟

- نعم كان عرض الاتفاق أفضل ويلبي طموحاتي من عدة نواح، وحقيقة كان الانتقال للاتفاق قرارا اتخذته بقناعة شخصية.

* ما الذي يمكن أن تقدمه لفريق الاتفاق في الموسمين المقبلين كون عقدك محددا بهذه الفترة؟

- يمكن أن أساهم مع زملائي في تقديم الشيء الكثير لهذا النادي وبتعاون زملائي سنبذل قصارى جهودنا من أجل أن يكون الاتفاق على أفضل حال في المواسم المقبلة وأنا لوحدي لا يمكن أن أقدم وأعد بكل شيء ولكن بتعاون الجميع سيكون الاتفاق من الفرق المنافسة كالعادة على المراكز المتقدمة في بطولة الدوري والبطولات الأخرى.

* لكن الاتفاق يمر حاليا بفترة تجديد شبه شاملة حيث فقد الكثير من العناصر المميزة وهناك اعتراف من جانب الإدارة بعدم الرغبة في المنافسة على البطولات؟

- لم يعهد على الاتفاق منذ سنوات إلا كونه فريقا بطلا ومنافسا دائما على البطولات في كل المناسبات ولذا لا يمكن لأي لاعب يرتدي هذا الشعار أن يكون لديه إحساس أقل من أن يكون عنصرا فعالا في الفريق من أجل تحقيق الطموحات والآمال. والاتفاق لم يتوقف يوما على غياب أو رحيل أي لاعب والتجديد شبه الشامل الذي يمر به الاتفاق سيكون له آثار إيجابية أكثر مما يتوقع البعض مع أن الاستقرار عادة ما يكون الخيار الأفضل. أعتقد أن الإدارة وفقت كثيرا في التأكيد على عدم الرغبة في أن يكون الفريق منافسا قويا على البطولات الموسم المقبل من أبعاد الضغوط على اللاعبين الجدد والصاعدين من أجل اللعب براحة نفسية أكثر تمكنهم من تقديم أفضل المستويات الفنية مما سينعكس إيجابيا بالتأكيد على النتائج.

* لنعد إلى فريقك السابق هجر ، ما الأسباب التي جعلته يهبط مجددا إلى دوري الأولى بعد موسمين فقط قضاها في دوري الكبار؟

- الأسباب كثيرة ففي الموسم الأول مررنا بصعوبات كثيرة، ولكن كان الحماس أكبر والاستقرار الفني والإداري كان يسير بصورة رائعة وتحقق الهدف المنشود وهو البقاء، وفي الموسم الثاني كانت الأوضاع أكثر صعوبة وحصلت تغييرات على صعيد الجهاز الفني وكذلك اللاعبين الأجانب مما أضعف من وضع الفريق أضف إلى ذلك ضعف الإمكانيات المادية التي صعبت من مهام الإدارة والتي يتوجب أن تشكر على كل ما قدمته للنادي وبذلت الكثير من أجل أن يبقى الفريق في الممتاز، ولكن الظروف كانت أقوى كما يجب ألا نتجاهل الأخطاء التحكيمية المؤثرة التي كان لها دور فاعل في الهبوط وحقيقة تعرض هجر في الموسم الماضي خصوصا لأخطاء تحكيمية أفقدتنا الكثير من النقاط التي كانت مستحقة، ولكن يبقى هجر فريقا عريقا ولا يمكن أن تكسره الظروف، ويمكن أن يعود سريعا إلى دوري الكبار بعد أن يحدث الاستقرار المطلوب ويعاد ترتيب الأوراق المبعثرة خصوصا أن أبرز الأسلحة المتمثلة في اللاعبين موجودة حيث إن هناك وفرة في اللاعبين المميزين الصاعدين ولدي ثقة بأن هجر سيعود خلال موسم قريب إلى دوري الكبار.

* عاشت المنطقة الشرقية الموسم المنصرم وتحديدا الأحساء تباينا كبيرا اختصر في يوم واحد هو السابع والعشرين من أبريل (نيسان) حيث كان ملعب مدينة الأمير محمد بن فهد بالدمام مسرحا لتتويج الفتح ببطولة الدوري فيما كان ملعب إستاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض مسرحا لتوديع هجر بالخسارة من الشباب، لماذا توج الفتح بالدوري فيما هبط هجر في الموسم نفسه إلى دوري الأولى؟

- المقارنة بين الفتح وهجر (ظالمة) فالفتح مستقر لسنوات من كل النواحي وفي كل موسم كان يتطور في المستويات الفنية كما أن لديه استقرارا كبيرا من الناحية المادية وغيرها من النواحي الأخيرة التي ساعدته على التفوق على جميع الفرق. على النقيض تماما ما حصل في هجر فلا يوجد استقرار فني ولا من حيث اللاعبين الأجانب المؤثرين وهذا السبب الحقيقي الذي جعل الفتح يتفوق بكل جدارة على هجر كفريق جار له في محافظة الأحساء وبهذه المناسبة يتوجب علي تقديم التهنئة لفريق الفتح الذي ينتظره الموسم المقبل مشاركة تاريخية في دوري المحترفين الآسيوي هي الأولى لفريق من محافظة الأحساء ونتمنى أن يكون له دور فعال ومشرف ويصل إلى مراحل متقدمة على المستوى القاري.

* ذكرت أن الاستقرار الفني للفتح كان له دور فعال، ولكن ما الأثر الذي كان عليه اللاعبون الأجانب بفريق الفتح قياسا بما كان عليه لاعبو هجر؟

- بالتأكيد كان الأثر كبيرا جدا بالنسبة للاعبين الأجانب لفريق الفتح حيث كانوا يمثلون ثقلا كبيرا ومؤثرا في تشكيلة الفتح وظهرت بصماتهم بشكل جلي في جميع المباريات التي حقق فيها الفريق نتائج إيجابية والعكس تماما لفريق هجر حيث لم يكن العنصر الأجنبي يفوق اللاعب المحلي بل يمكن أن يكون أقل تأثيرا منه مع كل احترامي للاعبين الذين كانوا زملاء لي في الفريق الموسم الماضي تحديدا، ولكن لم يوفقوا في تقديم المستوى الفني الذي يؤكد إفادتهم للفريق عدا في بعض المباريات وبشكل نسبي. ففي فريق الفتح برز أيلتون ودوريس بشكل مؤثر جدا وكذلك الحال لسيسوكو كما كان أبو هشهش مؤثرا في بعض المباريات وكما قلت كان وجود اللاعبين المحترفين غير السعوديين مؤثر بشكل إيجابي على فريق الفتح ومثل هؤلاء اللاعبون ثقلا كبير في التشكيلة وساهموا في الإنجاز التاريخي المتمثل بحصد الدوري.

* ما حقيقة تنازلك عن حقوقك المالية في نادي هجر؟

- لا صحة لذلك فأنا لم أتنازل عن حقوقي المالية كوني لاعبا محترفا وكرة القدم مصدر رزقي الوحيد ولا يمكن أن أتخذ قرارا كهذا مع كل التقدير لنادي هجر، ولكن لا يمكن أن أتنازل عن حقوق أنا بأشد الحاجة لها.

* سيقود فريقك الاتفاق المدرب المعروف بوكير الذي له تجارب في الملاعب السعودية كلاعب ومدرب منذ أكثر من عقدين من الزمن، كيف ترى حظوظه بالنجاح مع الاتفاق خصوصا أنه كان مدربا للمنتخب اللبناني في آخر مهمة تدريبية قبل التوقيع للاتفاق؟

- المدرب بوكير اسم كبير ومشهود له وسبق وأن قاد الوحدة إلى التألق قبل بضعة أعوام في الدوري السعودي وكانت في الملاعب السعودية كلاعب أو مدرب بشكل عام ناجحة ومميزة ومن الإيجابيات أنه يعرف طبيعة المنافسات السعودية وهذا سيكون له دور في النجاح المتوقع مع الاتفاق وبكل تأكيد لا يمكن لشخص أن يغير كل شيء فالعمل الجماعي والمنظم هو الضمانة الوحيدة للنجاح وأرى أن وجود المدرب بوكير على رأس الجهاز الفني بالاتفاق أمرا إيجابيا وستنعكس نتائجه على أرض الواقع حتى أن تجربته مع المنتخب اللبناني كان موفقة جدا فهو طور هذا المنتخب وجعله بعبعا لمنتخبات كبيرة في آسيا وخذلت هذا المنتخب الخبرة ليكون منافسا حقيقيا على الوصول إلى مونديال البرازيل ولا أعتقد أن هناك شخصا منصفا يعتبر أن ما حققه بوكير مع المنتخب اللبناني لا يقع ضمن دائرة الإنجاز ويكفي الوصول إلى التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة للمونديال.

* ما توقعاتك للموسم المقبل خصوصا أن هناك صفقات تمت أخيرا من العيار الثقيل من حيث انتقالات النجوم وكانت أندية العاصمة أكثر الرابحين على الأقل من الناحية النظرية إلى الآن؟

- أتوقع أن يكون الدوري قويا والحال نفسه لبقية المنافسات الأخرى، ولكن علمتنا كرة القدم أن الأسماء لا يمكن أن تجلب الإنجازات بل أن من يجلبها هي الروح القتالية واحترام الفرق المنافسة ولا أتوقع أن تسيطر على كل البطولات بناء على معطيات وجود لاعبي خبرة من النجوم الكبار ويكفي الإشارة إلى الفتح الذي حصد بطولة الدوري وهو لا يملك نجوما تم وصفهم بالكبار قبل بداية الموسم الماضي، كما أن الاتحاد بشبابه حصد بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال بمجموعة شابة أمام فريق مليء باللاعبين النجوم المعروفين وهو الشباب وكما قلت الكرة لا تعترف بالمعطيات على الورق بل الجهود التي تبذل على الأرض.

* ما طموحاتك المستقبلية بعد الانتقال للاتفاق؟

- طموحي هو الوصول للمنتخب الأول والمشاركة معه في المنافسات الكبرى وفي مقدمتها البطولات الآسيوية، كما أن حلم المشاركة في بطولة كأس العالم هو بمثابة الحلم لأي لاعب وأتمنى أن يتحقق لي هذا الحلم وطموحي لم ولن يتوقف على الانتقال لفريق كبير كالاتفاق.