مورينهو: لا أحد يضمن مكانه في تشيلسي.. وأنتظر ضم روني

البرتغالي الشهير يرى أنه بعد اعتزال فيرغسون أصبح الأب الروحي لمدربي الدوري الإنجليزي

TT

عندما تولى المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينهو تدريب نادي تشيلسي الإنجليزي للمرة الأولى جاء وهو يحمل لقب «الاستثنائي»، ثم رحل لتدريب ريال مدريد الإسباني، قبل أن يعود إلى «ستامفورد بريدج» وهو يحمل لقب «السعيد» هذه المرة. وفي ضوء نجاحاته السابقة مع «البلوز» وتقاعد المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون، يرى مورينهو أنه «الأب الروحي» للمديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأشار مورينهو بنفسه إلى ذلك، حيث قال وهو يبتسم خلال معسكر إعداد الفريق في ماليزيا: «سأكون الأب الروحي».

وسيواجه مورينهو في حقبته الثانية مع تشيلسي صعوبات كبيرة قد يبدو أبرزها عاطفيا لأن جيل اللاعبين الكبار الذي كان يدعمه في المرة الأولى وظل يطالب بعودته قد لا يكون لهم مكان أساسي بالفريق، بل قد تكون هناك قرارات قاسية باستبعاد بعضهم.

وكان مورينهو قد صرح في وقت سابق بأن العاطفة لن يكون لها أي دور في اختياراته الفنية، وهو ما يعد بمثابة تحذير للاعبين الكبار في الفريق. وعندما سئل عما إذا كان مستقبل جون تيري مع الفريق «آمنا»، ولا سيما أن هذا هو الموسم الأخير للمدافع المخضرم مع الفريق، رد المدير الفني البرتغالي قائلا: «لا، هو ليس بأمان، وهو يدرك ذلك جيدا. الشيء الوحيد الذي يعرف أنه بأمان هو صداقتنا، أما من الناحية الاحترافية فلا يضمن أي لاعب مكانه في الفريق. لقد تحدثت معه في هذا الشأن، وهو يتفهم ذلك جيدا. لدينا مثلا في البرتغال يقول (الأصدقاء أصدقاء، أما العمل فشيء آخر). لا يمكنني أن أحميه أو أفضله على لاعب آخر. أعلم أنه لاعب جيد للغاية، ولكن يتعين عليه تطوير مستواه، شأنه في ذلك شأن باقي اللاعبين».

ويتعين علينا أن نتذكر أن مورينهو قد صرح يوما ما بأن تيري أحد الأعمدة الرئيسة للفريق التي «لا يمكن المساس بها». وقال الأسبوع الماضي: «سوف يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن بعد مرور أسبوعين مع الفريق، أستطيع أن أحدد القوام الأساسي الذي سأعتمد عليه».

وأوضح مورينهو في حوار مع صحيفة «الغارديان» البريطانية أنه ما زال مصمما على التعاقد مع نجم مانشستر يونايتد واين روني، مشيرا إلى أنه سيتقدم بعرض آخر للحصول على خدماته، لأنه من خلال رؤيته للأحداث لا يتصور أن يرتدي روني قميص يونايتد الموسم القادم. وتحدث المدير الفني البرتغالي عن الفرق بين «مهاجم المساحات» و«مهاجم الصندوق»، مؤكدا على أنه يفتقد إلى المهاجم القادر على اللعب في ظل الرقابة اللصيقة.

وفي ما يتعلق بمصير النجم الإسباني فرناندو توريس، أشار مورينهو إلى أنه لا يريد التخلي عن خدمات أي لاعب. وكان مورينهو قد طلب من توريس أن ينسى كرة القدم تماما خلال عطلته التي تنتهي في الثامن والعشرين من يوليو (تموز) الحالي. وأضاف المدير الفني البرتغالي: «أعتقد أن أفضل طريقة لأي فريق هي أن تحاول أن تساعد اللاعبين على إظهار أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر، وسوف أساعدهم على ذلك. أعتقد أن توريس يلعب بشكل أفضل عندما تتاح له المساحات خلف المدافعين، ويجد صعوبة عندما يتم وضعه تحت رقابة لصيقة أو يلعب في مساحات ضيقة».

وعندما سئل عما إذا كان توريس قادرا على إثبات أنه يستحق الـ50 مليون جنيه إسترليني التي دفعها النادي للتعاقد معه، قال مورينهو: «أعتقد أنه سيكون قادرا على ذلك، عندما يلعب تشيلسي بالطريقة التي أشرت إليها. سوف يلعب براحة أكبر أمام بعض الفرق، وسيجد صعوبة أمام فرق أخرى». يمكننا أن نستنتج من ذلك أن مورينهو قد يشرك توريس في مباريات بعينها ويستبعده في مباريات أخرى.

وفي ما يتعلق بباقي اللاعبين، قال مورينهو إن شكل الفريق سيعتمد على المهارات المتنوعة للمهاجمين مثل خوان ماتا وأوسكار وإدين هازارد وكيفين دي بروين وفيكتور موسيس في طريقة 4 - 2 - 3 - 1.

ويفضل مورينهو إشراك برانيسلاف إيفانوفيتش في الجانب الأيمن بدلا من خط الوسط، فهو لا يريد إضافة لاعب آخر لخط الوسط المكتظ بلاعبين كبار مثل فرانك لامبارد ومايكل إيسيان وجون أوبي ميكيل وراميريز وماركو فان غينكل. والشيء الغريب أنه ربما لم يتم الاستقرار حتى الآن على مركز نجم الفريق ديفيد لويز. وعن ذلك يقول مورينهو: «بالنسبة لي، لويز مدافع، وأعتقد أنه يمتلك المهارات التي نريدها والتي تمكنه من بناء الهجمات من الخلف بشكل رائع. إنه لاعب مهم للغاية ومختلف عن باقي المدافعين. يستطيع لويز تطوير مستواه، شأنه في ذلك شأن أي لاعب آخر. ومن الناحية الدفاعية، يمكنه أن يكون أكثر صلابة وقوة وفاعلية، أما بالنسبة لي فهو لاعب رائع، ويجب أن يوجد دائما في التشكيلة الأساسية».

وفي ضوء تغيير سبعة مديرين فنيين منذ رحيله عن الفريق عام 2007، يدرك مورينهو جيدا أن مالك النادي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش سوف ينظر إلى مصلحة الفريق بغض النظر عن أي صداقة. وعن ذلك يقول المدرب البرتغالي: «لا تكمن المشكلة في أن تكون صبورا، ولكن تكمن في أن تكون ذكيا، وابراموفيتش رجل ذكي. الفريق الذي كوناه قبل عدة سنوات يتلاشى، علاوة على أننا نواجه وضعا جديدا يتمثل في قواعد اللعب المالي النظيف، ولذا فإن النادي يسير في اتجاه آخر ويتعاقد مع لاعبين جدد بهدف تكوين فريق شاب. أي فريق يسعى للحصول على البطولات والألقاب يجب أن يكون مستقرا. لا يمكننا أن نغير فلسفتنا وطريقة تفكيرنا وطريقة لعبنا كل ستة أشهر».

وأضاف المدير الفني السابق لريال مدريد: «مهمتي مع الفريق مختلفة الآن، حيث أعمل مع فريق ينتظره مستقبل كبير خلال السنوات القادمة، ولاعبين قادرين على استيعاب الكثير والكثير. من الصعب أن تحصل على البطولات وأنت تلعب كرة قدم سيئة، ومن الصعب أن تسجل الكثير من الأهداف وأنت تلعب بشكل سيئ، ومن الصعب كذلك أن يكون لديك خط دفاع قوي وأنت تلعب بشكل سيئ. لدينا لاعبون موهوبون للغاية في الخط الأمامي، ولا سيما اللاعبون الثلاثة الذين تحت رأس الحربة الصريح. هذا شيء رائع، ولذا يجب علينا أن نكيف طريقة لعبنا لاستغلال هذه المهارات».

وعلى هذا الأساس يبدو أن شكل الفريق سيختلف تماما عن الشكل الذي كان يلعب به مورينهو خلال ولايته الأولى عندما كان يعتمد بشكل أساسي على الهجمات المرتدة.

وفي ما يتعلق بالمنافسة على لقب الدوري الممتاز الموسم المقبل، يؤمن مورينهو بأن هناك ستة فرق قادرة على المنافسة، مشيرا إلى أن مانشستر سيتي قد أصبح هو أكثر الأندية إنفاقا على الصفقات الجديدة. وأضاف مورينهو: «تعاقد مانشستر سيتي مع أربعة لاعبين مهمين للغاية لتدعيم صفوف الفريق القوي بالفعل. خلال فترة عملي الأولى مع الفريق، كنتم تضعون ضغوطا كبيرة على فريقي قائلين: (أنت تقوم بشراء هذا، وتنفق على ذاك، أنت تشتري البطولات)، ولذا أتمنى أن ينطبق نفس الأمر على الجانب الآخر».

من ناحية أخرى، يؤمن مورينهو بأن المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد ديفيد مويز سوف يستفيد كثيرا من ثقافة الفوز المغروسة في نفوس لاعبي الفريق، وهي نفس الثقافة التي كان قد غرسها في صفوف لاعبي تشيلسي خلال ولايته الأولى. وقال مورينهو: «غرس ثقافة الفوز في نفوس اللاعبين من أصعب الأشياء التي قد تواجهها في النادي. مويز يعمل في نادٍ كبير وسوف يساعده هذا كثيرا. أعتقد أنه يمتلك خبرة كبيرة، والأمر يختلف الآن، فعندما كان يحصل على المركز الرابع أو الخامس مع إيفرتون كان يعد هذا انتصارا بالنسبة له».