الأمير نواف بن محمد لـ «الشرق الأوسط»: سأواصل «التدخل» في عمل الاتحادات

رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى: أثق بنفسي كثيرا وبما أعمله وأقدمه.. ولا أنظر إلى صغائر الأمور

TT

اعتبر الأمير نواف بن محمد، رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى، «اتحاده» الأفضل في تاريخ اللجنة الأولمبية السعودية، موضحا أنه لا يقول ذلك من باب الاستهلاك، وإنما وفق أرقام وإحصاءات، بإمكان أي رياضي أن يحصل عليها حينما يزور اللجنة الأولمبية السعودية ويطلب «الميداليات المتنوعة» التي حصلت عليها كل «الاتحادات» طوال الـعقود الأربعة الماضية.

وكشف الأمير نواف بن محمد في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» عن عدم اكتراثه بمن يصفه بأوصاف معروفة وغير لائقة عبر البرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعية، ورفض من يصفه بالديكتاتوري والمركزي في عمله، مؤكدا أن «من لا يستطيع تحمل المسؤولية فسيلقى مثل هذه التهم التي أرفضها تماما»، ومشددا على أنه سيواصل «الحديث» مع أي اتحاد آخر حتى لو اعتبر ذلك من باب «التدخلات» من قبل البعض، كون ذلك من صميم عمله في حال ترأس الوفد السعودي الرياضي خارج البلاد أو كان نائبا لرئيس البعثة.

وأوضح أنه ضد الانتخابات الكاملة على صعيد الاتحادات الرياضية بسبب غياب «الكوادر البشرية الرياضية» المالكة للإدارة الحقيقية في الرياضة، مشددا على أن العائق الذي يعانيه على صعيد الرئاسة العامة لرعاية الشباب يتمحور في «الفكر» وآلية العمل، فضلا عن الروتين الذي تسير عليه هذه الجهة الحكومية المشرفة على الرياضة.

* هل تشعر بالرضا التام عما قدمته للعبة بداية من عام 1992 حتى الآن؟

- لا، طبعا.. كان من الممكن أن أقدم أكثر بكثير، لكن قلة الخبرة في بداية الأمر، وعدم توافر المال بشكل كاف، وعدم تفاعل الرياضة المدرسية معنا؛ كل هذه الأمور أثرت في عملنا، وخسرنا بسببها الكثير من المواهب التي كان من الممكن ضمها والاعتناء بها لتكون على مستوى عال من الجودة لخدمة الوطن واللعبة.

* هل تشعر بأنه من الصعب الجلوس مع وزارة التربية والتعليم؟

- لا، فقد جلسنا معهم وتوجد خطوات، لكن من الممكن أن تكون أسرع بكثير. وكان هناك تعاون بيننا، فقد نفذنا برامج ودورات لمدرسي التربية الرياضية لنعلمهم كيف يدربون.

* في عام 2008، سألتك في حوار لـ«الشرق الأوسط» عن ما هي مشكلة الرياضة السعودية بنظرك، فقلت لي: الإدارة.. هل ما زالت هذه المشكلة أم حلت؟

- ما زالت موجودة، فكيف تبحث عن البرامج المستمرة وأنت تفقد القدرة على العمل الجماعي بين الاتحادات والرئاسة العامة لرعاية الشباب. حتى الآن العمل متعطل، وأعتقد أن نوعية الإدارة المطلوبة غير متوافرة في الوقت الحاضر.

* هل قدمت أفكارا بخصوص هذا الموضوع؟

- نعم، قدمت الكثير من الأفكار، لكن ومن دون شك أعرف أين يكمن الخلل، لكن يجب أن أعمل بالشيء الذي أمامي، وعلي ألا أتوقف عن العمل، وألا أتوقف عن المطالبة، وألا أتوقف عن تقديم ما يمكن أن أقدمه، لهذا تجدنا خلال السنوات العشر الأخيرة الاتحاد الوحيد في البلاد الذي يشهد استقرارا في خضم ما تشهده الاتحادات الأخرى من تذبذب.. فلو نظرنا بعين مجردة على ما قدمناه في العشر سنوات الأخيرة تجد أننا كنا محافظين على مستوانا، ويمكن في بعض السنوات وصلنا إلى نتائج متميزة بكثير، والسبب أن نظامنا واضح، وأي إنسان يدخل في هذا النظام من الممكن أن يتقدم إلى مستوى عال من دون شك، ونحن بالتالي موجودون إقليميا وقاريا وعربيا، صحيح أن مشاركاتنا لم تزدد، لكن في الوقت نفسه لم تنقص.. لكن، حين تنظر على سبيل المثال لدول الخليج الأخرى والإمكانات المتاحة لهم، وأهمها التجنيس من أجل سد الثغرات غير الممكنة، تجد الباب مفتوحا لهم، وهذا بخلاف ما هو مطبق عندنا.

ولو تحدثنا عن المدربين الذين تعاقدنا معهم، تجد أن كثيرا منهم يذهب إلى دول أخرى، خليجية كانت أو غيرها، وهذا ليس أضر شيء بالنسبة لنا، لكنه في نفس الوقت يجعلك دائما بحاجة إلى كوادر أعلى، ووصلنا في مرحلة ما إلى أن نوعية الكوادر التي نحتاج إليها غير موجودة في العالم العربي، مما يعني أنه عندما تنوي إحضارهم من دول أخرى يجب أن يكونوا على مستوى أعلى، وهذا ما يتطلب منك إنفاقا أكثر.

* هل زاد عدد المشاركين في اللعبة؟

- أصبح الضعف، يعني مثلا في كرة الناشئين والشباب كنا نتكلم عن 50 إلى 70 لاعبا في السنة، العدد الآن وصل إلى 400 لاعب، وكان من الممكن أن يصبح أكثر لو كانت هناك برامج وإنفاق واهتمام أكثر، وكلما أردت تنفيذ هذه الأشياء التي ذكرتها أجد نفسي كاتحاد ليست مطلوبة مني، ولو لم أدعمها لما أقيمت.. فالأندية مثلا تبحث عمن يقودها، ولو وجدت اتحاد اللعبة يهيئ لها الأمور للمنافسة والمشاركة لكانت مستعدة لذلك، وهي - أي الأندية - مشكورة لأنها أبقت على هذه اللعبة، وكان هذا لحسن تعامل الاتحاد معها ومساعدتها في مصاريفها.

* كم عدد الأندية المنتمية إلى الاتحاد؟

- بلغ عددها تقريبا 100 ناد، لكن الفاعلين منها من 60 إلى 70 ناديا.

* كيف تجد اتحاد ألعاب القوى قبل 92 واتحاد ألعاب القوى بعد 92؟

- ليس هناك مجال للمقارنة، فلو رجعت إحصائيا لعدد الميداليات التي حققت قبل 92 والآن يمكن أن تجدها بلغت خمسة أضعاف.. دعنا نتكلم حقيقة، نحن الآن ننتج إنتاجا أنا أعتبره جيدا، لكنه كان يمكن أن يكون ممتازا لو تحسنت الظروف من ناحية عناية الاتحادات بالأندية، فهي تغذي المنتخبات باللاعبين، والمفروض أن تكون لها إعانة بشكل أكثر. وهناك أشياء كثيرة متوافرة يمكن أن تجعل من هذه الأندية تعمل بشكل رهيب ومتكامل، وهذا ما يحتاج إلى جهد خاص من الرئيس العام لرعاية الشباب والمعنيين معه مثل وزارة المالية. وأنا حاليا مركز تركيزا ذهنيا كبيرا على الاتحاد وبرامجه، وأسعى لأن يكون لدينا لاعبون على مستوى عال، فمتى وجدت الخامة الممتازة يمكن أن ينعكس هذا على اللاعبين الآخرين.

* ما رأيك في الخطوات والإنجازات التي حققها لاعبو الاتحاد في ألعاب آسيا 2002، و2006، و2010؟

- أعتقد أنها جيدة جدا.

* وماذا تتوقع بالنسبة لألعاب آسيا 2014؟

- أعتقد أنك تسألني سؤالا نتائجه ظاهرة الآن في بطولة آسيا الأخيرة، حيث حققنا 7 ميداليات، منها 4 ذهبيات، وكان من الممكن أن تكون أكثر. ودخولنا بطولة آسيا كان من أجل الإعداد والتأهيل.

* كم لاعبا لدينا يمكنهم أن يحققوا إنجازا في أولمبياد ريو دي جانيرو المقبل؟

- حتى الآن، الواضح لنا لاعب واحد هو إبراهيم بشير، ويعتبر الآن ثالث العالم في سباق 400 متر، وحقق في بطولة آسيا لقب أحسن لاعب وحاز ميداليتين ذهبيتين.

* كم يحتاج اللاعب ليكون جاهزا لأولمبياد 2016؟

- إذا كان سؤالك عما يحتاج إليه من مبالغ فهي متوافرة وليست كثيرة ولا قليلة، لكن المشكلة هي هل لديك الخامة التي من الممكن أن تصنع منها لاعبا يحقق لك النتائج الإيجابية.

والآن، لدينا الأمل في ثلاثة لاعبين ظهرت عندهم الخامة المبشرة، ومنهم: إبراهيم بشير (400 حواجز)، وهذا اللاعب عنده إمكانات كبيرة بدأها بذهبية فضية في بطولة العالم للناشئين، وبرونزية في بطولة العالم للشباب، وسيشارك في بطولة العالم للشباب العام المقبل، ونتوقع أن يحصد الذهبية، وسيكشف عن قدراته في بطولة آسيا المقبلة.

* ما الحصيلة التي تتوقعها من المشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى في موسكو الشهر المقبل؟

- أتوقع فوز اللاعب يوسف مسرحي (400 متر) بالبرونزية.

* هل تراهن عليه؟

- الأمر ليس مسألة مراهنة، الأرقام هي التي تراهن عليه، فهو رقم ثلاثة على العالم؛ دخل سباق الـ«غولد روك» في روما.

* هل استمرارك رئيسا للاتحاد السعودي لألعاب القوى في ضوء النتائج الماضية كان بناء على رغبتك؟

- نعم، وأنا أتمنى أن نجد في المستقبل أحدا لديه القدرة وحسن الإدارة ليتسلم زمام الاتحاد، وسيجد اتحادا مهيأ للعمل، ولكن في الوقت نفسه سيطالب بالإنتاجية.

* على الصعيد المالي، هل الاتحاد يعاني؟

- طبعا يعاني، وديونه لن تتوقف ما دمنا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تستمر في معالجة هذه الديون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهم في نهاية السنة يساعدوننا بقدر المستطاع، وإما أن تتوقف وكل الذي بنيته سينهدم، وأنا لا خيار لدي إلا أن أستمر وأحاول تسديد العجز في نهاية كل سنة.

* كم تبلغ قيمة الديون؟

- لا توجد ديون كثيرة، لكن في نهاية الموسم دائما ما يصل العجز إلى مليون ونصف أو مليوني ريال.

* هذه الديون ليست شيئا مقارنة باتحاد كرة القدم، فديونه تراوح بين 70 و80 مليون ريال.

- ديون اتحاد القدم مبالغ فيها وليست صحيحة.

* في 2008، عشت تجربة جديدة مع الانتخابات النصفية كيف تراها؟

- أعتقد أنها إيجابية. ستقول إن بعض الاتحادات لم يستفيدوا منها، هذا ممكن. الانتخابات دائما تظهر لك الغث والسمين في نفس الوقت. مثلا أنا استفدت من الانتخابات استفادة كبيرة جدا وكسبت منها مكسبا كبيرا، وهم ثلاثة أشخاص كانوا فاعلين وقدموا الكثير للعبة.

* في الانتخابات المقبلة، الذين سيستمرون معك أنت تطلبهم أم يفرضون عليك مثلا؟

- لا أحد يفرض أحدا. بالنسبة لي أنا الذي أرشحهم.. ومن دون شك، كل واحد لديه أسلوب معين في العمل، ويوجد أناس متعايشون معك ويعرفون وضع العمل. الاستقرار مهم جدا.

* بالنسبة للذين ترشحوا في الانتخابات، هل هناك تنسيق بينك وبينهم، بمعنى هل تعرف من هم؟

- لا.. إلا أن بعض الزملاء الذين لهم الرغبة في الترشح مرة أخرى اتصلوا بي وقالوا إنهم رشحوا أنفسهم.

* هل ستعمل على التغيير في المرحلة المقبلة؟

- النظام لا يحتاج إلى تغيير، والقدرة على تطبيق العمل المنوط بكل واحد عمل ليس سهلا، وأنا متابع بدقة للذين يعملون معنا.

* على مستوى الاتحاد والرغبات الكثيرة الموجودة في ذهن رئيس أي اتحاد في المرحلة المقبلة، ما الأمر الذي إذا وجد شعرت بالراحة وشجعك على العمل أكثر؟

- إعادة إعانة الأندية بضوابط وفكر جديد.

* هل كانت توجد سابقا إعانات للألعاب المختلفة؟

- نعم، لكنها ألغيت في نهاية التسعينات، وأعتقد أن رجوعها أهم أمر تصدره الجهة العليا في البلاد.

* على صعيد انتخابات الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى.. تقدمت للمنافسة على منصب «نائب الرئيس» وخسرت.. لماذا؟

- تقدمت أنا للانتخابات وفاز الصيني بنائب الرئيس الأول، إذ حصلت على 15 صوتا مقابل 30 للمرشح الصيني، وذلك لسببين: تعرضت لظرف خاص لم أستطع بسببه السفر إلى الهند، كما كان هناك اتفاق بيننا، فنجاح القطري دحلان الحمد نحن نعتبره أمرا متميزا، أما منصب نائب الرئيس فمجاملة، وليس شيئا مهما، وفي نفس الوقت ليس مؤثرا. واجهت ظرفا خاصا ولم أستطع السفر في ذلك الوقت، فكان نجاح الصيني واضحا.

* قبل خسارتك للمنصب.. جهزت نفسك للفوز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي؟

- عملت على الموضوع، لكن لو كنت موجودا في الهند لحظة الانتخابات لكانت هناك فرصة كبيرة للنجاح، لكن بعض الترتيبات والاتفاقيات جعلتني لا أتحمس للفكرة، كون رئيس الاتحاد القطري دحلان الحمد فاز بمنصب الرئيس بفارق صوتين عن المرشح الهندي الذي ظل 20 عاما في منصبه، وللأسف لم يكن لبرامج الاتحاد الآسيوي في تلك الفترة التي رأسها زخما، بينما كان المرشح القطري أكثر قوة ويجد دعما من بلاده، وهذا سيقوده للنجاح، علما بأنه من الصعوبة بمكان أن أفوز بمنصب نائب الرئيس، في حين يفوز دحلان الحمد بمنصب الرئيس، ونحن ننتمي إلى منطقة واحدة.

* هل تؤيد انتخابات كاملة؟

- لا، أنا أفضل عملية الـ50 – 50.

* ألا ترى أن الانتخابات أفضل 100%؟

- لا، لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل.

* لماذا لا؟

- أولا لأننا لم نعتد الانتخابات، ثانيا لوجود نقص هائل في الإدارة ونوعية الكوادر.. الأندية تعاني، والاتحادات تعاني، وبالتعيين تعاني، فما بالك حين تصبح الأمور بالانتخابات، حينها سيأتيك أناس «غريبون».

* مسابقات ألعاب القوى على مستوى الخليج، هل ترى أن فيها حماسا وإثارة؟

- طبعا سيكون فيها، وهذا الأمر من الأشياء التي نعمل عليها، على أن تكون لدينا مسابقات دولية مسجلة عند الاتحاد الدولي، منها ما سيكون في دبي والدوحة والبحرين، ونحن اخترنا شهر مايو (أيار) حتى نتفق مع المنظمين الآخرين الذين يملكون نجوما كبارا، وأهم شيء أن نهتم بالنقل التلفزيوني، بحيث تكون في دبي أو في الإمارات بطولة، وفي الدوحة بطولة، وفي البحرين بطولة، وبعد ذلك في الأردن بطولة، وفي لبنان بطولة وهكذا.

* هل ترى أن «رعاية الشباب» تشكل عائقا كبيرا أمامكم؟

- هي لست عائقا، هم يحاورونك ويساعدونك على الفهم الذي هم عليه والشيء الذي يملكونه، لكن نحن نحتاج إلى عمل آخر من هذه الناحية.

* هل تقصد تغيير برنامجهم؟

- نعم، ومن دون شك هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى تغيير جذري.

* مثل ماذا؟

- كثيرة، وأنا لا أريد الدخول في التفاصيل. أنا متعايش معهم لمدة 20 سنة تقريبا أو أكثر، وأعرف برنامجهم الموجود وأعرف الشيء الذي من وجهة نظري يجب أن يبقى.

* أنت مررت على ثلاثة رؤساء في «رعاية الشباب»: الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله)، والأمير سلطان بن فهد، والأمير نواف بن فيصل.. أي فترة كانت أسهل بالنسبة لك؟

- من دون مبالغة، وجود الأمير فيصل بن فهد.

* ألم يكن هناك تعقيد؟

- لا، لا، كان يوجد قرار وتعمل ضمن آلية، وتوجد قوة للقيادة، وأي أحد يقول غير هذا فهو مخطئ. الأمير فيصل كان رجلا قياديا رياضيا، والعالم العربي والعالم كله يشهد له.

* أنت ترى أن «رعاية الشباب» هي التي تقوم بكل الأمور، فما دور اللجنة الأولمبية السعودية؟

- اللجنة الأولمبية قائمة بدورها، لكن القوة تكون حيثما يكون المال.. في قطر، المال عند اللجنة الأولمبية، يعني ميزانيات الاتحادات كلها والأندية عندها. وعلى فكرة، حين تسافر إلى خارج السعودية تجد أن اللجنة ليست لها القوة في الأغلب.

* عند من تكون إذن؟

- عند الاتحادات.. الذي أقصده، البرنامج الموجود، ونحن بالنسبة لنا المال هو الدولة ومتمثلة بالرعاية العامة لرعاية الشباب، واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية تحت مظلتها. الموجود جيد، لكن اللجنة الأولمبية لكي تقوم بعملها المنوط بها هنا يجب أن يكون القرار من رؤساء المراكز هل يعطونها الصلاحية القوية أم لا؟ وفي نفس الوقت، ما يعتمد للنشاطات ككل يوضع تحت تصرف اللجنة الأولمبية بحيث تكون التوصية التي تقرها يلزم بها وتكون الرئاسة العامة لرعاية الشباب جهة تنفيذية فقط، أعتقد أن هذا سيجعل دور اللجنة الأولمبية أقوى، وبهذا سيكون لرؤساء الاتحادات نفوذ أكثر، وفي نفس الوقت سيتحملون مسؤولية العمل المنوط بهم.

* بعض المقربين من عمل الاتحادات يقولون إن اتحاد ألعاب القوى «الاتحاد الثاني المدلل» بعد اتحاد كرة القدم، ويأخذ الميزانية التي يريدها، ما ردك على هذا؟

- هؤلاء عاجزون عن العمل وناقصون، ولو كنت بالنفوذ الذي يتحدثون عنه لقمت بتعديل الكثير من الأمور. هناك أشياء كثيرة لم أستطع تعديلها.

* القريبون منك يصفونك بـ«الديكتاتوري»، كيف تعلق على ذلك؟

- سمعت كثيرا من هذا الكلام وهو غير صحيح، والمشكلة أن الناس تعودوا عدم تحمل المسؤولية وإلقاءها على عاتق غيرهم.

* الرياضة السعودية تسير إلى هبوط مخيف باستثناء 5 اتحادات: اتحاد ألعاب القوى، واتحاد اليد، واتحاد الفروسية والكاراتيه والرماية.

- دعنا نر التغيير الذي سيحصل، سنرى كيف سيكون أسلوب عمل رؤساء الاتحادات وفي ضوئه نستطيع أن نقيم.

* لماذا تتدخل في عمل بعض الاتحادات وتطلق تصريحات ضدها على الصعيد الإعلامي؟

- أنا لا أتدخل.. لكنني أفعل ذلك حينما أكون مسؤولا عن البعثة السعودية في دورة الألعاب الآسيوية أو دورة الألعاب العربية، وهذه في رأيي لا يمكن القول بأنها «تدخلات»، وإنما سياسة عمل أنتهجها حينما أعتلي رئاسة وفد أو أنوب في البعثة.

* لكن هذه «التدخلات» التي يصفها الغالبية تجد ضيقا عند كثيرين؟

- هل تعرف أنني أسعى لهم دائما في برامجهم الإعدادية.. أسعى لتحسين مناخات إعدادهم حينما أتولى مسؤولية البعثة خارج البلاد.. وأفعل ذلك قبل السفر.. أناقشهم في ميزانياتهم وأسارع في تخليصها لينالوها في الوقت المناسب.. لماذا لا يذكرون مثل هذا العمل الذي أقوم به! أنا لا أجامل أثناء المشاركات، وحين تأتي بعض الأخطاء الكبيرة، التي من المفترض ألا تحدث في دولة مثلنا، يتوجب علي أن أتدخل لأصحح الأمر، لأنه للأسف يجب ألا يكون هناك إداريون يقومون بمثل هذه الأخطاء.. عمري، لم أتدخل في عمل أحد لا من قريب أو من بعيد.

* أيضا، سبق أن حضرت اجتماعا للجنة الحكام الرئيسة لاتحاد كرة القدم.. ماذا يعني ذلك؟

- كان اجتماعا عاديا، وحينما دخلت عليهم كان بهدف السلام عليهم لأنهم أصدقاء، فضلا عن أنني لم أمكث سوى 3 دقائق.. ما الضير في ذلك! بصراحة، من يرددون هذا الموقف ناقصو عقل، لأنني أساسا كنت رئيسا للجنة الفنية في اتحاد الكرة السعودي لمدة 10 أعوام، وكان نفوذي أكبر وكنت أوجد مع الحكام ولم يحدث ما يدور في أذهانهم.. هذه البلبلة كلها تأتي من «إعلام صغير» و«ناس لا قيمة لهم»، وأحب أن أقول لهم: كل ما تقولونه ضدي لا يؤثر في.. لا شيء على الإطلاق ولا يحرك ساكنا في.. أبدا أبدا أبدا..؟!

* هل تسمع ببعض الأوصاف التي تطلق ضدك في بعض البرامج التلفزيونية بطريقة غير مباشرة أو في مواقع التواصل الاجتماعية علنا.. والأكيد أنك تعرفها جيدا.. كيف تراها.. وبماذا تقابلها؟

- نعم، أسمع ما يقولونه ويرددونه، لكنه لا يعنيني بأي حال من الأحوال.. لا يهمني ما يرددونه تجاهي.. أثق بنفسي كثيرا وبما أعمله وأقدمه.. حينما أعمل لا أنظر إلى صغائر الأمور.. هذه توافه، ويجب أن نترفع عنها، ولن أصل إلى المستوى الذي وصلت إليه من نجاحات متعددة في حال أني تأثرت.. وأنا أقول بالأرقام: هذا الاتحاد «المتواضع» بإمكاناته، أتحدى إن كان لم ينجز في عام واحد.. لا أتحدث لمجرد الحديث، وإنما أرقام هي من تكشف عن نفسها.

* هل نستطيع أن نقول إنه أفضل اتحاد في تاريخ اللجنة الأولمبية السعودية؟

- في الوقت الراهن لا.

* نتكلم عبر التاريخ؟

- عبر التاريخ، اتحاد القوى مع اتحاد الفروسية، أما بالنسبة للجنة الأولمبية فهو الأفضل.. نعم اتحاد ألعاب القوى هو الأفضل من بين جميع الاتحادات وبالأرقام، وبإمكان اللجنة الأولمبية السعودية أن توضح ذلك بعدد الميداليات على كل الأصعدة الخليجية والعربية والآسيوية والدولية.

* بعيدا عن ألعاب القوى.. كيف ترى الخصخصة المقبلة؟

- الخصخصة ستجرنا إلى «بلاوي» كثيرة.. الخصخصة تعني أن هذه الأندية ستصبح أندية كرة قدم، وجميع الألعاب الأخرى ستنتقل منها. هل نحن على استعداد لنعمل هذا ونهيئ هذه الأندية جميعها لكرة القدم، إذا وجد ذلك فالخصخصة ستنجح.

* أنت سمعت عن مشروع الخصخصة، فهل قرأت عنه؟

- قرأت عنه، لكن ليس بالتفاصيل.

* أنا أقصد الذي قرأته، هل كنت مقتنعا به بالمجمل؟

- أشياء كثيرة لا.

* مثل ماذا؟

- لا يحضرني شيء الآن، لكن أقول بكل بساطة: إذا كانت الخصخصة لكرة القدم فأنا معها 100%، أما إذا كانت بحيث يصبح النادي كيانا في هذا العمل، فأرى أنها لن تنجح، وستكون لها سلبياتها أكثر من إيجابياتها وستلحق الأذى بالألعاب الأخرى.

* هل لديك استعداد لأن تستثمر؟

- طبعا، عندي استعداد، لكن يجب أن يكون الاستثمار محميا بقوانين.

* هل تشتري نادي الهلال؟

- أشتري نادي الهلال، أساهم في نادي الهلال.. ممكن.

* هل طرح الموضوع عليكم كأعضاء شرف هلاليين؟

- يصعب طرحه الآن.

* أخيرا، ما طموحاتك بعد اتحاد ألعاب القوى؟

- لا أعتقد أن لدي شيئا آخر، أنا أريد أن أرسم الطريق للآخرين ليصلوا إلى العالمية.. أريد لاعبين مميزين.

* لماذا اخترت اتحاد ألعاب القوى؟

- أنا لم أختره، الأمير فيصل هو من اختارني له، وأنا أمارس وأعشق اللعبة.

* هل كنت لاعب ألعاب قوى سابقا؟

- نعم، ومثلت منتخب الوسطى في المدارس، وأنا متابع قوي لمستجداتها منذ كان عمري 11 سنة.

* ما أسوأ المراحل التي عشتها في الرياضة وتتمنى ألا تتكرر؟

- بالنسبة لكرة القدم، أعتقد أن السنتين الماضيتين كانتا سيئتين، علما بأن لدينا خامات، وممكن أن يكون فريقنا كبيرا.

* هل كنت من المؤيدين لإدارة الهلال التي يترأسها الأمير عبد الرحمن بن مساعد؟

- أعتقد أنه أفضل رئيس مر في تاريخ نادي الهلال، وأعتقد أنه قدم شيئا كثيرا للنادي، وأنا من المؤيدين له على الدوام.

* ما هي أشكال الدعم التي تقدمها للهلال الآن؟

- أنا بعيد عن النادي منذ عامين، لدرجة أني لم أزره العام الماضي إلا مرة أو مرتين، بسبب ارتباطاتي العملية.