فيدرر بين البحث عن حلول لأزماته أو اتخاذ قرار الاعتزال

اللاعب الأسطوري يخوض بطولة «غتشاد» بمضرب جديد وتحت ضغوط النتائج المتواضعة

TT

مضى أكثر من نصف موسم بطولات التنس العالمية دون أن يضع السويسري روجيه فيدرر، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولات، أي بصمة، حيث خرج من بطولات أستراليا وفرنسا وويمبلدون الإنجليزية بعد أداء متواضع، ولم يفز طوال الأشهر السبعة الماضية سوى ببطولة هاله الألمانية الصغيرة، مما جعل المراقبين يتوقعون أن يتخذ النجم، البالغ من العمر 32 عاما، قرارا بالاعتزال مع نهاية هذا العام.

فيدرر الذي حصد 77 لقبا، أكد أن فكرة الاعتزال غير واردة في خاطره الآن، ويدرك أن سوء مستواه قد يرجع لبعض العوامل الفنية واللياقية التي يجب أن يحسنها بعدما تراجع تصنيفه إلى المركز الخامس عالميا.

وقال فيدرر: «أفكر كثيرا في ما حدث خلال الشهور القليلة الماضية وأبحث عن أسباب تراجع النتائج، طرحت كثيرا من الأسئلة على نفسي؛ هل أحتاج لمزيد من التدريب؟ هل أحتاج لمزيد من المباريات؟ ماذا عن حالتي البدنية واللياقية؟».

وسيخوض فيدرر دورة «غشتاد» السويسرية بمضرب جديد عريض عن الحجم المعتاد، لكنه لا يريد الجزم بأن ذلك سيكون في صالحه. وطلب فيدرر مهلة أسبوع لاختبار مضربه الجديد خلال دورة «غشتاد» الترابية التي يشار فيها لأول مرة منذ تسع سنوات حيث توج عام 2004. وسيستخدم فيدرر مضربه الجديد الذي تنتجه شركة معداته الرياضية الاعتيادية، بعدما جربه في دورة هامبورغ الأسبوع الماضي، حيث سقط في نصف النهائي أمام الأرجنتيني المغمور فيديريكو دل بونيس المصنف 114 عالميا. وتزيد مساحة مضرب فيدرر الجديد 8 بوصة مربعة عن مضربه القديم.

وقال فيدرر حامل لقب 17 دورة كبرى: «في الوقت الراهن، أنا راض عن التغيير، لكني بحاجة لمزيد من الساعات على الملعب كي أعرف ما إذا كان هذا القرار جيدا».

وتابع فيدرر: «لم أقرر بعد ما إذا كنت سأستخدمها في بطولة الولايات المتحدة، علي التفكير. بعض اللاعبين عرفوا المتاعب عندما غيروا مضاربهم، مثل فرناندو فرداكسو وإلى حد ما نوفاك ديوكوفيتش».

ويريد فيدرر أن يضع يديه على نقاط ضعفه التي باتت تؤرقه، ولا يبدو السبب هو حاجته لخوض مزيد من المباريات أو الحاجة لمزيد من الثقة، فقد خرج صاحب الرقم القياسي في الفوز ببطولات الـ«غراند سلام» الأربع الكبرى (17 لقبا) أمام لاعب من خارج قائمة أفضل 100 لاعب في العالم، هو الأرجنتيني فيدريكو ديلبونيس، في نصف نهائي بطولة هامبورغ وبمجموعتين دون رد في أول اختبار للمضرب الجديد.

وعلى ما يبدو، فإن المضرب الجديد الذي قرر فيدرر الاستعانة به قبل انطلاق البطولة الألمانية، لم يغير الكثير حتى الآن، فالنتيجة لا تزال مخيبة لقطاع كبير من عشاقه.

وربما يكون عامل السن له دور في الوضع الحالي الذي يمر به فيدرر، الذي بدأ مسيرته الاحترافية عام 1998. واعتلى صدارة تصنيف رابطة لاعبي التنس المحترفين لمدة 302 أسبوع على ثلاث فترات منفصلة. ويرى المتخصصون أن فيدرر أصبح في حاجة لتغيير جذري ليعود إلى تألقه كما كان في عام 2005، حيث فاز بـ11 لقبا، و2006 حيث فاز بـ12 لقبا.

وعلى غرار البريطاني آندي موراي الذي شهد مستواه تقدما ملحوظا بعدما استعان بالنجم السابق إيفان ليندل مدربا، يبدو أن فيدرر في حاجة لمدرب جديد، يجيد استغلال لمساته الفنية بما يعوض تقدمه في السن أمام منافسين بقوة نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش وموراي.

لقد شهد عالم التنس أمثلة عدة على المدربين الذين كانت الاستعانة بهم نقطة تحول في مسيرة لاعبين بحجم البريطاني آندي موراي، والفرنسية ماريون بارتولي. وربما يرى البعض أن مدربا جديدا لن يكون أكثر نفعا من المضرب الذي استعان به، وأن الوقت قد حان لاعتزال السويسري، حفاظا على تاريخه الكبير.

ويستند أصحاب هذا الرأي إلى خبرات سابقة مع أسماء بحجم جون ماكنرو وأندريه أغاسي، وإن كانا قد اعتزلا عن عمر يناهز 37 و36 عاما على التوالي، ولكن في ظروف مشابهة.

فقد اعتزل ماكنرو عام 1992 بعد موسمين، حقق لقبا واحدا في كل منهما، بينما اعتزل أغاسي عام 2006 بعد عامين حقق في كل منهما بطولة واحدة.