خبراء سعوديون يطالبون بفتح باب المنافسة للقنوات التلفزيونية لرفع مداخيل الأندية الرياضية

اعتبروا أن «جودة الإنتاج» و«الحد الأدنى من العرض» و«الانتشار» أهم شروط البيع

TT

وسط تأكيد مصدر موثوق في وزارة الثقافة والإعلام السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن لا وجود لتمديد حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات الكروية السعودية لمصلحة القنوات الرياضية السعودية التابعة للوزارة وتقدم «لاين سبورت» بعرض رسمي لاتحاد الكرة السعودي لشراء حقوق المسابقات السعودية بمليار ريال لمدة خمس سنوات، يبدو ذلك مقدمات لصراع وتنافسا سيكون محتدما في قابل الأيام بين تلك القنوات مع احتمالية دخول منافسين جدد للساحة في حال تم فتح المجال أمام كافة القنوات الرياضية دون اشتراط أن تعود تلك القنوات لرأسمال سعودي.

من جهته أشار الدكتور حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى أهمية «منح القوس لباريها، بحيث تمنح عملية بيع حقوق المسابقات السعودية لشركة تسويق ولا تتصرف فيها جهة حكومية أو أي جهة أخرى»، ويضيف المدلج: «يجب أن يتم التوقيع مع شركة مسوقة لها خبرة في الدوري الإنجليزي أو الإيطالي أو الإسباني وغيرها من الدوريات المميزة حول العالم، وهي تقوم بدراسة ما إذا كان من الأفضل بيعه عن طريق حزم أو دفعة واحدة، ولكن بالتأكيد يجب أن يفصل الدوري عن بقية المسابقات من باب خلق التنافس».

وعن رأيه في قضية فتح المنافسة أمام كافة القنوات الرياضية أو حصرها على القنوات السعودية أو منحها أولوية فقط، قال المدلج: «إعطاء الأولوية للقنوات السعودية أمر ضروري، وفي حال أعطيت لقنوات خارج البلاد نقول من باب الحفاظ على القنوات الرياضية التي تم الصرف عليها وفتح قنوات متعددة يجب إعطاؤها مباراة واحدة أو مباراتين على الأقل في الأسبوع، وهذا لن يضر عملية التسويق». ويضيف المدلج في هذا السياق: «طالما أن الدولة غنية بمواردها - ولله الحمد - والقناة مدعومة يجب أن تنافس».

وعن القيمة المتوقعة للنقل، قال المدلج: «قبل عامين كنت أملك عرضا من شركة تسويق ببيع الدوري بـ300 مليون ريال، وأنا أعتقد أن الأسعار لم تقل إذا لم ترتفع». ويختم المدلج حديثه: «في تصوري أن حصول قنوات (الجزيرة) على حقوق نقل البريميرليغ سيجعل قناة (أبوظبي) (المالك السابق) تدفع الغالي والنفيس من أجل الحصول على الدوري السعودي، وهذه قراءة شخصية وليس معلومة».

من ناحيته رأى الناقد الرياضي المهندس طارق التويجري أن النقل التلفزيوني يعتبر من أكبر مداخيل الأندية في العالم: «فيجب أن ينظر للمبلغ الأعلى عن طريق احتكار إحدى القنوات للنقل بصورة حصرية وبقنوات غير مشفرة، وبالتالي نكون حققنا أمرين؛ العائد المادي الكبير، إضافة إلى إتاحة المشاهدة للجمهور».

وعن رأيه في قضية توزيع حقوق النقل بين أكثر من قناة أو حصره على قناة واحدة، قال التويجري: «إذا كان فارق المبلغ الذي سيمنح لرابطة دوري المحترفين غير كبير ويمكن أن يوجه لقنوات عدة، فأعتقد أنه من الأفضل أن يكون هناك تنافس بين عدة قنوات، ويتم إبراز الدوري بشكل أكبر وأفضل، أما إذا كان الفارق المادي كبيرا في حال رغبت قناة واحدة بأخذ الدوري حصريا لها، فأعتقد أنا مع هذا الخيار، ولكن بشرط ألا يتم قتل المنتج بصور رديئة ومتقطعة وإخراج سيئ، فهذه إساءة للمنتج، وبمثابة قتله في المستقبل». وحول رأيه عن فتح مجال المنافسة أمام كافة القنوات أو حصره على القنوات السعودية أو منح القنوات السعودية أولوية في هذا الشأن قال التويجري: «نحن في عصر انفتاح على كل الأمور، وأعتقد أننا لسنا مختلفين عن العالم، فبالتالي يجب أن تكون هناك كراسة شروط واضحة وليست مبلغا فقط، فأنا أطالب بالانفتاح وفتح المجال أمام كافة القنوات وألا يقتصر الأمر على قنوات سعودية أو من هذا الكلام، فيجب أن تمنح القناة التي تقدم العرض الأكثر والكفاءة الأعلى إضافة إلى الحرص على معرفة كامل البرنامج، وماذا سيقدم خلال هذه الفترة».

ويختتم التويجري حديثه بتوقعه قيمة النقل التلفزيوني للفترة المقبلة، حيث قال: «عندما تنظر إليها بشكل كامل، فالمبلغ المنطقي والمعقول يجب ألا يقل عن 250 مليونا في السنة الواحدة».

من جانبه أكد محمد البكيري رئيس تحرير صحيفة «النادي» وجود تجربة ناجحة عندما كان الدوري السعودي يعرض على القناة «السعودية الرياضية» و«أبوظبي» و«art»، وقال: «في كرة القدم أنت تبحث دائما عن الانتشار فحتى في مفهوم الاستثمار الانتشار أمر مهم جدا». ويضيف: «مشكلة الدوري السعودي عندما أصبح يعرض على القناة الرياضية تكمن في عدم الانتشار كما كان في السابق لعدة أسباب، أولها وجود القناة على قمر واحد (عربسات)، فيجب ألا تحابي أي قناة كانت لأنك ستهضم حقوق الأندية». وعن فتح مجال المنافسة لكافة القنوات الرياضية دون تحديد أو حصره على القنوات السعودية أو التي يملكها سعوديون قال البكيري: «بالتأكيد هناك قنوات سعودية تستحق أن تكون لها أولوية، فلدينا عدة قنوات لها انتشار واسع وكبير كمجموعة (إم بي سي)، وقنوات (روتانا)، وغيرها من القنوات ذات الانتشار الكبير التي نتمنى أن نشاهدها في السوق».

وعن القيمة التي يتوقعها لعقد النقل المقبل، خاصة بعد دخول «لاين سبورت» للسوق بمبلغ 200 مليون سنويا، قال البكيري: «لست خبيرا استثماريا، ولكن واضح ارتفاع السقف حيث وصل المبلغ إلى 300 مليون، وأنا أعتقد أنه مبلغ جيد، ودخول (لاين سبورت) للسوق أعتقد أنه تحريك للمياه الراكدة، فنحن نشاهد المنافسة كيف احتدمت بين (الجزيرة) و(أبوظبي) على الدوري الإنجليزي، وبالتالي منح لمن دفع أكثر كما ذكرت (أبوظبي) أنه مبلغ عال جدا».

من جانبه يرى الخبير الاقتصادي راشد الفوزان أهمية وجود التشفير الذي من شأنه أن يزيد قيمة العقد المقبل، حيث قال الفوزان: «أنا مع التشفير المدروس والمقنن، بمعنى لا يطبق على إطلاقه ويتم تشفير الدوري كاملا، بل يقتصر الأمر على مباريات محددة بنسبة 30 أو 40 في المائة، ونشاهد كم يحقق لنا من عائد مادي، وأعتقد عندما أطرح مزايدة فعلية بين القنوات المتقدمة أشاهد أفضل سعر يأتيني لأنه من دون وجود تشفير أعتقد لن يأتي بقيمة عالية جدا، أنا مع منح الحقوق لأكثر من قناة لأنه يساعد على الانتشار». وعن القيمة المتوقعة للنقل التلفزيوني في الفترة المقبلة، قال الفوزان: «إذا كان هناك تشفير للمباريات يمكن أن تصل إلى 500 مليون سنويا أما في حال كان التشفير مقننا فأعتقد أن السعر بين 300 إلى 350 مليونا سنويا أما إذا كانت عملية النقل مفتوحة لكل القنوات فأعتقد قيمة العقد تتراوح بين 200 و250 مليون ريال».