فشل آرسنال في ضم لاعبين بارزين يلقي الضوء على عجزه عن جذب «الكبار»

رغم فتح النادي لخزائنه.. ومنافسته للأندية الكبرى في سوق الانتقالات

TT

وعد نادي آرسنال الإنجليزي جمهوره في وقت سابق من الصيف الحالي بتدعيم صفوف الفريق بنجوم من العيار الثقيل، والدخول في منافسة شرسة مع أغنى الأندية الأوروبية في سوق انتقالات اللاعبين. وبالفعل، تقدم المدفعجية بعرض قيمته 40 مليون جنيه إسترليني زائد جنيه واحد (أعلى بجنيه واحد من قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب) لضم النجم الأوروغواياني لويس سواريز من نادي ليفربول، ويتجاوز هذا المبلغ ثلاثة أضعاف أعلى سعر دفعه آرسنال عبر تاريخه للتعاقد مع لاعب، حيث كان الرقم القياسي لصفقات الفريق هو 15 مليون جنيه إسترليني عندما تعاقد مع النجم الروسي أندريه أرشافين، وهو ما يعد دليلا قاطعا على أن النادي كان صادقا تماما في وعوده بأن يفتح خزائنه وينافس كبرى الفرق الأوروبية للتعاقد مع نجوم بارزين.

ويكمن التحدي الذي يواجه النادي حاليا في قدرته على إثبات أنه فريق قادر على جذب النجوم البارزين في عالم الساحرة المستديرة، وأنه يملك ذكاء كبيرا في التفاوض مع هؤلاء اللاعبين. وقد اعتقد آرسنال في وقت سابق أنه حسم صفقة انتقال نجم ريال مدريد الإسباني غونزالو هيغواين مقابل 23 مليون جنيه إسترليني، قبل أن تتوقف الصفقة عقب رحيل المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينهو، وتعاقد النادي الملكي مع كارلو أنشيلوتي الذي رفع السعر المطلوب للتخلي عن اللاعب إلى 30 مليون جنيه إسترليني، وهو المبلغ الذي وافق نادي نابولي الإيطالي على دفعه للحصول على خدمات هيغواين.

ويوم الأربعاء الماضي، وقبل ضم نابولي لهيغواين، قالت مصادر من داخل نادي آرسنال إن كل الخيارات مفتوحة، بما في ذلك تقديم عرض جديد للحصول على خدمات هيغواين، أو الدخول في منافسة شرسة مع نادي تشيلسي للحصول على خدمات نجم مانشستر يونايتد واين روني. ويضع النادي أولوية قصوى للتعاقد مع سواريز، ولكن هذه الصفقة أيضا قد تفشل، لأنه بعد تعاقد نادي نابولي مع هيغواين، فإن ريال مدريد سيكون لديه ملايين إضافية تمكنه بكل سهولة من رفع قيمة التعاقد مع سواريز، علاوة على أن نادي ليفربول سيفضل رحيل النجم الأوروغواياني إلى أي فريق خارج الدوري الإنجليزي، وهو ما سيزيد من فرص ريال مدريد بالطبع.

وكان برندان رودجرز المدير الفني لنادي ليفربول قد نصح نادي آرسنال بضرورة زيادة عرضه المالي بشكل كبير، إذا أراد حقا الحصول على جهود المهاجم سواريز.

وتقدم آرسنال بثاني عروضه لليفربول لضم سواريز، حيث عرض (نحو 61.4 مليون دولار) ولكن قوبل العرض بالرفض.

وكان يعتقد أن عرض آرسنال سيفي بالشرط الجزائي في عقد سواريز، مما يسمح له ببدء التحدث إلى مسؤولي المدفعجية، ولكن رودجرز شدد على أن قيمة العرض ما زالت متواضعة للغاية.

وستكون فترة الانتقالات الحالية بمثابة اختبار حقيقيي لرغبة وقدرة آرسنال على التعاقد مع لاعبين جدد، حيث أعلن المدير التنفيذي للنادي إيفان غازيديس في شهر يونيو (حزيران) الماضي أن آرسنال قد دخل بالفعل مرحلة جديدة من الناحية المالية، مضيفا: «لو اتخذنا قرارات صائبة، سنتمكن من منافسة أي نادٍ في العالم». وقارن غازيديس بين آرسنال ونادي بايرن ميونخ الألماني، مشيرا إلى أن النادي قد نجح في تحقيق الخطة التي وضعها قبل 15 عاما عندما انتقل من ملعب هايبري إلى ملعب الإمارات. وباختصار، إنها المرة الأولى في غضون 10 سنوات التي يصبح فيها المدير الفني لنادي آرسنال أرسين فينغر قادرا على منافسة الأندية الأخرى في التعاقد مع لاعبين كبار، عقب انتعاش خزينة النادي من سلسلة من الصفقات التجارية التي تم التوصل إليها لمدة 10 سنوات عام 2004 بهدف تمويل بناء ملعب الإمارات.

وفي غضون عامين من الآن، سترتفع العائدات السنوية لآرسنال من 234.9 مليون جنيه إسترليني لينضم إلى القائمة التي تضم ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وبايرن ميونخ، وهي الأندية الوحيدة التي تتجاوز عائداتها السنوية 300 مليون جنيه إسترليني. ومع ذلك، يواجه آرسنال تحديا جديدا وهو قواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي. ولو تم تطبيق هذه القواعد بالشكل الصحيح وعدم تخطي المصروفات للإيرادات، فإن هذا يعني أن مانشستر يونايتد هو النادي الوحيد الذي ستتجاوز قدرته المالية قدرة آرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن هناك قلق من تحايل الأندية الأخرى على هذه القواعد، وخير دليل على ذلك النفقات الخيالية خلال الموسم الحالي لأندية مثل باريس سان جيرمان وموناكو ومانشستر سيتي.

وهناك عدد أكبر من ذي قبل من الأندية المملوكة للمليارديرات الذين ينفقون عليها بسخاء كبير. ولو فشل آرسنال في التعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل، فسوف يتساءل عشاق النادي عن السبب الذي يمنع أليشر عثمانوف، وهو أكبر ثاني مساهم في النادي، من الإنفاق مثل الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش. وثمة تحدّ آخر يواجه آرسنال ويتمثل في قدرة النادي على التصرف بفاعليه في موارده الجديدة. ويرى كثير من النقاد أن النادي لم يتعاف بعد من رحيل نائب رئيس النادي ديفيد دين عام 2007، وسوف تكون هناك انتقادات أكبر لغازيديس ومدير التعاقدات بالنادي ديك لو، إذا ما فشل الفريق في التعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل.

وكان غازيديس قد قال للصحافيين في نهاية الموسم الماضي: «نتعرض لعقبات على طول الطريق، ولكن لدينا طموحا لا حدود له». هذا الطموح مدعوم بميزانية النادي وقدرته على التأهل لدوري أبطال أوروبا، على الرغم من إنفاقه بصورة أقل من منافسيه في الدوري المحلي، بما في ذلك نادي ليفربول. ومع ذلك، لا يكفي هذا، ويتعين على النادي أن يتخذ قراراته بكفاءة عالية في بيئة وصفها غازيديس من قبل بأنها «موحشة». وسوف تظهر الأيام القليلة المقبلة ما إذا كان النادي يسير على الطريق الصحيح أم لا.