غوارديولا يسقط في اختباره الأول مع البايرن ويخسر كأس السوبر الألمانية

المدرب الإسباني يؤكد أنه تعلم درسا من الهزيمة الثقيلة أمام دورتموند قبل انطلاق الموسم الجديد

TT

كسر بروسيا دورتموند تفوق غريمه بايرن ميونيخ عندما هزمه 2/4 على ملعب «سيغنال آيدونا بارك»، في مباراة كأس السوبر الألمانية، وفي أول اختبار رسمي للأخير مع مدربه الجديد الإسباني جوسيب غوارديولا.

وثأر دورتموند من غريمه البافاري، صاحب الثلاثية التاريخية، الذي هزمه في كأس السوبر السابقة، ثم في نهائي دوري أبطال أوروبا وأحرز اللقب أيضا وبنتيجة واحدة 1/2.

واستعاد رجال المدرب يورغن كلوب أول الألقاب الضائعة في الموسم الماضي. وكان بايرن ميونيخ توج بطلا للدوري المحلي وجرد دورتموند من لقبين متتاليين، فيما أحرز الكأس المحلية على حساب شتوتغارت 2/3 ليصبح أول فريق ألماني يتوج بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا.

وعادل دورتموند الرقم القياسي لغريمه في كأس السوبر، حيث رفع عدد ألقابه إلى 5. والفوز هو الأول لدورتموند في المباريات الست الأخيرة بينهما منذ أن اكتسح البايرن 2/5 في نهائي مسابقة الكأس عام 2012.

وتحلى غوارديولا بقدر كبير من التواضع بعد خسارته الاختبار الرسمي الأول مع بايرن ميونيخ، وقال «إنني مدرب شاب ولا يزال أمامي الكثير لتعلمه، لذلك جئت إلى هنا».

وبدا غوارديولا (42 عاما)، الذي فاز في 11 من 12 مباراة نهائية له خلال الفترة التي تولى فيها تدريب برشلونة، راضيا عن الأداء الذي قدمه فريقه، رغم إقراره بفوز دورتموند المستحق. وقال «قدمنا مباراة طيبة، لقد تعلمنا أمورا كثيرة.. أهنئ دورتموند من كل قلبي. إنني فخور بلاعبي فريقي. ليس لدي ما أقوله لهم».

ويؤمن غوارديولا بالعمل أكثر مما يؤمن بوجود الحظ أو غيابه. لكن من يؤمنون بالخرافات يرصدون أن خسارة الإسباني مع البايرن كانت تمثل مباراته النهائية الثالثة عشرة (رقم النحس) كمدرب. وبث غوارديولا إحساسا بأنه لا يشعر بالراحة في تدريب فريقه أمام بروسيا دورتموند، ولم يكن ممكنا أن تكون هناك بداية أسوأ من ذلك للمدير الفني الإسباني، الذي خسر مع برشلونة مباراة واحدة من إجمالي 12 مباراة نهائية. وأوضح المدرب عقب اللقاء «كنا جيدين، لكننا لعبنا أمام فريق قوي للغاية».

في مباراته الرسمية الأولى في ألمانيا، لم يتمكن غوارديولا من مجابهة الأداء الخططي الجيد لنظيره في تدريب دورتموند، يورغن كلوب، الرجل الاستعراضي الأول في كرة القدم الألمانية، القادر على السخرية في القاعة الإعلامية أو في الملعب و«الفريد من نوعه» في ألمانيا، لكن بطريقة تتعارض تماما مع أول من حصل على ذلك اللقب، البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لتشيلسي الإنجليزي.

وجعل الألماني من غوارديولا مادة للسخرية، بعد أن أثنى على «كرة القدم الجميلة» لبايرن، قبل أن يتحدث عن الإسباني عقب الفوز وابتسامة عريضة على وجهه «إنه يبدو في حالة رائعة». ومن المنتظر أن يكتب الكثير عن المواجهات بين كلوب وغوارديولا. وحسم الألماني الأولى لمصلحته، وهو ما بدا قريبا من التحقق منذ اللحظة الأولى، من المصافحة، حيث قابل كلوب السلام القوي لغوارديولا بابتسامة عريضة. وبالكاد ابتسم الإسباني، الذي ظهر عليه قدر أكبر من التوتر وهو يركز في مباراته الأولى.

وقضى غوارديولا أغلب أوقات المباراة واقفا أمام مقاعد بدلاء فريقه، واضعا يديه في وسطه، فيما كان كلوب يضع يديه في جيبي بنطاله. وبعد أن كان الإسباني يرتدي بدلة كاملة وربطة عنق، لم يطل به الوقت حتى اكتفى بالقميص، بعد أن استبد به القلق نتيجة اقتراب مباراته الأولى من النهاية بخسارة. وفي كل الأحوال كانت كأس السوبر الألمانية لقبا أهم بالنسبة لغوارديولا منه لبايرن، من أجل كسب الثقة في رحلته الجديدة. وفيما بدا أن أداء البافاريين يفقد أناقته أمام ضغط دورتموند، كان عرق غوارديولا ينهمر. على النقيض تماما كان كلوب، الذي ارتدي زيا رياضيا، يبدو هادئا ويجلس في أحيان ويقف في أخرى، لكنه بدا واثقا طيلة اللقاء.

كان كل شيء جديدا لغوارديولا، حيث يبدأ المهمة كمدرب لبايرن بشكل متعثر. فريقه الجديد أحرز في الموسم الماضي ثلاثية البوندزليغا والكأس ودوري أبطال أوروبا، لكنه لم يعد بمقدوره معادلة الألقاب الستة التي فاز بها برشلونة تحت قيادته عام 2009.

ظل المدرب الإسباني واقفا قرب مقاعد البدلاء طيلة اقتناعه بإمكانية تعويض الخسارة. حاول استخدام التوقفات من أجل أن يوجه لاعبيه خططيا في محاولة للعودة إلى اللقاء. لكن عندما سجل ماركو ريوس الهدف الذي صعد بالنتيجة إلى 2/4 قرب النهاية، لم يغادر غوارديولا مقاعد البدلاء حتى الوقت بدل الضائع، حينما كانت الجماهير تحيي التمريرات المستمرة للاعبي دورتموند. وقتها سقط العالم فوق رأس مدرب الـ«تيكي تاكا».

وبصرف النظر عن الخرافات، فلم تكن بدايات غوارديولا قط سعيدة، ولا حتى في بداية توهجه مع برشلونة. ففي أول مباراة له بالدوري الإسباني خسر أمام نومانسيا المتواضع في أغسطس (آب) 2008. بعد ذلك تعادل على أرضه سلبيا أمام المتواضع راسينغ سانتاندير، قبل التألق بالفوز على خيخون 1/6 وبدء بناء برشلونة الكبير. وكما حدث وقتها، عليه الآن العمل الكثير، وأن يمنحه النادي الوقت.

وقدم غوارديولا فترة إعداد رائعة مع بايرن في الأسابيع الماضية، حيث سجل الفريق أكثر من 60 هدفا في تسع مباريات ودية، لكنه سقط في الاختبار الرسمي الأول له هذا الموسم لتكون بداية أشبه بالكابوس.

وفرض دورتموند هيمنته على مجريات مباراة السوبر منذ البداية حيث كان الأكثر استحواذا على الكرة والأفضل هجوما، بينما فشل بايرن في فرض أسلوبه وأسلوب غوارديولا الذي يعتمد على امتلاك الكرة والسيطرة على وسط الملعب.

وكان دورتموند قد فقد في الموسم الماضي لقب الدوري الألماني (بوندزليغا) لصالح بايرن، كما خسر أمام بايرن في دور الثمانية لكأس ألمانيا، قبل أن يسقط أمامه في نهائي دوري أبطال أوروبا، بينما توج بايرن بألقاب البطولات الثلاث لتكون ثلاثية تاريخية مع المدرب يوب هاينكس. لكن دورتموند نجح في الرد السريع مع أول مباراة رسمية للفريقين في الموسم الحالي. ويدين دورتموند بالفضل الكبير في هذا الفوز الثمين إلى نجمه ماركو ريوس الذي سجل هدفين في الدقيقتين الخامسة والـ86، بينما سجل دانيال فان بويتن وإلكاي جيوندوجان الهدفين الآخرين في الدقيقتين 55 و56. وفي المقابل، سجل المهاجم الهولندي آريين روبن هدفي بايرن في الدقيقتين 54 و64.

وأقيمت المباراة أمام 80 ألف مشجع احتشدوا في المدرجات بعد شهرين من لقاء الفريقين في النهائي الأوروبي على استاد «ويمبلي» الشهير بالعاصمة البريطانية لندن. وعقب اللقاء أعرب يورغن كلوب، المدير الفني لدورتموند، عن قناعته بأن البايرن لا يزال هو المرشح الأقوى للفوز ببقية بطولات الموسم، لأنه يتفوق في المستوى على بقية أندية الدوري الألماني. وقال كلوب «هناك 16 فريقا أخرى علينا مواجهتها في البوندزليغا، وليس بايرن وحده، لقد فزنا بالسوبر وذلك هو الرائع».