تيفيز وغوميز وهيغواين يعيدون البريق للكرة الإيطالية

الأندية بجذب مجموعة من أبرز النجوم

TT

دعونا نقول هذا بصوت هامس، يبدو أن الأمور تغيرت وانعكست أحوال الكرة الإيطالية بصورة طيبة تثير سعادتنا. فنجوم الكرة منذ وقت طويل أخذوا يرحلون عن إيطاليا حتى أصبح الدوري الإيطالي خاليا منهم، لكن الموسم الماضي شهد بصيصا من الأمل في بداية عهد جديد. وتؤكد سوق الانتقالات الصيفية الحالية هذا التوجه الإيجابي للكرة الإيطالية. فرغم أن بعض النجوم ما زالوا يتركوننا ويحرموننا من موهبتهم الكبيرة، بدأ بعض النجوم الآخرين ينضمون إلينا أو يعودون لنا مع حفاظ الأندية على سياسة اللعب المالي النظيف. وهو ليس بالشيء القليل في زمن الأزمة الاقتصادية. لقد استعادت الكرة الإيطالية خلال الموسم الماضي بالوتيللي الذي يعتبر أبرز نجومها. ونجح الميلان هذا الموسم في الاحتفاظ بالشعراوي، وسواء كان هذا برضا اللاعب أو رغما عنه فالمهم هو أنه سيبقى في إيطاليا. ويحاول نادي فيورنتينا أيضا استعادة نجمه فيراتي وهو واحد من أهم وأفضل اللاعبين الشباب، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من اللاعبين الواعدين مثل ديسترو وإنسيني وغابياديني الذين تتمسك بهم أنديتهم ولم تتركهم يرحلون.

وحان دور النجوم الكبار. لقد رحل عن إيطاليا نجمان فوق العادة هما كافاني ويوفيتيش، لكن الأول لم يكن ليعترض على الانتقال إلى ناد آخر في إيطاليا ليستقر في قلعة اليوفي. وعلى أية حال فقد تم تعويض رحيل كافاني بقدوم تيفيز وغوميز اللذين قد يضاف إليهما هيغواين. إن السنوات الماضية شهدت نزوحا كبيرا للنجوم عن إيطاليا ولم يكن أحدهم يصرح حتى بأنه يرغب في اللعب في إيطاليا، لكن الوضع تغير ويبدو حاليا أن إيطاليا عادت محط أنظار النجوم.

ولعل بعض المتشككين يعترض على وجهة النظر هذه ويقول إننا نفقد بعض اللاعبين المميزين من الشباب بينما انضم إلينا تيفيز وغوميز اللذين لم يعودا فتيين صغيرين. وقد يقال أيضا إن هيغواين لم يتجاوز الـ25 عاما لكنه قدم كل ما لديه بالفعل في ريال مدريد ولا يمكن مقارنته بكافاني. لكن ستروتمان سيلعب أيضا في إيطاليا وهو لاعب يمتلك موهبة كبيرة، فضلا عن أن تيفيز وغوميز ما زالا لاعبين متكاملين تسعى خلفهما الأندية الكبرى وليسا لاعبين كبيرين دخلا في مرحلة النهاية. ولولا ذلك لما استقبلتهما جماهير ناديين عريقين مثل اليوفي وفيورنتينا بكل هذا الحماس. وفيما يتعلق بغونزالو هيغواين فالشيء المؤكد هو أنه نجم فذ. إن كافاني في الوقت الحالي يعتبر لاعبا لا يمكن تعويضه وهو بمفرده يساوي هجوم فريق بأكمله، بل فريقين معا. فهو هداف متمكن ويجيد اللعب في خط الوسط والدفاع عند الضرورة. وهو يحب الانطلاق في كل أرجاء الملعب بفضل لياقته الفائقة ويتحرك باستمرار ولهذا تكون انطلاقاته صاعقة على منافسيه. لكن هيغواين يختلف عن كافاني لأنه لاعب قلب هجوم محض ومتكامل. ويتحرك هيغواين في مساحة أقل من كافاني، لكنه بالتأكيد ليس لاعبا ثابتا وهو يمتلك أيضا قدرات بدنية كبيرة وسرعة خارقة في آخر 20 مترا وقدرة مميزة على التهديف. ويسجل هيغواين بكل الطرق الممكنة، سواء من خلال استغلال الفرص التي يصنعها زملاؤه أو بضربات الرأس أو بألعاب يصنعها لنفسه بفضل قوته ولياقته. ورغم قوة المنافسة مع زملائه وصعوبة الدوري الإسباني سجل هيغواين مع ريال مدريد 107 أهداف في 190 مباراة لم يشارك في كثير منها أساسيا. وهي أرقام ممتازة لفتى لم يتجاوز الـ25 من عمره. ويعتبر هيغواين هو اللاعب المثالي الذي يحتاجه بينيتيز مدرب نابولي. فالمدرب الإسباني يحتاج لمرجعية ثابتة في خط الهجوم في ظل وجود لاعبين يمكنهم استغلال عمليات الانطلاق والتوغل السريع مثل بانديف وإنسيني وميرتينز وكاليون (الذي يعتبر هو الآخر صفقة ممتازة). ولا شك أن بينيتيز كان سيسعد إذا وجد كافاني بالفريق، لكن هذا التبديل المحتمل لا يبدو سيئا بالنسبة له على الإطلاق، بل إن هيغواين قد يكون أكثر ملائمة له. فبينيتيز يجيد توظيف لاعبي قلب الهجوم ويمنحهم فرصة التهديف الغزير واسألوا توريس عن ذلك.