سكودامور: الدوري الإنجليزي ليس مسؤولا عن فشل المنتخب في المسابقات الكبرى

المدير التنفيذي لرابطة البطولة الإنجليزية يرفض إقامة مونديال قطر 2022 في الشتاء ويهدد بمقاضاة الفيفا

TT

رفض ريتشارد سكودامور، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، اتهامات تحمل مسابقته مسؤولية إخفاق منتخب إنجلترا في البطولات الكبرى، وتساءل عن دور اتحاد الكرة والحكومة.

وكثيرا ما ألقي باللوم على الاتحاد الإنجليزي في فشل إنجلترا في إضافة لقب آخر لكأس العالم 1966، بينما يعتقد نقاد ولاعبون سابقون أن اعتماد الأندية الكبيرة على اللاعبين الأجانب يؤثر على المنتخب الوطني.

واضطر سكودامور للدفاع عن الدوري الإنجليزي بعد التقارير التي أشارت إلى أنه رفض طلبا من المدير الفني للمنتخب الإنجليزي روي هودجسون بإقامة مباريات قوية قبيل مباراتي المنتخب الإنجليزي أمام مولدوفا وأوكرانيا في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبلة بالبرازيل. ولا يشعر روي هودجسون مدرب إنجلترا بالسعادة بعد تغيير موعد مباراتي ليفربول مع مانشستر يونايتد وآرسنال مع توتنهام هوتسبير إلى أول سبتمبر بدلا من 31 أغسطس (آب)، ليصبح أمامه خمسة أيام فقط قبل أن تلعب إنجلترا مع مولدوفا في تصفيات كأس العالم 2014.

وردا على سؤال حول مسؤولية الدوري الإنجليزي عن فشل المنتخب الوطني قال سكودامور على هامش مشاركة أندية إنجليزية في بطولة ودية في هونغ كونغ «أشعر باستياء بالغ لأن هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق. نحن ننظم بطولة يتمنى أفضل لاعبي العالم الظهور فيها». وأضاف «الأمر يبدو لي أنه عندما يفشل منتخب إنجلترا في الفوز تلقى المسؤولية على أي شخص آخر. لم يسبق لي على مدار 15 عاما قضيتها في رابطة الدوري أن قلت إن نجاح أو فشل الدوري مسؤولية شخص آخر. يجب لكل شخص أن يتحمل مسؤولية عمله». وتابع «دعونا نتحدث عن الأمر بشكل عكسي. أين هي مسؤولية الاتحاد الإنجليزي؟ الأمر أكبر منا، فرابطة الدوري ليست المسؤولة عن عدم وجود أماكن لممارسة اللعبة، وليست مسؤولة عن حالة التعليم في المدارس بالشكل الذي كان ينبغي على الحكومة فعله. هذه ليست مشكلة رابطة الدوري».

وواصل سكودامور قوله «بكل وضوح لدينا مهمة نقوم بها. لم نفز بكأس العالم منذ 1966. رابطة الدوري لم تبدأ العمل إلا في 1992. ماذا حدث في الفترة بين 1966 و1992؟ من المسؤول عن ذلك؟ الأمر كله يصيبني بالإحباط، ولا يمكن أن نتحمل المسؤولية بأي شكل». وأضاف «ليس خطئي أننا في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 60 مليون نسمة. هناك 212 دولة تمارس اللعبة، ونحن محظوظون لأن لدينا 20 فريقا من أفضل 50 فريقا في العالم، مع وجود ثلاثة أو أربعة فرق من هذه الفرق العشرين ضمن أفضل 10 فرق في العالم».

وأضاف المدير التنفيذي للدوري الإنجليزي «لا يوجد سوى 10 أندية تتنافس للحصول على المواهب المتميزة، وبالتالي فإن فكرة أن يقوم المنتخب الإنجليزي بدمج هذه الفرق معا بطريقة أو بأخرى والتغلب على دول العالم هي فكرة غير منطقية وغير قابلة للتصديق من الناحية الرياضية. يمكننا تكوين فريق جيد، تماما مثل إمكانية حصول أندي موراي على بطولة ويمبلدون للتنس أو جاستن روز على بطولة الولايات المتحدة المفتوحة. تحدث أشياء جيدة، لكن هذا لا يعني أنها صحيحة بصورة تلقائية».

ولم تنجح جهود المديرين الفنيين البارزين في إدخال عطلة شتوية على الدوري الممتاز حتى الآن في ظل ثبات جدول مباريات الدوري، علاوة على المشكلات المحتملة الناجمة عن إعادة مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي التي تجعل من الصعب إيجاد عطلة في منتصف الموسم.

ويعتبر الجدل بشأن العطلة الشتوية بمثابة نقطة نزاع متكررة بين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والدوري الإنجليزي الممتاز، لكن سكودامور يعتقد أن فشل المنتخب الإنجليزي على الساحة الدولية يتعدى أي خلاف بين الجهتين، مضيفا «الأمر أكبر من ذلك. ليس الدوري الإنجليزي الممتاز هو الذي دمر الملاعب، ليس خطئي أن الدولة ليست آمنة بالشكل الذي يمكن الأطفال في سن السابعة والثامنة والتاسعة من اللعب في الحدائق وممارسة كرة القدم بعد الغروب. هذه ليست أخطاء الدوري الإنجليزي».

وأصر سكودامور في الوقت نفسه على أن الدوري الممتاز سيستمر في تنظيم بطولة قبل بداية الموسم كل عامين في الشرق الأقصى، على الرغم من علامات الاستفهام المحيطة بالملعب الذي استضاف مسابقة «باركليز آسيا» في هونغ كونغ. واعترف سكودامور بأنه يجب العمل على ضمان جودة الملاعب في المسابقات المستقبلية، مضيفا «سوف نضع معايير مهمة للغاية في ما يتعلق بجودة واستدامة الملاعب. لا أتخيل عدم تنظيم بطولة في آسيا، وكل عام نكون هناك أكون واثقا من العودة مرة أخرى. لن نزيد عدد الفرق المشاركة في تلك البطولة، لكننا ربما نلعب في أماكن أخرى مثل أفريقيا أو أميركا، أو شيء من هذا القبيل. وسيتم افتتاح ملعب مغلق في سنغافورة العام المقبل، وهو ما قد يجعلنا نلعب هناك».

على جانب آخر، أشار سكودامور إلى أن المطالب بإقامة كأس العالم 2022 في قطر خلال الشتاء بسبب درجات الحرارة العالية سيكون لها تأثير سلبي على بطولة الدوري الإنجليزي وبقية الدوريات الأوروبية. وعبر سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا)، في وقت سابق من الشهر الحالي عن مخاوفه من إقامة البطولة في الصيف، وقال إنه يجب إقامتها في الشتاء، بينما سيناقش المجلس التنفيذي للفيفا ذلك في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال سكودامور «لن أقول إنني أثق أن هذا لن يحدث، لكني سأعمل على قدر المستطاع للحصول على الدعم الكافي حتى أمنع إقامة البطولة في الشتاء». وأضاف «نريد إقامة البطولة في الصيف لأنه الوقت المناسب والمعروف للبطولة. إذا لم تكن قطر قادرة على تنظيم بطولة جيدة في الصيف في ما يتعلق بالجماهير فإنه من الأفضل إقامتها في مكان آخر في وجهة نظري المتواضعة».

وفازت قطر بحق استضافة كأس العالم لأول مرة في الشرق الأوسط بعد منافسة مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وتضمن ملف قطر بناء استادات مكيفة الهواء لمواجهة الحر الشديد المتوقع في الصيف. وسبق أن أعلنت قطر استعدادها لاستضافة البطولة في الشتاء إذا تطلب الأمر. وقال سكودامور «وجهة نظري أنه إذا لم يكن من الممكن استيفاء المعايير الخاصة براحة الجماهير، وإذا كان هذا ما يقوله بلاتر، فإنه يجب إقامتها في مكان آخر يكون مريحا للجماهير». وأضاف «عند مناقشة ملف البطولة كان يجب الحديث عن كل شيء ومن بين ذلك الأمور المتعلقة بالجماهير. ما يتردد أن اللجنة الفنية لم تكن تعلم أن الحرارة ستكون مؤثرة هو نوع من الجنون. إذا كان بلاتر قال إن البطولة (في الصيف) لن تكون جيدة للجماهير فإنه ينبغي نقلها». وتابع «العالم كله يضع مواعيده حول إيجاد شهرين كل أربع سنوات في الصيف لإقامة كأس العالم. تغيير هذه المواعيد سيتسبب في مشاكل للجميع وليس لنا فقط». وأكد سكودامور أنه من المبكر الحديث عن إمكانية رفع دعوى لتغيير موعد البطولة لكنه لم يستبعد ذلك، وقال «من المبكر جدا الحديث عن ذلك.. سنبذل قصارى جهدنا في عملنا، لكن من السابق لأوانه الحديث عن اللجوء إلى إجراء قانوني».