غوردون تايلور: الطمع وحب المال سيفقدان كرة القدم روحها

رئيس رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية يؤكد أن أنانية اللاعبين وجشع المالكين وهوس المدربين بالانتقال من ناد إلى آخر ستدمر اللعبة

TT

قال رئيس رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا غوردون تايلور، إن كرة القدم «تواجه خطر فقدان روحها» بسبب أنانية اللاعبين وجشع ملاك الأندية وهوس المديرين الفنيين بالانتقال من ناد لآخر خلال فترات قصيرة. وقد شهد الصيف الحالي عودة نفوذ اللاعبين على الأندية بشكل كبير، ويتضح هذا جليا من سلوك لاعبين بارزين مثل لويس سواريز وواين روني وغاريث بال وبابيس سيسي، كما أصبح الهم الأكبر للأندية هو تحقيق أكبر عائد مادي ممكن بغض النظر عن أي شيء آخر.

ويرى هنري وينتر، الناقد الرياضي بصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أن كرة القدم تواجه الكثير من المشكلات في الوقت الراهن، بدءا من العنصرية وحتى مشكلة تذاكر المباريات باهظة الثمن التي باتت تؤرق محبي وعشاق الساحرة المستديرة في كل مكان، ولذا لم يكن غريبا أن يشعر تايلور بهذا القدر من الإحباط والحزن. وقال تايلور: «لا يدرك اللاعبون إلى أي مدى هم محظوظون اليوم. ذهبت منذ أيام قليلة لرؤية أحد لاعبينا السابقين وهو غاري باركينسون، الذي لعب لأندية بولتون وبريستون وبيرنلي وبلاكبول وميدلسبره، وكان يعمل مع الشباب في بلاكبول بشكل دائم إلى أن أصيب بسكتة دماغية عام 2010. إنه شيء فظيع. هناك طبيب جيد يساعده على التحدث ويعمل معه باستخدام مصاصات من الجليد حتى يظل فمه مفتوحا. يستطيع غاري تحريك لسانه الآن. أود أن أقول للاعبي اليوم تعالوا معي لزيارة هذا اللاعب صباحا وسوف تقدرون ما أنتم فيه. أنتم تدينون للعبة بشكل كبير، ولستم في حاجة إلى كل هذا، فقط حاولوا أن تكونوا أكثر احترافية».

ومع ذلك، يرى تايلور أن اللعبة ما زال بها الكثير من الجوانب الإيجابية، قائلا: «عندما ترى كرة القدم وهي تساعد باركينسون تدرك أن اللعبة لم تفقد روحها بالكامل، حيث يحظى باركينسون بدعم هائل من كل الأندية التي لعب لها. الدعم الهائل الذي حصل عليه فابريس موامبا أيضا يظهر أن كرة القدم ما زال بها روح، ولكننا بحاجة إلى مزيد من القصص الخيالية مثل كيفين فيليبس الذي ما زال يتمتع بقوة هائلة وهو في الأربعين من عمره ونجح في التسجيل في المباراة الفاصلة في القسم الثاني. تكمن المشكلة في الشباب، فبدلا من التراخي وعدم القيام بأي شيء وتناول المخدرات يتعين علينا أن نرشدهم إلى طريق الرياضة، ولا سيما كرة القدم، حتى يروا فوائد روح الفريق ويستفيدوا من ذلك».

أعلن فابريس موامبا لاعب وسط نادي بولتون اعتزاله، اللعب بعد خمسة أشهر من تعرضه لتوقف قلبه خلال مباراة بكأس الاتحاد الإنجليزي. واتخذ موامبا (24 عاما) قرارا بالاعتزال «بتوصية من فريقه الطبي»، بعد مشاورات مكثفة مع أبرز متخصصي أمراض القلب في بريطانيا وأوروبا.

وقال تايلور إن احتفاظ كرة القدم الإنجليزية بشعبيتها الجارفة «شيء لا يصدق»، مضيفا أنه يتعين علينا أن نشجع الشباب على أن يسيروا على نهج كيني دافينبورت. ولمن لا يعرف دافينبورت فهو لاعب سابق في نادي بولتون واندررز، وهو صاحب أول هدف في الدوري الإنجليزي عام 1888. ومع ذلك، يعلم تايلور أن دافينبورت كان سيعاني كثيرا حتى يفهم طبيعة كرة القدم الحديثة، مضيفا: «من الصعوبة بمكان على لاعبين مثل توم فيني وجيمي أرمفيلد أن يستوعبا الملايين التي يحصل عليها لاعبو كرة القدم الآن. مهمتي أن أحمي لاعبي كرة القدم، ولكن عندما تفكر فيما يجنيه اللاعبون، تشعر أنه يتعين علينا أن نحثهم على تحمل قدر أكبر من المسؤولية لترك اللعبة في حالة أفضل مما كانت عليه عندما انضموا إليها، وأن يقتدوا بشخصية مثل كيني دافينبورت».

واستطرد رئيس رابطة اللاعبين المحترفين في حديثه قائلا: «ما حصل عليه توم فيني أسطورة بيرستون نورث آند والمنتخب الإنجليزي، طوال مسيرته في عالم الساحرة المستديرة أقل من الراتب الأسبوعي لأي لاعب في الوقت الحالي، في تناقض واضح لما قدمه هو وما يقدمه لاعبو اليوم. العام القادم سيشهد مرور 100 عام على الحرب العالمية الأولى التي أودت بحياة كثيرين من لاعبي كرة القدم. حان الوقت لأن نعرف أن كرة القدم رياضة للمتعة ولديها مسؤولية اجتماعية كبيرة تتمثل في توحيد الناس في عالم مليء بالتوترات الاقتصادية والطائفية والدينية والسياسية. علينا أن نكون مثلا وقدوة كما هو الهدف من الألعاب الأوليمبية وغيرها من المسابقات الرياضية. في الحقيقة، يجب أن تعمل كرة القدم بكل قوة لرسم البسمة على وجوه الناس، وألا يكون همها الأول والأخير هو المال».

ووجه تايلور تحذيرا للدوري الإنجليزي الممتاز قائلا: «كل شيء مهدد بأن يفقد روحه لو استمرت ثقافة البيع والانتقال لأعلى سعر. كرة القدم لديها واجب كبير في الحفاظ على روح اللعبة. عندما تجذب هذه الجزيرة الصغيرة أعلى معدل مشاهدة في العالم فهذا شيء غير عادي، ولكن هذا لا يعني أننا نملك الحق الإلهي في هذه الرياضة الهامة». وأشار تايلور إلى أن عشاق اللعبة يستحقون معاملة أفضل، مضيفا: «المشجعون هم روح اللعبة، ويتعين علينا أن نتأكد من عدم تهميشهم وتنفيرهم من اللعبة». وقال تايلور إنه يتعين على الرئيس الجديد للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم جريج دايك أن «يعمل بجدية - مع الدوري الإنجليزي والمؤسسات التابعة للكرة الإنجليزية - على ضمان تمثيل مشجعي كرة القدم على النحو الأمثل وأن يحصل هؤلاء المشجعون على تخفيضات في تذاكر المباريات الخارجية بدلا من زيادتها».

وأشار رئيس رابطة اللاعبين المحترفين إلى أن المنتخب الإنجليزي لا يحظى بالدعم الكافي من جانب الأندية، مضيفا: «عندما أرى معدل التغيير السريع في المديرين الفنيين وملاك الأندية وهم يسعون لتحقيق النجاح بسرعة جنونية ورغبتهم في التعاقد مع اللاعبين الجاهزين وعدم الصبر على المواهب الشابة، عندما أرى كل هذا أشعر بقلق بالغ على مستقبل المنتخب الإنجليزي. قام نادي سندرلاند، على سبيل المثال، بتغيير لاعبيه بالكامل، بالاستعانة بشبكة من وكلاء اللاعبين، من دون إعطاء أي فرصة للناشئين. علينا أن ننظر إلى ألمانيا في طريقة تعاملها مع ميزانيات الأندية وطريقة تنمية المواهب الشابة. في الحقيقة، يعد قانون اللعب المالي النظيف خطوة هامة على الطريق الصحيح».

وأضاف تايلور: «أتمنى أن نكون قادرين على التطور. أنا لا أعرف السبب الذي لا يجعل الدوري الإنجليزي الممتاز يجبر الأندية على إشراك عدد معين من اللاعبين الشباب، بغض النظر عن جنسيتهم، شباب في المرحلة السنية بين 16 و21 عاما. نحن بحاجة إلى الإبقاء على المديرين الفنيين لفترات أطول، ونفس الأمر ينطبق على المديرين الفنيين لفرق الشباب. ولكي نعرف أهمية ذلك، علينا أن ننظر للتجربة الرائعة للسير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد، على عكس ناد مثل بلاكبيرن الذي غير عددا هائلا من المديرين الفنيين والمديرين التنفيذيين. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف نتوقع من أي شخص أن يحقق النجاح في بيئة غير مستقرة؟».