بايرن يبدأ رحلة الدفاع عن اللقب بصحبة غوارديولا.. وسان جرمان وموناكو يستعدان لـ«التهام الفقراء»

بطولتا الدوري في ألمانيا وفرنسا تنطلقان اليوم بوجوه جديدة

TT

يسدد بايرن ميونيخ حامل اللقب ضربة بداية الموسم الجديد للدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) رسميا اليوم عندما يلتقي فريق جوسيب غوارديولا الفائز بثلاثية تاريخية في الموسم الماضي مع بوروسيا مونشنغلادباخ في الجولة الأولى من المسابقة.

وجمع بايرن ميونيخ ومونشنغلادباخ 28 لقبا للبوندسليغا فيما بينهما، بواقع 23 لقبا لبايرن وخمسة ألقاب لغلادباخ. ولكن العالم كله يتطلع إلى بايرن، حيث إن المباراة الافتتاحية للدوري الألماني يتم نقلها عبر شاشات التلفاز في نحو 200 دولة، حيث ينتظر الكثيرون معرفة مصير الفريق تحت قيادة غوارديولا الذي خلف يوب هايكس في منصب المدير الفني. وفي ظل وجود كوكبة من النجوم، فإنه من غير المعلوم هوية التشكيل الذي سيدفع به غوارديولا اليوم على ملعب أليانز أرينا، ولكن شيئا واحدا مؤكدا بالنسبة لغوارديولا، وهو أنه ينبغي على الجماهير أن تتعامل مع الأمور رويدا رويدا.

وقال غوارديولا «نريد أن نتحرك خطوة خطوة، الجماهير تعتقد أننا سنفوز في كل مباراة 7-صفر، ولكن هذا ليس ممكنا». وقام غوارديولا (42 عاما) المدرب السابق لبرشلونة الإسباني، بتغيير طريقة لعب بايرن من 4-2-3-1 إلى 4-1-4-1، وأبدى صانع اللعب الفرنسي المذهل فرانك ريبيري إعجابه بهذا التغيير الفني. وقال ريبيري إن «الطريقة الجديدة تجعل من الصعب توقع أدائنا أكثر من أي وقت مضى، يمكننا تغيير خطتنا في منتصف المباراة أو يمكن أن يتبادل لاعبون المراكز من أجل تسليط المتاعب على صفوف المنافسين». ومع كل هذه التغييرات فإنه من الطبيعي أن يتعثر بايرن قليلا خلال مرحلة الإعداد، حيث فاز الفريق على هامبورغ 4-صفر وعلى غلادباخ 5-1 في كأس تيليكوم الشهر الماضي، ولكن الفريق فاز 2-صفر على برشلونة، الذي غاب عنه مجموعة كبيرة من نجومه، بينما خسر الفريق على يد بوروسيا دورتموند في كأس السوبر الألمانية.

ولكن ما زال بايرن ميونيخ يمتلك هدفا محددا يتمثل في الفوز بأقصى قدر ممكن من الألقاب. وأوضح ريبيري أنه «أولا نريد الفوز بلقب البوندسليغا مجددا، هذه هي أولويتنا، حتى نظهر مرة أخرى أننا رقم واحد في ألمانيا». وأضاف: «نريد أن نصل إلى أبعد مدى في دوري أبطال أوروبا أيضا، سيكون الأمر صعبا لأن الكثير من الفرق متعطشة جدا وقامت بتعزيز صفوفها، ولكن من دون شك لدينا القدرة على الوصول إلى أقصى حد ممكن».

ومع ذلك يشهد التاريخ على تعثر بايرن أمام غلادباخ، حيث حقق الفريق انتصارين فقط وتعادل الفريقان معا مقابل فوزين لغلادباخ في آخر سبع مباريات جمعت بينهما منذ أبريل (نيسان) 2010. ويدخل غلادباخ المباراة أمام بايرن بمعنويات منخفضة بعد خروجه من الدور الأول لبطولة كأس ألمانيا على يد دارمستادت المنافس بدوري الدرجة الثالثة بنتيجة 4-5 بضربات الجزاء الترجيحية.

من ناحية أخرى، فإن بوروسيا دورتموند الفائز بلقب الدوري الألماني عامي 2011 و2012، يتم اعتباره المنافس الوحيد لبايرن ميونيخ على اللقب. ويستهل دورتموند مشواره في الموسم الجديد بمواجهة أوغسبورغ بعد الفوز على فيلهيلمسهافن 3-صفر في كأس ألمانيا. ولم يتضح بعد ما إذا كان الوافد الجديد هنريك مختريان جاهزا للمشاركة مع دورتموند في مباراته غدا مع أوغسبورغ. بينما ينطلق الموسم بالنسبة لباير ليفركوزن عبر ملاقاة فرايبورغ غدا. ويشهد يوم غد أيضا مباريات هانوفر مع فولفسبورغ وهوفنهايم مع نورنبرغ وهرتا برلين مع واينتراخت فرانكفورت وواينتراخت براونشفيغ مع فيردر بريمن. وتمتد مباريات المرحلة الأولى من البوندسليغا إلى يوم الأحد حيث يلتقي شتوتغارت مع ماينز وشالكه مع هامبورغ.

* الدوري الفرنسي عرفت الكرة الفرنسية في السنوات الماضية تراجعا جماهيريا كبيرا مقارنة مع جيرانها في أوروبا الغربية، لكن يبدو أن الاستعراض في طريقه للعودة بفضل ملايين قطرية وروسية تم ضخها في ناديي باريس سان جرمان حامل لقب الدوري وموناكو الصاعد من الدرجة الثانية. صحيح أن الجمالية كانت غائبة عن الدوري الفرنسي لكرة القدم الذي ينطلق اليوم بمباراة باريس سان جرمان حامل اللقب ومضيفه مونبلييه حامل لقب 2012، إلا أن المنافسة كانت شديدة لإحراز لقب «ليغ 1»، فتوجت ستة أندية مختلفة في السنوات الست الأخيرة.. فبعد سلسلة ليون السباعية بين 2002 و2008، تناوبت أندية بوردو ومرسيليا وليل ومونبلييه وسان جرمان على إحراز اللقب. وباستثناء فورة ليون في الألفية الجديدة، لم ينجح أي فريق في الدفاع عن لقبه منذ مرسيليا عام 1992. تغير المشهد قبل سنتين مع شراء شركة قطرية نادي العاصمة باريس سان جرمان، ثم دخول الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف على خط إمارة موناكو، مما دفع كثيرين إلى التساؤل عن إمكانية مبارزة ثنائية هذا الموسم تقتصر على سان جرمان وموناكو، على غرار بطولة إسبانيا الحائرة بين برشلونة وريال مدريد.

يقول رئيس مرسيليا فنسان لابرون: «لا يمكننا المنافسة مع باريس سان جرمان وموناكو عندما يتعلق الأمر باستقدام اللاعبين، لذا نركز على السوق الفرنسية. نريد أن نحذو حذو بوروسيا دورتموند. أصبح الأخير بطلا لألمانيا عندما لم يمتلك قدرات بايرن ميونيخ المالية». عندما تواجه باريس سان جرمان مع موناكو في نهائي كأس فرنسا 2010، كانت مباراة بين فريقين في منتصف لائحة الدوري، واحتاج فريق العاصمة إلى هدف في الوقت الضائع ليحرز اللقب، لكن الآن تغير الموقف وأصبحا قوة ضاربة. وقال رئيس سان جرمان القطري ناصر الخليفي أخيرا إن «النادي ينمو بسرعة كبيرة. لا يمكن إيقافنا. سنستمر في بناء فريقنا ونادينا لنصبح قوة أوروبية ضاربة في السنوات المقبلة».

وتبلغ ميزانية سان جرمان في النسخة الحالية نحو 400 مليون يورو، أي أكثر من ميزانيات موناكو ومرسيليا وليون معا. وسجل النادي الأزرق والأحمر صفقة مدوية من خلال التعاقد مع هداف نابولي والدوري الإيطالي الدولي الأوروغوياني أدينسون كافاني مقابل 64 مليون يورو. واحتفظ سان جرمان الذي أحرز لقب الدوري للمرة الثالثة في تاريخه ولأول مرة منذ 1994، بقائد هجومه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أفضل لاعب في الدوري الأخير، وقلب الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا المطارد من برشلونة، كما ضم قلب الدفاع الشاب البرازيلي ماركينيوس من روما الإيطالي مقابل 35 مليون يورو.

من جهته، غاب موناكو عن الدرجة الأولى لسنتين، لكنه عاد مدججا بثروة ريبولوفليف، ونجح الأخير بعقد صفقة مدوية من خلال التعاقد مع «النمر» الكولومبي راداميل فالكاو من أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 60 مليون يورو، وأنفق 150 مليون يورو لضم الكولومبي جيمس رودريغيز والبرتغالي جواو موتينيو والبرتغالي ريكاردو كارفاليو وأريك أبيدال وجيريمي تولالان. ولن يخوض فالكاو أي مسابقة أوروبية مع فريقه الجديد على ملعب «لويس الثاني» «البارد»، بعدما ألهب جماهير مدريد وقاد أتلتيكو إلى لقب الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) 2011 بتسجيله 17 هدفا ثم عام 2012 عندما سجل 12 هدفا بينها ثنائية في النهائي، وسجل أكثر من 50 هدفا في آخر موسمين في الدوري الإسباني.

واعتبر مدرب موناكو الإيطالي كلاوديو رانييري أن تخمة النجوم ستكون جيدة للدوري، قائلا: «الأندية القادرة على ضخ المال لجلب أكبر النجوم، سترفع من مستوى الدوري بشكل عام.. مع فالكاو سنبدأ مبارياتنا متقدمين بهدف». لكن موناكو يتعرض لانتقادات داخلية لاستفادته من قانون الضرائب في الإمارة خلافا للأندية الـ19 الأخرى، وهو مهدد بخصم نقطتين من رصيده بعد أحداث شغب في مباراة له أواخر الموسم الماضي.

وستتركز الأنظار على الفريق الجنوبي مرسيليا الذي استقدم الجناح المتألق ديمتري باييت من ليل وهو يعتمد على مهاجمه بيار أندريه جينياك، وليون الذي عانى مشاكل مالية وخسر لاعبيه البرازيلي ميشال باستوس والأرجنتيني ليساندرو لوبيز إلى منطقة الخليج.

ويلعب غدا بورودو مع موناكو وليل مع لوريان وليون مع نيس ونانت مع باستيا ورين مع ريمس وفالنسيان مع تولوز وإيفيان مع سوشو، والأحد أجاكسيو مع سانت إتيان وغانغان مع مرسيليا.