بطولة العالم لألعاب القوى تنطلق اليوم في موسكو.. والشباب سمة بارزة في المشاركة العربية

2000 رياضي من 206 دول يتنافسون في 47 سباقا.. وبولت جاهز لحصد الذهب

TT

تتجه أنظار العالم اليوم إلى العاصمة الروسية موسكو التي تستضيف النسخة الرابعة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى بمشاركة ما يقرب من 2000 لاعب ولاعبة من 206 دول يتنافسون في 47 سباقا ومسابقة وفي غياب عدد من أبرز النجوم بسبب الإصابة أو المنشطات. وتعتبر البطولة أول حدث رياض بارز ينظم في موسكو منذ دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1980، قبل أن تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014 في سوتشي على البحر الأسود ومن ثم نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2018.‏ ويفرض العداء الجامايكي أوساين بولت نفسه بقوة في هذه البطولة، فيما تشهد المشاركة العربية تركيزا على الرياضيين والرياضيات الشباب على أمل إعداد جيل واعد يقول كلمته في النسخ المقبلة. ويبدو بولت مرشحا بقوة لتكرار ثلاثيته في دورتي الألعاب الأولمبية في بكين 2008 ولندن 2012 وبطولة العالم في برلين 2009 (سباقات 100م و200م والتتابع 4 مرات 100م، علما أنه يحمل أرقامها القياسية: 3 في بكين ورقمان في برلين)، بالنظر إلى خلو ساحة المنافسة من العدائين الشرسين والعنيدين له وهم مواطناه يوهان بلايك بطل العالم في النسخة الأخيرة في دايغو 2011 الذي لم يتعاف جيدا من إصابة في الركبة، واسافا باول والأميركي تايسون غاي بسبب تناول المنشطات.

ووحدها انطلاقة خاطئة مثلما حصل قبل عامين، بإمكانها حرمان الإعصار الجامايكي من استعادة لقبه العالمي في سباق 100م وفرض نفسه أسرع رجل في العالم في الأعوام الخمسة الأخيرة، وهو أمر مستبعد نسبيا كون بولت نفسه أكد أنه استفاد من كبوة دايغو وأن شغله الشاغل هو تحسين انطلاقته. وأشار بولت إلى أن مصدر القلق الرئيس بالنسبة إليه مع اقتراب البطولة هو الانطلاقة، وهو الهم الذي يطارده طيلة مسيرته الاحترافية. وقال «أحتاج إلى العمل مع مدربي من أجل تحسين الانطلاقة والعمل على أن تكون سريعة وليست بطيئة جدا»، مضيفا «لكن مدربي يقول لي بأنني لست من العدائين الذين يملكون انطلاقة جيدة وأنه يتعين علي التركيز على الركض فقط. أنا أعرف ما الخطأ الذي ارتكبته في بطولة العالم الأخيرة وهو ما دفعني إلى الانطلاق بشكل جيد للغاية في دورة الألعاب الأولمبية». وأردف قائلا: «أنا لست قلقا لأن أفكاري مختلفة دائما، وتكون أفضل في البطولات الكبرى».

وسيكون بولت في منافسة مع نفسه في سباق 100م كونه يتفوق على جميع منافسيه في مختلف المجالات سواء من حيث الأرقام أو الاستعدادات البدنية والمعنوية خصوصا مواطنه كارتر والأميركي جاستن غاتلين. ويملك بولت أفضل توقيت هذا الموسم في سباق 100 م وهو 85.‏9 ثوان وسجله في لقاء لندن مقابل 87.‏9 لكارتر و9.89 لغاتلين، والأمر ذاته في سباق 200م حيث يملك 73.‏19 ثانية مقابل 19.79 ث لمواطنه وزميله في التدريبات وارين وير و86.‏19 ث للأميركي ايسياه يونغ.

وتابع بولت «أريد أن أفوز بكل سباق أخوضه وسباقا 100م و200م في موسكو سيكونان الأهم لي هذا العام، ولذلك أنا أعمل جاهدا وبعناء كبير مع مدربي من أجل رفع حظوظي في تحقيق ذلك». وختم «موسمي رائع جدا ومستواي يتحسن كل أسبوع. حتى الآن أنا في حالة جيدة، تركيزي وأحاسيسي وتدريباتي جيدة جدا وأنا مستعد لخوض التحدي». لكن التحدي الأبرز لبولت هو تلميع صورة ألعاب القوى الجامايكية خصوصا وأم الألعاب عموما بعدما تلطخت بالمنشطات في الأشهر الأخيرة.

وشهدت الأسابيع الأخيرة ضربات موجعة لألعاب القوى تمثلت في الكشف عن تناول عدائين بارزين مواد منشطة أبرزهم غاي وباول أبرز المنافسين لبولت على ذهب سباقات السرعة، كما أن الدولة المضيفة لم تسلم من الإحراج بعدما ثبت تناول 40 عداء وعداءة مواد منشطة تم استبعادهم، ما دفع البعض إلى المطالبة بسحب شرف الاستضافة من روسيا. ولم تكن حال ألعاب القوى التركية أفضل واستبعد الاتحاد المحلي 31 عداء وعداءة ما دفع رئيس الاتحاد الدولي السنغالي لأمين دياك إلى مطالبة الحكومة التركية بضرورة التشديد في محاربة المنشطات التي قد تكلفها غاليا وتخرج إسطنبول خالية الوفاض من سباق استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2020. لكن الأنظار تحولت 180 درجة عن روسيا وتركيا في الأسابيع الأخيرة لتركز على سقوط غاي وباول صاحبي ثاني ورابع أفضل توقيت في التاريخ في سباق 100م في فخ المنشطات.

ودافع بولت الذي سيحتفل بعيد ميلاده السابع والعشرين في أغسطس (آب) الحالي، عن نفسه مطالبا بعدم الشك في كونه نظيفا من المنشطات. وقال بولت في أواخر يوليو (تموز) «منذ متى وأنتم تتعقبون أوساين بولت؟»، مضيفا «منذ عام 2008؟ إذا كنت تراقبونني منذ عام 2002 فكما تعلمون لقد قمت بإنجازات خارقة منذ كان عمري 15 عاما. لقد حطمت جميع الأرقام القياسية التي من الممكن تحطيمها. لقد أظهرت على مر السنين أنني كنت دائما رائعا».

ولن يكون بولت المستفيد الوحيد من «غشاشي المنشطات»، بل هناك الأميركية اليسون فيليكس صاحبة 10 ميداليات عالمية (8 ذهبيات وفضية وبرونزية) التي تخلصت من الجامايكية فيرونيكا كامبل براون بطلة العالم وأولمبياد لندن في سباق 200م والتي كانت بين المجموعة الجامايكية من 5 رياضيين سقطوا في فخ المنشطات.

وسيستأثر البريطاني مو فرح بالاهتمام في مونديال موسكو بعد إنجازه الرائع في أولمبياد لندن عندما توج بلقبي 5 آلاف م و10 آلاف م، بالإضافة إلى تألقه الكبير هذا الموسم الذي شهد تحطيمه للرقم القياسي البريطاني في سباق 1500م في لقاء موناكو والذي كان بحوزة ستيف كرام منذ 28 عاما. واعترف مو الصومالي المولد (30 عاما) بأنه على الرغم من مستواه الكبير فإن تحقيق ثنائية 5 آلاف م و10 آلاف م سيكون صعبا في موسكو، وقال «بطبيعة الحال، فإن تحقيق هذا الإنجاز في بطولة العالم سيكون صعبا للغاية»، مضيفا «المنافسة ستكون شرسة مرة أخرى، وسأحتاج إلى أن أكون في مستواي إن لم يكن أفضل مما كنت عليه قبل 12 شهرا». وتطمح الروسية ييلينا ايسينباييفا إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور للظفر بذهبية مسابقة القفز بالزانة لإسدال الستار على مسيرتها الرائعة التي تضمنتها لقب بطلة العالم مرتين والألعاب الأولمبية مرتين بالإضافة إلى الرقم القياسي العالمي في المسابقة.

* المشاركة العربية يبدو أن الاتحادات العربية تعلمت الدرس من النسخة الأخيرة في دايغو قبل عامين باعتمادها على رياضيين ورياضيات من الشباب في سعيها إلى إعداد جيل واعد يقول كلمته في الأعوام المقبلة. وكانت ألعاب القوى العربية حصدت ثاني أسوأ غلة لها في تاريخ مشاركاتها في بطولات العالم في دايغو باكتفائها بفضيتين يتيمتين في سباقي 800م عبر السوداني أبو بكر كاكي الذي دون اسم بلاده للمرة الأولى في سجلات بطولات العالم، و3 آلاف م موانع عبر التونسية حبيبة لغريبي التي منحت بلادها ميداليتها الثانية بعد برونزية حاتم غولة في سباق 20 كلم مشيا في نسخة أوساكا 2007. وكانت أسوأ غلة عربية في النسخة الأولى في هلسنكي عندما اقتصرت على برونزية سباق 1500م بواسطة المغربي سعيد عويطة.

ولن تخرج الغلة العربية عن هذا الإطار في النسخة الحالية بسبب غياب النجوم على قلتهم ويبقى أبرزهم القطري معتز برشم في الوثب العالي ويوسف مسرحي في سباق 400م، بالإضافة إلى بعض المخضرمين أبرزهم المغربي جواد غريب بطل العالم في الماراتون عامي 2003 و2005، ومواطنه عبد العاطي ايغيدير صاحب برونزية سباق 1500م في أولمبياد لندن، والبحرينية مريم جمال بطلة العالم عامي 2007 و2009 في سباق 1500م، والتونسي حاتم غولة.

ويحلم الجميع بتكرار إنجاز معتز والحصول على ميدالية ذهبية كما فعل ببطولة العالم للناشئين في مونكتون 2010، وعلى الرغم من معاناته من الإصابة التي تعرض لها في الظهر قبل فترة، فإن نجاحه في الحصول على المركز الثالث في لقاء لندن ضمن الدوري الماسي في 27 يوليو الماضي يزيد من آمال منافسته على إحدى الميداليات. وكان النجم القطري سجل أفضل رقم في مسابقة الوثب العالي في الهواء الطلق منذ عام 2000 وقدره 40.‏2م في لقاء يوجين الأميركي، محسنا فيه رقمه السابق وهو 2.39م. كما خطف المركز الأول أيضا في لقاء شنغهاي، المرحلة الثانية من الدوري الماسي، بتسجيله 33.‏2م.

في المقابل، يحمل غريب وايغيدير مشعل ألعاب القوى المغربية بهدف تلميع صورتها التي تضررت كثيرا في الأعوام الأخيرة بسبب المنشطات آخرها فضيحة دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة. وأوضح أحمد الطناني المدير الفني للمنتخب المغربي الذي يشارك بـ21 عداء وعداءة أن الأخير يعول على خبرة غريب وايغيدير «للعودة إلى منصة التتويج بعد غيابنا عنها في النسختين الأخيرتين». وأضاف «أن العدائين المغاربة استعدوا بشكل جيد لبطولة العالم، سواء في الأكاديمية الدولية محمد السادس، أو في مركز ألعاب القوى في الرباط»، مشيرا إلى أن الهدف أيضا هو تأهل أكبر عدد من العدائين والعداءات إلى الأدوار النهائية لبعض المسافات «لأن ذلك سيكون إنجازا في حد ذاته».

ولا تختلف حال تونس لأنها تعتمد على خبرة عداء 20 كلم مشيا حاتم غولة في ظل غياب لغريبي بسبب الإصابة. وتشارك الجزائر بـ11 رياضيا بينهم ثلاث عداءات تتقدمهن المخضرمة بايا رحولي (الوثب الطويل). ويغيب العداء توفيق مخلوفي بطل أولمبياد لندن في سباق 1500م بسبب إصابته بالالتهاب الكبدي وابتعاده عن المسابقات منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي. وأوضح الاتحاد أنه لا يعول على أي نتيجة إيجابية في موسكو خاصة بعد انسحاب مخلوفي، لافتا إلى أن الرياضيين الـ11 يهدفون إلى تحسين أرقامهم الشخصية.

* حصيلة الميداليات العربية في الدورات السابقة

* فيما يلي الميداليات العربية في تاريخ بطولة العالم لألعاب القوى منذ عام 1983 في هلسنكي:

* هلسنكي 1983: المغربي سعيد عويطة برونزية في سباق 1500م

* روما 1987: الصومالي عبدي بيل ذهبية سباق 1500م المغربي سعيد عويطة ذهبية سباق 5 آلاف م الجيبوتي أحمد صلاح فضية سباق الماراثون.

* طوكيو 1991: الجزائري نور الدين مرسلي ذهبية سباق 1500م الجزائرية حسيبة بولمرقة ذهبية سباق 1500م المغربي إبراهيم بوطيب برونزية سباق 5 آلاف م المغربي خالد السكاح برونزية سباق 10 آلاف م الجيبوتي أحمد صلاح فضية سباق الماراثون الجزائري عز الدين براهمي برونزية سباق 3 آلاف م موانع

* شتوتغارت 1993: الجزائري نور الدين مرسلي ذهبية سباق 1500م الصومالي عبدي بيل برونزية سباق 1500م الجزائرية حسيبة بولمرقة برونزية سباق 1500م

* غوتبورغ 1995: الجزائري نور الدين مرسلي ذهبية سباق 1500م الجزائرية حسيبة بولمرقة ذهبية سباق 1500م السورية غادة شعاع ذهبية السباعية المغربي هشام الكروج فضية سباق 1500 المغربي خالد بولامي فضية سباق 5 آلاف م المغربي خالد السكاح فضية سباق 10 آلاف م المغربية زهرة واعزيز برونزية سباق 5 آلاف م السعودي سعد الشمري برونزية سباق 3 آلاف موانع

*أثينا 1997: المغربي هشام الكروج ذهبية سباق 1500 م المغربية نزهة بدوان ذهبية سباق 400م حواجز المغربي خالد بولامي فضية سباق 5 آلاف م المغربي صلاح حيسو برونزية سباق 10 آلاف م المغربية زهرة واعزيز فضية سباق 5 آلاف م

* اشبيلية 1999: المغربي هشام الكروج ذهبية سباق 1500 م المغربي صلاح حيسو ذهبية سباق 5 آلاف م المغربية نزهة بدوان فضية سباق 400 م حواجز المغربي علي الزين برونزية سباق 3 آلاف م موانع الجزائري جابر سعيد القرني برونزية 800 م السورية غادة شعاع برونزية السباعية

* ادمونتون 2001: المغربي هشام الكروج ذهبية سباق 1500 م المغربية نزهة بدوان ذهبية سباق 400 م حواجز المغربي علي الزين فضية سباق 3 آلاف م موانع.

* باريس 2003: الجزائري سعيد جابر القرني ذهبية 800 م المغربي هشام الكروج ذهبية سباق 1500م المغربي جواد غريب ذهبية سباق الماراثون القطري سيف سعيد شاهين ذهبية سباق 3 آلاف م موانع المغربي هشام الكروج فضية سباق 5 آلاف م.

* هلسنكي 2005: البحريني رشيد رمزي ذهبية سباق 800 م البحريني رشيد رمزي ذهبية سباق 1500م القطري سيف سعيد شاهين ذهبية سباق 3 آلاف م موانع المغربي جواد غريب ذهبية سباق الماراثون المغربي عادل الكاوش فضية سباق 1500 م المغربية حسناء بنحسي فضية سباق 800م.

* أوساكا 2007 البحرينية مريم يوسف جمال ذهبية سباق 1500 م البحريني رشيد رمزي فضية سباق 1500 م القطري مبارك حسن الشامي فضية سباق الماراثون المغربية حسناء بنحسي فضية سباق 800م التونسي حاتم غولة برونزية سباق 20 كلم مشيا.

* برلين 2009: البحريني يوسف سعد كامل ذهبية سباق 1500م البحرينية مريم يوسف جمال ذهبية سباق 1500م البحريني يوسف سعد كامل برونزية سباق 800م القطري جيمس كواليا كروي برونزية سباق 5 آلاف م.

* دايغو 2011: السوداني أبو بكر كاكي فضية سباق 800م التونسية حبيبة لغريبي فضية سباق 3 آلاف م موانع.