ديل بييرو: رحيلي عن اليوفي كان دراميا.. وتمنيت اللعب إلى جانب ميسي

أكد أنه يشعر بالامتنان لزملائه الذين رفضوا ارتداء القميص رقم 10 بعد انتقاله

TT

انتهى مران فريق سيدني الأسترالي في مدينة جيسولو القريبة من فينسيا، حيث يقيم معسكره، وغادر اللاعبون المكان، لكن عددا كبيرا من الجماهير كانت تنتظر بلهفة لرؤية نجمها المحبوب أليساندرو ديل بييرو، وظل النجم الفذ ينشر السعادة بين الجماهير من خلال توقيعه على الأوتوغرافات لفترة طويلة من الوقت، قبل أن يلحق بفريقه في الفندق الذي يقيم به، ولا شك أن ما تشهده مدينة جيسولو من تدفق شبه يومي للجماهير لرؤية نجم اليوفي السابق ديل بييرو يؤكد شعبية هذا اللاعب المتميز والعلاقة الرائعة التي تربط الجماهير بديل بييرو الإنسان واللاعب على حد سواء، وكانت السعادة تبدو على وجه ديل بييرو وهو يجلس في أحد المقاهي يحتسي القهوة ويتحدث معنا عن علاقته بالجماهير والحب المتبادل معهم.

* ديل بييرو، فلتخبرنا بالحقيقة، هل تنوي أن تصبح وزيرا للسياحة بعد زيادة الإقبال على جيسولو لهذه الدرجة؟

- لقد قام الجميع بعمل رائع، ولا أقول ذلك لأن الفضل الأول يعود إلى شقيقي ستيفانو، فقد تم تنظيم كل شيء بكل تفاصيله في وقت قصير للغاية، وكان هناك تعاون من كل الهيئات، ومن الصعب أن يحدث انسجام وتعاون بهذه السرعة وهذا الشكل التلقائي، لكن الجميع قاموا بواجبهم وكان هذا أيضا سببا في النجاح.

* هل كانت مباراة بادوفا بحضور والدتك في المقصورة هي فصل الختام ونهاية الرحلة؟

- كانت النهاية الطبيعية لمسار طويل، وكان من الرائع أن أعود إلى أبياني حيث لعبت وأنا طفل صغير.

* هل افتقدت والدك جينو بشكل خاص هذه الأيام؟

- إنني أفتقده دائما، لكنني كنت أفكر فيه بصورة أكبر في بعض المواقف، وحدث هذا عندما تم إطلاق اسمي على جزء كبير من الطريق الموازي للبحر، وعرضوا بعض الصور عن حياتي في التلفزيون، وكان والدي موجودا بإحدى هذه الصور.

* سار معسكر سيدني باحترافية إيطالية (تدريبات على فترتين واهتمام كبير بالتفاصيل)، ولكن بعقلية أسترالية (جولات وأوقات ترفيه)، فهل من الممكن أن نفكر بهذه الطريقة في إيطاليا؟

- لا أعتقد، إن الأندية الكبرى تتبع المنطق القديم، لكن الأندية في الدرجات الأقل ربما بدأت بالفعل تغير من أسلوبها، وأنا أثق في المدربين الشباب وأرى أن اللاعبين يجب أن يتحملوا المسؤولية.

* لن يمكنك خلال الموسم الحالي أن ترفض شارة قائد فريق سيدني مثلما فعلت الموسم الماضي.

- إنهم يلحون من أجل منحها لي، لكنني أحب الحفاظ على توازن الفريق، وسأكون سعيدا بارتداء شارة القائد، لكنني سأتحدث أولا مع زملائي بالفريق ولن يتغير التزامي وعملي من أجل الفريق على أي حال.

* ما المسلمات والأفكار القديمة التي تجعل الكرة الإيطالية رهينة لديها؟

- لم يعد هناك ما يمكن اكتشافه، وينبغي أن ننظر إلى ما فعلته إنجلترا في آخر 15 عاما، وكذلك ألمانيا. لقد قاموا ببناء أو تحديث الاستادات، وحل مشكلة الأمن وعملوا على نشر ثقافة الرياضة، ويوجد في الدول الأخرى التزام بالقواعد وعقوبات مؤكدة يتم تطبيقها ونزاهة كبيرة، لقد أفلس نادي رينجرز غلاسكو، وهو نادٍ تاريخي عريق، ولم يقم أحد بإعادته، وفي إيطاليا أضعنا فرصة مونديال 1990، ونحتاج الآن إلى تحول جذري في المنظومة الكروية.

* هل ستقرر في شهر سبتمبر (أيلول) حقا ما إذا كنت ستستمر في اللعب؟

- لم أقل في الحقيقة سوى أنني سأتخذ قراري بعد أعياد الميلاد، أي ما بين 26 ديسمبر (كانون الأول) ومنتصف أغسطس (آب). وأعتقد على أي حال أن يناير (كانون الثاني) أو فبراير (شباط) هو الوقت المناسب لأتحدث مع نفسي قليلا.

* وهل ستستمع أكثر لصوت العقل أم الجسد؟

- كلاهما بالضرورة.

* بعد عام على رحيلك عنه، ألم تتساءل إن كنت قد أخطأت في شيء مع اليوفي؟

- لم أطرح هذا السؤال على نفسي.

* بعد رحيلك عن اليوفي، ظهر ما يشبه الحرب بين مؤيدي ديل بييرو ومؤيدي أنيللي، فهل كان ذلك حتميا؟

- هناك تفاصيل عدة تتعلق بهذه المسألة، لقد كان رحيلي عن اليوفي دراميا وخلف وراءه جدلا لا يمكن تجنبه، وأنا لا أرغب في إحداث أي انقسامات، فمن يشجع اليوفي يمكنه أيضا تشجيع سيدني.

* أصبح القميص رقم 10 حاليا هو قميص تيفيز، وقال فيدال إن «هذا القميص سيظل قميص ديل بييرو إلى الأبد».. فلم يرغب أي من زملائك القدامى في اليوفي في ارتداء هذا القميص.

- كان هذا أكبر عرفان بالجميل من جانبهم، وأشكر فيدال وبيرلو وماركيزيو وبوفون وكل مَن كانوا يستطيعون ارتداء هذا القميص. وأبتسم في داخلي من فرط السعادة.

* لقد حققتَ لقب الدوري مرتين متتاليتين مع اليوفي (بالإضافة إلى مرتين أخريين تم فيهما سحب اللقب بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج)، ولكنك لم تصل أبدا إلى ثلاثة ألقاب متتالية.. فلماذا كان هذا الأمر صعبا؟

- كان فريق اليوفي في الماضي يضع دوري الأبطال ضمن أهدافه، وهي بطولة تستنفد كثيرا من الجهد، وتحتاج إلى عدد كبير من اللاعبين، والآن يوجد لاعبان في كل مركز ويمتلك اليوفي حاليا ستة مهاجمين، وهناك مساحة كبيرة للاختيار، وفي ظل هذا التنوع يستطيع اليوفي أن يحاول الفوز باللقب الثالث على التوالي، وأيضا الفوز بدوري أبطال أوروبا، وكنا نحن في كثير من الأحيان نشعر دون قصد بأن لدينا وقتا لتعويض ما خسرناه في الدوري المحلي ثم نكتشف أن هذا ليس صحيحا.

التقى المنتخب الإيطالي مع البابا فرانشيسكو الذي وجه رسالة مهمة: «يجب أن تكونوا بشرا قبل أن تكونوا نجوما».

- يكشف بابا فرانشيسكو عن مشاعر إنسانية راقية للغاية، وقد نجح في وقت قصير في حصد إعجاب الجميع.

* أنتَ الآن في سيدني، وبالمصادفة يلعب في الوقت نفسه كل من اليوفي والميلان وريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وتشيلسي وبايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان وموناكو.. فأي مباراة ستشاهدها؟ وأي مباراة ستسجلها؟ وما المباريات التي ستسأل عن نتيجتها فقط؟

- إذا حدث شيء مثل هذا سأستعد بثلاث أجهزة تلفزيون وجهازي تسجيل فيديو، فهذه المباريات جميعها تستحق المشاهدة، سواء لتاريخها العريق أو لتطور الفرق حديثا، إنني من أشد المعجبين بفريق بروسيا دورتموند، فعندما كان يصارع للنجاة من الهبوط كان واحدا من أعلى ثلاث فرق في متوسط نسبة المتابعة الجماهيرية في أوروبا، هذا هو العشق الحقيقي.

* هل كنت ستستمتع أكثر لو أنك لعبتَ إلى جانب ميسي أم كريستيانو رونالدو؟

- ربما مع ميسي، لأنه في مثل طولي.. لكن كريستيانو أيضا لاعب فذ ومميز.

* كم مرة اضطررت إلى ارتداء قناع؟

- كنت أضطر لفعل ذلك من حين إلى آخر حتى أتغلب على التصرفات التلقائية التي تحاول الظهور.

* يقال عنك إنك شخصية تتحكم في نفسها ولا تتسم بالتلقائية.

- أعلم ذلك، لكن الشخص الذي يتحكم في نفسه يخطئ من حين إلى آخر، إن لدى عيوبي لكنها لا ترتبط بطريقة تصرفي، سواء كانت تلقائية أو متكلفة، فأنا أتصرف وأنا أتذكر كيف كنت في طفولتي وأنا أشاهد نجومي المفضلين، وفي ظل وجود اهتمام كبير ومتابعة إعلامية لا يمكن للمرء دائما أن يتصرف بتلقائية، لكنني أفكر دائما في الأطفال الذين يشاهدونني ويقلدون كل شيء، وأشعر بهذه المسؤولية الكبيرة.

* دارت قبل بضعة أيام مناقشة في جريدة «لاغازيتا» حول مَن هو اللاعب الأعظم بين باجيو وتوتي وديل بييرو.. فما رأيك؟

- فزنا نحن الثلاثة لمجرد دخولنا في هذا النقاش، لقد كانت مسيرتي ومسيرتا توتي وباجيو مختلفة عن بعضها، وينبغي أيضا الاتفاق على مفهوم العظمة.

* حسنا، ماذا يعني أن يكون المرء عظيما في عالم الكرة؟

- أن يكتب التاريخ، فلا يوجد ما يعادل ذلك، وهناك خطوة أخرى أكثر أهمية، وهي الدخول إلى قلوب الناس.