عندما يلتقي أتليتكو مدريد وبرشلونة اليوم في ذهاب كأس السوبر الإسباني لكرة القدم، ستكون هذه المواجهة هي الحلقة الأولى في سلسلة المواجهات المهمة بالموسم الجديد لكرة القدم الإسبانية. وسيواجه المهاجم الدولي ديفيد فيا فريقه السابق برشلونة لأول مرة بعد انتقاله إلى أتليتكو مدريد على ملعب «فيسنتي كالديرون».
وكان فيا، أفضل هداف في تاريخ المنتخب الإسباني، انتقل إلى فريق العاصمة مقابل مبلغ زهيد (2.1 مليون يورو). وسيكون فيا تواقا لتقديم أفضل ما لديه أمام فريقه السابق، الذي لم يعتمد عليه بشكل كبير بعدما كسرت ساقه خلال كأس العالم للأندية 2011. كما لم يتمتع فيا (31 عاما) بعلاقة جيدة مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم في الأعوام الأربعة الماضية، وساهم قدوم البرازيلي نيمار من سانتوس في رحيله السريع إلى العاصمة.
ويبدو أن قرار فيا بالانتقال إلى أتليتكو كان ذكيا؛ إذ سيخوض دوري أبطال أوروبا ويلعب أساسيا في تشكيلة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، حيث سيأمل في فرض نفسه لحجز مكان في تشكيلة المدرب الوطني فيسنتي ديل بوسكي إلى مونديال البرازيل 2014. واعتبر فيا، مهاجم فالنسيا السابق، أنه سيحتفل إذا سجل في مرمى برشلونة لكن ليس بطريقة «كبيرة»، معتبرا أن حظوظ فريقه ستكون جيدة لتحقيق الفوز «إذا لعبنا بالتزام... لا يمكن أن نرتكب أي خطأ، يجب أن ندافع جيدا، نحاول إبعاد الكرة عنهم قدر المستطاع، لأننا نعلم أنهم يعانون كثيرا عندما يخسرون الكرة، ثم نستغل فرصنا بالكرات المرتدة». وتابع فيا: «لدي عدة أصدقاء هناك وذكريات جميلة في ثلاث سنوات أمضيتها معهم. لكن عندما تبدأ المباراة سيصبحون خصومي».
وستشكل هذه المباراة أيضا انطلاقة مسيرة أتليتكو المحلية بعد تخليه عن هدافه الكولومبي راداميل فالكاو غارسيا إلى موناكو الفرنسي في صفقة خيالية بلغت 60 مليون يورو في يونيو (حزيران) الماضي. وحقق أتليتكو فوزا مهما خارج ملعبه على إشبيلية 3 - 1 في المرحلة الأولى من الدوري المحلي، بهدفين للبرازيلي دييغو كوستا وهدف للأرجنتيني المخضرم ماكسي رودريغيز. واعتبر كوستا (24 عاما)، الذي رفض عرضا من ليفربول الإنجليزي وجدد عقده، أنه لن يكون مجرد بديل لفالكاو الذي سجل 70 هدفا لأتليتكو في موسمين: «تلحظون غياب فالكاو لأنه لاعب كبير، لكننا نملك فيا، وهو وحش أيضا، ونعرف أنه سيقدم أداء جيدا». وتابع كوستا: «التزامه وعمله من أجل الفريق رائعان. هو شخص متواضع ويملك طبعا مميزا. أعتقد أننا سنقدم الكثير لأتليتكو».
وتحت إشراف سيميوني، تحسنت نتائج أتليتكو بشكل كبير، فأحرز لقب الكأس المحلية، وحل ثالثا في الليغا (الدوري الإسباني) وأحرز لقب الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية في 2012. واستبعد سيميوني أن يكون من المنافسين الجديين على لقب الدوري هذا الموسم، معتبرا الليغا «مملة» بسبب احتكار المنافسة بين ناديين فقط: «ريال مدريد وبرشلونة يلعبان في بطولة أخرى. هذه بطولة مملة لباقي المشجعين الذين يأملون فقط في المركزين الثالث أو الرابع». لكن حارس مرمى برشلونة الدولي فيكتور فالديس رفض ادعاءات غياب المنافسة في الدوري وتوقع اختبارا قويا من أتليتكو: «أظهروا أمام إشبيلية صلابتهم، وسيكون امتحانا جديدا لبرشلونة.. عليكم فقط رؤية كيف لعب بيتيس أمام ريال مدريد، ومباراة إشبيلية - أتليتكو ومواجهة فالنسيا الأسبوع الماضي».
من جهته، حقق برشلونة انطلاقة صاروخية في مستهل حملته في الدفاع عن لقبه، عندما سحق ضيفه ليفانتي بسباعية نظيفة، كان نصيب ميسي ثنائية منها. وستكون الفرصة الأولى لمدرب برشلونة الجديد الأرجنتيني جيراردو مارتينو لنيل لقبه الأول بعد حلوله بدلا من تيتو فيلانوفا المبتعد بسبب المرض. وسيغيب عن تشكيلة مارتينو الظهير البرازيلي داني ألفيش المصاب بعد تسجيله هدفا في مباراة ليفانتي، ويحوم الشك حول مشاركة الجناح الشاب كريستيان تيللو.
وينوي الساحر ميسي رفع غلته أمام أتليتكو، الفريق الأكثر استقبالا لأهدافه التي بلغت 20 حتى الآن. وأكد ميسي أمس أن هناك رغبة عارمة في برشلونة حامل لقب الدوري الإسباني في تقديم موسم جيد. وأشار ميسي إلى أن النادي الكتالوني بات على أهبة الاستعداد للمباراة المرتقبة أمام فريق أتليتكو مدريد اليوم. وقال ميسي لشبكة «تنسنت ويبو» الصينية: «نتطلع إلى تقديم موسم رائع.. تركيزنا الآن منصب على كأس السوبر». وأشاد النجم الأرجنتيني بالمستوى الرائع الذي ظهر به فريقه في بداية الموسم الجديد للدوري الإسباني بالفوز الكاسح 7 - صفر على ليفانتي الأحد الماضي، وأكد: «لقد أوضحنا بشكل قوي أننا نعتزم تقديم موسم رائع». وسيساهم برشلونة بثلاثين ألف يورو لدعم تمديد ساعات عمل مترو الأنفاق في مباراة الإياب الأربعاء المقبل، كي يضمن عودة مشجعي الفريق من ملعب «كامب نو». وطلب عمدة برشلونة خافيير ترياس من الاتحاد الإسباني تقديم موعد المباراة المقررة الساعة الحادية عشرة ليلا، لكن طلبه قوبل بالرفض.
وسيحل برشلونة اليوم ضيفا على أتليتكو، بطل الكأس، في ملعب «فيسنتي كالديرون» في العاصمة مدريد في مباراة الذهاب، على أن يستضيف ملعب «كامب نو» لقاء الإياب الأربعاء المقبل. ومن المفترض أن تنتهي مباراة الإياب في الساعة 12:45 بتوقيت إسبانيا في حال لم تمتد لشوطين إضافيين أو ركلات ترجيح. وأمام احتمالية تأخر وقت المباراة لما بعد الموعد المحدد لانتهاء خدمات المترو، قرر النادي التدخل لتسهيل العودة على جماهيره لمنازلهم. وأراد برشلونة تجنب المشكلات المرورية التي أعقبت سوبر الموسم الماضي أمام الغريم ريال مدريد، حين انتهت المباراة في الساعة 12:15.