التواء من الدرجة الأولى في الركبة يبعد ماركيزيو شهرا عن اليوفي

بوغبا أثبت براعته واستحقاقه للعب دائما مع فريق السيدة العجوز

TT

لا يزال الموسم طويلا، وسينتهي بالمشاركة في مونديال البرازيل، ولا يزال هناك كثير من المباريات المقبلة، مما يجعل الغياب عن بعضها يصبح ميزة في النهاية. لكن من الصعب أن يكون كلاوديو ماركيزيو قد وضع ذلك في الحسبان عند اكتشاف مدى عمق إصابته في مباراة لاتسيو بكأس السوبر الإيطالية الأحد الماضي. وأفاد بيان اليوفي بأن لاعب الوسط «خضعت ركبته للرنين المغناطيسي لدى عيادة فورناكا بمنطقة سيسانت. وكشفت الفحوصات الطبية عن التواء من الدرجة الأولى - الثانية للرباط الجانبي الإنسي. وتتراوح فترة تعافيه بين 30 و35 يوما».

وأدرك ماركيزيو على الفور أن إصابته ستضطره للتوقف قليلا عن اللعب. وشوهد بعد المباراة يعرج في ممرات الاستاد الأولمبي بروما، وبدا عليه القلق والألم. وبعد أن فحصه الطاقم الطبي توقع توقفه شهرا، لكنه انتظر نتيجة الفحوصات الطبية. ووصل إلى العيادة الطبية برفقة زوجته روبرتا بعد الساعة الرابعة عصرا، واستمرت الفحوصات لما يقارب الساعة، وخرج بعكازين ورباط على ركبته.

وتكمن المشكلة في أن ماركيزيو كان يحاول الانتهاء من الاستعدادات الصيفية للتألق من جديد، وهذه الإصابة ستبطئ من خططه وستضطره إلى محاولة اللحاق بزملائه. وسيغيب ماركيزو عن أولى مباريات الموسم يوم السبت المقبل في مدينة جنوا، وعن المباراة التالية في استاد اليوفي أمام لاتسيو، وعن مباراتي المنتخب الإيطالي (المقرر إقامتهما في باليرمو يوم السادس من سبتمبر (أيلول) أمام بلغاريا، وفي استاد يوفنتوس يوم 10 من الشهر ذاته أمام جمهورية التشيك)، وعن ديربي إيطاليا أمام الإنتر في 15 من سبتمبر (أيلول). وستنتهي فترة التعافي على الأرجح في تزامن مع بداية دوري الأبطال (17 - 18 سبتمبر «أيلول»). وفي هذه الأثناء، سيتضح إذا ما كان ماركيزيو مستعدا للعب أم أنه يعود للملعب، كما يبدو مرجحا، في الأسبوع الذي سيخوض اليوفي فيه ثلاث مباريات في ثمانية أيام (يوم 22 أمام فيرونا ويوم 25 أمام كييفو ويوم 29 أمام تورينو). وعلى أي حال، ما يهم المدرب كونتي أن يتعافى كلاوديو جيدا وأن يعود لاعبا حاسما خاصة في الجزء الأول من الموسم الإيطالي.

ومن جهة أخرى، منحت إصابة ماركيزيو وخروجه من الملعب الفرصة للفرنسي بوغبا بتفجير موهبته في الملعب؛ بتسجيل الهدف الأول بعد 155 ثانية من دخوله الملعب.

وأثبت الفذ الفرنسي براعته واستحقاقه لمكانة مميزة في فريق السيدة العجوز. وعندما وصل إلى اليوفي العام الماضي، أدرك بول بوغبا سريعا أن كونتي يريد كثيرا من العمل وهامشا من التحسن. ووثق في المدرب الذي بادله الثقة بالدفع به في الملعب عندما أثبت استحقاقه للعب. وقام المدرب في نهاية الموسم الماضي بالتغيير لطريقة اللعب 3 - 5 - 1 - 1 ليؤدي بوغبا أكثر في الملعب، حيث تقدم ماركيزيو خلف فوتسينيتش وأطلق بول في مركز الظهير الذي يراه الأفضل بالنسبة له. فضلا عن إمكانية لعب بوغبا في الوسط محل بيرلو (كما حدث بالفعل) بمميزات مختلفة بالطبع. وخلال الموسم الممتلئ بالمباريات سيلعب الفرنسي في كل المراكز.

لكن لا يمكننا القول إن بوغبا يلعب محل زميل، لأنه ببساطة يستحق اللعب دائما، نظرا لأنه قوي جدا من الناحية البدنية وبارع جدا من الناحية الفنية. وبهذا الصدد، صرح كونتي، قائلا: «سيكون من الصعب تركه على مقعد البدلاء، لأنه ينضج بشكل استثنائي». ثم يوضح المدرب أنهم في الفرق الكبيرة يحتاجون إلى بدلاء بنفس كفاءة اللاعبين الأساسيين، ويضيف: «يوم السبت الماضي في البايرن جلس على مقعد البدلاء روبن وتياغو ألكانتارا في البداية، ويوم الأحد لم يلعب ماتا مع تشيلسي. وإذا أراد اليوفي أن ينضج لا بد أن يتوفر لديه بدلاء بارعون، وربما يتوفر لدينا لاعب آخر بكفاءة بوغبا للاحتفاظ به على مقعد البدلاء».

ويعلم كونتي أن هذا العام سيبقى على مقعد البدلاء واحد من بين بيرلو وفيدال وماركيزيو وبوغبا بالدور فيما بينهم. من الناحية النظرية، لا توجد مشكلة، أما على أرض الواقع، فلا يود أحد منهم الغياب عن المباريات الكبيرة. وسيؤجل غياب ماركيزيو لحظة استبعاد أحدهم. وعلى أي حال، لا يخشى بوغبا المنافسة، لأن الهدوء إحدى سماته التي اكتسب بها ثناء القائد بوفون الذي قال في أميركا: «بعد تسجيل الثنائية في مرمى أودينيزي، فاجأني بوغبا بشكل إيجابي بقص تصفيفة عُرف الديك الشقراء، وأظهر امتلاكه لعقلية سليمة».

وفي الوقت ذاته، يستمتع أندريا أنيللي رئيس نادي اليوفي بالفوز بكأس السوبر، قائلا: «كان من المهم البدء بانتصار. وكلمتنا الأولى والأخيرة في الملعب، وباقي الحديث ما هو إلا ثرثرة. ونعلم أن الموسم سيكون صعبا، لكننا حققنا نتيجة رائعة أمام لاتسيو. وينطلق اليوفي ليفوز بكل بطولة. وسيكون تحقيق ذلك صعبا في دوري الأبطال، لكننا نحب أن نحلم. ونحن لا نخدع أحدا، وسنرى القرعة ونحاول تخطي دور المجموعات في البداية، ونلعب كل مباراة في وقتها. وفي أوروبا، هناك كثير من الفرق التي يصعب هزيمتها، حيث لم يفز ريال مدريد بدوري الأبطال منذ عام 2002. وسنحاول الفوز على الرغم من إدراكنا للوضع العام ولمشروعنا. وسنسطر تاريخا جديدا بالفوز بالدرع الثالثة على التوالي، فهذا هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه، لكن أؤكد على مسيرة النضج، التي تهدف للفوز على المستوى القاري. ولا أعتبر نفسي أبا أو أخا لأحد، لأن لدي عائلتي وكفى. ولاعبو اليوفي هم الأفضل بالنسبة لي».