الحياة تعود للملاعب السعودية الليلة.. والفتح يبدأ رحلة الدفاع عن اللقب بملاقاة التعاون

الأندية المحترفة أنفقت 300 مليون ريال تأهبا لدوري عبد اللطيف جميل للمحترفين

TT

يعود نبض الحياة مجددا للملاعب السعودية، مساء اليوم الجمعة، بانطلاق الجولة الأولى من منافسات دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين بمسماه الجديد خلفا للمسمى الذي كان عليه في الموسم السابق «دوري زين السعودي للمحترفين». وتقام هذا المساء ثلاث مواجهات، على أن تستكمل بقية منافسات الجولة خلال الأيام الثلاثة المقبلة (السبت والأحد والاثنين).

ويدافع الفتح، بطل النسخة الماضية، عن لقبه، عندما يواجه نظيره التعاون، حيث يحل الأخير ضيفا على ملعب الأمير عبد الله بن جلوي في الأحساء، ويبدو الفتح أكثر جاهزية للموسم الحالي من نظيره التعاون، بعدما حقق النموذجي بطولتين؛ الأولى حملت الطابع الودي في الإمارات أثناء فترة الاستعدادات الصيفية، والثانية كانت بطولة السوبر السعودي التي حققها قبل أيام قليلة من أمام نظيره فريق الاتحاد, في حين يختبر التعاون جاهزيته الحقيقية في المباراة، بعدما أتم كثيرا من الصفقات هذا الصيف، التي بلغت تسعة لاعبين، من بينهم الرباعي الأجنبي بقيادة البرازيلي ريتشي والأردني شادي أبو هشهش.

وفي المواجهة الثانية، التي تقام اليوم (الجمعة)، يستضيف فريق النصر نظيره المقبل من الجنوب (نجران) في مواجهة لا تبدو سهلة على الطرفين, ويقدم النصر صفقاته الجديدة لجماهيره التي من المتوقع أن تسانده بكثافة في هذه المواجهة؛ كون المباراة تقام على أرضه «ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض», حيث ينتظر أن يتقدم لاعبو النصر الوافد الجديد وصاحب الرقم الأعلى والأغلى في الصفقات السعودية يحيى الشهري، إضافة إلى عبد الرحيم جيزاوي, في حين يقدم فريق نجران الثلاثي البرازيلي الذي أتم التعاقد معهم هذا الصيف، إضافة إلى لاعب المليون دولار الأردني الموهوب مصعب اللحام.

وأخيرا، يحل الشعلة ضيفا على الوافد الجديد لمنافسات الدوري الممتاز «النهضة»، وذلك على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام, ويختبر الروماني بلاتشي جاهزية فريقه «النهضة»، بعدما أتم التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين، إضافة إلى المعسكر الإعدادي الذي أقيم للفريق في تركيا. وفي المقابل، يحاول الشعلة كسب أول ثلاث نقاط في مسيرته بالدوري، وكان الفريق المقبل من الخرج (الشعلة) قد نشط في سوق الانتقالات المحلية هذا الصيف، وأحضر كثيرا من الأسماء الكبيرة، مثل ماجد المرحوم المقبل من الشباب، ووليد الجيزاني، وأحمد الخير، وفهد المبارك، الذين سبق لهم خوض تجربة احترافية سابقة مع فريقي النصر والهلال.

وتستكمل مباريات دوري جميل السعودي للمحترفين، غدا (السبت)، بإقامة مواجهتين، تجمع الأولى بين الهلال والصاعد حديثا للدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه (العروبة)، في مباراة تقام على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض, وفي المواجهة الثانية يحل الاتفاق ضيفا على نظيره الرائد في مدينة بريدة.

وتستمر منافسات الجولة الأولى، حيث تقام يوم الأحد مباراة وحيدة تجمع بين الفيصلي والأهلي، وتم تأجيل المواجهة التي ستقام في مدينة المجمعة نظير مشاركة الأهلي آسيويا, والحال ذاتها تنطبق على فريق الشباب الذي يخوض مباراته الأولى في الدوري هذا الموسم، يوم الاثنين، حيث يستضيف فريق الاتحاد بالعاصمة الرياض في مواجهة تعد هي الأقوى في الجولة الأولى.

* «تغييرات كثيرة.. ونظام النقاط الأقوى» وبنظرة تاريخية على الدوري السعودي صاحب التغييرات الكثيرة، من حيث المسمى والطريقة منذ انطلاقته بشكل موحد في عام 1976، حيث سبقه بعام ما يسمى الدوري التصنيفي، الذي حقق لقبه فريق النصر.

وأقيم بعد ذلك العام ما يسمى الدوري الموحد، الذي جمع كل الفرق تحت سقف منافسة واحدة، بعدما كانت تنشط بطولات المناطق أو الدوري التصنيفي, واستمر الدوري الموحد 14 نسخة بنظام النقاط، حيث يحقق اللقب صاحب النقاط الأعلى، في ترتيب الفرق المشاركة، التي بدأت بثمانية فرق، ثم زادت إلى عشرة ثم إلى 12 فريقا مشاركا في الدوري، الذي حقق الهلال لقبه الأول. باستثناء موسم وحيد عرف بمسمى الدوري المشترك، وذلك بسبب مشاركة المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم، حيث دمجت أندية الدوري الممتاز مع أندية الدرجة الأولى في مسابقة واحدة مقسمة على مجموعتين، بحيث يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة، وتلعب مباراة نهائية فاصلة لتحديد البطل بين المتأهلين, فضلا عن ذلك، فقد استمرت المنافسة كما هي بنظام النقاط حتى عام 1990, وشهدت الفترة الأولى من منافسات الدوري السعودي مشاركة اللاعبين الأجانب، إضافة إلى لعب الفرق على العشب الطبيعي لأول مرة بعد أن كانت تحضر الأرضية الصناعية.

وبعد التسعينات الميلادية، شهد الدوري مرحلة جديدة تعرف باسم «المربع الذهبي»، بحيث تلعب فرق الدوري الـ12 بنظام النقاط، وفي نهاية الموسم، تلعب الفرق صاحبة المراكز الأربعة الأولى بطولة مصغرة من نظام الذهاب والإياب، ويتأهل الفائزان للمباراة النهائية, ونجح الشباب في تحقيق النسخة الأولى من البطولة، التي عرفت بمسمى «كأس دوري خادم الحرمين الشريفين»، واستمر نظام المربع الذهبي لمدة 16 موسما، شهد كثيرا من الانتقادات، بحجة أنها طريقة ظالمة لمتصدر الدوري.

وعلى الرغم من بعض التعديلات، التي طرأت على نظام المربع الذهبي كأن يتأهل صاحب المركز الأول مباشرة للمباراة النهائية، إلا أنه تم إلغاء هذا النظام واستعادة نظام النقاط مجددا في موسم 2007/ 2008 الذي حقق الهلال لقبه الأول, وفي الموسم الذي يليه تم تغيير مسمى الدوري السعودي إلى دوري المحترفين السعودي تحقيقا لمتطلبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وفي موسم 2009/ 2010 تم بيع حقوق دوري المحترفين السعودي إلى شركة الاتصالات «زين»، حيث حمل الدوري مسمى دوري زين السعودي للمحترفين, وفي الموسم الذي يليه استمر المسمى والنظام لكن تم رفع عدد الفرق المشاركة من 12 إلى 14 فريقا, واستمر الوضع حتى الموسم الحالي الذي يشهد تسمية جديدة «دوري جميل السعودي للمحترفين».

* الفتح ينضم لقائمة الأبطال والهلال الأكثر تتويجا يتصدر فريق الهلال قائمة الفرق الأكثر تحقيقا لمسابقة الدوري السعودي منذ انطلاقتها، وذلك بـ13 بطولة نجح الهلال في تحقيقها في كل المسميات والأنظمة التي شهدتها بطولة الدوري السعودي، ولم يغب الهلال عن أي فترة زمنية من تحقيق لقب بطولة الدوري منذ أن كانت بنظام النقاط ثم المربع الذهبي ثم النظام الأخير «النقاط», ويأتي في المركز الثاني فريق الاتحاد، حيث نجح في تحقيق البطولة ثماني مرات، وكانت المرحلة التي نشط فيها كثيرا «المربع الذهبي», يأتي في المركز الثالث فريق الشباب، حيث حقق الليث لقب البطولة ست مرات ابتداء من التسعينات الميلادية, وفي المركز الرابع يحضر فريق النصر بخمسة ألقاب لبطولة الدوري كان آخرها في نظام المربع الذهبي, وفي المركز الخامس يحضر فريق الأهلي بمعية فريق الاتفاق، حيث حقق الثنائي لقب البطولة مرتين في تاريخهما، وذلك في مرحلة النقاط التي سبقت مرحلة المربع الذهبي, وأخيرا انضم فريق الفتح لقائمة أبطال الدوري بعدما حقق النسخة الأخيرة للمرة الأولى في تاريخه.

* 300 مليون ريال حجم إنفاق الأندية قبل بدء الدوري واقترب حجم إنفاق فرق أندية دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين الـ14 من كسر حاجز الـ300 مليون ريال سعودي على صفقاتها خلال فترة الانتقالات الصيفية، التي لم تغلق أبوابها بعد. وعلى الرغم من ضخامة حجم الإنفاق للأندية التي تعاني في الغالب من مشكلات مادية وتأخر في سداد مستحقات لاعبيها، فإن الرقم لا يعبر عن القيمة الإجمالية لصفقات الأندية نظير عدم حضور الشفافية والوضوح من إدارات الأندية في التعاملات المادية، والتكتم في غالب الأحيان على مبالغ هذه الصفقات المبرمة بين اللاعبين الأجانب أو المحليين.

ويتصدر الهلال قائمة أكثر الفرق إنفاقا هذا الصيف، حيث دفع 116 مليونا و700 ألف ريال، كان الأغلى فيها مهاجمه القادم من فريق الشباب ناصر الشمراني الذي بلغت قيمته 36 مليون ريال، ويأتي ثانيا من حيث قائمة الأندية الأكثر إنفاقا هذا الصيف فريق النصر، الذي دفع 77 مليون ريال سعودي، كان النصيب الأعظم منها للاعب خط الوسط يحيى الشهري المقبل من صفوف فريق الاتفاق بصفقة بلغت قيمتها 48 مليون ريال.

أما فريق الشباب، فيحتل المرتبة الثالثة في قائمة أكثر الفرق إنفاقا، وذلك بإجمالي بلغ 46 مليونا و600 ألف ريال، دفع الجزء الأعظم منها لمهاجمه نايف هزازي الذي خطفه من فريقه الاتحاد في صفقة بلغت 25 مليون ريال سعودي، وفي المركز الرابع في القائمة ذاتها يحضر النادي الأهلي، على الرغم من أنه يعتبر الأقل حراكا هذا الصيف بمعية غريمه التقليدي الاتحاد، حيث اقتصرت تعاقداتهما على ثلاثة لاعبين لكل فريق، إلا أن الأهلي أنفق 18 مليونا و500 ألف ريال، منها 15 مليون ريال صرفها للتعاقد مع مهاجمه الكوري الجنوبي سوك هيون.