الصربي ليايتش ينتقل إلى روما مقابل 11 مليون يورو

وافق على اللعب لمدة خمس سنوات.. وسيوقع على شرط جزائي

TT

كان قاطنو شارع أركولايو، بمدينة فلورنسا - والمؤدي إلى استاد أرتيميو فرانكي الخاص بفيورنتينا - ينتظرون الأنباء على بوابة المنزل، كانوا ينتظرون فقط الإعلان الرسمي عن رحيل آدم ليايتش، وهو الانتظار الذي يشرح العلاقة المنعدمة تماما التي خلقها المهاجم الصربي مع المدينة، ومع جيران مسكنه في المقام الأول. لكن هؤلاء الجيران سيستعيدون الهدوء (يتحدثون عن عودة إلى المنزل مصحوبة بالضجيج الشديد من جانب اللاعب)، وبالتزامن سيجد ليايتش لنفسه بعدا جديدا حيث يحاول إزاحة الغبار عن موهبته.

شرط جزائي بقيمة 20 مليون يورو: انتهت الصفقة مع نادي روما، وسيكون آدم زميلا لتوتي مقابل 11 مليون يورو بالإضافة للمكافآت التي تصل لمليونين تقريبا، وسيتم تحديد التفاصيل الأخيرة للاتفاق بين الناديين خلال ساعات (لكن من المحتمل أن يدخل خزائن فيورنتينا المزيد من الأموال). لذا فإن الصربي يتخلى عن حلم الميلان مؤقتا بفضل عقد لخمس سنوات مقابل مليوني يورو تقريبا للموسم الواحد، أي أكثر ثلاث مرات مما كان يتقاضاه في فلورنسا (كان يتقاضى صافي 600 ألف يورو). وفي هذه الساعات سيلتقي ليايتش (مع طاقمه) إداريي نادي روما من أجل الإتمام النهائي للعلاقة الثمينة الجديدة، والتي تتضمن أيضا إدراج شرط جزائي في حال فسخ العقد بقيمة 20 مليون يورو. ثم سيجري المهاجم الفحوصات الطبية قبل أن يصير لاعبا في صفوف روما رسميا. وهو كذلك فعليا، فقد أعلن الناديان أنهما قد توصلا لاتفاق، وأبوه سمير، ووكيل أعماله رمضاني قد أكدوا موافقتهم على العقد.

«شكرا للجميع»: وجمع ليايتش، الذي يلعب في صفوف فيورنتينا منذ شتاء 2010، متعلقاته أول من أمس، من دولابه الخاص رقم 22 بالمركز الرياضي للفريق، وهو الرقم المطبوع أيضا على ظهر قميصه على شرف كاكا لاعبه المفضل. ثم خرج بالسيارة، قبل أن يدخل ويخرج لآخر مرة من استاد فرانكي، حيث أدلى بحوار الوداع إلى القناة الرسمية للنادي، والذي ينتظر الآن الإعلان الرسمي لبثه على شبكة الإنترنت. «لقد بقيت بحالة جيدة جدا في فلورنسا وأود شكر كل الجماهير الذين كانوا بجانبي». كان هذا هو معنى تصريحاته. لقد حانت لحظة طي الصفحة بالنسبة له، وينتظره نادي روما ليحل محل لاميلا، محققا بهذا الهدف الأول في القائمة.

وأمضى ليايتش الصباح منعزلا في منزله بصحبه أبيه سمير. وفي الساعة الثالثة والنصف عصرا كانت الخطوة الأولى في مقر النادي لإنهاء خروجه من النادي مع مسؤولي الانتقالات بفيورنتينا. ثم الموعد في المركز الرياضي لتوديع الفريق، وبعدها العودة إلى استاد فرانكي لمنح آخر لقاء صحافي والهروب الجديد بالمراوغة وفي صمت ودون ابتسامات. وقد اجتاز آدم هذه الأسابيع الأخيرة في عبوس وتجهم، وهي الحالة التي جعلت مونتيلا وإدارة النادي يعملان كثيرا لبيع رأس الحربة، ثم الضغط لأن الانتقال إلى الجنوب وليس إلى الشمال، أي الميلان، وهو أول ناد إيطالي استطاع حسم الصفقة «بسعر منخفض»، وهو التصرف الذي لم يحظ بقبول فيورنتينا، ثم تم ازدراؤه رسميا لكونه «عرض لا يمكن قبوله، وبالطبع متأخر ومن المؤكد غير مناسب». أي جدار من فيورنتينا تم إعلانه دائما في وجه الميلان، ثم أكدته الأحداث فيما بعد.

طبع: كانت فطنة كورفينو، المدير الرياضي لفيورنتينا حينها، كالعادة هي التي حملت ليايتش إلى فلورنسا، وتم دفع 6.5 مليون يورو إلى نادي بارتيزان من أجل أحد أكثر الشباب الواعدين بالعالم بحسب قوائم مجلة «دون بالون». ووصل آدم إلى المدينة في 15 يناير (كانون الثاني)، ويوم 31 ظهر فورا لأول مرة في لقاء كالياري. وشارك حذاؤه الأصفر في كثير من هجمات فيورنتينا، ولم يمر الظهور الأول للصربي البالغ 18 عاما مرور الكرام. ثم حصل على المشاركة الأساسية من المدرب ميهايلوفيتش (المدير الفني الحالي لمنتخب صربيا والذي يستبعد آدم حاليا لمسائل أخلاقية، نظرا للرغبة الحاسمة في عدم غناء النشيد القومي)، وخاض 26 مباراة وسجل ثلاثة أهداف. فيما كان أقل اللاعبين توظيفا مع قيادة المدرب ديليو روسي للفريق، وإن كان الاثنان لديهما الطريقة ليكونا قريبين جدا ليلة الثاني من شهر مايو (أيار) 2012، مع الشجار الذي رآه العالم بأسره. وقفت الجماهير في صف روسي، وجعلوه يدرك هذا بهتاف «أنت غجري» القبيح والذي رددوه منذ يومين. وهكذا انتهت مغامرة فيورنتينا، ولا يجب تجاهلها أبدا، حيث كان هناك التفجر مع نهاية بطولة برصيد 10 أهداف في ثلاثة أشهر. لكن سيتعين على روما التحقق إذا كان مجدا حقيقيا أم لا.